“كواليس مسلسل الصفارة ممتعة وهذه حقيقة الجزء الثاني”.. الفنان أحمد أمين يتحدث لأراجيك فن

من المسلسلات التي حظيت بمتابعة كبيرة وإشادة واسعة من الجمهور، مسلسل "الصفارة" الذي قدمه النجم الموهوب "أحمد أمين"، ونجح في جذب الأنظار إليه، ليكون مفاجأة الموسم الرمضاني 2023، واستطاع أن يضع نفسه على رأس قائمة الأعمال الكوميدية لهذا العام، ويكون من أنجح المسلسلات الكوميدية في موسم رمضان الحالي.

في هذا الشأن كان لموقع "أراجيك فن" هذا الحوار مع نجم العمل الفنان "أحمد أمين". وعن النجاح الكبير الذي يحققه المسلسل، وهل كان يتوقع ذلك النجاح أم لا، يقول الفنان المتميز "أحمد أمين" إنه لا يحب التوقعات، ولكنه يختار العمل الذي يحبه، ويبذل فيه مجهودًا قدر المستطاع، وإنه يثق بذكاء الجمهور، وفي تقديره للمجهود الذي يبذله في أعماله.

ولعل ما يميز مسلسل "الصفارة" أنه من المسلسلات القصيرة نسبيًا، مما ساعد على ظهور الأحداث بشكل مُركز أكثر، وعدم وجود تطويل في الأحداث، الأمر الذي زاد من تعلق الجمهور به واندماجه مع أحداثه، وهو ما قدمه "أحمد أمين" من قبل في مسلسله "ما وراء الطبيعة"، الذي كان 6 حلقات فقط، فهو ينتمي لفئة المسلسلات القصيرة، والأمر نفسه مع مسلسل "الصفارة" المكون من 15 حلقة.

وعلى الرغم من أن المسلسل عُرض في شهر رمضان، والذي اعتاد فيه الجمهور على مسلسلات ال 30 حلقة، إلا أن "أمين" لم يقلق أو يتخوَّف من هذا الأمر، بل قال إن انتشار فكرة المسلسلات القصيرة يوفر حرية إبداعية أكبر، وإن المقياس هو الفكرة، فهناك أنواع من القصص يمكن تقديمها في 15 حلقة فقط، وهناك ما هو أكثر أو أقل حسب الموضوع، وما يمكن تقديمه في 15 حلقة مثلًا غير مناسب تقديمه في 30 حلقة والعكس صحيح.

أما فيما يخص موضوع المسلسل وفكرته، فقد سبق وأن أعلن "أحمد أمين" على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن فكرة المسلسل مأخوذة عن رواية (Sound of thunder) التي تتناول أثر الفراشة، وعند سؤاله عن سبب اختياره للفكرة، وما الذي جذبه لها، وإن كان يهدف من خلال عمله إلى توصيل رسالة معينة لجمهوره، أم مجرد تقديم عمل كوميدي ممتع للمشاهد.

قال "أمين" إنه كان يريد تقديم عمل يتناول فكرة أثر الفراشة منذ وقت طويل، ولذلك قرر مع ورشة الكتابة القائمة على كتابة المسلسل العمل على هذه الفكرة، ومن هنا خرجت فكرة مسلسل الصفارة، وعند عرضها على شركة الإنتاج تحمست الأخيرة لها بشدة، واستمر العمل على كتابة الفكرة وتطويرها وتعديلها حتى قبل التصوير مباشرة، أما الرسالة خلف المسلسل فهى ذاتها التي لخَّصها "شفيق" في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حينما تحدث عن الدروس التي تعلَّمها في حياته من استخدامه للصفارة.

أما فيما يتعلق بالأدوار الكوميدية التي برع فيها، فقد كان آخر أعماله الكوميدية مسلسل "الوصية" الذي قدَّمه مع النجم "أكرم حسني" في عام 2018، إلا أنه اتجه بعد ذلك لتقديم أدوار تراجيدية مثل دوره في مسلسل "ما وراء الطبيعة" المستوحى من كتابات وأعمال الكاتب "أحمد خالد توفيق"، والذي قدم فيه "أحمد أمين" الشخصية الأشهر للعراب وهو شخصية "رفعت إسماعيل".

وكذلك دوره الرائع والمميز في مسلسل "جزيرة غمام" الذي قدم فيه شخصية الشيخ "عرفات"، وكانت بعيدة تمامًا عن الكوميديا أيضًا، وفي هذا الشأن كان السؤال حول ما إذا كان "أحمد أمين" فضَّل الابتعاد عن الكوميديا لفترة، وتقديم أعمال أخرى درامية، فكان رد "أمين" إن الأمر لم يكن مقصودًا، وإنه يحب الكوميديا جدًا، ويرى أن هناك العديد من الرسائل التي يمكن أن تصل للجمهور بشكل أفضل عن طريق الكوميديا دون غيرها.

كما يقول إنه يبحث دائمًا عن القصة الجيدة التي تجذبه، والعمل الذي تتوافر فيه عناصر جيدة مثل المخرج المميز، وفريق عمل جيد، وحينما تتوافر هذه العناصر، ويكون المشروع القائم أو موضوع العمل نفسه متوافقًا مع طموحاته، فهو يقدمه بأي شكل بعيدًا عن تصنيفه تمامًا، حتى ولو كان أكشن.   

وعلى الرغم من تشابه مسلسلي "الصفارة"، و"ما وراء الطبيعة" كونهما أعمالًا قائمة على فكرة الفانتازيا، يقول "أمين" إن الأمر مجرد صدفة، ولا يعني أن ذلك هو النوع المفضل بالنسبة له في أعماله.

وقد ظهر في المسلسل عدد من النجوم الشباب المميزين والموهوبين، مثل: طه دسوقي، وآية سماحة اللذين لفتا الأنظار إليهما، بوجود مواهب تستحق الاحتفاء ويستحق أصحابها الفرصة الحقيقية لإظهار مهاراتهم وقدراتهم الفنية.

وفي هذا الشأن سألنا "أحمد أمين" عن تجربة العمل مع فنانين من أجيال أصغر سنًا، وكيف يرى موهبتهم، يقول "أمين" إنه يحب كثيرًا العمل مع الجيل الأصغر، وإنه يستفيد ويتعلم منهم، كما أنه يحب أي فرصة تجمعه بهم والعمل معهم، واصفًا: "أنا بتلكك عشان أبقى قريب دايمًا للأصغر مني عشان الواحد ما يعجزش بدري"، أما عن رأيه في "آية سماحة" و"طه دسوقي"، فقال بأنهما موهبتان كبيرتان، وإنه لا يزال أمامهما الكثير ليقدموه في المستقبل. 

في مسلسل الصفارة شاهدنا كوميديا مميزة ومختلفة، وهو ما أثار إعجاب المشاهدين بالعمل، وهنا كان السؤال إن كانت الكوميديا اختلفت في تقديمها للجمهور عما كانت من قبل، وكان رد "أمين" إن التغيير والاختلاف أمر طبيعي، وهو يحدث بتغير الزمن والأحداث، وإن كل شيء تغير بالفعل فلماذا لا يحدث ذلك مع الكوميديا أيضًا؟ وإنه يفضل تقديم كوميديا الموقف عن الكوميديا المعتمدة على الإفيه أو التريندات. 

وحول التشابه في طريقة الكتابة وأسلوبها بين مسلسل "الصفارة"، وبرنامجي "البلاتوه" و"أمين وشركاه"، الذي سبق وأن قدمهما "أحمد أمين" من قبل، خاصة في كتابة الاسكتشات، بل وفي بعض المشاهد التي جاءت في المسلسل وتشابهت مع فيديوهات قديمة قدَّمها "أمين" من قبل، وهل كان الأمر مجرد مصادفة، أم أنه يعتبرها مشروعًا ممتدًا لنوع من الكوميديا يحب تقديمه.

قال "أمين" إن المسلسل فيه بالفعل من روح "البلاتوه"، خاصة مع وجود نفس فريق العمل الذي سبق وأن قدَّم البرنامج سواء من فريق الكتابة، أو حتى المخرج "علاء إسماعيل" الذي أخرج مسلسل "الصفارة"، وكذلك برنامج "البلاتوه".

وحول الصعوبات التي واجهته في تصوير مشاهد المسلسل، يقول "أمين" إنه لم تكن هناك صعوبات استثنائية، وإن أجواء التصوير كانت رائعة، أما فيما يتعلق بتقديمه لأكثر من شخصية بأشكال وطريقة أداء مختلفة، وهل كان تقديم شخصيات مختلفة في نفس العمل أمرًا ممتعًا ويحب تكراره.

يقول "أحمد أمين" إن تقديم أكتر من شخصية، خاصة إذا كان عددها كبيرًا مثل مسلسل "الصفارة" هو بالتأكيد معناه مجهود أكبر، ولكنه كان ممتعًا بمساعدة فريق العمل الذي كان متناغمًا، ولكن على الرغم من ذلك لا يسعى لتعدد الشخصيات أبدًا، ويقدمه حسب ما يقتضي العمل.

من الأمور التي تميز "أحمد أمين" كذلك هى تنوع موهبته ما بين الكتابة والغناء والعزف والتمثيل وغيرها، ومن هنا كان السؤال إن كان يرى نفسه فنانًا شاملًا، فكان رد "أمين": "فنان شامل دي كلمة كبيرة أوي"، وإنه فقط يقوم بعمل الأشياء التي يحبها.

أما فيما يتعلق بمشاركته للمطرب "هشام عباس" في غناء تتر المسلسل، كما سبق وأن شارك في غناء تتر مسلسل "الوصية"، إلى جانب غنائه لعدد من الأغنيات في حلقات مسلسل "الصفارة"، يقول "أمين" إنه ليس مطربًا بالطبع، ولكنه يحاول قدر الإمكان الغناء بشكل صحيح، وإن ذلك يحدث بتوجيه وتشجيع من زملائه الموسيقيين، وإنه في الوقت نفسه يحاول الحفاظ على آذان الجمهور قدر المستطاع.

فكرة مسلسل "الصفارة" كانت تدور حول شخص يحاول العودة بالزمن للحظة بعينها في حياته ليحاول تغييرها، وهنا كان السؤال لـ "أحمد أمين" إذا تخيلنا بأنه يمتلك صفارة الملك توت كما حدث مع "شفيق" في المسلسل، هل سيعود بالفعل إلى الماضي لتغيير أمرٍ ما حدث في حياته، وكان رد "أمين": "أنا بحب الواقع بتاعي"، وإنه لن يخالف ضميره بأن يستخدم الصفارة في الوقت الذي يطلب فيه من الجمهور عدم فعل ذلك، وإنه من خبرته تعلَّم أن الأشياء التي تراها سيئة، تتحول إلى ميزة في المستقبل.

وحول تقديم جزء ثانٍ من مسلسل "الصفارة" كما تم الإعلان عنه، قال "أمين" إن هناك بالفعل جزءًا ثانيًا من المسلسل، ولكنه لم يكن ضمن خطة صُناع العمل من البداية، ولكنه قرار جاء من شركة الإنتاج بعد النجاح الكبير الذي حققه المسلسل، وتأثرها بردود أفعال المشاهدين.

أما فيما يتعلق بمشاريعه القادمة، فقد قال "أحمد أمين" إنه يقوم بتحضير فيلم (سوبر زيرو) مع النجم "هشام ماجد"، ويستعد لتقديمه خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع نخبة ميزة من الفنانين.