أفلام نقلت رعاة البقر إلى الشوارع الأمريكية .. أفلام شهيرة بطلها العبث والمغامرات
6 د
لطالما كانت أفلام الغرب الأمريكي محط انتباه شريحة كبيرة من جمهور السينما ومن أكثر الأصناف جذباً للجماهير لِما فيها من إثارة وتشويق وشخصيات فريده التي تقودها أحداث القصة للصدام عادة لنيل جائزة ما.
هذا الصنف الذي هيمن علي هوليوود لفترة ليست بالوجيزة كان له تأثيره على الجيل الذي يتبعه من صناع الأفلام أمثال كوينتن تارانتينو والأخوان كوين، الذين أعجبوا بهذا الأسلوب من سرد القصص وتمكنوا من صنع أسلوب جديد من صناعة الأفلام الذي بلا شك يحتوي علي بصمة الغرب الامريكي في حبكته.
تمكن هذا الجيل من نقل صراعات رعاة البقر الجامحه التي عادةً ما تخرج عن السيطرة من صحراء الغرب الامريكي المُوحش إلى الشارع الأمريكي الحديث لكن هذه المرة أبطال القصص ليسوا (الشريف والمجرم وصائد الجوائز) إنما قد يكون رجل مبيعات في إحدى معارض السيارات او مجرد شاب يعمل لدى محل القصص المصوره، تدفعه سلسلة مشؤومه من الأحداث الى التواجد مع مجرمين وقتلة مأجورين في توقيت غير مناسب مما يخلق حالة من الفوضى.
يجدر بي تذكيرك عزيزي القارئ أن ما أتحدث عنه ليس صنف Genre رسمي في استديوهات هوليوود إنما هو مزيج من الأكشن والكوميديا السوداء والدراما بشكل عشوائي، التقت في عدة افلام ازدهرت في التسعينات حاولت جمع ملامحها لعمل قائمة الافلام التي يمكن ان تصنف ضمن هذا النوع.
Pulp Fiction
فيلم تارانتينو الذي يعد ثوري في عالم السينما بطريقته الفريدة في سرد الأحداث حيث انه لا يعتمد على الأسلوب( الخطي) في سير القصة إنما عدة مشاهد متقطعة تُرْوي بشكل دائري مُتناغم مع فوضوية القصه وسير الأحداث غير المتوقع في وسط صراعات وجنون شخصياته وسوء حظهم. سخرية القدر والعبثية والعنف هو اهم ما يميز القصة، ذلك الى جانب أهم العناصر التي تميز الفيلم وهو السيناريو الممتع القريب من الشارع الأمريكي، جميع الحوارات التي تدور بين شخصيات القصه هي مثيرة للإهتمام وتحمل طابع الكوميديا السوداء.
إضافة الى وجود طاقم تمثيلي من الطراز الرفيع الذي شهد اداء متميز لصامويل جاكسون الذي ساعد على تثبّيت جذوره في هوليوود وحصوله علي اول ترشيح له لجائزة اوسكار، برفقة زميله الايقونة جون ترافولتا الذي ترشح هو الاخر لجائزة الأوسكار في فئة الدور الرئيسي ، وكذلك لا ننسى دور كلاً من اوما ثورمان وبروس ويلس وهارفي كيتيل الذين قدموا حضور مميز للغاية، وانا ارى ان ذلك بفضل عبقرية تارانتينو في توزيع الادوار ودقائق الظهور التي يجب الإشادة بها نظراً لوجود هذا الكم من النجوم.
اي تلميح لتفاصيل القصه وشخصياتها اعتبره حرق للأحداث لأن هذه القصه لا تحمل ملامح البداية و النهايه المعتادة. لذلك خلاصة القول ان هذا الفيلم هو بلا شك تحفه خالده من جميع نواحيه واعتبره سيد هذه القائمة من الافلام.
The Big Lebowski
هذا الفيلم نموذج لما أقصده عندما تكلمت عن عبثية الأحداث و الفوضى والكوميديا وطرافة البطل و شخصيات القصه و خروجها عن المألوف، فبطلنا هو شخص كسول عاطل عن العمل يحب ان يدعي ( The Dude) ومحور قصته هو سجادته!! وهنا تكمن عبقرية الأخوان كوين من تحويل الفيلم من هذه العناصر الضعيفه او الغير معتاده في القصه الى تحفة فنية. فمن خلال مشاهدتك للفيلم سيصطحبك the dude و رفاقه الى حياته العشوائية وفلسفتها، بالإضافة الى تورطه في مشكله بسبب تشابه اسمه مع شخصية ذات نفوذ مما يقوده الي معضلة أخلاقية مثيره للإهتمام.
True Romance
فتي مهووس بألفيس بريسلي والقصص المصورة يقع في حب فتاة تدعى الاباما التي يكتشف لاحقاً انها بائعة هوى ويسعى لتحريرها من القواد التي كانت تعمل لديه وكما أخبرتكم عبثية هذا الصنف من الأحداث ستقود بطلنا الى الكثير من التطورات والمتاعب التي ستصل للمافيا الإيطالية، من المؤكد عزيزي القارئ أن من كلامي قد تبدو لك القصة مبتذلة او كليشيه ولكن عند مشاهدتك للفيلم سيتمكن من شدك له من خلال دموية مشاهده وكم التشويق الموجود في احداثه وجاذبية شخصياته، حيث قدم الفنان غاري اولدمان شخصيه هي من الأروع في أعماله الى الأن الي جانب كريستفور والكن الذي اذهلني بتقمصه لشخصية زعيم المافيا الايطالي، هذا الى جانب ظهور كلاً من براد بيت وجيمس غاندولفيني وفال كيلمر وصامويل جاكسون في بداية مسيرتهم.
No Country for Old Men
يعود لنا الأخوان كوين بتحفة اخرى من هذه الفئة و هذه المره تدور أحداث القصه في الغرب الامريكي فعلاً، ولكن في ثمانينات القرن الماضي، حيث سوء حظ الصياد (لولين) يقوده الى حقيبة تحتوي علي إثنين مليون دولار مما يضعه علي رادار القاتل السايكوباثي (انتون) لتبدأ رحلة المطاردة بينهما التي تأخذ طابع الشؤم ل( لولين) و التوفيق الغير مبرر في كل ما يفعله (انتون) بالرغم من عشوائية أسلوب عمله.
هذا العمل تحصل على جائزة الأوسكار لفئة أفضل فيلم عام 2007، كما يشهد أداء من أروع الادوار في هذا العقد للفنان خافيير باردم و فوزه هو أيضا في فئة أفضل ممثل مساعد.
Killing Them Softly
تبدأ أحداث الفيلم حين يقرر احد أفراد العصابات جوني سكويرل أن يقوم بعملية سطو للعبة البوكر لعصابة مافيا التي ينشأها ماركي صاحب السمعه السيئه في سرقة مباريات البوكر الخاصة به، لتتجه أصابع الإتهام كلها إتجاه ماركي وتبتعد جميع الشبهات عن جوني الأمر الذي قد يهدد حياته، وتقوم المافيا بإرسال جاكي للتحقيق في القضيه مما يقود القصه لمنعطف دموي لجلب المذنب لعدالة الشارع.
ما شدني في هذا الفيلم كيفية تناوله لفكرة وصمة العار أو ( stigma ) واستخدامها في التضليل الإعلامي، خصوصاً أن احداث الفيلم تتزامن مع الازمه الاقتصاديه العالميه في عام 2008 وانتخابات الرئاسيه الأمر الذي جعل من القصة غنية بالإسقاطات على السياسة و الإعلام الأمريكي.
الحب صانع المعجزات .. أفلام قدمت علاقات رومانسية بين البشر وكيانات خرافية
Inglourious Basterds
لكون المخرج تارانتينو هو زعيم هذا الصنف من الافلام وكون أن جميع افلامه تصنف تحت هذه الفئة قرر أن يأخذ هذا الصنف الي مستوى جديد وأن يسافر برعاة البقر من الشوارع الامريكية لفرنسا أثناء حقبة الحرب العالمية الثانية وهذه المره بطابع اعمق يحمل رسالة و مضمون.
حيث يقوم الجيش الامريكي بتكوين سرية من يهود القوات الخاصة الأمريكية لإغتيال الزعيم النازي هتلر اثناء احتلاله لباريس.
يعتمد سير الاحداث أسلوب شبيه بفيلم pulp fiction حيث تتجمع سلسلة متقطعه من الأحداث بأبطال قصتنا في دار عرض السينما لإغتيال هتلر!!
فيلم مشوق مليء بالأثاره ومشاهد ال mixican standoff حيث الجميع يوجه سلاحه نحو الاخر وانا أعني ذلك حرفياً وكلامياً، الفيلم غني بالحوارات الرائعه ، ويحتوي على توليفة ممتازة من الشخصيات الفريدة.
الجدير بالذكر آداء الممثل النمساوي كريستوفر والتز الذي قدم دور عبقري لشخصية الضابط الالماني هانز لاندا، البعض يعد هذا الفيلم هو افضل ما قدمه المخرج تارانتينو للسينما.
في الختام عزيزي القارئ اريد الاجابة على السؤال الذي قد يجول في عقلك ألا وهو ( ما الفرق مابين افلام هذه الفئة والافلام التجاريه؟ خصوصا اني ذكرت صلة هذه افلام بالويسترن الامريكي التي تعد اغلبها تجاريه)
إجابتي هي من خلال مشاهدة هذه الأفلام ستلاحظ بُعد هذه الفئه كل البُعد عن كونها تجاريه، فقد أبدع صناع هذه الأفلام في إقتباس عنصر التشويق وشراسة الشخصيات وحِدة الأحداث من الويسترن ومزجها بسيناريوهات عبقرية قريبو من الشارع الامريكي، وكذلك الشخصيات الفريدة التي قدمت لنا من قبل نخبة من ممثلين هوليوود وهذا هو بالتأكيد ما مكّن صناع هذه الأفلام من أخذ قصص قد تبدو عادية ومألوفة و وضعها في قالب الدراما والكوميديا والحبكه العشوائيه المتقنه مما يجعلها غنية بالإسقاطات على الحياة الأمريكيه و (أن يأتو برعاة البقر الي الشوارع أمريكا الحديثه).
أفلام اخرى بنفس الطابع لا تقل جوده عما ذكر
ذو صلة
Fargo / Reservoir dogs / Natural born killers/Jackie brown /Once upon a time in maxicao/Django unchained.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
ذو صلة