Painkiller vs Pain Hustlers.. كيف تكشف نتفليكس الحقيقة وراء صناعة الأفيون؟
5 د
تحاول السينما الأمريكية رسم صورة دقيقة وقريبة عن عالم المخدرات ومتعاطيها، وما تخلفه المواد الأفيونية من أثارٍ جانبية على صحة وحياة المدمنين.
لذا شاهدنا إنتاجات عديدة في السنوات الماضية، تتناول هذه القضية الشائكة والكارثة المجتمعية، نذكر منها: الفيلم الوثائقي "Crime Of The Century"، ومسلسل شبكة هولو "Dopesick".
وبالطبع لعملاق البث التدفقي "نتفليكس" حصة في إنتاج هذه النوعية من الأعمال، وتحديدًا هذا العام الذي شهد بث أكثر من عمل يتناول قضية المواد الأفيونية، مثل مسلسل "Painkiller" والذي سبق وأن قدمنا مراجعة عنه في "أراجيك فن"، العمل يكشف تجاوزات شركة "بوردو فارما" الأخلاقية، المسؤولة عن وفاة كثير من الأمريكيين.
نرشح لك: مسلسل نتفليكس Painkiller.. ضحايا أمريكا بين أفيون الأوكسيكونتين ومخدر الزومبي!
وأخر الإنتاجات السينمائية الواصلة إلى شبكة "Netflix"، فيلم "Pain Hustlers" عن صعود شركة أدوية تقوم بتصنيع دواء لمرضى السرطان، يحتوي على عقار الفنتانيل الأفيوني، والذي يعمل على تخفيف الآلام.
الفيلم للمخرج "دايفييد ييتس" الذي قام بإخراج 4 أجزاء من سلسلة "هاري بوتر"، وأيضًا القصة مستوحاة من كتاب يحمل نفس الاسم للمؤلف "إيفان هيوز ".
والآن إلى التفاصيل...
Pain Hustlers
يتتبع الفيلم شخصية ليزا دريك (إيملي بلانت) الأم النشيطة العازبة بعد أن فقدت وظيفتها وهي في حيرة بشأن ما يجب فعله بعد ذلك.
انتهى بها الأمر بالاجتماع مع مندوب مبيعات الأدوية بيتر برينر (إيفانز) والذي سرعان ما أدى إلى جني أموال طائلة، وإن كان ذلك على طريق مشكوك فيه أخلاقيًا حيث أصبحت متورطة في مخطط ابتزاز خطير ومع رئيس مضطرب بشكل متزايد (جارسيا).
يحمل الفيلم توقيع المخرج ديفيد ييتس؛ وهو نفس الأسطورة وراء آخر أربعة أفلام لهاري بوتر؛ مع سيناريو كتبه ويلز تاور وأنتج ييتس جنبًا إلى جنب مع لورانس جراي.
عرض المزيد
إنتاج
2023
إخراج
ديفيد ييتس
بطولة
متاح على
قصة فيلم Pain hustlers
يعرض المخرج دايفيد ييتس عَبر فيلمه الجديد، حكاية تسلق شركة الأدوية "Zanna" ذات الخطوات المتعثرة، سلم المجد والنجاح عن طريق "ليزا دريك"، بعد أن كانت الشركة عرضةً للإفلاس.
ليزا أم عزباء عملت سابقًا في مجال المبيعات (أحمر شفاه، وسكاكين، وغيرها...). في أحد الأيام تتعرف بمندوب المبيعات "بيت برينر"، خلال ممارستها لعملها كراقصة تعرٍ، وبعد جلسة حوارية عرض عليها الانضمام إلى فريقه في زانا. أعجب بجمالها وجرأتها وذكائها، على الرغم من خلفيتها الثقافية المتواضعة، لكنها ترفض عرضه في البداية.
تعاني ليزا من وضع مزرٍ، حيث أنها غير مستقرة ماديًا، وتعيش مع ابنتها "فيبي" وأمها "جاكي" في مرآب أختها،
إلا أن معاناة فيبي مع مرض الصرع، يحملها على قبول عرض العمل مع شركة Zanna. رغبةً منها في مساعدة العالم على التخلص من آلامهم، ومن أجل دعم ابنتها للخروج من محنتها المرضية.
كحال بيت، أعجب الدكتور الملياردير "جاك نيل" بشخصية ليزا، وكفاءتها المهنية بعد أن تم التلاعب بالخبرات والشهادات العلمية، المدونة في سيرتها الذاتية.
خلال شهور قليلة، حققت Zanna نجاحات هائلة، نتيجة اعتمادها على إصرار وذكاء وكاريزما ليزا. انتقلت الأخيرة من السراويل إلى البدلات الفاخرة، وتحولت شركة الأدوية من منشأة لم تغادر القاع يومًا، إلى شركة استطاعت اختراق السوق والسيطرة عليه بنسبة 86%. واليوم اجتاحوا عناوين نشرات الأخبار، عَبر دواء لونافين والذي روج له على أنه أأمن مخدر علاجي، ولديه حد أدنى من الأثار الجانبية.
ولكن هل يبقى وضع Zanna على حاله، بعد أن كان الأطباء يرفضون وصفه لمرضاهم لصالح شركات أخرى، أم يتزعزع عرشها؟
حكاية سوداء عن الجشع
قصة Pain Hustlers حقيقية نوعًا ما، فهي تستعرض فضيحة شركة الأدوية "Insys Therapeutics"، وقيامها برشوة كثير من الأطباء لوصف دوائهم الأفيوني. لكن السيناريو حول شركة زانا وعقارها لونافين، ومندوبي مبيعاتها، هو محض خيال، وذلك لإلقاء الضوء على قضايا الفساد في مؤسسات الأدوية.
يركز ييتس على أساليب البيع لدى مندوبي المبيعات، والإيمان المزيف بقيمة ما يبيعون. يصور مدى رخص البشر عندما يقرروا بيع أنفسهم للشيطان مقابل المال، وهم يدركون جيدًا أن ما يروجون له يسبب الآلام، لا يعالجها.
الشخصية الرئيسية في الفيلم "ليزا دريك" هي الوحيدة التي نراها أحيانًا مثقلة بالعبء الأخلاقي، في البداية تم خداعها حول فعالية الأفيون، وما يتكبده من أثارٍ جانبية، ثم تباعًا يحاول ضميرها آخذ غفوة بسيطة ونكران ما يحصل، لكن في النهاية تدرك أنها غير القادرة على تحمل المزيد من تأنيب الضمير.
تذكرنا ليزا بمندوبة المبيعات الشابة "شانون شيفر"، ضمن مسلسل نتفليكس القصير "Painkiller"، والتي تم تجنيدها أيضًا للتلاعب بالأطباء وحثهم على وصف دواء الأوكسيكونتين للمرضى. لكن لكل واحدة دوافعها وأسبابها.
"مسكن الألم" يحاول إعلاء الصوت والحديث عن أزمة إنسانية من صناعة شركات الأدوية، بسبب الجشع الأخلاقي والهوس في جمع المال وتحقيق حلم السلطة، دون مراعاة لحجم الضياع والآلام التي يتسببون بها للأفراد.
أمّا في "مزاحمو الألم" نلاحظ أن ليس الغرض منه الإضاءة على ضحايا أدوية السرطان، وإبراز ما يختبرونه في يومياتهم بفعل الإدمان على المخدر، بل على اللاهثين وراء المال، من مندوبي مبيعات، ومدراء تنفيذيين، وأطباء خانوا شرف المهنة وما أقسموا عليه. Painkiller تعاطى بجدية مع فكرة المواد الأفيونية وأضرارها، في حين قدم Pain Hustlers حكايته بطريقة لا تخلو من الكوميديا، لكنها سوداء جدًا.
بين بلانت وذئب وول ستريت
سحر الممثلة "إميلي بلانت" وما تفعله في رحلة صعودها، ذكر من تابع العمل بدور الممثل "ليوناردو دي كابريو" وجاذبيته في فيلم "Wolf of Wall Street" للمخرج "مارتن سكورسيزي"، والذي يرتقي في دور سمسار البورصة "جوردان بيلفورت" وتحوله من شخصية عادية إلى رجل لديه القوة والثروة، نتيجة ممارسات غير الأخلاقية.
أيضًا يتم الاعتماد على الإبهار البصري في كلا فيلمي "ذئب وول ستريت" و"مزاحمو الألم"، في استخدام الألوان وتصوير بهرجة الحفلات، والذي يعكس حالة البطلين الصاخبة اجتماعيًا واقتصاديًا.
نرشح لك: جمهور نتفليكس يقارن Pain Hustlers بفيلم The Wolf Of Wall Street.. ما السبب؟
لكن يمكن اعتبار بلانت وأدائها قوة Pain Hustlers، شاهدنا شخصية متقلبة ومضطربة بعض الشيء، ومذنبة، وكان يجب التوغل في مستنقع حياتها أكثر، لكن على الأقل كان هناك تطورٌ في شخصيتها أكثر من شخصية "بيت برينر" للممثل "كريس إيفانز"، والذي بدوره قدم شخصية جيدة لكنها ليست بقوة وجمالية شخصية إميلي بلانت.
محاولة دمج المقابلات الوثائقية للشخصيات في عملية السرد، لم تخدم الحكاية نهائيًا، ولم نفهم سببها. حتى أن العملية الكتابية هي أضعف جزء في الفيلم، فلم ينجحوا بجعلنا نأخذه على محمل الجد. إلا أن فيلم Pain Hustlers يعد عملًا سينمائيًا ترفيهيًا، قادرًا على تقديم التسلية والمتعة لك كمشاهد دون أن يصيبك الملل.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.