“عشت الأمومة بسبب الهرشة السابعة”.. النجمة أمينة خليل تتحدث عن الكواليس لأراجيك فن
6 د
إطلالتها تخطف الأنظار كلما تواجدت في عمل درامي أو سينمائي، استطاعت أن تحقق شعبية جماهيرية كبيرة من خلال اختياراتها لتقديم الأعمال الفنية المتنوعة والمهمومة بالقضايا الاجتماعية والنفسية الجادة، والتي تمس قلوب الجماهير وعقولهم، ملامحها تتصف بالجمال والشقاوة سمة موهبتها، وكذلك شخصياتها الفنية التي تحمل بذكاء هذه الخلطة السحرية.. إنها النجمة المتميزة أمينة خليل.
كسبت الفنانة المصرية الشابة الرهان ببطولة مسلسل "الهرشة السابعة"؛ مجسدة شخصية زوجة تعاني من اضطراب وتيرة حياتها الزوجية والذي يصل بها لحافة الانهيار متسببًا في طلاقها من "اَدم/محمد شاهين"، محاولة البحث عن ذاتها والقضاء على حالة الانهيار والتشتت التي حالت دون تحقيق سعادتها ومعايشة حلمها بالمهنة التي أحبتها.
هكذا تعيش الفنانة أمينة خليل مع شخصية "نادين"، التي تقدمها في مسلسلها "الهرشة السابعة"، والذي نجح حتى الآن في تصدر المسلسلات الأعلى مشاهدة عَبر منصة "شاهد" الرقمية في مصر والسعودية وسوريا وعدد من دول الخليج، ويشاركها في بطولته بجانب "شاهين" عدد من النجوم وهم: علي قاسم، وأسماء جلال، وعايدة رياض، وحنان سليمان، و محمد محمود.
مسلسل اجتماعي يبتعد عن الانحياز
علاقات متشعبة ومُعمقة بالأبعاد النفسية المتنافرة، خمسة عشر حلقة تستعرض لك ذروة السعادة بالعلاقات الزوجية وعلى النقيض مشاعر الغضب التي تكسر المسافات الاَمنة بين الطرفين، مستوحاة من مشاعر حقيقية وقصص واقعية لامستها أمينة خليل في الواقع.
تقول "أمينة خليل": "بدأت ألاحظ من حكايات أصحابي الشباب المتزوجين شكواهم من أزمات يتعرضون لها في أسرتهم، ويطرحون التساؤلات: إيه حصل؟ ليه اختلفنا عن حبنا زمان؟ فاكرة سعادتنا يوم الفرح؟.. اكتشفت ضرورة مناقشة هذا الموضوع دراميًا والأهم الطريقة الفنية التي سنتناوله بها على الشاشة".
وتوضح ضمن حوارها الصحفي الخاص مع "أراجيك فن"، إنه موضوع شائك وعصري يجب أن يتولى مسؤولية كتابته إنسان واعٍ وعلى دراية بمشاعر الطرفين حتى لا ينحاز في المعالجة الدرامية لأي من الزوجين على حساب الآخر ولا يظهر "كمسلسل نسائي"؛ لذا كانت مريم نعوم أفضل سيناريست للتعامل مع وجهتي نظر الراجل والست بطريقة متوازنة صحيحة ضمن الحبكة الدرامية".
الحرص على معالجة الأزمات الزوجية من على أرض محايدة لم يمنع "أمينة خليل" من التعاطف الكبير مع عصبية "نادين" التي دمرت حياتها الزوجية، في أثناء تحضيرها واستعدادها لتجسيدها على الشاشة؛ إذ توحدت معها وحالتها وتفكيرها ومعتقداتها منفصلة تمامًا عن شخصيتها الحقيقية لتوصيلها بصدق للجمهور.
كواليس أمينة خليل في الهرشة السابعة
"لماذا تفشل العلاقات الزوجية؟"..سؤال طرحته أمينة خليل ضمن المعالجة الدرامية على لسان "نادين" في برنامجها الإذاعي "بودكاست" الذي نجحت في تقديمه ضمن حبكة "الهرشة السابعة" لكنه ينقلنا لبُعد اجتماعي ونفسي بحياتنا الواقعية، إذ ترى "أمينة" أن التفاهم أساس الحياة الأسرية الناجحة.
كذلك وجوب "المواجهة والمصارحة" النتيجة البارزة التي يصل إليها "نادين واَدم" في مشهد المواجهة الشهير على الطاولة بالحلقات الأخيرة، والذي لاقى ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي فور عرضه، موضحة أنه تم تصويره خلال ساعتين ونصف بشكل متواصل كـ ”One Shot".
تلفت إلى أن المسلسل ينقل هذه الحالة للمشاهدين محاولة لتفادي "الهرشة السابعة" وغيرها من الأزمات الزوجية التي تحدث بعد مرور 5 أو 6 أعوام أو أكثر، مؤكدة إيمانها بهذه النظرية بالفعل كشيء وارد حدوثه مع اختلاف سنوات الزواج، كذلك نهاية المسلسل "مفتوحة وليست محسومة" والتي تميل "للواقعية" أيضًا ما بين مشاعر التفاؤل ومحاولات التفكير للعودة واستكمال حياتهما معًا.
تقول إنها حينما بدأت في مشاهدة المسلسل عقب انتهائها من التصوير، بدأت تشكل وجهة نظرها كمشاهدة تجاه تصرفات "نادين" و"اَدم"؛ تارة تقتنع بوجهة نظر الأولى وتارة أخرى تستمع وتقتنع بمبررات زوجها وسبب غضبه، على سبيل المثال حينما كان يهاجمها ضمن "خناقاتهما" بـ "مبقتيش تشوفي غير الحاجات السلبية".
إذ كانت وجهة نظره صحيحة وقتذاك، خاصة وإنها كانت تحكم على الآخرين وعنيدة قبل أن تواجه نفسها وتطور من أخطائها؛ التحول النفسي والتغييرات التي نراها تحدث مع "نادين" ضمن إطار الأحداث "محاولة" منها أن تنتقل بحياتها ونفسها لحالة أفضل؛ "هكذا تكون حقيقة البني آدمين رمادية فلا يوجد أحد شرير أو ملاك بلا أخطاء" حسب وصف أمينة خليل.
تلفت إلى أن تركيبات الشخصية النفسية التي تتدرج بين إحساسها بمشاعر الفرح والحزن والضيق والحب والفشل والنجاح ينبع من كونها "شخصية عادية واقعية"؛ مؤكدة أنها والمخرج كريم الشناوي ومريم نعوم المشرفة على ورشة الكتابة "سرد" دومًا ما كانت تجمعهم نقاشات حول الأداء السهل الممتنع، أي سلاسة ظهور سلوك "نادين" على الشاشة بطريقة أكثر عفوية تعبيرًا عن حقوقها وأزماتها.
صعوبات الأمومة
كذلك استطاعت أمينة خليل أن تجذب بأدائها لشخصية "الأم نادين" شريحة كبيرة من الأمهات اللائي تعلقن على السوشيال ميديا بشعورهن بحالة مماثلة للتوتر ذاته الذي قدمته ببراعة على الشاشة، ولعل أبرزها انفعالها صارخة بـ "عايزة أستحمى" موجهة اعتراضها لزوجها "اَدم" الذي لا يبالي بترك ابنيهما التوأم لها طوال اليوم دون مساعدة من أحد غيرها ونفسها.
مشاهد كثيرة شخصت أعباء الأمومة تجاه تربية الأبناء حفاظًا على نشأتهم بمستوى ثقافي وصحي جيد؛ إلى أن تفاقمت الأزمات بين "نادين واَدم" ويظهر تأثيرها على الأطفال، ولعل أبرز هذه المشاهد عندما دفع الابن الأم أمام الأب مهاجمًا إياها بسبب حملها لمقتنيات زوجها خارج المنزل بعد انفصالهما.
بسؤالها عن كيفية تعاملها مع مشاعر "الأمومة" وضغوطات الأسرة في إطار تقمصها لشخصية "نادين" وحقوقها، خاصة هذا المشهد الذي تستقبله بنظرة مندهشة من السلوك العدائي الذي تبناه الطفل ضدها دفاعًا عن والده إثر تراكمات النزاعات بينهما، تؤكد أمينة خليل أن هذا المشهد تطلب تحضيرًا استثنائيًا من صعوبته إذ كان هناك عدة مشاهد صعبة بـ "الهرشة السابعة" حسب متطلباتها.
وتقول: "كل الأمهات اللائي تحدثت معهن سواء في أثناء التحضير للمسلسل أو خارجه لمعرفة ماهية "الأمومة" ومعناها، كلهن أجبن إجابات كثيرة ومختلفة، إلا إن هناك ردًا واحدًا أجمعن عليه كلهن، "أول ما بتخلفي بتحسي قلبك خرج بره جسمك لشخص اَخر"، كلهن وحدن هذا الإحساس متفقات على الشعور به، وأنا لم أشعر بهذا الإحساس من قبل لأنني لم أتزوج، لكنني أستطيع التماهي مع هذه الحالة ألا وهي "خروج قلبي بره جسدي"، لذا كنت أستعيد هذا المثل لاستحضار المشاعر نفسها؛ لكِ أن تتخيلي أن "قلبك ده أكتر ما تحبينه في حياتك زعلان منك ويضربك ويقولك بكرهك"، وتخيلت لو ابن اختي الصغير "علي" الذي أحبه كثيرًا جدًا مكانه، ومن هذه النقطة جسدت الخضّة الموجعة التي ظهرت على وجه "نادين" في المشهد".
دراما واقعية
مسلسل "الهرشة السابعة" يُعرض خلفًا لمسلسل "العائدون" (رمضان 2022)، و"خلي بالك من زيزي" الذي حقق نجاحًا كبيرًا ضمن ماراثون دراما رمضان قبل الماضي، من بطولة أمينة خليل، ومحمد ممدوح، وبيومي فؤاد، وأسماء جلال، ونهى عابدين، وهو من تأليف ورشة سرد لمريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي أيضًا.
وعن هذا الانتقال المميز بين الشخصيتين الدراميتين ضمن مسيرة فنية تصل لـ 40 عملًا فنيًا بين السينما والتلفزيون، والذي يصنع البُعد النفسي المعمق للدورين فرقًا كبيرًا بينهما على الرغم من تشابه خلفيتهما التاريخية الدرامية من حيث اضطراب علاقة الشخصيتين مع الأب والأم.
بينما نرى "زيزي" أكثر انفعالًا كشخصية تفعل ما يحلو لها "بتلقائية" وفقًا لمعاناتها الداخلية من اضطراب فرط الحركة ADHD، على عكس "نادين" والتي كادت تستخدم عقلها في التحكم بانفعالاتها وفقًا لرغبتها الشخصية ومبرراتها.
تفسر سر نجاح هذه الأعمال التي اتسمت باختلافها عن المعروض ما بين المسلسلات التي تتبع النوعيات الفنية التجارية والإثارة والتشويق، بأن هذه الدراما تمت صناعتها "بحب حقيقي" من فريق العمل كافة، لافتة إلى أن السبيل الوحيد للاقتراب من عقلية المشاهدين هو تقديم دراما قريبة من قلوبهم وحقيقتهم ومشاكلهم بالواقع.
على صعيد اَخر، تنشغل النجمة أمينة خليل بالتحضير لعدة أعمال فنية جديدة؛ فيلم "شماريخ"، و"شقو"، و"وش في وش"، والمقرر عرضها خلال الفترة المقبلة، أما مطالبات الجمهور بتقديم جزء ثانِ من "الهرشة السابعة" فتختتم بالرد عليه بأنه "قرار لم يؤخذ حتى الاَن، وهو متوقف على الموضوعات نفسها التي من الممكن تناولها بهذا الموسم"، وخاصة أنها لا تفضل تقديم مواسم جديدة من أعمال قدمتها من قبل على الشاشة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.