خواكين فينيكس .. فتى هولييود غريب الأطوار!

بصوته الأجش والندبة فوق شفته وتلك الشخصيات المضطربة التي يقوم بلعب أدوارها باستمرار .. إنه الفريد من نوعه خواكين فينيكس

عُرف بطبعه المتمرّد منذ الصغر إذ في عمر الرابعة طلب من والديه تغيير اسمه من خواكين إلى Leaf حيث أراد اسماً أكثر تميزاً ولأن أخوته يتمتعون بأسماء غريبة أيضاً، أخوه River Phoenix كان ممثلاً واعداً -ترشّح للأوسكار عن دوره في فيلم Running on Empty وأشهر أدواره كانت في فيلم Stand By Me عام 1986- لكن موته شكّل صدمة كبيرة لأخيه الأصغر خواكين عندما كان في عمر الثالثة والعشرين فقط.

الشخصيات التي لعبها تحاكي الحالات النفسية التي مرّ بها طوال مسيرته الفنية، فلنلقي نظرة سريعة على أهم الأعمال التي قام بها والفاتنات اللواتي شاركنه البطولة..

جولييت بينوش .. امرأة بوجه طفلة

لعب دور المراهق المضطرب جيمي ايميت في الكوميديا السوداء To Die For إلى جانب نيكول كيدمان في دور سوزان المذيعة الفاتنة التي تقوم بإغرائه من أجل أن يقتل زوجها، حازت نيكول على جائزة الغولدن غلوب وترشحت لجائزة BAFTA عن دورها في هذا الفيلم.

10 ممثلين مبدعين ابتعدوا قليلاً عن التمثيل للحصول على الأوسكار

في عام 1997 شارك في فيلم الدراما الرومانسية Inventing The Abbots الى جانب كل من جينيفر كونلي وليف تايلر اللواتي لعبتا دور الأختين الأرستقراطيتين ألينور وباميلا، ولعب خواكين دور (دوغ) الشاب البسيط المنتمي الى الطبقة العاملة الفقيرة والذي يسعى باستمرار لكسب قلب الأخت الأجمل باميلا وعلاقتهما المتأرجحة منذ الطفولة، حيث نشأ دوغ فقيراً وفاقداً لوالده في حادثة غامضة.

تدور بهما عجلة الزمن التي تدفعها يد القدر ليتلقيا عندما يبلغان سن الرشد ليكتشفا خفايا علاقة عائلتيهما ببعضها فهل ما سيكتشفانه سيؤثر على حبّهما المتبادل أم أن الحب أقوى من أي عقبة؟ دراما خفيفة وهادئة حول العلاقات وتأثير المادة عليها. وقع كل من خواكين فينيكس وليف تايلر في الحب أثناء تصوير الفيلم ليدخلا في علاقة دامت لأكثر من ثلاث سنوات.

لعب دور السجين العالق بين الموت والحياة اذ ينتظر دوره للإعدام إثر حيازته المخدرات في ماليزيا في الفيلم الدرامي Return To Paradise عام 1998 فماليزيا دولة حريصة جداً إزاء موضوع الممنوعات وليس في دستورها أية ثغرة تسمح للمتهم بالنجاة من حكم الإعدام.

يعيش لويس ( خواكين فينيكس ) أياماً عصيبة في أحد السجون القذرة في كوالا لامبور بانتظار أن تنقذه معجزة أو يهرع لنجدته الشابان اللذان كان لهما حصة كبيرة من المخدرات التي كانت في حوزته وليتحملا على الأفل جزءاً من المسؤولية، وبالتالي ان يتخليا عن حريتهم من أجل انقاذ حياة غريب بالكاد يعرفونه.

ينحدر لويس شيئاً فشيئاً الى حالة من الهيستيريا إثر معاناته من سوء التغذية ورهاب الأماكن المغلقة. لم يحظ الفيلم بأية جوائز أو شهرة، أخذ من بعده المخرج جوزيف روبن فترة نقاهة حتى العام 2004 ليعود بفيلم جديد تحت عنوان The Forgotten.

تشارلي تشابلن الأيقونة الأزلية للسينما الصامتة

في العام 2000 حان موعد القطاف فنال نجمنا أول ترشيحاً للأوسكار، إذ شارك بالبطولة الى جانب القدير راسل كرو في ما أحب تسميته “بالملحمة المعاصرة” شبيهة بتلك الخاصة بمخرج Ben Hur ويليم ويلر تحت عنوان Gladiator بافتتاحيتها في مشهد معركة أسطوريّ وتأثيرات بصرية تسلُب الألباب.

يلعب خواكين دور كومودس الابن المضطرب الشرير لإمبراطور روما المحتضر بميوله الغريبة تجاه اخته وحلمه بأن يصبح ديكتاتوراً، يدخل كومودس في منافسة شرسة على كرسي الحكم في وجه ماكسيموس (راسل كرو).

نال الفيلم خمسة أوسكارات إحداها  لراسل كرو عن دوره الرئيسي وحاز على جائزة أفضل ممثل مساعد بينوتشيو ديل تورو بدلاً عن فينيكس لدوره في فيلم Traffic. اصطحب فينيكس والدته الى حفل الأوسكار الأول له واصطحب اخواته في الحفلات اللاحقة فهو متعلق بعائلته ويعطيها الأولوية دائماً حتى فيما يخص حياته المهنية.

دانييل داي لويس .. دينيرو البريطاني!

ثاني ترشيح له كان بعد خمس سنوات في 2005 لتجسيده دور المغني الأيقوني لموسيقى الكاونتري الراحل جوني كاش، إذ أن كاش كان قد اختار فينيكس شخصياً -بعد أن أُعجب بأدائه الرائع في فيلم Gladiator– قبل مماته ليجّسده في فيلم لجيمس مانغولد باسم Walk the Line العنوان ذاته لإحدى ألبومات كاش الشهيرة التي أصدرها في الستينيات.

تدرّب فينيكس مع زميلته في البطولة ريس ويذرسبون على آلاتهم الموسيقية وتلقوا دروساً في الصولفيج والغناء لأشهر عدة قبل بدء التصوير بحيث كانت تأديتهما لأدوار جوني كاش و جون كارتر غاية في التكامل والانسجام حيث أن الكثير ممن شاهد هذا الفيلم وعند سماعهم للأغنيات التي تم تأديتها من قبل فينيكس و وويذربسبون اعتقدوا انها الأغاني الأصلية لجوني كاش وجون كارتر إذ يصعب التمييز بينهم.

رفض فينيكس ارتداء أي زي مصنوع من جلد الحيوانات فقاموا بصنع أحذية خاصة به من مواد غير مشتقة من الحيوانات. نظراً للتشابه بين حياتيّ فينيكس وكاش، حيث تمّ اسعاف فينيكس إلى المشفى عام 2006 بعد إثر ادمانه الكحول تماماً كما تم معالجة جوني كاش من ادمان الكحول والمخدرات إذ عثر عليه فيرنير هيرزوغ وهو داخل سيارته المقلوبة رأساً على عقب وهو يحاول اشعال سيجارة.

نالت ريس ويذرسبون أوسكارها الوحيد عن دورها الرئيسي في الفيلم ولم ينله خواكين إذ حاز عليه الراحل فيليب سيمور هوفمان عن دوره الذي جسد فيه حياة الكاتب ترومان كابوتي. كان لفينيكس و هوفمان لقاءٌ آخر عام 2012 في فيلم لبول توماس اندرسون تحت عنوان The Master.

ميريل ستريب “شحرورة” هوليوود الاستثنائية

عاد فينيكس واجتمع بزميلته من Inventing the Abbots جنيفر كونلي في تراجيديا من اخراج تيري جورج تحت عنوان Reservation Road عام 2007 حين لعبا دور زوج وزوجة محطّمين إثر وفاة ابنهما في حادث سيارة غامض. يصرّ ايثان (خواكين فينيكس) على معرفة هوية الشخص الذي صدم ابنه بالسيارة ولاذ بالفرار، بينما تغرق زوجته غريس (جنيفر كونلي) في حالة من الاكتئاب وتأنيب الضمير، إلى حين يجتمع الأب بالقاتل لنشهد صداماً بين الاثنين، مشهد مؤثر لأب مفجوع حائر بين الانتقام والغفران.

كان لفينيكس تعاونات سابقة مع المخرج جيمس غراي في فيلمي We Own The Night  و The Yards، تعاونه الثالث كان في ما احب تسميته Soap Opera تحت عنوان Two Lovers من بطولة فينيكس و غوينيث بالترو. الفيلم مبني بالأساس على قصة قصيرة للأديب الروسي فيديور دوستويفكسي تحمل اسم White Nights.

يلعب فينيكس دور لينارد الفتى المضطرب نفسياً وعاطفياً بعد هجران خطيبته له، فيعود للعيش مع والديه والعمل مع ابيه في المصبغة التي تملكها العائلة. يلتقي صدفةً بجارته الجميلة ميشيل (غوينيث بالترو) ويُعجب بشخصيتها المليئة شغفا بالحياة ليقع في حبّها بينما والديه يحاولان ترتيب زواج له مع ابنة صديق للعائلة.

يعيش لينارد صراعاً نفسياً ما بين ارضاء والديه او اتباع قلبه وما يمليه عليه، ماذا لو انجرّ وراء عواطفه، من سيختار تلك الفتاة المستعدة للالتزام ام الأخرى التي أحبّها قلبه فعلا من دون أن يستطيع تمييز “الحاجة” عن “الحب”. بصراحة لا أعتقد ان فينيكس كان “يمثّل” في الواقع شعرت أن شخصية لينارد هي الأقرب الى شخصيته الحقيقة من بين جميع الأدوار التي لعبها.

Two Lovers هو إحدى تلك الأفلام القليلة التي نشعر بها بالتعاطف إزاء فينيكس إذ من المعروف حبّه لتجسيد أدوار أناس اشرار. أحب أن الفت النظر الى الموسيقى التصويرية الخاصة بهذا الفيلم التي تضع المشاهد في حالة ميلانكوليا تماماً كالتي تعاني منها شخصية فينيكس في الفيلم وهي من تأليف كريستوفر سبيلمان.

بعد Two Lovers اعلن فينيكس انه يود اعتزال التمثيل ليتفرّغ من أكل أن يصبح مغني راب. ولكن بعد سنتين اتضح بأن كل ذلك كان مجرد خدعة من قبل فينيكس فعاد بفيلم كوميدي I’m Still Here من اخراج صديقه كيسي أفليك يروي فيه كيف تهيأ لهجر التمثيل وبدء مهنة كمغني راب.

لا يمكنني وصف The Master بأنه أفضل ما قدّمه بول توماس اندرسون للسينما ولكنني أستطيع وصف أداء خواكين فينيكس بالمتفوّق على نفسه في تأديته لدور فريدي كويل المتنمّر العنيف والمتضرر نفسياً إثر مشاركته في الحرب العالمية الثانية .. بانحناءة خفيفة في ظهره وعيون مجنونة والعصائر السامّة التي يخلطها ويشربها بنهم.

رغم انبهارنا بأداء فينيكس وهوفمان إلا أن هالة من الغموض تظلّ محيطة بموضوع الفيلم، ما الرسالة التي يحاول المخرج ايصالها إلى المشاهد، تلك العبثية فهي تثير فضولنا من دون إعطاءنا اجوبة شافية ولا حتى تلميحات عن تلك الأجوبة. ترشّح فينيكس للأوسكار عن دوره في الفيلم بعد ثغرة سبع سنوات مرت دون ترشيحات للأوسكار.

15 ممثلاً ستتفاجئ بمعرفتك لعدم حصولهم على جائزة الأوسكار

عاد للعب الدور الذي يعشق اداءه ألا وهو دور “الشرير” وذلك ما برع فيه في فيلمه الرابع من اخراج جيمس غراي باسم The Immigrant مع النجمة الفرنسية ماريون كوتيار. يصطاد برونو (فينيكس) فرائس شاردة مثل ايوا (كوتيار) فهو استغلالي ويضع أصحاب الحاجة تحت رحمته فإما أن يطيعوه أو يُرمى بهم للذئاب، فذاقت ايوا الكاثوليكية الساذجة والمتدينة الأمرين منه مطيعة اياه في كل ما يمليه عليها وهي التي تمثّل عكس كل ما هو عليه -طاهرة وبريئة-.

خلال الفيلم نزداد كرهاً وحقداً على برونو متأملين أن تجد ايوا يوما ما طريقها نحو الخلاص. The Immigrant  برأيي هو من أفضل أفلام جيمس غراي من ناحية التصوير والمؤثرات وهو فيلم غراي الوحيد الذي تكون فيه الشخصية الرئيسية أنثى وقد كُتب النص مع التصوّر المسبق للشخصيتين الرئيسيتين ماريون كوتيار وخواكين فينيكس . فيلم مغمور آخر لم يلق أي ترشيحات لجوائز معتبرة.

10 ممثلين حازوا على جائزة الأوسكار عن أدوارهم الشريرة

شهد العام المنصرم ضجة كبيرة اثارها فيلم الخيال العلمي Her من اخراج سبايك جونز وبطولة خواكين فينيكس. يلعب فينيكس دور ثيودور الشاب الذي يعاني من وحدة قاتلة يعيش في فترة ما من المستقبل القريب يدفعه ذلك الشعور الى اقتناء جهاز كالهاتف الذكي ولكن أكثر تعقيداً فيُغرم ثيودور تدريجياً بنظام التشغيل لدى هذا الحاسوب الذي أطلق على نفسه اسم “سامانثا”.

أثار هذا الفيلم قلقي، ماذا لو فعلاً انحدر البشر الى تلك الدرجة من الوحدة والانعزال في عالم موحش يكاد يخلو من التواصل الاجتماعي لنصبح عديمي الحيلة لدرجة أن اقل قدر من الاهتمام يبديه “نظام تشغيل” تجاهُلنا يدفعنا الى التعلّق بجهاز من الممكن أن يتعطّل في أي لحظة لندرك مدى ضعفنا وانعزالنا عن الوسط الاجتماعي في حالة خلقها البشر بأنفسهم واستبدلوا فيها العلاقات الحقيقية بتلك الوهمية التي لا تزيدهم سوى بعداً عن بعضهم البعض.

حاز الفيلم على اوسكار أفضل نص لسبايك جونز وهو الفيلم الوحيد الذي قام جونز بكتابته واخراجه أيضاً.

أفضل أفلام الخيال العلمي التي تتميز بطابعها الرومانسي

قال فينيكس في إحدى المقابلات “السبب الوحيد الذي يجعلني أقوم بأفلام أكثر هو أنني دائماً ما أكره العمل الأخير الذي أقوم به فأقوم بإنجاز عمل جديد لعله يكفّر عن ذنوبي السابقة.” لأنه وكما صرح لاحقاً “اللحظة التي يشعر فيها الممثل بالرضى عن اداءه هي اللحظة ذاتها التي يبدأ فيها بفقدان بريقه”.

طفل بول توماس اندرسون المدلل

عاد خواكين فينيكس هذا العام للعمل مع المخرج بول توماس أندرسون الذي وصفه بطفله المدلل ومن أكثر الممثلين الذين أحب العمل معهم، وذلك بدور لاري سبورتيللو في الفيلم المرشح لأوسكارين Inherent Vice والتقى مجدداً بزميلته من Walk the Line ريس وذرسبون التي لعبت دوراً صغيراً في الفيلم يذكر أن الفيلم ترشح عن فئتي أفضل نص مقتبس و أفضل تصميم للأزياء، حظاً موفقاً لأندرسون عله يحقق أوسكاره الأول.

20 معلومة طريفة و غريبة حول جوائز الأوسكار | أراجيك