من بين الكثير من الهراء..كيف تختار الدورات التدريبية المناسبة لك؟
رغم أن بعض الجامعات العربية تقدم مستوى عالٍ من المناهج الدراسية ولكنها مازالت تفتقر إلى الكثير من وسائل التعليم المتطورة ويتخرج منها الطالب يعرف الكثير جداً من المعلومات النظرية ولكنه لا يمتلك أي مهارة تجعله يوظف هذه المعلومات في عمله، فيضطر للبدء من جديد والسعي للحصول على الدورات التدريبية التي تؤهله للعمل بشكل مناسب أو ربما يحصل على فرصة للتدريب في شركة تؤهله من خلال العمل والحصول على تلك الدورات لو كان محظوظاً فيكون قد كسب الخبرة العملية والتأهيل.
لذلك قد يبدو من المناسب لك كطالب جامعي أن تبدأ بالتفكير بمستقبلك المهني من الآن والبحث عن طرق لتتخرج من الجامعة وأنت تملك تأهلياً وخبرة عمليين من خلال استغلال فترة العطلة الصيفية لحضور الدورات التي تحتاج لها بعد التخرج أو التدرب في إحدى الشركات حسب مجال تخصصك.
فإذا قررت أن تحضر دورات تدريبية ستجد أنك في حيرة من أمرك، دورات كثيرة..أسماء مدربين أكثر من الدورات…إعلانات جذابة وعناوين تحتار من كثرتها ما يفيدك وما تحتاجه، وأسعار خيالية لا تناسب طالباً لا يعمل أو يعمل بدوام جزئي، لذلك من الضروري أن تعرف كيف تختار ما تحتاجه من هذا الكم الهائل والذي يحمل الغث والسمين.
1- حدد ميولك واحتياجاتك:
أمران مهمان عليك أن تحددهما قبل أن تدخل أي دورة تدريبية ولو كانت مجانية ولن تدفع فيها فلساً واحداً، لأنك إن لم تدفع مالاً دفعت وقتاً ثميناً يمكن أن تستغله في أمر آخر، وهذه أمور لن يخبرك أحد بها، بل الوحيد القادر على تحديدها، فأحضر ورقة وقلماً وسجل:
- ما تحتاجه:
ما هي المهارات التي قد تحتاجها بعد التخرج، وهذا يتبع المهنة التي تريد العمل بها، فالمعلم يختلف عن المحاسب عن مدير التسويق أو الطبيب.
فاسأل من يعمل في نفس المهنة واعرف ماذا تحتاج لتؤهل نفسك قبل الدخول في سوق العمل.
هناك بالطبع مهارات عامد يحتاجها الجميع: مثل التواصل، حل المشكلات، التفكير النقدي والإبداعي، العمل على الحاسوب بحيث تعرف عن كل برنامج أمور بسيطة خاصة وما يلزمك للعمل تتعمق به أكثر.
- ما تحبه:
أحياناً نميل إلى تعلم أمور بعيدة تماماً عن دراستنا، قد تتعلق بهواية أو عمل جانبي تقوم به أو تتطوع به في أوقات فراغك، ورغم أنها قد تكون مجرد هوايات أو أمور ثانوية ضمن قائمة أولوياتك، لكن في النهاية ستحتاج بعض المهارات للقيام بها بشكل صحيح، وهذا يوسع آفاقك المعرفية ويزيد من خبراتك وفرصك العملية.
قد تتعلم التصميم لا لتمارسه كمهنة ولكن لأنك تحب هذا، أو تطور لغتك وقدراتك التعبيرية لتكتب بين الفينة والأخرى لنفسك أو كمدون في أحد المواقع، لا يعني هذا أن يصبح التدوين أو الكتابة مهنتك الرئيسة لكن حتى كمهنة ثانوية لا بد لك من عمله بإتقان وبشكل جيد.
2- حدد الأولويات:
بعد أن كتبت ميولك واحتياجاتك، قد تفاجأ بالرقم الذي تراه وعدد الدورات التدريبية التي عليك حضورها وبالتالي ربما وجدت نفسك تجلس دون أن تفعل أي شيء وأنت محتار بين هذه أو تلك.
في أي مهنة هناك أساسيات لا يمكن البدء دونها وأخرى يمكن أن تتعلمها بنفسك بالتدريج إما من خلال العمل نفسه أو من الورشات والدورات والتي ستضيف إلى خبرتك خبرة ومهارات جديدة، هذه أمور لن تعرفها إلا من خلال سؤال من يعمل في نفس المجال.
3- عملية الاختيار:
سبق وتحدثت عن كواليس المدربين وحقيقة التدريب، وأن التدريب يساهم تطويرك على الناحية المهنية والشخصية بشكل كبير، فما تحتاجه حقاً ليس فقط تجميع عدد كبير من الشهادات أو تسجيل قائمة طويلة في سيرتك الذاتية، ماتحتاجه أن تعرف أن تضع مالك ووقتك فلا يضيعان، فتحضر ما يفيدك وممن يفيدك، وربما هذه فائدة الورشات التي تقيمها الشركات لموظفيها إذ أنهم يحضرون لهم من سيعطيهم ما يحتاجون بالضبط حسب ما تحدده إدارة الشركة.
لا يتعلق الأمر بمكان تدريب فخم أو أسعار مرتفعة، يتعلق الأمر بالمدرب وبمادته التدريبية فقط، فلا تخجل من سؤال المركز الذي تريد الحضور فيه أو المدرب نفسه لو أمكن عن شهادته الجامعية، وأين تدرب هو..ومالديه من خبرات عملية يجب أن توافق الموضوع الذي يقدمه، كي تخرج من الدورة بالفائدة التي تبحث عنها.
4- الجدية:
كثيرون يسجلون في ورشات أو دورات ثم يحضرون مرة ويغيبون عشراً ثم يسجلون في سيرتهم الذاتية ما حضروه وإذا سألتهم عنها ربما لم يذكروا عنوانها، قد يكون من الأفضل أن تصرف المال على نزهة أو رحلة ما بدل من حجز مكان قد يستفيد غيرك منه ويكون أكثر التزاماً وجدية.
الالتزام بالحضور والتفاعل وتطبيق المعلومات في العمل لو كنت تعمل، كل هذه أمور هامة من الأفضل أن تحرص عليها لتكون بالفعل قد بدأت خطوتك الأولى في تطوير نفسك وشخصيتك.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.