تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

نتفليكس تقدم لنا مسرحيات الزمن الجميل .. العيد لن يكون مملًا كما تعتقد!

نيتفليكس تقدم لنا مسرحيات الزمن الجميل .. العيد لن يكون مملًا كما تعتقد! مسرحيات العيد
أحمد سامي
أحمد سامي

5 د

في ظل تحول فيروس كورونا من وباءٍ إلى حائجة عالمية، حرصت الدول على فرض حالة الطوارئ القصوى، وإلزام الناس بالمكوث في منازلهم على الدوام. لكن مع ذلك العزل المنزلي، يأتي الملل للأسف. وإذا كنت من الآباء، ففوق الملل، عليك التعامل مع أطفال لم يعتادوا المكوث في المنزل بهذا الشكل سابقًا. ولهذا يكون التلفاز هو وسيلة التسلية الأقوى هذه الأيام. لكن من الناحية الأخرى، التلفاز صناعة تتهاوى بالتدريج بسبب صدور أعمال متدنية في الجودة الفنية مع الوقت. فإذا كان التلفاز سيئًا، والملل قاتلًا، ما الحل؟ نتفليكس بالطبع!

في خطوة جريئة للغاية، وتوسعية بدرجة مهولة، قررت نتفليكس الشرق الأوسط أن تستحوذ على حقوق بثّ مسرحيّات الزمن الجميل، وتقديمها للجمهور بداية من عيد الفطر القادم. وكل هذا بداخل قالب خطة توسعية جبّارة تحمل عنوان (النوستالجيا العربية – Arabic Nostalgia).

جو روسو يبدأ كتابة الجزء الثاني من فيلم Extraction على نتفليكس


ماذا سنرى مع نتفليكس هذه المرة؟

فيديو يوتيوب

هذه المرة نرى مع نيتفليكس تحديثًا مهولًا لقسم النوستالجيا العربية الخاص بها. في العادة هذا القسم مهمَّش مقارنة بالأقسام الأخرى التي تحتوي على الأعمال الإنجليزية والإسبانية. حتى في الشرق الأوسط، نادرًا ما قد تسمع عنه. إلا أنه موجود بالفعل، ويحتوي على أعمال عربية كثيرة جدًا تُعتبر أيقونات حيّة في فن السينما المعاصرة. لكن إذا نظرت لها جيدًا، ستجد أن تلك الأعمال ليست بالقِدم الذي يستحق لقب (نوستالجيا)، فأغلبها أعمال ظهرت مع بداية الألفية الجديدة فقط.

النوستالجيا تُطلق على الأعمال التي مرت عليها عقود فعلًا، وما زالت حيّة ومستمرة في العرض. ولهذا قررت نتفليكس أن تُعطي للقسم حقّه، وتستحوذ على حقوق بثّ العديد من المسرحيّات العربية القديمة للغاية، وعرضها على المنصّة للجمهور بأقصى جودة ممكنة. تخيل معي أن تترك مسرحية العيال كبرت على التلفاز، وتشرع في مشاهدتها على أكبر شاشة عرض لديك، وبأقصى جودة لم تتخيل في حياتك أنها موجودة حتى؟ الأمر ثوري للغاية، وبشكلٍ مبهر. نتفليكس تعرف كيف تُعطي الفن حقه، وتهتم جدًا بمسألة جودة المشاهدة.

المسرحيات الجديدة كذلك ليست مصرية فقط، بل كويتية كذلك. مع نتفليكس سترى الزعيم عادل إمام في مسرحية الواد سيد الشغال، سترى العبقري فؤاد المهندس في مسرحية سك على بناتك، وبالتأكيد سترى كوكبة من عباقرة الفن المسرحي في مسرحية مدرسة المشاغبين. نتفليكس الآن تضع اللبنة الأولى في مدينة المسرح العربي المُرَمم، حيث ستجد بالداخل القصور الكلاسيكية كلها كما هي، لكن بلمعة وطلّة لم تحلم أنها ستكون حقيقة في يومٍ من الأيام. أنا سعيد، ولا أستطيع كبت فرحتي، وبالتأكيد هذا ظاهر من خلال سردي، أليس كذلك؟!


لماذا بالتحديد ما تفعله نتفليكس الآن هو (توسُّع امبراطوري) من الطراز الرفيع؟

الزعيم عادل إمام - مسرحية الواد سيد الشغال - نيتفليكس

عندما تتردد كلمة نتفليكس على مسامع الناس، في العادة ما يفكرون مباشرة في مسلسل Money Heist، أو فيلم The Irishman. كلها أعمال غير عربية في النهاية، ونتفليكس في الأساس شركة تجارية، فإذا قررت وضع قدمها في عالم الفن، يجب أن تضعها على أرضٍ صلبة للغاية. ولهذا، لها الآن فروع في أكثر من 190 دولة على مستوى العالم، ومنهم فرع (نتفليكس الشرق الأوسط) بالطبع. العرب جمهور لا يستهان به أبدًا مقارنة بالجمهور العالمي، ولهذا أبدت نتفليكس اهتمامًا كبيرًا بنا في الفترة الأخيرة. وخطوة الاستحواذ على حقوق بث مسرحيات الزمن الجميل، لعمالقة الفن، تُعتبر خطوة توسع امبراطوري من الطراز الرفيع.

إذا كنت محبًا للتحليل، ستجد أن نتفليكس تحاول كسب جميع الشرائح العمرية، وشريحة كِبار السن بالتحديد هي شريحة قديمة الطراز بعض الشيء، وتهوى التلفاز الفضائي والإمساك بجهاز التحكم وتقليب القنوات. هؤلاء عقبة في خطتها التوسعية، فماذا تفعل بخصوصهم إذًا؟

أجل، إجابتك صحيحة، تشرع في أخذ أعمالهم الكلاسيكية المحببة، ثم تقدمها بجودة خارقة، وباشتراكات رمزية، وتجعلها متاحة تحت الطلب في أي وقت، وفي أي مكان.

بالنسبة لي، نتفليكس مع الوقت ستقضي على التلفاز الفضائي تمامًا، وربما في الفترة القادمة ستقوم بفتح سينمات عالمية خاصة بها، لتسيطر كذلك على الشاشة الكبيرة كما سيطرت على الشاشة الصغيرة. الآن الكبير والصغير سوف يترك التلفاز التقليدي، ويفتح شاشة العرض، الحاسوب، الجهاز اللوحي، أو حتى الهاتف الذكي، ثم يشرع في المشاهدة بكبسة زر واحدة، ولساعات وساعات قد تطول إلى صباح اليوم التالي دون كلل أو ملل.


هل منصّات البثّ المباشر هي المستقبل؟

يونس شلبي - مسرحية العيال كبرت - نيتفليكس

من وجهة نظر اقتصادية بحتة، الفن عبارة عن أموال تُنفق لتُسترَد من قبل الجمهور. ولهذا إذا أرادت صناعة الفن أن تستمر، يجب أن تتأقلم مع الجمهور المتغير. هذه الأيام الجمهور يتغير بفضل الإنترنت، حيث يقضي الشخص مِنا ساعات وساعات على هاتفه أو حاسوبه كل يوم. وفي بعض الأحيان قد تستيقظ مع استيقاظ الحاسوب، وتنام مع نومه.

لهذا إذا كنت صاحب صناعة فنية، يجب عليك استدراج مستخدم الإنترنت والسيطرة عليه. وهذا لن يحدث إلا عبر تقديم نفس محتوى التلفاز، بداخل الشاشة الصغيرة التي يكون قابعًا أمامها آناء الليل وأطراف النهار. وهذا ما فعلته نتفليكس، ومن بعدها قررت شركات أخرى أخذ قطعة من الكعكة. فوجدنا HBO ماكس وديزني بلس وأبل تي في، وغيرها الكثير ظهروا على الساحة فجأة لاستدراج نفس الجمهور.

الآن على صناعة التلفاز أن تُغري الجمهور أكثر وأكثر لتثبيته أمام شاشتها التقليدية. وبالمنطق، لن تستطيع صناعة التلفاز تقديم الكثير، أقصى ما قد تفعله هو تخفيض الاشتراكات الشهرية على القنوات الخاصة مثل OSN وغيرها، أو تقديم أعمال حصرية. وفي حالة الأعمال الحصرية الجيدة، لا تعتمد كثيرًا على التلفاز العربي، فسوف يجيب أملك بدون شك.

ذو صلة

وحتى إذا وصلت أسعار القنوات الخاصة إلى نفس أسعار المنصات الأخرى مثل نتفليكس وغيرها، تظل خدمات البث المباشر بها ميزة مشاهدة العمل الفني، بمجرد كبسة زر.

ولهذا أرى أن المستقبل في البثّ المباشر، ولاحقًا سوف تترك شركات الشاشات صناعة أجهزة التلفاز تمامًا، وتتوجه لصنع شاشات عرض سينمائية بأسعار مناسبة، بل وتقديم اشتراكات مجانية لمنصّات البث المباشر، كهدية مع تلك الشاشات للتسريع من بيعها!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة