تقع قطر على البروز البري للساحل الشمالي الشرقي لشبه الجزيرة العربية، ولها حدود برية وحيدة مع المملكة العربية السعودية، بينما تطل باقي أطرافها على مياه الخليج العربي، وعلى الرغم من كونها أصغر مساحةً من العديد من الدول المجاورة لها؛ فقد شهدت قطر في السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في ثروتها ناتجة عن تجارة النفط. ما جعلها اليوم واحدة من أغنى دول العالم من حيث الناتج المحلي حسب إحصائيات البنك الدولي، ويتم استثمار مبالغ كبيرة من هذه الثروة في تطوير نظام التعليم العالي وجعله عالميًا.

سنتحدث في دليل الدراسة في قطر عن أبرز جامعات قطر للطلاب الأجانب الراغبين بالدراسة فيها بالإضافة إلى أفضل المدن للدراسة وبعض المعلومات العامة والعملية عن الإقامة والدراسة في واحدة من أغنى دول الشرق الأوسط:

على الرغم من تزايد أعداد الجامعات في قطر، فإن واحدة منها فحسب دخلت ضمن ترتيب الجامعات عالميًا وعلى مستوى المنطقة العربية، وهي جامعة قطر.

تعتبر قطر موطنًا لفروع العديد من المؤسسات التعليمية الأجنبية، بالإضافة لمؤسساتها التعليمية الخاصة. وتتجمع كل هذه المؤسسات في “المدينة التعليمية”، وهو حرم جامعي كبير بني كجزء من إصلاحات التعليم التي يقوم بها المجلس العالي.

يستضيف الحرم فروعًا لعدد من الجامعات الأمريكية الرائدة من بينها:

وتتواجد جامعات أخرى داخل المدينة التعليمية، ومنها أكاديمية قطر، وهي كلية بكالوريوس دولية وفرع لجامعة كالجاري في كندا University of Calgary وكلية شمال الأطلسي. إضافة إلى كلية إدارة الأعمال الأوروبية HEC Paris. في حين تعتبر كلية قطر للدراسات الإسلامية الجامعة الوحيدة في المدينة التعليمية ذات المنشأ القطريّ.

لا تعتبر مدينة قطر التعليمية مركزًا لتجمّع الجامعات الدولية فحسب، بل توفر فرصًا حقيقية للبناء والدعم من خلال المرافق البحثية المتاحة من قبيل واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، ومعهد راند RAND القطري للسياسة. ويدعم الصندوق القطري للبحث العلمي الأبحاث التي تجرى داخل المدينة التعليمية.

بالإضافة إلى كل ما ذُكر فقد أقامت مؤسسة قطر للعلوم والتعليم وتنمية المجتمع القمة العالمية للابتكار في التعليم وذلك عام 2009، بهدف قيادة الابتكارات على الصعيد الأكاديمي من خلال النقاش حول مواضيع تعليمية في قطر وخارجها.

تبرز جامعة قطر باعتبارها رائدة بين الجامعات القطرية المحلية، بالإضافة لتأمينها الكثير من الفرص الأكاديمية. وتحتل المرتبة الحادية عشر ضمن أفضل مئة جامعة عربية. كما تتميز بمركزها ضمن ترتيب الجامعات العالمية لعامي 2014 و2015 (في مجموعة المراتب من 551-600).

تقع جامعة قطر على الأطراف الشمالية للعاصمة الدوحة، وتضم ما يزيد عن 16 ألف طالبًا. تقدم الجامعة العديد من البرامج الأكاديمية ضمن سبع كليّات بكلا اللغتين الإنكليزية (لبرامج العلوم الطبيعية، الهندسة والأعمال) والعربية (للفنون، التعليم والعلوم الاجتماعية). وتشمل كليات الحقوق، الشريعة والدراسات الإسلامية، الاقتصاد والأعمال، الهندسة، الصيدلة والتعليم. وهي مزودة بمرافق بحثيّة تضم المختبرات، المعدات الفنية، المكتبات، المخطوطات النادرة، وحتى المراكب البحرية.

حسب التركيبة الحالية للطلاب فإن 65% من الدارسين في جامعة قطر هم من المواطنين، و35% من بينهم من أبناء المغتربين الذين يعيشون في قطر، وتشكّل النساء أغلبية بين الطلاب بنسبة 70%.

تحدثنا في الأعلى عن التعليم في قطر للطلاب الأجانب، وما تقدمه من تسهيلات وفرص للدراسة فيها، وسنتجول اليوم بين أهم المدن للدراسة في هذا البلد الجميل.

تعدّ قطر دولة صغيرة لكن وزنها الدولي أكبر بكثير من مساحتها. وهي مقر شبكة الجزيرة التلفزيونية، ومن المقرر أن تستضيف كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

تتميز قطر بواحد من أعلى معدلات الناتج المحلي الإجمالي في العالم، ويأتي القسم الأكبر من ثروتها هذه من صادرات النفط، والتي تسهم بـ 30% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وهو ما يعكس القدرة الشرائية الكبيرة لقطر، والتي تتفوق التنمية الاقتصادية فيها على الصين. ويبدو أن الحال الاقتصادي لها سيستمر على هذا المنوال للسنوات القادمة؛ بالنظر إلى تحقيق معدل نمو اقتصادي سنوي بمتوسط  12.9% ما بين عامي 2000 و2010.

ليس من المستغرب أن تكون قطر وجهة دراسية للطلاب الأجانب، مع العدد الكبير للعمالة الأجنبية فيها من جنوب آسيا والفلبين والذي يفوق عدد المواطنين القطريين بنسبة ثمانية إلى واحد (وهي أعلى نسبة “مهاجر إلى مواطن” في العالم).

على الجانب الآخر يجب أن تضع في اعتبارك بعض القيود، لا سيما انخفاض مستوى حرية التعبير، والذي أدى لاعتقال ومحاكمة شعراء ومفكرين ليبراليين بسبب أسئلة مشككة بالدين أو الدولة في السنوات الأخيرة.

على الرغم  من ذلك تعتبر قطر واحدة من أقل الدول تزمّتًا في المنطقة العربية، مع ثقافة أصيلة وذات جذور تاريخية. سيكون من الممتع لمن لا يبالون بالمشي في درجات الحرارة العالية التنزه على طول كورنيش الدوحة الشهير، التجول مع مرشد سياحي في الصحراء، ومشاهدة سباقات الكثبان الرملية المثيرة (على بعد مسافة آمنة)، أو زيارة واحدة من الحدائق العائلية المعتنى بها.

تعتبر الدوحة عاصمة قطر ودُرتها الثمينة، وهي مدينة لامعة بما فيها من مناطق تجارة وأعمال، وما تحتويه من ناطحات سحاب مذهلة، بمعدل تطوير متسارع. ويجب الإشارة إلى أنه وعلى الرغم من تطورها السريع لا تفتقر الدوحة للأصالة، إذ تحتضن الحداثة والتراث بآن معًا، مقدمة نسيجًا غنيًا من التاريخ والثقافة والمستقبل المشرق.

تقدم المدينة إضافة لكل ما ذُكر عددًا من المناسبات الرياضية الكبيرة، مراكز تسوق (حيث يمكنك الاستمتاع ببعض الهواء البارد)، ومطاعم عريقة مطلة على البحر أو الصحراء الواسعة.

فضلًا عن العاصمة الدوحة ثمة العديد من المناطق الحضرية التي تستحق الزيارة أثناء الدراسة في قطر، مثل الريان، الخور، أم باب، أبو سمرة، والوكرة. وإذا كنت تبحث عن خيار مختلف قليلًا يمكنك التوجه لخور عُديد لسباقات الكثبان الرملية، أو إلى الزبارة لاستكشاف أطلال مدينة الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني المهجورة.

سنتناول هنا كيفية التقدم بطلبات الدراسة في القطر للجامعات. وهو أمر يستلزم منك زيارة الموقع الإلكتروني للجامعة أو المؤسسة التعليمية التي ترغب بالدراسة فيها، وقراءة عملية التسجيل وشروط القبول للبرنامج الدراسي الذي اخترته. في كثير من الحالات يمكن للطلاب المحليين والأجانب التسجيل عبر الإنترنت من خلال الدائرة المختصة.

يوجد في بعض الجامعات في قطر تحديد لنوع الطالب الذي يحق له التقدم للدراسة. فعلى سبيل المثال تحصر جامعة قطر الالتحاق بها بالأجانب الذين يحق لهم استصدار رخصة إقامة في قطر أو لمواطني دول التعاون الخليجي.

إذا لم تكن حاملًا لرخصة إقامة وتودّ الدراسة في قطر، يرجى زيارة قسم الطلاب الأجانب في الموقع الإلكتروني لجامعتك المختارة، حيث يمكنك الحصول على مساعدة لاستصدار الرخصة.

يتم تحديد رسوم الدراسة في قطر من قبل كل جامعة على حدة، في كثير من الأحيان يدفع القطري وغير القطري الرسوم ذاتها. لكن في بعض المؤسسات مثل فرع جامعة تكساس Texas A & M بالمدينة التعليمية، يدفع الطلاب الحاصلين على منحة نصف الرسوم التي يدفعها الطالب العادي (الرسوم الكاملة هي 72,100 ريال قطري للفصل الواحد أي ما يعادل 19,800$). عادة ما تكون السنة الدراسية مكونة من فصلين (الخريف والربيع).

إذا كنت تدرس في مجمع مدينة قطر التعليمية، وكنت طالبًا مسجلًا في نظام التسجيل التبادلي، ربما تكون مؤهلًا للحصول على دورات إضافية تقدمها الجامعات الأخرى في المدينة التعليمية بشكل مجانيّ.

تحدد بعض الجامعات رسومها وفقًا لسعر الساعة المعتمدة، مع إتاحة ما يعادل 12 ساعة في الفصل الدراسي. على سبيل المثال فإن تكلفة الساعة المعتمدة في جامعة قطر لبرنامج الفنون الجامعي تساوي 800 ريال قطري، أي ما يعادل 9600 ريال قطري في الفصل (2650$).

في حين تكون تكلفة الساعة المعتمدة لبرامج الهندسة 1000 ريال قطري، بمجموع 12 ألف ريال في الفصل الدراسي (3300$). إذا كنت ترغب بدراسة الطب يجب أن تتوقع رسومًا أعلى بشكل كبير، تبدأ من 60 ألف ريال قطري للسنة (16500$) وتصل إلى 90 ألف ريال قطري في السنة الرابعة (24700$)، و120 ألف ريال قطري (33 ألف دولار) في السنتين الخامسة والسادسة للتدريب السريري.

بصرف النظر عن سعر الوقود الرخيص فإن المعيشة في قطر ليست كذلك. إذ تسبب النمو الاقتصادي السريع برفع تكاليف الإقامة والترفيه بشكل كبير. ويعود ذلك إلى استيراد نسبة كبيرة من المواد الغذائية الأساسية التي يمكن أن تكون مكلفة لحد ما. ووفقًا لإحصاءات numbeo يمكن أن تدفع 21 ريال قطري (6$) لوجبة ماكدونالز، 40 ريال قطري (11$)  لشرب الجعة المحلية أو المستوردة، 5.5 ريال قطري لشطيرة من الخبز (1.5$)، وما بين 5500 ريال قطري ($1,500) إلى 8350 ريال قطري ($2300) شهريًا لقاء استئجار شقة من غرفة نوم واحدة، وذلك تبعًا لدرجة القرب الجغرافي من مركز مدينة الدوحة.

إذا كنت تخطط للدراسة في قطر لوقت قصير فحسب، ربما كان استصدار تأشيرة سياحية خيارًا مناسبًا لك. لا يحتاج مواطنو دول التعاون الخليجي – السعودية، الكويت، البحرين، سلطنة عمان، والإمارات – إلى تأشيرة لدخول قطر.

سعر التأشيرة السياحية لمدة 30 يومًا هو 105 ريال قطري (30$) تُدفع عند دخول البلاد، وغالبًا ما يُتاح تجديدها قبل انقضاء مدة30 يومًا.

أما إن كنت ترغب بالبقاء مدة أطول من شهر واحد؛ أو إن كنت من بلد غير مذكور ضمن قائمة الدول المؤهلة؛ فالحل أن تستصدر تأشيرة طلابية وهو أمر أكثر صعوبة. إذ من غير المصرح للسفارات القطرية إعطاء التأشيرات؛ ما يعني أنك بحاجة لكفيل ليتمّ العملية بالنسبة لك. في كثير من الحالات تكون الجامعة التي اخترت الدراسة فيها بمثابة كفيل لك، وتتقدم بطلب تأشيرة عن طريقها. أما إن كنت تتقدم بطلب تأشيرة عن طريق كفيل؛ فربما تُطالب بشهادة ميلاد أصلية، تقرير طبي يثبت صحتك الجيدة، دليلًا على امتلاك ما يكفي من المال لتغطية نفقات فترة إقامتك، وتقرير شرطة مفصّل.

يُنصح باستصدار التأشيرة الطلابية عند الالتزام ببرامج جامعية تستلزم من الطالب تفرغًا كاملًا، فالتأشيرة السياحية متاحة لاستخدامها لأغراض سياحية فحسب. في بعض الحالات تحصر الجامعات التسجيل فيها بأولئك الحاملين لتصريح إقامة، وهنا يجب الاستعانة بكفيل -ويكون الجامعة نفسها عادة-. يمكنك زيارة مكتب الطلاب الأجانب في المؤسسة المختارة للحصول على معلومات.

تعتبر قطر متسامحة بنهجها في معاملة الجنسين مقارنة بجارتها المملكة العربية السعودية. إذ يحق للمرأة قيادة السيارة ويمكن للنساء ارتداء ملابس أخرى غير العباءة التقليدية. ومع ذلك فإن اللباس المحتشم والمحترم للعقائد أمر أساسي. ووفقًا لهيئة السياحة القطرية يجب أن يغطي اللباس الكتفين، الصدر والركبتين.

يحق للمرأة المتزوجة العمل والسفر خارج قطر بحرّية. في حين قد تواجه غير المتزوجات بعض الصعوبة في العثور على عمل بدون كفيل أو عند الرغبة بالحصول على تصريح إقامة طويل الأمد، ويعود ذلك بشكل جزئي لمخاوف متعلقة بالسلامة.

تختلف قطر عن المملكة السعودية أيضًا في قوانين منع المُسكرات. قد لا تكون الخمور ظاهرة بشكل حر تمامًا كما هو الحال بمدينة دبي السياحية في الإمارات، لكن العديد من الفنادق الدولية، المطاعم والحانات تقدمها. على كل حال إن كنت ترغب بشراء الكحول فستحتاج للتقدم بطلب رخصة خاصة. وهو ما يتيح لك التبضع من شركة قطر للتوزيع QDC.

يتبدّل الجو في قطر من لطيف شتاء بدرجات حرارة 21-25° درجة مئوية (70-77° فهرنهايت) إلى حارق صيفًا بدرجات حرارة 37-41° درجة مئوية (98-106° فهرنهايت) ما بين شهري أيار وأيلول. ويشهد شهر تموز أعلى درجات الحرارة، يُنصح باستخدام واقي شمسي.

تعدّ الحافلة وسيلة النقل الرئيسية التي يمكنك استخدامها أثناء الدراسة. تبدأ أسعار تذكرة الحافلة من 4 ريال قطري (1$). توقفت المواصلات في قطر عن قبول العملة النقدية منذ عام 2010، واستعاضت عنها ببطاقة ذكية، والتي يمكنك شراءها قبل الصعود للحافلة.

كما يمكنك الاستعانة بتطبيق Uber الذي أطلق في قطر عام 2013؛ ويقدم نظامًا سهلًا يتيح للسائق أن يكون في موقعك خلال 15 دقيقة. يحصل الراكب على صورة للسائق المنتظر مع اسمه الكامل ورقمه الرسمي كضمانات أمنية.

الدراسة في آسيا | الدراسة في الشرق الأوسط