كيف يمكن لاختبار الشخصية MBTI أن يساعدك في تعلم اللغات الأجنبية؟

في المجلات والمواقع الإلكترونية وغيرهما، نجد الكثير من اختبارات تحليل الشخصية التي تضم الحقيقي المبني على دراسات وأبحاث علمية دقيقة والمزيف الذي لا يخلو من التكهن والافتراض فقط. بين هذا وذاك، سنقدم من خلال هذا الموضوع أحد أهم اختبارات الشخصية، وهو اختبار MBTI مبرزين لكيفية استغلاله ليس فقط لمعرفة الذات وإنما لتوجيه تعلم اللغات الأجنبية بما يتناسب مع طبيعة المُتعلم.

تم اختراع مؤشر (MBTI (Myers-Briggs Type Indicator في عام 1962 من قبل سيدتين هما: كاثرين كوك بريجز Katherine Cook Briggs وابنتها إيزابيل بريجز مايرز Isabel Briggs Myers. يجدر الإشارة إلى أن هاتين السيدتين لا تملكان أي خلفية في علم النفس ولا حتى التعليم العالي: حيث اعتمدتا في مسيرتهما بشكل كلي على التعلم الذاتي.

بدأ اهتمام كاثرين كوك بريجز بـ “أنواع الشخصية” لرغبتها في كتابة الروايات: من أجل إعطاء الحياة لشخصيات الرواية وجعلها نوعًا ما “حقيقية”، أرادت كاثرين فهم كل شيء عن شخصية الإنسان وسلوكه. وقد تمكنت حقيقةً من فعل ذلك. بل أكثر من ذلك، يتم استخدام اختبار شخصية MBTI في الوقت الحاضر في خلق شخصيات خيالية من قِبل بعض كتاب سيناريوهات الأفلام والمسلسلات، باعتباره أسلوب منهجي معتمد.

استمدت كاثرين كوك بريجز الخطوط العريضة لمؤشر MBTI من أعمال كارل يونغ عن “الأنواع النفسية” التي نُشرت في عام 1921 والتي استخدمتها في بادئ الأمر لرسم شخصياتها الأدبية. لكن، وبتقديم هذه الأعمال إلى ابنتها إيزابيل عام 1923، سرعان ما بدأت فكرة MBTI في التشكل في رأسيهما. لتبدأ السيدتان على مدار أربعين تقديم طريقة عملية قصد مساعدة البشر على فهم بعضهم البعض بشكل أفضل وتسهيل التواصل بينهم.

يمكنك اختبار الشخصية MBTI من تحديد شخصيتك وذلك من خلال أربعة أوصاف هي:

بتحديدك لشخصيتك، لا بد أن تحصل على توليفة من 4 حروف مثلًا INTP أو ENTP أو ISFJ… وغيرها. حيث يوجد تحديدًا 16 شخصية مختلفة.

صنف عالم النفس ديفيد كيرسي David Keirsey أنواع الشخصية إلى أربعة أصناف، سنقدمها في الأسطر القادمة، مبرزين خصائص كل شخصية فيما يخص تعلم اللغات الأجنبية.

يتمتع الأوصياء بروح عالية من المسؤولية واحترام القواعد، والهدف الرئيسي بالنسبة لهؤلاء هو الشعور بالأمان. الأمر نفسه في التعلم، إذ تجدهم يميلون إلى الدروس التقليدية والتعلم داخل مجموعات سواء مع زملائهم أو بحضور دروس تعلم في المراكز المختصة أو المؤسسات التعليمية. حيث يوفر هذا الأمر لهم بيئة مناسبة للتعلم باعتبارهم أشخاص يقدرون الخبرات ويريدون الاستفادة من غيرهم ومن تجاربهم في التعلم.

حتى وإن كان التعلم عن بعد سواء باستخدام الإنترنت والتسجيل في المساقات، تجدهم حريصين على متابعتها دون مماطلة أو كسل.

ثنائية اللغة أو Bilingualism | صنف نفسك بتعرفك على أنواعها ودرجاتها

يهتم هؤلاء بتحديد هدف دقيق من التعلم دونما أي تقييد في استخدام الوسائل، لذلك تجدهم يعتمدون على أساليب متنوعة لتعلم اللغات الأجنبية سواء التقليدية منها كالدروس التعلمية وحضور الحصص داخل المؤسسات والحديثة من تطبيقات وألعاب الفيديو ومشاهدة التلفاز والألعاب وغيرها.. المهم أن يكون الهدف من التعلم واضحًا لهؤلاء الفنانين: التعلم من أجل السفر ومتابعة الدراسة في الخارج، التعلم للحصول على ترقية أو تغيير الوظيفة…

دون هدف محدد، قد يفقد هؤلاء بسرعة حافز التعلم ولن يستمروا في القيام به.

المثاليون أيضًا في حاجة إلى هدف محدد لتعلم اللغة الأجنبية، لكن وعلى عكس الفنانين الذين يفرضون هدفًا ماديًّا، فهؤلاء يضعون أهداف محسوسة وربما “إنسانية” للتعلم، لا تعود بالضرورة على الشخص بربح مادي أو غاية مهمة. مثلًا، قد يتعلم المثاليون لغة ما لمجرد أنهم معجبون بثقافة البلد المتحدث لها، أو بطريقة نطق الكلمات…

يفضل بالنسبة لهذه الفئة التعلم بالتوازي مع الاهتمام بثقافة البلد المتحدث للغة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التي قد تعتبر بوابة لاكتشاف ذلك، أو ربما السفر إلى البلد إن أمكن ذلك… كلها إذًا أساليب ملموسة للتعلم تختلف عن تلك الاعتيادية.

هؤلاء أشخاص متعطشون إلى المعرفة أكثر من سابقيهم، يريدون التعلم من أجل التعلم فقط، ويأخدون الأمر كتحدٍ حقيقي يجب إتمامه. في الغالب يميلون إلى التعلم الذاتي بدل التعلم داخل الصفوف الدراسية، ويستخدمون بشكل مكثف طرقًا مبتكرة كالخرائط الذهنية وغيرها وبرامج محددة من أجل التعلم. إلى جانب تعلم المصطلحات والتحدث باللغة، يفضلون تعلم هذه الأخيرة بصفة كاملة ويهتمون أيضًا بالنحو والكتابة السليمة وكل ما يحيط بقواعدها.

بتعرفك على شخصيات MBTI وخصائصها، تستطيع أن تحدد نمط التعلم المناسب إلى كل شخصية. نشير أخيرًا إلى أنه لا يجب الاعتماد الكلي على هذا الاختبار وإنما هو بمثابة موجه ومساعد فقط.