وهم الحب الجامعي: 7 أسباب تفسر لك لماذا يحبون زميلاتهم – تقرير
13 د
الحياة تفرض علينا وبمقدار مُذهل من التساوي مجموعة مُحدّدة من المشاعر وفقاً لبعض الأماكن المُحدّدة أيضاً! فمثلاً الشعور السائد المُرافق لدخول أي دائرة رسميّة في الدولة غالباً هو القرف!
ويزداد هذا الشعور تدريجيّاً كلما كانت الدولة عربيّة!
الشعور المُصاحب للدخول إلى مطعم ما والرغبة في بلع كل ما فيه، هو شعور السعادة مع شعور آخر يُرافقها دائماً وهو الألم في الجيب وحافظة النقود.
الشعور المُرافق للتواجد مع ثلّة الأصدقاء الفاسدين خاصتك غالباً هو الطيش والرغبة في اقتحام الحياة، إضافة إلى التمني بالتخلص منهم والابتعاد عنهم، إلا أنها كأمنية إبليس في الجنة كما يُقال!
فالعلاقة إذاً بين الشعور والمكان علاقة وطيدة كما تعلمون.
أما الذي سنتكلم عنه في هذا المقال هو شعور من نوع آخر، هو السائد بشكل كبير في الوسط الجامعي. والذي بنسبة قد تصل لـ 90% لا يوجد أحد لم يُجرّبه! هذا الشعور يُسمّى الحب.
أو بمعنى أصح، وهم الحب!
بدأت القصة عندما كان (يوسف) طالباً جامعيّاً، وعندما كانت (مرام) طالبة جامعيّة أيضاً وزميلة له بنفس الوقت! فأحبا بعضهم وتزوّجا وأنجبا أيضاً! وبعد مرور عدّة سنين أتى أحدهم إلى يوسف ليسأله، كيف بدأت قصته مع مرام وكيف أحبها؟ فقال له بعد أن علت على وجهه ابتسامة ماكرة نوعاً ما:
الحقيقة أنني أردت أن أستعير مُحاضراتها، فأنجبت منها ثلاثة أطفال!
أو لربما أرادَ فقط أن يعرف اسمها فحدث معه ومعها ما حدث!
دعني أخبرك بسر صغير كوني أعرف يوسف معرفة وثيقة جدّاً، يوسف هو من الـ 10% الذين كان حبّهم حقيقياً ليسَ وهماً! وهذا هو الأمر الذي سنستطيع أن نعرفه من خلال خطوات هذا المقال السبع. والتي إن تعدّيتها بنجاح ستنضم إلى صف يوسف في الطرف المقابل وسيكون ما تمر به في هذا الفترة الدراسيّة ليسَ وهماً.
لاحظ أن عنوان المقال (لماذا يُحبون زميلاتهم) بمعنى أني أنا وأنت لسنا المقصودين هنا، بل (هم). لكن من هم؟! نعم، إنهم أولئك الشباب أصحاب الحس المُرهف والقلوب التي يحبون تعذيبها. نعم إنهم أولئك أصحاب الأذن التي اعتادت على أغاني أم كلثوم وعبد الحليم وغيرهم من المطربين المُعذبين في الأرض.
فإذاً، وعلى نمط المُصطلح الذي صنعه البروفيسور التطوّري ريتشارد دوكنز عندما ألّف كتاب وهم الإله لدحض فكرة وجود إله. وعلى نمط التعبير الذي أنشأه أستاذ الجراحة المصري عمرو شريف في كتابه وهم الإلحاد لدحض فكرة الإلحاد. دعنا نبتكر الآن مصطلح وهم الحب الجامعي، الذي يُفسّر الحالة النفسيّة للشباب ضمن هذا الوسط في هذه المرحلة الحرجة في العمر.
ما هي هذه العلامات الدالة على الوهم؟ كيف سنعرفها، وسننتقل إلى الضفة الأخرى التي وقفَ عليها يوسف مع زوجته مرام! هذا هو ما سنصل إليه من خلال هذا المقال عبر مُطالعة الأسباب التالية…
1/ عندما رسموا صوراً في خيالهم
غالباً ستدرك أن الحب هو وهم من خلال هذه النقطة فقط. لأنها السبب الأبرز وصاحب التأثير الأكبر في حصول ما يحصل!
فالذي يحدث عندما يجد شاب فتاة ما أو العكس، هو أنهم لا يحبون الشخصيّة الحقيقية لأصحابها بقدر ما يُحبون ما رسموا في خيالهم من صور عنهم! وما رسّخوا في أذهانهم من خواص لهم!
مُجرّد كلام ثمّ حديث بسيط ثم ابتسامة ربما وينتهي كل شيء على الواقع. لكن بعدها يبدأ كل شيء في الخيال ويستكمل ما بدأه الواقع نيابةً عنه! خصوصاً عندما يرسم ذلك الشاب صورة ما في خياله ويسرح بها ويشطح به التفكير ويجمح، ليكوّن صورة شبه مُتكاملة عن فتاة لربما غير موجود 20% منها في الحقيقة!
العديد من الصدمات تحدث عند هذه النقطة وبسبب هذه النقطة، عندما يحاول أحد الطرفين أن يقترب على أرض الواقع بعد أن رسم صورة خياليّة شبه كاملة في ذهنه، ليصطدم مع الطرف الآخر مع شخصيّة مُخالفة تماماً لما كان في الحسبان!
صدقني، الحب يُبنى على أسس واقعيّة بين الطرفين، تُجبل هذه الأسس على التعامل اليومي واكتشاف الآخر في جميع حالاته من فرح وحزن، ألم وبكاء، وحتى غباء وتفاهة ربما. لكن ليسَ للجانب الخيالي وللتوقّع مكان ما في مثل هكذا أمور!
لو كان مُتاحاً للإنسان أن يتزوّج من أفكاره لتزوّج تلك الصورة المرسومة ربما، لكن هذا غير مُتاح إطلاقاً!
لذلك يا صديق، أنتَ لم تحبها بقدر ما أحببت الصورة التي رسمتها في ذهنك عنها، الصدمة ستكون عند أول لقاء حقيقي!
2/ لقد كنتُ وحيداً ولهذا اخترتك
خُذ أي إنسان وضعه في صحراء لمدّة أسبوع دون طعام وشراب، بعدها اذهب إليه واحضر له رغيف خبز، ما الذي تتوقع أن يفعله به؟!
حتماً سيهجم على الرغيف مُتطايراً اللعاب من فمه، ويبدأ بأكله وكأنه أطيب شيء قد رآه في حياته، على الرغم من أنه مُجرّد رغيف خبز عادي لربما كان لا يحبذه في الأيام العاديّة! لكن الآن الأمر مُختلف لا سيما مع وجود عامل مُهم يُقال له الحرمان!
هناك مَثل سوري يقول (عديم وقع في سلة تين) كنايةً عن الشخص الذي يُبالغ في ردّة فعله بعد فترة طويلة من الحرمان. كحرمان هذا الشخص من الطعام لمدّة أسبوع في الصحراء، وكحرمان هذا الشاب من أي اختلاط مع الجنس الآخر قبل الفترة الجامعيّة!
نُظم التعليم المدرسيّة في غالبيّة بلدان الوطن العربي تتبع نظام الفصل بين الجنسين خلال مرحلة التعليم المدرسي، وبالتالي يعيش الطالب في حالة نقصان وحرمان من شريك مُلازم له من الطرف المقابل، ليسَ حبيب طبعاً فنحن نتكلم عن المدارس، بل صديق فقط!
لكن هذا غير مقبول، لذلك ومع أوّل عمليّة انفتاح للمعسكر الآخر، والتي غالباً ما تكون في الوسط الجامعي، يسقط ذلك الذكر البسيط في سلّة التين ويُبدي ردّة فعله الزائدة عن الحد والتي تتمثل في عنوان المقال الذي اسميناه وهم الحب الجامعي.
يتحوّل ذلك الشاب إلى نموذج من ذلك الإنسان الصحراوي الذي مُنع من الطعام لفترة ثم قابل أول رغيف خبز وأحبه!
أعلم أن التشبيه قاصر جداً ولا يُعبر عن الموضوع، إلا أنه مُهم لتوضيح الفكرة وإيصالها. فالموضوع عند الشباب هنا ليسَ اختياراً إطلاقاً بل الفرصة الوحيدة والأولى التي ظهرت أمامهم بعد انقطاع طويل.
فهل يصح هذا أن نسميه حب؟! الحب يقوم على الاختيار وليس على الإجبار غير المُباشر! ليسَ على الاختيار القسري نتيجة حرمان طويل ونتيجة لسلّة تين سقطت فيها فجأة دون أن تدري!
3/ تربية بدون شيء اسمه صداقة
في حياة أي شاب عربي هناك ثلاث نساء فقط، الأم والأخت والزوّجة. غير ذلك لا يُسمح لكَ إطلاقاً. لكن دعنا نُفكّر قليلاً، لو صحّ أن يُضاف لهذه القائمة امرأة أخرى من ستكون يا ترى؟!
لربما يختار أن يكون له صديقة، وأن يكون لها صديق. ليسَ قطعاً كما يتوهّم البعض الصداقة من نمط تلك التي تدعوه ويدعوها لمنزله كل ليلة، فالشباب العربي لا يمتلك ثمن المواصلات حتى يفتتح منزلاً خاصاً به! بل من نمط أن يكون صديق من الطرف الآخر لا أكثر.
يرد البعض على هذا الادّعاء بالقول أنّ الصداقة بين الذكر والأنثى غير مُمكنة إطلاقاً، وإن حدثت فهي هشة جدّاً وأشبه ما تكون بالصداقة بين الأسد والغزال سرعان ما تنهار!
لربما يكون جانب من الكلام صحيح، لكن الأكبر هو الخاطئ ولا سيما أن كل شيء يُزرع في الإنسان من فترة الطفولة، فترة خدوش الإسمنت هذه، والتي ترسم بها ما تُريد ليجفّ ويصبح صفة أساسيّة في الطفل عند الكبر.
فعندما تُربى الأجيال على فكرة أن اللقاء بفتاة أخرى لا يصح ولا يصلح إلا للمضاجعة – اعذرني إن هزتك هذه الكلمة قليلاً على الرغم أنه لا عيب فيها! – حتماً ستجد أن هناك أجيال كاملة تُعاني من تشوّهات نفسية وسلوكيّة، غالباً لا يُلقَ إليها البال لأنك تعيش في وسط لا يؤمن بوجود أمراض نفسيّة!
لتتأكّد، ادخل أي مدرسة ابتدائيّة وانظر إلى كيفية تعامل الأستاذ مع طلابه وقارنها مع طريقة تعامل المزارع مع أبقاره وأعرف عن ماذا أتحدّث هنا!
هنا يحدث الانفصال والتشوّه، ولعلَ أبرز مثال حي من أيامنا هذه هو حالة الوصول إلى القارة الأوربيّة عندما ترى أن الناس هناك يعيشون في نمط آخر وكل شيء على ما يُرام ولا يحدث شيء مُما رُسمَ في بالك إطلاقاً! عندها لا تندهش من إنسان يمسك شاحنة ليدوس بها الناس. أو مسدس ليطلق على رؤوس البشر!
هذا هو التشوّه يا صديقي، هذه هي الصدمة الانفصاليّة التي نتكلم عنها.
لربما ينزعجون من التربية الخاطئة ومن أي أحد ينتقدها، لكنهم لا ينزعجون من النتيجة التي تظهر عند أول حالة خروج من المجتمع ومحاولة الاندماج في وسط جديد لم يعتد أحد عليه! عندها سترى أنت وأنتم وأنا الخطأ الذي يبدأ من لحظة الطفولة.
لحظة مرحلة الإسمنت التي ترسمها كيفما أردت، فيذهب ليدهس الناس في الخارج لأن اسمنته من المستحيل أن يتغيّر!
4/ الهشاشة النفسيّة
التربية القائمة على عدم تقبّل أي محاولة للتقرّب من الأنثى، تكون مُترافقة مع عدّة آثار سلبية على الجنسين معاً.
فمن جهة تعتقد الأنثى أنها مرغوبة بشكل كبير والجميع يدخل في صراع من أجلها، فتصيبها حمّى الغرور والتعالي، وجميعكم يعرف هذه الحمّى المرئية والمسموعة و(المكتوبة) بشكل شبه يومي.
أما الذكر فدوره هو أن يُصبح هشّاً من هذه الناحية، ويتحوّل كما قلنا في الخطوة الثانية، مُجرّد عديم بانتظار سلة تين كي يسقط بها، ظانّاً بسذاجة أنه الحب دون أن يدري أن الموضوع كله لا يتعدَ تخرّب في نظام التعامل مع الناس لديه.
مُجرد تضرر هذه النقطة أدت بصاحبها إلى هشاشة نفسيّة جعلته يشعر أن أي كلمة بسيطة تجاهه هي محاولة للحب بسبب مجاعة الحنان التي يعيشها الجميع!
لم يكن حباً يا صديق، الأمر كله مُجرّد هشاشة نفسيّة تُعاني منها جعلت أبسط كلمة تأخذ ألف تفسير وتفسير!
5/ فخّ التعوّد
اسأل أي أم بالعالم من هو أجمل طفل من وجهة نظرك؟ ستقول لك فوراً وبدون تردد طفلي هو الأجمل! الأم صادقة في هذا الموضوع ومن البعيد أن تكذب فيه، فحتى القرد يُقال أنّه بعين أمه غزال! فالأمر شبه مفروغ منه، لكن لماذا هذا يحصل؟!
الأمر مُتعلّق بشكل رئيسي بالتعوّد! فإي إنسان تعتاد عليه لفترة مُعينة بسبب طول وكثرة المرات التي تراه فيها يُصبح مألوفاً ومن ثمّ جميلاً ومن ثمً تهيم به حباً حتى لو كان الواقع هو العكس!
نفس الأمر ينطبق على المرحلة الجامعيّة أيضاً، وكل المراحل الأخرى. لكن طالما حديثنا عن الجامعة فدعنا نتكلم عنها هنا.
لماذا يتعلّق الشاب بفتاة من نفس جامعته؟! لماذا يتعلّق الشاب بفتاة من نفس فرعه؟! لماذا يتعلّق الشاب بفتاة من نفس فئته وشعبته؟! لماذا يتعلق بتلك التي قد تجلس بجواره على المقعد، لماذا؟!
لأن الأمر برمّته ليس حباً، بل مُجرّد تعوّد على إنسان أصبح من روتين الحياة اليومي أن تراه، فأنت لم تحبه بقدر ما اعتدت على رؤيته فقط!
قد يقول البعض وما العيب في التعوّد! هنا مكمن الخطر إن كان هناك خطر طبعاً. التعوّد يجعل من الصعوبة على الإنسان رؤية عيوب الطرف الآخر وأغلاطه. فمعظم مشاكل العالم تنتج من هذه النقطة، فتعوّد البشر على الحروب على مدار التاريخ جعلهم يظنوا أن الحق وإقامة العدل لا يحدث إلا من خلال القتل والدماء!
لكن الأمر خاطئ، فتعوّد الناس على الحرب لا يعني أنها السبيل الأصح! وتعوّد الفتاة على شاب لا يعني أنه هو المطلوب!
يمكن أن تُكسر هذه النقطة ويتم تجاوزها إذا استطاع أحد الأطراف أن يعتاد على الأخر وفي الوقت نفسه أن يرجع خطوات إلى الوراء ليرى الصورة الأكبر له. وهذا كما قلت في البداية أشبه بأن تقول لك أم ما أن ابنها ليسَ أجمل طفل، بل أن ابنها في عينها قرد! وليس غزال!
6/ الفترة العمريّة الحساسة
من المتعارف عليه أن الفترة العمريّة المتراوحة من الـ 18 – 24 سنة هي فترة حساسة جداً في حياة الإنسان ولا سيما حياته العاطفيّة. كونها الفترة التي تحمل طابع هرموني يتحكم في معظم مشاعر الفرد وقراراته ومن ثمّ تحركاته على أرض الواقع.
لذلك يُقال أنّ حب الـ 18/19 وهو السن المُرافق لدخول الجامعة، هو حب قائم على (فورة) هرمونيّة في الجسم، ستنتهي حتماً عند الاستقرار وعندما يعود كل شيء إلى حالته الطبيعيّة.
أما الحب الآخر، وهو حب الـ 24 سنة، فغالباً ما يسوده الطابع الواقعي والمادي في الوقت نفسه. والذي يحمل في ثناياه المسؤوليّة والعقلانيّة في اتخاذ القرارات تجاه الآخر، ليسَ فقط الحب والحنان والعطف والاحتواء وغيرها من مصطلحات التي يتفوّه بها أصحاب حب الـ 19! الذين يتألّمون ويتشوّقون ولا يدرون ما يفعلون!
سنجد غالباً أن العاشق المندفع هرمونيّاً هو طالب بسيط في بداية مشواره، لا يُجيد التعبير عما في داخله، مرتبك، خجول، مُفلس لا يملك شيئاً ليمنحه لنصفه الآخر الذي يعتقده سوى قلبه الذي ما زال فتيّاً، والذي حتماً لن يرضَ به والد العروس، أو عمّه كما يُقال، ذلك الرجل الذي يملك الكثير من الشوارب الكثّة التي سيعبّر فيها عن سخطه وعدم رضاه!
أما بعد مرور العديد من السنين، سيتحول هذا الكلام إلى منحى أكثر عقلانيّة ومسؤوليّة، وسيكون المجال أوسع والظروف أفضل. وحتماً سيكون والد الفتاة قد أصبح أكثر رضا عنك، أو لربما مات فتُزاح عقبة من طريقك. مَن يدري!
7/ أنت لم تحبها، أنت أحببت (بروفايلها)
الخطوة أو العلامة الأخيرة للوهم الذي يعيش فيه مُعظم طلاب المرحلة الجامعيّة، والتي إن تجاوزتها مع الست التي قبلها بنجاح فإن ما تعيشه ليس وهماً، لكني أعتقد أن كل شيء سينتهي عند هذه الخطوة إن لم يكن قد انتهى فيما سبقها.
جاء فيسبوك إلى عالمنا، وقلب مفاهيم كل شيء عن كل شيء! فالصديق الحقيقي أصبح ذلك الذي يُهديك تعليقاته بشكل مُستمر ولا يبخل عليك بها! والصاحبة المخلصة هي تلك التي لا تلبث إلا أن تشارك كل كلمة تكتبينها على حسابها بشكل فوري! والحب الوهمي هو تلك الفتاة التي تراقبها بصمت والتي لم تحبها كشخصيّة بقدر ما أحببتها كصفحة شخصيّة!
يقول البعض أن شخصيّة فيسبوك غير شخصيّة الواقع، وقد يكون الكلام صحيح بعض الشيء، لكن الأصح هو القول بأنّ شخصيّة فيسبوك هي انعكاس مشوّه في جزئيّة منه لشخصيّة الواقع الحقيقيّة!
لربما تعرف الأمر عندما تدرك مدى الانطباعات – الصحيحة – التي من المُمكن أن نأخذها من وراء شخصيّات فيسبوك، فالفتاة التي تضع صورة لطفل صغير غالباً هي بريئة! والشاب الذي يضع صورة مصارع أو ملاكم غالباً ما يكون فتى طائش وضائع! والرجل الذي يضع صورته الشخصيّة في حالة مُهملة لا تصلح لأن تكون صورة شخصيّة هو غالباً إنسان واثق من نفسه! أو تاجر مُخدرات ليسَ لديه الوقت لتسريح شعره! وهلم جرّاً.
شخصيّة فيسبوك هي انعكاس لشخصيّة الواقع، ربما يحدث أثناء التحوّل بعض التشوّه في بعض الصفات والمعالم، إلا أن السمة الرئيسيّة تبقى واضحة.
هذه العلامة – حب شخصيّة فيسبوك – أقرب ما تكون إلى السبب الأول للوهم الذي تحدثنا عنه في بداية المقال، إلا أن أهميتها تطلّبت أن تكون في فقرة كاملة لوحدها، فالموضوع كبير وواسع. ولا سيما أن الحب عبر فيسبوك أصبحَ واقعاً لا جدال فيه إطلاقاً!
لن أقول كما يقول العجائز أصحاب الجيل القديم الذي لا يكف عن توبيخ الجيل الأصغر. إن ما بدأ على الشبكة سينتهي على الشبكة! بل سأقول أنّ حب فيسبوك وغيره وارد، وأن الشخصيّة قد تكون انعكاس قريب لواقع صاحبتها، لكن قل لي لماذا فضّلت ما هو إلكتروني على ما هو حقيقي واقعي؟!
لماذا رفضت النسخة الأصليّة الرائعة، واتجهت نحو النسخة المقلدة؟! لماذا رفضت ما هو ورقي واتجهت نحو ما هو Pdf لماذا؟!
الفكرة في مرماك والجواب برسم نُطق شفتيك، فافعل ما تُريد.
الآن وإن استطعت أن تمر بسلاسة فوق كل هذه الأسباب والعلامات للوهم، دون أن يمسك شيئاً منها. فمبارك لك الولوج إلى الجانب الآخر، ومُبارك عليك الحب الحقيقي كما حدث مع يوسف منذ زمن!
ذلك الشاب البسيط، الذي أراد فقط أن يستعير منها المحاضرات، فأنجب منها ثلاثة أطفال!
لربما هذا هو المقال الأول الذي يتناول موضوعاً عاطفيّاً بدرجة مُفصّلة إلى هذا الحد، ولربما يكون هو الأخير بسبب طردي من هذا الموقع الجميل الذي غالباً ما يكون بعيداً عن مثل هذه الأمور.
إلا أنّ الأهميّة القصوى له، والمساس المُباشر مع جيل كامل من الشباب ربما، هو الدافع لأجل كتابته. فآمل أن تكون الفكرة قد وصلت، وأن يكون استيعابها أمر سهل وعادي.
إلى ذلك حين، وإلى مقال قادم إن بقيت كاتباً في هذا الموقع، دمتم جميعاً بحياة جامعيّة سعيدة، وبحب حقيقي ليس وهمي!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
رائع, شكرا لك و بارك الله فيك
مقال رائع حقا مع اختلافي معك ببعض النقاط لكنها كلمات تستحق التقدير
رائع .. ولكن كيف وصلت لهذا المستوي من الثقافة والمعلومات ؟