تريند 🔥

🤖 AI

ماذا لو كانت مسلسلات الأنمي أفلامًا؟

what if anime series become films - arageek art 2024
ساندي ليلى
ساندي ليلى

13 د

للسينما سحر متفرد لا يدركه سوى عشاقها، إنها الحلم المتجسد على شاشة عملاقة، يقال إن السينما هي الابن الشرعي للمسرح لكن التلفاز لا يقل عنها في الأهمية فهو قادر على ولوج كل البيوت.

لا تزال المنافسة بين التلفاز والسينما مستمرة منذ أعوام طويلة وحتى الآن؛ حتى أن هناك ممثلين يرفضون وبشكل قاطع تقديم مسلسلات تلفزيونية بحجة أنهم ممثلوا سينما بالتحديد، إن الفروقات بين السينما والتلفاز متعددة مختلفة ولا شك أن لكل منهما سحره الخاص وتفرده المميز الذي يجعل الاستغناء عن أي منهما صعباً بحق.

لم تفتقد السينما أي نوع من السحر حتى الأنمي وجد لنفسه مكاناً في ذلك العالم الرائع؛ مَن منا لم يعشق أعمال استوديو غيبيلي الأسطورية التي صاغت طفولتنا بسحرها الأخاذ وجمالها البصري المتفرد؟

إن أفلام الأنمي رائعة بحق رغم أن أغلب متابعي الأنمي يجدون أن مسلسلات الأنمي أفضل بأشواط من الأفلام لكن وفي الحقيقة هذا الرأي يستحق وقفة من نوع خاص وتساؤلاً؛ ماذا لو كانت أعمال الأنمي الشهيرة بشكل خرافي مثل One piece أو Naruto أو حتى Demon Slayer أفلاماً لا مسلسلات أنمي هل كانت لتحقق هذا النجاح الهائل؟ هل كانت لتخلد لأعوام وأعوام حتى بعد انتهائها كأنمي Naruto الذي يصعب بحق إنكار سحره؟

سنجعل من هذا التساؤل بطل مقالنا اليوم في "أراجيك فن" متخذين من هذه الأنميات فائقة الشهرة مثالاً ينطلق من فرضية.. ماذا لو كانت مسلسلات الأنمي الشهيرة هذه أفلاماً؟ 


اقتباس محدود للمانغا

تقتبس مسلسلات الأنمي أحداثها من القصص المصورة اليابانية المعروفة باسم المانغا، في الواقع أحياناً تتجاوز شعبية المانغا الأنمي بأضعاف في اليابان فهي فن له احترامه وتقديره والمدارس المتخصصة في تعليمه.

في المانغا يبني الفنان عالماً خاصاً به بقوانين وحدود قد تبدو بعيدة جداً عن الواقع، وهذا ما يجعلها شديدة التميز قطعاً كعالم النينجا والوحوش متعددة الذيول في ناروتو.

فيديو يوتيوب

كذلك عالم القراصنة وفواكه الشيطان ذات القوى المثيرة في ون بيس. 

فيديو يوتيوب

وعالم تفترس الشياطين فيه البشر كوجبات خفيفة كما في قاتل الشياطين.

فيديو يوتيوب

عوالم متقنة بنيت على صفحات المانغا برسوم تتفاوت جودتها على حسب براعة الفنان، لكن الأمر المشترك بينها هو الأسرار الممتعة فالفنان المبدع هو الذي يترك خيطاً رفيعاً من الغموض والإثارة خيط يزداد متانة مع تقدم الأحداث حتى يكشف بشكل مبهر قرب النهاية.

إن المانغا رائعة لكن ما يمنحها الحياة والرونق وأحياناً الشهرة هو الأنمي الضاج بالألوان والتحريكات المتقنة والتمثيل الصوتي الذي يطابق الشخصية بطريقة مرضية للغاية.

عادة ما تقتبس كل حلقة من الأنمي بضع صفحات من كل فصل لا أكثر، ذلك كي تتمكن الحلقة من تقديم جرعة مركزة من الأحداث والإثارة اللازمين لإعجاب المشاهد ومن النادر جداً تقديم فصل كامل في حلقة واحدة فهذا قد يؤدي إلى تطويل مدة عرض الحلقة أو تقليل جرعة التركيز المتوقعة منها.

ولهذا فلو أن الأنميات قدمت كأفلام لكان اقتباسها من المانغا محدداً للغاية؛ فالفيلم مهما كان طويلاً لن يتجاوز الساعتين؛ أي ما يقارب أربع حلقات من المسلسل؛ فهل يمكن لوقت قصير كهذا أن يغطي مجموعة ضخمة من الأحداث المثيرة المعقدة التي تكشف القليل جداً من أسرار الأنمي مرة تلو مرة؟

الإجابة غالباً هي لا، فالفيلم محدود الزمن، أمًا المسلسل فعدد حلقاته لا نهاية له، تذكر أن أنمي ون بيس تجاوزت حلقاته الألف حلقة دون توقف. 

لو كان ناروتو قد قدم كفيلم لا كمسلسل لما استطعنا الغوص في المعاناة القاسية التي عاشها إيتاتشي مثلاً.

فيديو يوتيوب

 فقصته لوحدها تحتاج ثلاثة أفلام على الأقل خاصة أنها تتداخل مع مجموعة أخرى من الأسرار الصادمة التي أذهلنا كشفها البطيء المتقن عَبر حلقات الأنمي، إن حرب النينجا الرابعة وحدها كانت لتحتاج خمسة أفلام أو أكثر لتغطية أحداثها القوية وكشف أسرارها الكارثية المفعمة بالدراما.

 أمًا ون بيس فكان ليفقد جرعة ضخمة من سحره لو أنه كان فيلماً فجماليته ترتكز على تلك التفاصيل الصغيرة التي يدسها أودا بخبث في ثنايا الأحداث ببراعة حقيقية كما حدث عندما نجح لوفي في إيقاظ فاكهته كاشفاً أعظم أسرار ون بيس بعد طول انتظار. 

فيديو يوتيوب

لكن أودا كان قد قدم تلميحات لهذا السر قبل أعوام طويلة في أرك سكايبيا جزيرة السماء، تلميح لم يكشفه أحد بالطبع وهل تستطيع تخيل أرك وانو الذي امتد لأعوام وأعوام كفيلم من بضع ساعات لا أكثر؟ 

فيديو يوتيوب

كنا لنخسر الكثير من التفاصيل والأحداث التي سيصعب تقديمها في فيلم أو حتى في ثلاثة أفلام، أرك وانو وحده ذلك الذي استمر لأعوام قد يحتاج إلى 16 فيلماً لتغطية أحداثه المتشعبة بلا أي مبالغة ناهيك عن بقية أركات ون بيس القوية كأرك دريسروزا والمارين فورد وغيرها الكثير.

إن أنمي من هذا النوع وبهذا التشعب ما كان لينجح في اقتباس المانغا الخاصة به بأمانة حقيقية لو كان فيلماً، حتى الأنميات الحديثة الأقصر طولاً من ناحية عدد الحلقات ما كانت لتنجح في اقتباس المانغا كما يجب لو قدمت كفيلم فقاتل الشياطين مثلاً ورغم أنه قدم جزءاً من موسمه الثاني على شكل فيلم.

فيديو يوتيوب

إلا أن كل مَن شاهده وجد نقصاً في التفاصيل قياساً بالمسلسل خاصة فيما يتعلق بقدرات القمر العلوي إنمو والقتال المميت معه وهو أمر طبيعي فالفيلم امتد لساعتين تقريباً.

أمًا الأنمي فوقته أطول ومساحة التفاصيل فيه أوسع وأقوى فلو أن أرك حي المتعة الوحشي المدمر قدم كفيلم مثلاً لكنا قد فقدنا الكثير من الإثارة والترقب والحماس والتفاصيل القتالية المذهلة التي دومًا ما يبدع فيها صناع قاتل الشياطين.

فيديو يوتيوب

إن المانغا فن عريق مفعم بالتفاصيل والأسرار والأحداث متعددة الطبقات؛ الفيلم يكشف هذه الطبقات بسرعة لا تترك مجالاً للتفكير، أمًا الأنمي فإنه يتفنن في كشف الأسرار والأحداث بترو وبراعة تجعل من متابعة العمل متعة غير المسبوقة.


لا وجود للتمطيط والتطويل 

رغم أن الأنميات ممتعة دومًا للمشاهدة، إلا أن هناك مشكلة حقيقية يعاني منها كافة عشاق هذا الفن الرائع التطويل والتمطيط.

 فالأنمي ينبغي عليه السير خلف المانغا الخاصة به باستمرار؛ فهو يقتبس أحداثها ويستمد منها سحره الأصيل لكن أحياناً يضطر الأنمي للتراجع قليلاً، خاصة لو أن المانغا توقفت لأي سبب أو لو أنه اقترب كثيراً من خطها الزمني عندها يضطر صناع الأنمي لتقديم أي شيء للمشاهد عوضاً عن التوقف.

ذلك عن طريق عرض حلقات خارجة عن القصة الأساسية تعرف باسم الفيلر والتي تعد كابوساً أليماً لكل عشاق الأنمي، تخيل مثلاً أنك تنتظر بفارغ الصبر الكشف عن أخطر أسرار الأنمي أو نتيجة معركة مميتة وفجأة تجد أن الحلقة القادمة حلقة لا دخل لها بالقصة الأساسية ومشاهدتها بلا أي فائدة إلا في حال رغبت في البقاء ضمن الجو الخاص بالعمل.

إنه أمر محبط بالقطع عانى منه عشاق الأنميات القديمة بشدة فأحياناً يستمر الفيلر لأشهر طويلة بغية ترك مساحة معقولة بين الأنمي والمانغا مما قد يثير نوعاً من الملل والسخط في نفس المشاهد الذي يشعر بالضجر من الانتظار، تكثر حلقات الفيلر في الأنميات الطويلة.

فحلقات الفيلر في ون بيس مثلاً تكاد توازي حلقات الأنمي الأساسية في بداية عرضه وتتواجد غالباً في نهاية كل أرك، أمًا ناروتو فقد اعتاد عشاقه على صدمة أن الحلقة التي سيرونها لا علاقة لها بالأحداث بأي شكل.

إنما هو قصة فرعية نادراً ما تكون مثيرة أو مشوقة لذا لو كان ناروتو أو ون بيس أفلاماً لكان المشاهد قد ارتاح من الحشو الممل المعروف باسم الفيلر، في الواقع تفادت الأنميات الحديثة هذه المشكلة فأصبحت تعرض حلقاتها على شكل مواسم يفصل بينها زمن كاف لاستمرار المانغا بدون إثارة غضب المشاهدين بحلقات فارغة من المعنى.

لكن هناك فخاً آخر لم تنجح في تفاديه إنه التمطيط علة أغلب الأنميات؛ إذ يبدو أن صناع هذا الفن يجدون متعة خاصة في تحويل أي قتال من أي نوع إلى مبارزة في الصرخات فتجد أن الحلقة شارفت على الانتهاء ولم يفعل البطل شيئاً سوى توجيه ركلة صارخة أو إجراء محادثة طويلة للغاية مع خصمه.

كان التمطيط علة واضحة في عالم ون بيس حتى أن مجموعة من المعجبين عندما خلّصوا الأنمي من المشاهد عديمة النفع انخفض عدد الحلقات إلى النصف تقريباً فالمعركة الواحدة في عالم ون بيس يمكن أن تستغرق أعواماً كاملة وكل من شاهد معركة المارين فورد الأسطورية يعرف هذه الحقيقة بالقطع.

أمًا في الأنميات الأحدث كقاتل الشياطين فقد أصبح التمطيط أقل من قبل ذلك لأن الأنمي أصبح مواسماً لا شريطاً طويلاً يبدأ وينتهي بلا أي انقطاع لكن ينبغي التنويه لأمر مهم التمطيط الذي نتكلم عنه هو ذلك الذي يدرج لإطالة زمن الحلقة والاستغناء عنه ممكن بسهولة.

لكن هناك بعض التمطيط الضروري أحياناً، تمطيط يمكن أن يتحول إلى دفعة محترمة من الإثارة والتشويق لو تم تسخيره بطريقة بارعة كي يتحول إلى جرعة درامية للمعركة المحتدمة، فالمعركة القصيرة مملة لا بد من وجود بعض التوتر والإثارة والقفلات المقلقة وقليل من الذكريات والاقتباسات الفلسفية، إنه المزيج الذي لم يفشل يوماً في خلق معارك أسطورية منذ بداية فن الأنمي وحتى يومنا هذا. 

في الواقع لو كانت هذه الأنميات القديمة والحديثة على حد سواء أفلاماً لما احتوت أي نوع من التمطيط بكل تأكيد بسبب وقت الفيلم المحدود لكن المتعة أيضاً ستكون محدودة قصيرة الأجل كما أن غياب الفيلر سيقابله غياب في الأنمي نفسه الذي سننقطع عنه لأعوام في كل مرة ريثما يصدر الفيلم القادم.


ارتباط أقل عاطفية بأبطال الأنمي 

هناك كثير من الأسباب التي قد تجعلنا مغرمين بأبطال الأنميات، إنهم شخصيات مكتوبة بدقة وحرص حالمون شجعان حمقى بعض الشيء حقيقيون بشدة والأهم ولعل هذا ما يجعلنا مرتبطين جداً بهم يحوزون قوى هائلة لا تظهر إلا بعد الكثير والكثير من التلميح والتوضيح.

أبطال الأنمي محبوبون للغاية بل يمكن القول بلا مبالغة إن شعبيتهم توازي أو تفوق حتى شعبية شخصيات حقيقية من لحم ودم؛ إنهم أصدقاء من نوع خاص تعيش معهم مغامراتهم المثيرة التي تمهد لكشف قواهم الخارقة التي تقلب موازين عالمهم، لقد أمضى أودا أعواماً بل وعقوداً يمهد لكشف الجير الخامس الخاص بفاكهة لوفي. 

فيديو يوتيوب

 الكشف الذي قدم في حلقة حطمت أرقام المشاهدات حول العالم، أمًا ناروتو فرغم معرفتنا أن الكيوبي وحش الذيول التسعة قابع في أعماقه، إلا أن اكتشاف قدرته على تسخير هذه القوى الخارقة التي قلبت موازين حرب النينجا الرابعة كانت مثيرة بشدة.

فيديو يوتيوب

ومَن منا ينسى اللحظة الأسطورية التي يكشف فيها تانجيرو عن إرثه الأسطوري تنفس الشمس الذي يفوق كل أنواع التنفس الأخرى قوة والذي كان عاملاً حاسماً في معارك مميتة مذهلة.

فيديو يوتيوب

 لو أننا شاهدنا هذه اللحظات في فيلم محدود الساعات لما كنا قد تفاعلنا بهذا الشغف والحماس مع كشف قوى أبطالنا فلذة الانتظار تجعل من أي شيء أفضل بأضعاف فكيف لو تعلق الأمر بعالم مثير ممتع كالأنمي.

لا يقتصر الارتباط العاطفي بأبطال الأنمي على المعارك والقتالات، ففنانوا الأنمي يجدون متعة خاصة في تعريض أبطالهم إلى أقسى أنواع الهزائم والخسائر التي تخلق جرعة درامية شديدة التركيز من مبدأ أن مالا يقتلك يجعلك أقوى.

تخيل مثلاً لو أنك وبدلاً من رؤية محاولات لوفي الحثيثة للوصول إلى شقيقه إيس عَبر سلسلة مميتة من المعارك الشرسة التي كادت تقضي عليه شاهدت هذه المغامرات في بضع ساعات لا أكثر، هل كنا لنشعر بألم الخسارة والتعاطف الدامع مع لوفي الذي ظن في تلك اللحظة أنه بقي وحيداً في هذا العالم؟

غالباً لا فارتباطنا كمشاهدين بلوفي يعود أساساً إلى الحلقات الكثيرة التي كشفت لنا عن شخصيته المثيرة للاهتمام المضحكة أحياناً لو كان لوفي بطلاً في فيلم لما كنا قد تعلقنا به بكل هذا الشغف على الإطلاق فأبطال الأفلام نادراً ما ينجحون في خلق ارتباط عاطفي عميق مع المشاهدين.

الأمر نفسه ينطبق على ناروتو الذي ظن نفسه مدركاً تماماً لمعنى الموت والخسارة لكنه اكتشف خطأه بعدما خسر معلمه وأباه الروحي ليغرق في دوامة لا فرار منها من الحزن والألم ونجح أخيراً في فهم مشاعر صديقه ساسكي الذي خسر كل عائلته في لحظة.

لو كان ناروتو فيلماً لما استطاع تسليط اهتمام كاف على علاقته بجيرايا ولما استطعنا التقاط ذلك الارتباط الأبوي بينهما أو حتى تلك العلاقة الغريبة بين الندين ساسكي وناروتو التي كانت أساساً حقيقياً للأنمي بأكمله، الأفلام تركز على الحدث أمًا الأنميات ذات الوقت الأكثر مرونة فتركز على ما سبب الحدث والبيئة العامة له.

فمثلاً قصة قاتل الشياطين ترتكز على رغبة تانجيرو العميقة في استعادة آخر أفراد عائلته بأي طريقة كانت مما جعله يخترق عالم قتلة الشياطين مسلحاً بموهبة خفية وأمل لا يفنى.

يمكن لهذه القصة أن تقدم كفيلم لكن العمق العاطفي الإنساني لعلاقة تانجيرو بنيزوكو كان ليكون أقل وضوحاً فالفيلم سيركز على المعارك الدائرة والإثارة المصاحبة للموقف.

مما لن يترك مجالاً للتواصل العاطفي الذي شهدناه في أرك حي المتعة عندما كان تانجيرو على وشك خسارة نيزوكو للأبد بعدما استسلمت لغرائزها الشيطانية.

لقد كانت الطريقة التي اتبعها تانجيرو لإعادة أخته إلى صوابها مثيرة للمشاعر بشدة، إذ أنه واظب على تذكيرها بمعنى الإنسانية بالعائلة التي فقداها بتلك السعادة التي غمرتهما، رغم الفقر مع أمهما لتتحول الشيطانة الحانقة إلى طفلة مقهورة في مشهد طويل مؤثر.

ما كان بالإمكان التركيز عليه بهذه الطريقة في فيلم محكوم بالوقت المحدود، إن للأفلام سحرها الخالد لكن سحر الأنمي يكمن في التفاصيل التي قد تعجز الأفلام عن مواكبتها، لذا ففي هذه النقطة الغلبة دومًا وباستمرار ستكون للمسلسلات إذا ما كنت تعشق الدراما بالطبع.


انتظار طويل وممل  

يعرف عشاق الأنمي في العالم العربي صعوبة توفر حلقات الأنمي؛ فالحلقة تعرض في اليابان أولاً ثم تعرض عَبر المنصات المتخصصة مصحوبة بترجمات ملائمة، لكن صعوبة توفر حلقات الأنمي قد تكون شيئاً سهلاً للغاية أمام استحالة توفر أفلام الأنمي قبل مضي بضعة شهور أو حتى أعوام.

فاليابان تمتلك حساسية شديدة تجاه تسريب أفلام الأنمي قبل عرضها لفترة في الصالات، ففي البداية ينبغي أن تعرض في الصالات العالمية مدبلجة للغة الإنجليزية، غالباً وبعدها يمكن أن يطلق سراحها لبقية العالم.

تذكر أن تحفة مايازاكي الأخيرة "الصبي ومالك الحزين" صدرت عام 2023 لكنها لم تتوفر للمشاهدة خارج اليابان إلا عام 2024 وبنسخ غير الشرعية بالضبط، لذا يمكنك تخيل الملل الذي قد يصيبك من انتظار صدور الفيلم لأعوام فقط كي تعرف مالذي سيحدث.

فلو أن "ون بيس" مثلاً كان فيلماً لكان علينا الانتظار عامين لنرى ما سيحدث بعد انفصال الطاقم لعامين عوضاً عن الانتظار أسبوعاً واحداً حتى صدور الحلقة وماذا لو أن الفيلم الخاص بأرك تدمير كونوها انتهى نهاية مفتوحة لا شك أن الانتظار عاماً أو أكثر لمعرفة ما الذي سيحصل سيكون مزعجاً بحق في الواقع.

كل هذا الانتظار والانفصال الزمني كان هذا ليخفض كثيراً من شعبية هذه الأنميات التي اكتسحت العالم كله منذ أعوام ولما استطاع أي منها خلق الارتباط العاطفي المفعم بالحب والشغف بينها وبين المشاهدين حول العالم، صحيح أن في الانتظار لذة معينة لكن ما يزيد عن حده ينقلب إلى ضده كما يقول المثل الشعبي. 

لهذا قد يكون الانتظار الطويل عاملاً مضاداً ومؤثراً سلبياً في شعبية وشهرة العمل، رغم أن الأنميات الأحدث تفرض مساحة زمنية بين مواسمها إلا أنها دومًا ما تقدم تعويضاً ملائماً على شكل موسم دموي من الدراما الثقيلة والمعارك الرائعة، مما قد ينسينا أننا انتظرنا عاماً أو أكثر لنرى ما قد يحدث وعشاق قاتل الشياطين يدركون هذه الحقيقة البديهية بشدة.

لقد أردنا في هذا المقال وضع فرضية قد تبدو غريبة لكنها ممكنة وقابلة للحدوث، إن عالم الأنمي مذهل بحق إنه أرقى تمثيل لفن الرسم الذي يندمج مع الحياة بسلاسة.

ذو صلة

وكما قلنا في بداية المقال أفلام الأنمي كأفلام غيبيلي رائعة وساحرة بدرجة لا تصدق لكن أفلام الأنمي تختلف تماماً عن مسلسلاته إذ أن لكل منهم سحره الخاص الذي يجعله شديد التميز وفي النهاية يمكن لنا أن نقول بثقة إن المانغا تحتاج إلى مسلسل أنمي لاقتباس سحرها الخلاب لا إلى فيلم محدود الزمن فسحر الأفلام لا يلائم عمق وتركيز المانغا التي قد تستمر وبسلاسة مذهلة لعقود طويلة.. ما رأيك عزيزي القارئ؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة