انمي Ajin .. مزيج من الرعب والغموض والتشويق؛ لم يسبق له مثيل

بدايةً لم أكن أُخطط لمشاهدة هذا المسلسل ضمن أعمال موسم عرضه، فمثل جميع متابعي الأنمي لا أحبذ أعمال الـ CGI على الإطلاق، لكن بمجرد معرفتي بأن Mamoru Miyano ضمن طاقم المؤديين الصوتيين قررت فوراً التفكير بالأمر.

Mamoru Miyano لمن لا يعرفه هو مؤدي دور “ياجامي لايت” من أنِمي Death Note أي أنه واحد من أفضل المؤديين الصوتيين بل والأفضل مطلقاً لدى الكثير، فاطّلعت أولاً على المانجا فوجدتها حققت نجاحاً كبيراً خلال السنوات الثلاث الماضية وتلقت تقييماً إيجابياً جداً من القراء، وبالنسبة لاستوديو Polygon Pictures المسؤول عن العمل فقد أثبت كفائته من خلال عمله السابق Knights of Sidonia الذي حقق نجاحاً ملحوظاً حتى أن شبكة Netfelix حرصت على شراء حقوق العرض الخاصة به، وببعض التفاؤل يمكننا رؤية هذا الاستوديو قادم بقوة خلال السنوات المقبلة.

حيثما تتواجد الحياة فهناك الموت، لكن ماذا لو كان الشخص لا يموت، أو لا يمكنه أن يموت على الأحرى؟.. الاحتمالات لا حصر لها.

قبل سبعة عشر عاماً في عالم القصة تم اكتشاف فصيلة بشرية تُدعى Ajin  في أفريقيا، هذه الفصيلة لا تموت، أو أنها حرفياً تُبعث من الموت بعد موتها بدقائق، فيمكنك قتلها وتمزيقها إرباً لكن جسدها وأعضاءها الحيوية ستجدد على الفور مهما كانت عدد المرات التي ستقتلها فيها، ليس هذا فحسب فهم يمتلكون قدرة ما وراء طبيعية غريبة، تحبس الأنفاس، لم يظهر مثلها في أي عمل سابق، لكن سأدعك لاكتشافها بنفسك عند المشاهدة.

منذ اكتشاف “الأجين” تم الإبلاغ عن تواجد أعداد منهم في أنحاء متفرقة من العالم، كالعادة كان موقف العامة سلبياً ولم يتعد “الأجين” كونهم أشياء أقل واقعية يسمعون عنها بين حينٍ وآخر في نشرات الأخبار، بالنسبة للحكومات كان الأمر مختلفاً فقد استغلوا “الأجين” لإجراء تجارب مروّعة عليهم لاستخدامات طبية وعسكرية وغيرها.

يجد “ناجاي كيه” بطل القصة نفسه في قلب هذا العالم المظلم على حين غرة بعدما دهسته سيارة ورآه العامة ووسائل الإعلام خارجاً من تحتها كأن شيئاً لم يكن، مُطارداً من الحكومة التي تريد استغلاله كفأر تجارب ومن مجموعة أخرى من “الأجين” تريد ضمه لهم لتدمير البشر الذين أساؤوا معاملتهم.

قصة مشوقة لأبعد الحدود تقدّم لك جديداً في كل حلقة وتتركك بفارغ الصبر تنتظر التالية، إذا كنت من محبي الخيال العلمي والظواهر الخارقة  فستتعلق بها تماماً، وبطريقة ما ستجد فيها عدد من الملامح الرئيسية المميزة لـ Tokyo Ghoul وParasyte و Attack on Titan مع بعض التفوق على هذه الأعمال في نقاط وبعض الضعف في أخرى.

حتى الآن فالعمل مهتم أكثر بالجوانب البشرية الأكثر سوداوية، أغلب الشخصيات الرئيسية مشوهة وحقيرة من جميع الأطراف سواءً الحكومة أو “الأجين” الذين يخططون للانتقام أو العامة الذين لا يلقون بالاً لغير مصلحتهم، “ناجاي كيه” بطل القصة في البداية كان يظهر كـ نذل كبير لكن بداخله صراع لا يهدأ بين الخير والشر وصعب أن تتوقع أي كفة ستميل بالنهاية، هناك بعض الأصدقاء الطيبون لكن ليس لهم حظ كبير من الأحداث، ربما سيتغير هذا في الحلقات القادمة.

والواضح أن انمي Ajin مهتم بإظهار الطبيعة البشرية الرمادية، مثل كثير من الأعمال غيره في الفترة الأخيرة، ويبدو أن هذا التيار سيكون له الكلمة العليا في مستقبل عالم الأنمي، فبانتهاء Naruto وبعد أن يختفي One Piece – إن كانت له نهاية – ومع انحسار الأعمال المشابهة ربما ستختفي شخصية البطل الأحمق الصغير الذي يُنكل بالأشرار على طول الطريق.

كما قلنا انمي Ajin تم إنتاجه بتقنيات CGI وإن كنتَ مثل الجميع تكره هذا الأسلوب في الأنمي  لكنني أؤكد لك أنك ستعتاد على الأمر من ثالث حلقة، فالقصة وتطورها وتميز الأبطال سيأخذونك بعيداً جداً وستنسى عيوب الـ CGI، وأكثر من ذلك ستجد بعض المميزات في ذلك لأول مرة فبعض المشاهد القتالية جاءت أفضل وأنسب بهذا الأسلوب.

ورغم ذلك لا أجد الأمر مبرراً فالميزانيات المتوفرة لدى أكبر استوديوهات الأنمي لا تسمح للإنتاج بهذا الأسلوب بالإضافة لأن الجدول الزمني لإخراج الأعمال لا يتسع لذلك.

قصة لا يجب أن تفوتك حبكة مميزة جداً وتيمة خيال علمي طازجة مع مزيج رعب وغموض وتشويق يجعل التجربة تصل لأقصى آفاق المتعة، وإنتاج ممتاز بالنسبة لكون انمي Ajin ثلاثي الأبعاد، وأخيراً يجب أن يكون “أجين” من أولوياتك ضمن أعمال هذا الموسم.