تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

أحدث بطل عربي لـ مارفل.. كوميديا خيالية لمواجهة الصورة النمطية للعرب

فيلم حبيب
الشيماء أحمد فاروق
الشيماء أحمد فاروق

6 د

هل سمعت عن أحدث بطل عربي لـ مارفل؟ هل سبق لك ورأيت إعلاناً دعائياً لفيلم ليس له وجود؟ ولن يكون له وجود تقريباً أو لا يعلم أصحابه إذا كان سوف يتحول إلى فيلم حقيقي أم لا؟ هو فقط إعلان! لا تتعجب إن القصة بأكملها تعتمد على الكوميديا والدعابة ولكن لأجل أهداف أخرى ترتبط بتحسين الصور النمطية عن العرب في كندا، لا تفكر كثيراً عزيزي القارئ اتبع السطور التالية وسوف تعرف كل التفاصيل.

كثير من الجماعات العربية المهاجرة في أمريكا الشمالية، بعد 11 سبتمبر تحديداً، تحولوا إلى طاقات إبداعية للمساعدة في تغيير السرد المقدم عن المسلمين، أحد الأمثلة الحديثة هو عرض ترويجي لمشروع فيلم خيالي لـ بطل خارق يسمى حبيب، من إنتاج Wishful Genies، ويتألف من الثنائي الكوميدي رووب مايكل فادي غالي.


هزيمة الأشرار برغيف خبز!

“أهلي هاجروا من بلادهم حتى أكون في مكان آمن، مكان أكبر فيه أعيش حياة طبيعية”، هذه أول الكلمات التي يقولها حبيب في مقطع الفيديو، بالتوازي مع صورة شاب يمشي في الصحراء ويبدو عليه آثار الإعياء ثم يسقط على الرمال، بعدها يظهر كادر متسع يبرز معالم مدينة تورنتو الكندية.

ثم ننتقل إلى البطل الخارق حبيب الذي يقاتل رجلاً سيئاً برغيف خبز وسيف ويهزمه، وتعجب به الفتاة التي يدافع عنها، وعندما يحاول الكشف عن هويته لعائلته، يوبخه والده بإخباره أنه لا يزال بحاجة إلى الحصول على وظيفة فعلية في الواقع.

وفي جزء آخر من الإعلان يظهر الشرير “العربي” وحيش في مكان ويسبب ذعر للناس، ويبدأ الناس في الصراخ: “سوف يفجر نفسه”، فيرد الشرير بطريقة ساخرة: “أنا شرير خارق لست إرهابياً!”، قصد صناع الفيلم الساخر من هذه الجملة التعليق على الفرق بين تصنيف أي رجل ينتمي للبشرة البيضاء “أمريكي/ أوروبي” أنه شرير خارق بينما الشخص العربي يساوي على الفور كلمة إرهابي.

منذ إطلاق قناتهما في عام 2018، قام مايكل وغالي بوضع عدد من الاسكتشات المضحكة، كان آخرها إعلان فيلمهما الخيالي لـ أول بطل عربي من إنتاج Marvel ويدعى حبيب، ويُظهر المقطع الدعائي قصة أصل حبيب (مايكل)، وهو بطل خارق يحاول إنقاذ العالم من الشرير وحيد (غالي)، وفي نفس الوقت يصارع عبء خيبة أمل والديه، أسرة عربية مهاجرة، لأنه ليس طبيباً، وحصل المقطع الدعائي على أكثر من 89 ألف مشاهدة على يوتيوب منذ نشره، و40 ألف مشاهدة على انستجرام، و600 ألف على تطبيق تيك توك.

عند النظر إلى هذا الخيال الذي دفع بالشابين إلى تقديم هذه الرؤية الإبداعية يجب مشاهدة الصورة كاملة، غالي ومايكل هما جزء من موجة من المبدعين العرب والمسلمين الآخرين في الغرب وأمريكا، الذين يستخدمون أنواع الكوميديا ​​والهجاء لدحض الصور النمطية وكشف العلل الاجتماعية الموجهة ضدهم، ويوظفون في سبيل ذلك أنواع مختلفة من الكوميديا والسخرية أحياناً لكي تكون خفيفة وجذابة للتعليق على الآراء السائدة وزعزعة استقرارها ومحاولة هزيمتها.

ما يجعل حبيب عملاً جذاباً ومرحاً هو استخدامه للسخرية لمعارضة الآراء العنصرية ضد العرب، كما أنه يقدم خليطاً من الصور النمطية العربية، على سبيل المثال الزي الذي يظهر به، يتضمن الكوفية والسيف والقبعة -الطربوش- العراقي والتي لها دلالات ثقافية وجغرافية مختلفة.

فيديو يوتيوب

إعجاب وإشادة بكوميديا العمل

حصل المقطع الدعائي على إعادة تغريد من المخرج سكوت ديريكسون، مخرج فيلم Doctor Strange، وردود فعل إيجابية من بطل مارفل الخارق سيمو ليو الذي أصبح نجم Shang-Chi المستقبلي، وعبر عن إعجابه بالفيديو قائلاً: “إنه ممتع للغاية”.

يأمل صانعو الفكرة، مايكل وغالي أن يتحدى حبيب التعميمات حول العالم العربي والقوالب النمطية التي تنتشر في الثقافة الشعبية إذا نجح في التصوير الملائم، لأنهما يفكران في مدى انتشار هذه الصور النمطية، والحاجة الملحة لمقاطعة العنصرية المعادية للإسلام والعرب وأضرارها، بحسب تصريحاتهم في مواقع كندية مختلفة.

فادي غالي، ممثل كوميدي كندي من أصل مصري، وروب مايكل، كاتب كوميدي كندي من أصل عراقي، تجمع الاثنان صداقة تعدت 14 عاماً، كما أنهما وقعا في حب التمثيل والكوميديا لأجل ذلك أسسا قناتهما على اليوتيوب عام 2018، وجاءت فكرة حبيب إلى مايكل عندما تحدث مع صديق عن نقص التمثيل العربي في عالم الأبطال الخارقين واقترح صديقه أن يقدموا واحداً بأنفسهم، وما كان من غالي إلا أن ابتسم في البداية معتقداً أن الأمر سوف يكون في غاية الصعوبة.

ولكن بعد بضع ساعات فكر مايكل في رؤية للبطل الخارق العربي من أسرة مهاجرة، وتذكر عائلته التي حتى وإن علمت بكونه بطلاً خارقاً سوف تظل تفكر أنه لم يصبح طبيباً، محاولاً أيضاً عرض طريقة تفكير الأسر العربية.

تحول الأمر الخيالي إلى واقع يطالب به متابعو غالي ومايكل على يوتيوب وفي البريد الإلكتروني، حيث حدثهم البعض عن محاولة تحويل القصة إلى فيلم حقيقي، وآخرون تساءلوا عن موعد عرض الفيلم ظناً منهم أنه موجود بالفعل.

قال مايكل في تصريح لموقع “سي بي سي كانديان”: “يتم تصويرنا غالباً في وسائل الإعلام على أننا إرهابيون أو لاجئون، لكننا أردنا أن نظهر أننا يمكن أن نكون الأخيار بل وأبطالاً، لدينا عائلات محبة وذات نوايا حسنة، ونعيش حياة طبيعية، ولدينا روح الدعابة وقصص فريدة يمكن الاعتماد عليها لـ نقدمها للعالم”.

ورغم أن الفيديو حصل على آلاف التعليقات الإيجابية لم يخل أيضاً من التعليقات العنصرية والجاهلة هو بالضبط سبب رغبة الاثنين في إنشاء حبيب في المقام الأول، حيث يقولون إنهما أرادا إرسال رسالة مفادها أن العرب يمكن أن يكونوا أبطالاً أيضاً.

وأضاف كلاهما: “السبب في تحويل الفكرة إلى مقطع دعائي هو أنه كان لدينا الكثير من أفكار النكات التي لا تتناسب مع مشهد واحد فقط، لذلك شعرنا أن المقطع الدعائي سيكون أفضل طريقة لدمج الجوانب العديدة لكون لشخصية حبيب، تم استلهام المقطع الدعائي أيضاً من تجارب الحياة الواقعية للعديد من الفنانين العرب لأن معظم تجارب الأداء الخاصة بهم تكون لأدوار الإرهابيين أو اللاجئين”.


 

View this post on Instagram

 

A post shared by Wishful Genies (@wishfulgenies)


محاربة زيادة الجرائم بالفيديو

تقول صفية حسين أستاذ الاتصال والثقافة في جامعة زايرسون الكندية، إنه لطالما عانى العرب من التمثيلات المهينة كـ أشرار في هوليوود، في أفلام مثل Rules of Engagement، و True Lies، وأصبحت مثل هذه الصور أكثر شيوعاً في التمثيلات السينمائية بعد أحداث برجي التجارة في 11 سبتمبر، مثل العرض التلفزيوني -16 Tyrant وأفلام مثل The Hurt Locker و American Sniper، وقد وثقت اللجنة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز مئات الرسائل العنيفة التي تستهدف العرب والمسلمين الأمريكيين من أشخاص شاهدوا فيلم American Sniper على مواقع التواصل الاجتماعي.

ذو صلة

ارتفع عدد جرائم الكراهية التي أبلغت عنها الشرطة في كندا بنسبة 47 % في عام 2017، ضمن تلك الحوادث الهجوم على مسجد مدينة كيبيك، والذي أدى إلى مقتل ستة رجال مسلمين، وظل عدد الحوادث قابلاً للزيادة في عام 2018، كانت هناك زيادة بنسبة 10% في جرائم الكراهية التي أبلغت عنها الشرطة بدافع كراهية العرق من 2018 إلى 2019، ومعظمها يستهدف العرب، بحسب Police-reported hate crime in Canada لعام 2019.

يرى كثيرون أنه لا تزال هناك حاجة ملحة لمكافحة الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد العرب، لذلك في يوليو 2021، عقدت الحكومة الكندية قمة وطنية حول الإسلاموفوبيا، وكلفت بإقامة ثمانية مشاريع لمكافحة العنصرية، وشمل ذلك تقديم 184 ألف دولار لتمويل المعهد الكندي العربي لمكافحة العنصرية ضد العرب من خلال مقاطع الفيديو وعروض تحطيم الصور النمطية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة