فيلم The War With Grandpa بين الإيرادات العالية وأراء النقاد
5 د
هناك مثل شعبي باللهجة العامية دائماً مايتردد على مسامعنا فحواه (ما أعز من الولد إلا ولد الولد). وبناءً عليه نحن هنا نتحدث عن الأجداد والأحفاد وعلاقتهم العاطفية ببعض.
رغم اختلاف الجيلين فكرياً وعمرياً، إلا أنه في معظم الحالات يجد الأطفال بأجدادهم ملاذاً للأمان خصوصاً عندما يتورطون بالمشاكل مع أهاليهم.
والقلب الحنون والحضن الدافىء، والحكم والقصص الرائعة ما قبل النوم. وأيضاً منبع الغنج والدلال والهدايا كذلك الأمر. أضف إلى ذلك العقل المدبر وخبرة السنين، والحب الغير مشروط.
ويشهد على ذلك الأديب والشاعر الفرنسي “فيكتور هوغو” حيث يقول (لايوجد جد لا يعشق أحفاده).
والجد والجدة يرون في أولاد أولادهم، البراءة والصدق ونقاوة الدنيا. ويعيدون إلى أذهانهم صورة أولادهم وهم صغار يلعبون ويركضون من أمامهم، فيحاولون تعويض مافاتهم مع أبنائهم بأولادهم. كما يحرصون على الاستمتاع قدر المستطاع معهم بالحياة بما تبقى من حلوها فالعمر يمر سريعاً.
يمكن تصنيف هذه الحالة على أنها علاقة الماضي بالحاضر والمستقبل هو ذكريات جميلة.
علاقة إنسانية لم تنصف كثيراً
إذا أردنا البحث في الأدب العالمي وحتى العربي لا نجد رواية واحدة ذائعة الصيت، قد تناولت علاقة الأحفاد بالأجداد. هذه العلاقة العاطفية الإنسانية. فقط من خلال بعض الأقوال والأسطر القليلة. ربما يوجد ولكن بالتأكيد روايات لم يلتفت إليها أحد ولم تجد طريقها صوب الشهرة.
أيضاً في الموسيقى والأعمال الغنائية، ربما أكثر ماهو أقرب لذاكرتنا الموسيقية، هي حكاية “فيروز” مع جدتها، حينما غنت لها
(ستي ياستي… اشتقتلك ياستي). عندما تعطلت بها عربيتها في ضيعة كحلول ضمن مسرحية “ميس الريم”.
وأغنية أخرى لفيروز (بيتك ياستي الختيارة… بيذكرني ببيت ستي).
لعلها السينما كانت الأكثر إنصافاً، وأحد الأدلة على ذلك فيلم The War With Grandap والذي صدر في الفترة الماضية، يتناول علاقة الجد بحفيده ضمن قالب كوميدي لا يخلو من أجواء التسلية والمرح. والجدير بالذكر أن الفيلم مقتبس عن رواية للكاتب “روبرت سميث”. ولو أنها لم تحول لعمل سينمائي لما سمعنا بها.
نبذة عن فيلم The War With Grandpa
فيلم الحرب مع الجد، فيلم دراما كوميدي عائلي، يروي قصة الجد إد يؤدي دوره “روبرت دي نيرو” الذي يعاني من فقدان زوجته المتوفاة فيحاول التكيف مع العزوبية، كما يتعرض لمشاكل كثيرة تحصل معه نتيجة تقدمه بالعمر. مما يضطره للعيش في منزل ابنته وعائلتها بعد أن تفرض عليه ذلك. لتبدأ من هنا الصراعات والمناوشات بين الجد وحفيده بيتر يجسد شخصيته” أوكس فيجلي”، بعد أن قام الأول بالإستيلاء على غرفته التي يحب وانتقل هو إلى العلية التي تقطنها الجرذان والخفافيش. فيقرر بيتر إعلان الحرب على إد بدعم أصدقاءه محاولاً استرجاع غرفته، فيخضع الجد لرغبة بيتر في الحرب. العمل من إخراج “تيم هيل” وبطولة “أواكس فيغلي” و “أوما ثورمان” و “كريستوفر والكن”.
فيلم خفيف وكادر تمثيلي قدير
يمكن أن نعتبر هذا الفيلم مناسب جداً ولطيف للغاية في سنة 2020، يخرجنا نحن كمشاهدين من حالة الضغط والحجر الصحي الذي نعيشه في ظل أزمة كورونا. لما يحققه من متعة وتسلية بفضل أداء ممثليه، فضم العمل كما ذكرنا في السابق كل من “روبرت دي نيرو” و”كريستوفر والكن” و”شيش مارين” و”أوما ثورمان”. فكان عامل الجذب الأول والأهم للمشاهدة. وتحديداً دي نيرو أبدع بردود أفعاله، في المواقف الدرامية، في حزنه على زوجته والكأبة التي تصيب الطاعن في السن، أو حتى في خفة الدم بمواقف التحدي مع حفيده. ليس أفضل أفلامه إطلاقاً أو من أفضلها حتى، ولايجوز أصلاً المقارنة. ولكن لا يمكن الإنكار أنه ممثل عبقري مخضرم يعرف كيف يسكب من روحه في كل شخصية، ضمن ماهو مطلوب ومناسب ويخدمها بطريقة صحيحة.
أما القصة فهي عادية جداً وبسيطة، لا غنى في الحوارات ولا إبهار في التصوير أو في طريقة الإخراج. العمل حصل على تقييم 5,5/10 في تطبيق IMDb.
انتقادات تطال روبرت دي نيرو
العديد من الانتقادات طالت الممثل روبرت دي نيرو، نقاد وجمهور. فمنهم من رأى أن هذه النوعية من الأفلام وخصوصاً الكوميدية تقلل من قيمته وتسيء لمشواره الفني. وأن فنان قدير بحجمه المفروض أنه وصل لمرحلة يعلم فيها ما الذي يجب عليه أن لا يختاره. وأنه من يظهر في أفلام مثل “The Irishman” و “Heat” و “Awakenings” و”The Goodfather” الذي حصل عنه على أول أوسكار بفئة أفضل ممثل مساعد، و “Raging Bull” والذي حصل من خلاله على ثاني أوسكار كأفضل ممثل رئيسي، و “Mean Streets” وغيرها، عليه أن يحرص عدم الظهور في أفلام يخفت فيها نجمه وألقه، وتعتبر سقطات بمسيرته الفنية. كما كانت التوقعات عالية للفيلم بعد أن أعاد لم شمل الممثلين الرائعين “روبرت دي نيرو” و “كريستوفر والكن”، بعد آخر فيلم جمعهما سوياً “The Deer Hunter” إنتاج عام 1978. إلا النتيجة جاءت عكس ذلك.
هناك من وجد أن الكوميديا في هذا الفيلم تحتوي على وابل من النكات الغبية والتهريج الفارغ. والبعض نعتوه بالسخيف واستغربوا فكرة أربعة كبار في السن يواجهون أربعة أطفال صغار وتنتظر منهم أن يحققوا النصر في نهاية المطاف.
وهناك من اعتبر أن روبرت يستمتع بالكوميديا الخفيفة، ويحق له ذلك بعد إثبات أنه لا يزال رمزاً في التمثيل من خلال فيلم “The Irishman”. وأيضاً هناك من وجده ساحراً في هذه الكوميديا المرحة.
تأجيل وإيرادات عالية
ذو صلة
فيلم الكوميديا The War Grandpa أنتج عام 2018، لكن العرض توقف بسبب أزمة عانت منها الشركة المنتجة لصاحبها “هارفي وينستون” بعد اتهامه بقضايا تحرش. مع عودة عرض الفيلم في عام 2020 وإطلاقه في الصالات السينمائية العالمية، تمكن من تحقيق إيرادات عالية مع أسبوعه الأول داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ووصل الأن فيلم الحرب مع الجد لما يقارب 23 مليون دولار. يذكر أيضاً أنه تخطى فيلم الأكشن والإثارة “Tent” بإجمالي الإيرادات.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
ذو صلة