تريند 🔥

🤖 AI

هل أنت ذكيٌ بما يكفي لتدرك مقدار غبائك؟!

Joey Tribbiani acting stupid
رشا حسحس
رشا حسحس

6 د

في حين أن غباء جوي تريبياني أمرٌ لن يختلف عليه اثنان، غير أن إدراكه لهذا الغباء قد يصبح موضع نقاش. فإدراك المرء لغبائه يتطلب مقداراً قليلاً من الذكاء، ياللسخرية!

هل ضحكت يوماً من أحدهم فظن أنّك تضحك لخفة ظلّه؟ هل شردت متأملاً أحدهم أثناء حديثه، متسائلاً كيف يمكن للمرء أن يكون غافلاً تماماً عن مقدار غبائه، يعتقد أنّ الحِكَم تتناثر من فِيه بينما كل ما يفعله هو تلويث الهدوء بحماقاته. السؤال الأهم: هل خشيت يوماً أن تكون واحداً من هؤلاء وأن الذين يبدون منصتين لحديثك يتساءلون في سرّهم أسئلةً مماثلة لأسئلتك؟ إذا أجبت بـ “نعم”، فمن المحتمل أنك ذكي حقاً.

حديثنا عن الأغبياء الغافلين، الذين يعرفون كل شيء عن كل شيء، الذين ما زالوا يعتقدون أن الأرض مسطحة وأن كل شيء مؤامرة نعجز نحن البقية بعقولنا الصغيرة ونظرتنا القصيرة أن ندركها. يمكنك المجادلة معهم، قصفهم بالحقائق والتحدث ببطءٍ شديد، لكنهم سيتابعون الحديث، أغبى من أي وقت مضى.

إن تمثّلت صورة أحدهم أمامك الآن فقد تكون هذه المقالة الدواء للغباء الذي أعياك مداواته. قد ترغب في أن تدفعه بشكلٍ ما لقراءتها. تقدم هذه المقالة دليلاً موجزاً عن كيفية حماية نفسك من الغباء. ستجد فيها المعلومات التي تبحث عنها لرفع معدل ذكائك.


ما هو الغباء؟

هو عدم الفطنة والذكاء، والسلوك الغبي هو سلوك يُظهر نقصاً في الحس السليم أو الحكمة.

لنلق نظرة على المشهد التالي: في الحلقة الثانية من مسلسل ما وراء الطبيعة يدخل رفعت لتشريح جثة المومياء ملتزماً بجميع الإرشادات المطلوبة والموصى بها لتجد الأطباء الآخرين يستهزئون بذلك قائلين: “إيه يا دكتور رفعت أنت رايح القمر؟” وما النتيجة؟ ماتوا جميعاً إلا رفعت. أغبياء حقاً، أليس كذلك؟ كم مرةً فعلت شيئاً مماثلاً؟ على الرغم من تحذيرك بعدم القيام به، أو توصيتك بشكلٍ جاد بالقيام بأمرٍ ما بطريقةٍ معينة، تجاهلت التوصيات وتصرّفت على هواك. إذا لم يكن هذا غباء، فما هو الغباء برأيك؟

الغباء في تشريح المومياء

ولكن لنفترض أن تعليمات التحذير الخاصة بأمر خطير مثل العبث بعلبة تحويل الكهرباء لم تكن موجودة. بطريقةٍ ما تلك اللوحة التي كتب عليها: “احذر الاقتراب، خطر الموت، توتر عالي”، قد وقعت أو أطاحت بها عاصفةٌ قوية. هل هذا يرفع صفة الغباء عنك في حال أقحمت مفك براغي فيها؟ مع الأسف، على الرغم من أنك لم ترَ التحذير، إلا أن أي شخص لديه إدراكٌ سليم وحتى قليل من العقل كان سيعرف أن إقحام أداة معدنية في علبة تحويل الكهرباء ليس شيئاً يجب عليك فعله.

يحدث التصرف الغبي عندما تتجاهل معلومات مهمة أو إذا كنت تفتقر إلى الحس السليم والمحاكمة العقلية المنطقية.

في حين أنني استخدمت هذا المثال للتبسيط ولأنه لا يحتمل الاختلاف، لكنّنا جميعنا نقوم بأمرٍ مماثل من حينٍ لآخر. نريد الاستيقاظ مبكراً ولكننا نسهر في الليلة السابقة. نتذمر من كوننا لا نستطيع النوم مباشرةً عند دخولنا السرير، لكنّنا نصطحب معنا هواتفنا المحمولة. نتذمر من تراجع صحتنا ونغرق مأكولاتنا بالسكر ونتكاسل عن القيام بأي نشاطٍ حركي. قد أستمر بطرح الأمثلة ولكنّ ذلك قد يحبطني ويمنعني من متابعة حديثنا. لذا، راقب تصرفاتك اليومية وحدك وفكّر كم فعلاً تقوم به يندرج تحت هذه الخانة؟!


يمكننا الآن أن نستنتج أن الغباء أحد أمرين:

  • نقصٌ في المعلومات
  • تجاهل المعلومات الهامة

لكن ماذا لو كنت لا تعتقد أنك غبي؟ هل تسببت الكلمة في إثارة حفيظتك وأعادت ذكريات مؤلمة من الطفولة؟ صدّقني قبولك للوصف سيحررك. لن تلوم نفس كثيراً في المرة القادمة عندما تقوم بفعلٍ غبيٍ -جميعنا نفعل- ستكتفي بتحليله والحرص على عدم تكراره.

من أجمل العبارات التي حررتني، عبارة سمعتها في صغري في فيلم لا أذكر عنوانه: “كونك ذكي لا يحرمك الحق في أن تتغابى من حينٍ لآخر”. لا أعني أن تعتنق الصفة وتجلس، لكن ألا تبالغ بلوم نفسك وتتقبلها، فمحاولة إنقاذ عقلك من التفكير الأقل من المتوسط ​​هو مجرد مضيعة للوقت إذا لم تعتبر نفسك شخصاً غبياً. عندما لا يعتقد الناس أنهم أغبياء لا يعتقدون أنه ينبغي عليهم تحسين أنفسهم.

إدراكك أنه يوجد مجالٌ للتحسين أمرٌ جيّد لأنّك إن كنت غبياً جداً فأنت أغبى من أن تدرك هذا، وهو ما يعرف بتأثير دانينغ-كروجر (Dunning-Kruger) الذي ينص على أن الأشخاص الأغبياء غير مدركين لمدى غبائهم. في المقابل، الأشخاص الذين يجدون فجوات في معرفتهم ويبحثون عن طرق للتحسين يمتلكون مقداراً من الذكاء. إدراكك لوجود هذه الفجوة، سيدفعك لردمها وتقليص حجمها مما يزيد من ذكائك الأمر الذي يدفعك لإدراك فجوة أخرى لم تكن لتراها في مستوى ذكائك القديم فتسعى لردم هذه الأخرى وهكذا.

الآن، ما الذي يمكنك القيام به لردم هذه الفجوة كلّما ظهرت والترفع في مستويات الغباء؟ أم هل يجب أن أقول تخفيض مستويات الغباء؟ لا أدري، فأنا لست ذكيةً أيضاً.


كيف نعالج سببي الغباء سابقي الذكر:


1. معالجة نقص المعرفة:

العلاج بديهي ولا تحتاج مني إلا أن أذكّرك به. انخرط في مجموعةٍ متنوعةٍ من الأنشطة والتجارب التي ستوسّع من معرفتك وتمنحك نظرة أكثر دقّة وشمولية للعالم من حولك.  أو بعبارة أخرى، افعل أشياء لم تفعلها من قبل.


الأنشطة الأكثر شيوعاً والأبلغ أثراً هي:

– قراءة الكتب، أدرك أنها النصيحة الأكثر تكراراً والأكثر تجاهلاً أيضاً. هل فكّرت يوماً لماذا تتكرّر؟ لأنها ناجحة وصحيحة وأثبتت فعاليتها. يمكنك التدرج باتباعها. لا تتحمّس وتقرّر أن تقرأ كتاباً كل 5 أيام، إن لم تكن القراءة من نشاطاتك المعتادة سابقاً. ابدأ ببطء ولكن ابدأ.

– الصاحب ساحب. يبدو أن أجدادنا كانوا أكثر ذكاءً مما نعتقد، فأنت عندما تتسكع حول أشخاص يستخدمون كلمات لا تفهمها، أشخاصٍ أذكى منك؛ ستدرك الفجوة وستسعى لردمها في محاولةٍ منك لتشارك في الحديث في المرة القادمة. قد يمدح غرورك ويرضيه أن تكون أذكى شخصٍ في المجموعة لكنّه لن يسديك أيّ خدمة.

– بما أن تلك السماعات لا تفارق أذنيك حتى كاد أن يلتحم بهما الصيوان، فلما لا تبدأ بالاستماع إلى الكتب الصوتية أو البودكاست من أشخاصٍ أذكياء بدلاً من الضجيج المستمر.

– من المحزن حقّاً أن حاسوبك وهاتفك المواكبين لأحدث التكنولوجيا لا يشاركانك إلا الدردشات والألعاب التافهة. فاجئهما اليوم وتصفّح شيئاً أكثر فائدة. وتابع مواقع مفيدة غير مواقع التواصل الاجتماعي.

كلما قرأت وتعلمت من الآخرين، ستعرف المزيد عن العالم. كلما فهمت المزيد عن العالم، ازداد ذكاؤك. ذكاؤك سيجعلك تشكك في الأشياء التي ستؤدي إلى سعيٍ جديدٍ للمعرفة، وهكذا.


2. تجاهل المعلومات المهمة

السبب الثاني، والأكثر أهمية، لسبب تصرفنا بغباء هو تجاهل المعلومات المفصلية. لماذا نتجاهلها؟ كيف لا نفعل ونحن غارقون بها من كل اتجاه؟! فائض المعلومات الذي نتعرض له على مدار الساعة يقتضي تجاهل غالبها. مزيج من رسائل وسائل التواصل الاجتماعي، والمعلومات الجديدة المستمرة، تزيد من توترنا وتدفعنا لاتخاذ قرارات متسرعة نندم عليها لاحقاً ونعجز عن فهم كيف كنّا بهذا الغباء!

لو عرض علينا كل موقفٍ متفرّداً لاتخذنا قرارتٍ أكثر حكمة. نحن نعرف ما يتعين علينا القيام به، لكننا لا نفعل ذلك بشكل صحيح لأي سبب من الأسباب. في معظم الحالات، لأن هناك الكثير مما يحدث من حولنا فنتخذ قراراتٍ غبية.
ماذا يمكننا أن نفعل حيال هذا؟


الحل بسيط:

– لا تتعجل عند اتخاذ قرارات مهمة أو أثناء القيام بمهام معقدة.
– تجنب إجراء عمليات متعددة في وقتٍ واحد.

ذو صلة

– خذ وقتك عند حدوث موقف حرج وعندما تريد اتخاذ قرارٍ ما. أغبى شيء يمكنك فعله هو التصرف بسرعة عندما يحدث شيء سيء بحجة أنّه أمرٌ عاجل فتتجاهل البيانات المهمة وتسمح لعواطفك واضطرابك بالتحكم فيك.

في النهاية، جميعنا نمتلك مجالاً قابلاً للتحسين، لو لم نفعل لكانت حياتنا مثالية، والله يعلم أنّي لم أقابل حتى اليوم شخصاً واحداً بحياةٍ مثالية. إذا كنت تعتقد أنك عبقري حقيقي وأنّ هذا المقال لا يعنيك، فاسمح لي أن أدعوك لتقرأه مجدداً. على النقيض، فإن اعتبار نفسك غبياً بعض الشيء له فوائده الخاصة، سوف تقيّم نفسك بشكلٍ مستمر لتفهم أوجه القصور الخاصة بك والتي تمنحك القدرة على العمل عليها والتطوّر كإنسان. كونك غبياً قليلاً ليس بالأمر السيئ، طالما أنك لا تدخّن أثناء تزويد سيارتك بالبنزين.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة