تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

7 تجارب لكتّاب تتصدر رواياتهم معارض الكتاب ستهوّن كتابة أول رواية على المبتدئين

كتابة رواية للمبتدئين
سمر احمد تغلبي
سمر احمد تغلبي

8 د

كتابة رواية ما قد تكون حلماً عصيّاً للمبتدئين، فكما تحلم الآن، حلموا. ولكنهم استطاعوا تحويل الحلم إلى واقع. إليك تجارب العديد من الروائيين الشباب الذين سبقوك في الوصول إلى الحلم وكتبوا ونشروا رواياتٍ ناجحة، نصائح من شأنها أن تبسّط كتابة رواية للمبتدئين؛ فاتبع خطاهم لتصل، وتنجز روايتك الأولى.


لماذا حلم الرواية دون الأجناس الأدبية الأخرى؟

لا بد من وجود أسباب منطقية لتوجُّه الشباب نحو الرواية أكثر من غيرها. إليك بعضها:


مساحة الخيال في الرواية أوسع

تقول الروائية رنا العسلي صاحبة رواية “أقل عزلة”: “الرواية من الأصناف الأدبية الأكثر انتشاراً، فيها يستردّ الكاتب طاقته على الورق ومن الورق، تعطي مساحةً حرة لنقل الأفكار والشرود خلف الخيال والمعقول، وبها نعالج أكثر أفكارنا وتساؤلاتنا؛ فمنذ أصبحت الرواية حاجة للكاتب والقارئ أصبحت روائية”.

كتابة رواية للمبتدئين : أقل عزلة

الرغبة في الاختلاف

في كثير من الحالات تكون الرغبة في التميز هي الحافز الأساسي للتوجه نحو كتابة الرواية، وهذا ما حصل مع الكاتب عبد الرحمن طلعت صاحب رواية “السماء لا تمطر ناراً” فقد قال: “راودني حلم كتابة الرواية منذ ثلاث سنوات، منذ دخولي الجامعة، وكانت الأسباب هو أن كافة أصدقائي كانوا قرّاء، فأردتُ أن أكون مختلفاً لذا قررت الكتابة”.


القراءات الأدبية

وتلعب القراءة دوراً كبيراً في بناء الحلم، والرواية من أكثر الأجناس الأدبية قراءة لدى جيل الشباب، فمن الطبيعي أن تصبح حلماً.

يقول عبد الله نفاخ صاحب رواية “قناديل من قلق”: “بدأ حلم الكتابة الروائية لديّ بعد اطلاعي على تجارب مجموعةٍ من الكتّاب الكبار ولا سيما نجيب محفوظ، فجمعت جذاذاً من تجاربي الشخصية ومشاهداتي وقررت أن أصنع منها رواية”.

كتابة رواية للمبتدئين : قناديل من قلق

التدرّج في كتابة الأجناس الأدبية

كثيرٌ من الأدباء لم يبدأوا بالرواية، وإنّما بالقصة القصيرة أو الشعر أو الخواطر، وحين تنضج تجربتهم تتوِّجُها الرواية.

يقول إسلام محمود حلمي صاحب رواية “الأشيب”: “اسمحي لي أن أعود بالزمن إلى الوراء، فقد لجأت للكتابة لأنني بطبعي شخص هادئ لا أرغب التحدث كثيراً، وكتوم لدرجة كبيرة، وكان ذلك منبعاً لبعض الصعوبات الاجتماعية، وهذا ما دفعني للكتابة في سن مبكرة جداً حيث كنت ما زلت في المرحلة الإعدادية، كنت أكتب الخواطر، وأجسّد على الورق يوماً كاملاً عشته بطريقة مختلفة، ومع الوقت بدأت أكتب القصص والمسرحية، ثم اتجهت للرواية منذ ثلاث سنوات فقط”.

وهذا ما حصل أيضاً مع رمضان سعيد صاحب رواية “ابنة الوحل” الذي قال: “منذ زمنٍ طويل وأنا أحلم وأكتب ما يحلو لي، وأعتقد أنّي كتبت أشياء كثيرة لا أتذكّرها حالياً وكنت وقتها في المرحلة الإعدادية”.

أما إيمان مختار سعيد صاحبة رواية “رحلة بلا عودة” فقد بدأت بكتابة الرواية في سنٍ صغيرة لكن لم تكن للنشر: “راودتني فكرة كتابة الرواية في سنٍ صغيرة إلى حدٍّ ما حوالي السادسة عشرة، ولكن الروايات في تلك المرحلة لم أقم بنشرها”.

كتابة رواية للمبتدئين : الأشيب

لا طريق بلا عقبات، فكيف بطريق الحلم؟

من خلال حديثنا مع عدد من أصحاب التجارب الروائية، يمكن الحديث عن عدد من الصعوبات التي تعيق الكتابة وأبرزها:


اللغة هي الأساس، فأتقنها لتحقّق حلمك

لعل الكثير من الشباب لديهم صعوبات في اللغة، فعلى الرغم من قدرتهم على التعبير، يقعون في الكثير من الأخطاء، سواءً كانت هذه الأخطاء نحوية أو إملائية أو أسلوبية.

وقد صرّح بذلك الكاتب سيد عرفة صاحب رواية “أرض الضفادع” بقوله: “الصعوبات كانت ولا زالت اللغة بكل جوانبها: مفردات لغوية، أسلوب لغوي، نحو”.

هذه الصعوبة تستمر مع الكاتب إن لم يعالجها بشكلٍ جذري، وعلاجها كما قال عرفة هي القراءة: “فبالقراءة تستطيع أن تخطو أوّل خطواتك”.

الصعوبة ذاتها عانى منها عبد الرحمن طلعت: “أبرز الصعوبات كانت أنني لم أكن أقرأ كثيراً من قبل، فلم يكن عندي حصيلة لغوية، لذلك قطعت شوطاً في القراءة ثم بدأت الكتابة”.

كتابة رواية للمبتدئين : أرض الضفادع

قلّة الخبرة وفقدان الحماس لاستكمال كتابة الرواية

من الطبيعي أن يرتبك الكاتب وهو يخطّ روايته الأولى، فهو مجرد من الخبرة إلا من بعض قراءاتٍ لا يعلم كيف توصّل لها أصحابها، وما عليه إلّا أن يجرّب ويجرّب ويجرّب، ليصل كما وصل الآخرون.

هذا ما قاله نفاخ عن الصعوبات التي اعترضته: “كانت أبرز الصعوبات أنّي أدخل هذا الطريق لأوّل مرة، ووجدتني مشدوداً إلى تجارب الروائيين الذين قرأت لهم فكنت متأثراً بهم كثيراً”.

وكذلك الكاتبة إيمان مختار قاسم التي صرّحت لنا: “أبرز الصعوبات التي تواجهني هي الحيرة أحياناً تجاه بعض ردود أفعال الأبطال، أو اختيار النهاية ويكون لدي أكثر من سيناريو”.

وتقول: “ومن الصعوبات أيضاً فقدان الحماس أحياناً ممّا يقطع الصلة بيني وبين العمل لفترة طويلة بعض الشيء، حتى أعود لاستكماله من جديد”.

كتابة رواية للمبتدئين : رحلة بلا عودة

لن تجد دار نشرٍ تتبنى روايتك الأولى بسهولة

لعلّ من أكثر الصعوبات التي تواجه الكثير من الروائيين الشباب هي إيجاد دار نشرٍ تتبنى العمل، وتقوم بتسويقه لتصنع من الكاتب المغمور اسماً معروفاً في عالم الرواية.

تقول رنا العسلي: “الكاتب بحاجةٍ لتبني الدور بطريقةٍ سليمة وصحيحة لمطبوعاته، وهذا الأمر بمقياسه الحيادي السليم والصحيح أمرٌ شبه نادر”.

أمّا عبد الرحمن طلعت فيقول: “تختلف صعوبات النشر من دارٍ لدار حسب قوة الرواية والقاعدة الجماهيرية للكاتب، ولكن بالنسبة لروايتي فلم أواجه أي صعوبات، الحمد لله، نظراً لقوّة الرواية بشهادة مسؤولي الدار”.

أما عبد الله نفاخ فلم يجد صعوبة في النشر كونه لم يفكر بالأمر في البداية وإنما “كنت أنشرها في حلقاتٍ مسلسلة في فيسبوك، وكان أن تحمس بعضهم لها، ولأنّ كثيراً من أصدقائي في العالم الافتراضي مصريون، فقد ترسّخت في ذهني فكرة أن أطبع الرواية في مصر، وكان أن اقترح بعضهم عليّ اسم الدار التي تبنت العمل من بعد”.

بينما يوضّح إسلام حلمي معاناته مع النشر: “معاناتي في نشر الرواية كانت محبطةً بطريقةٍ لا توصف، لأن أغلب دور النشر لا تهتم بمحتوى وقوة العمل بقدر ما تهتم بجمع المال”.

وفي نفس السياق يقول رمضان سعيد: “إن أي كاتب في بداية حياته الأدبية يحلم بأن يجد له عملاً ورقياً، ولكن عليك أن تحارب حتى تصل إلى دار نشر محترمة في تعاملها”.

ويضيف: “لا بد أن تجد في طريقك من يحاول أن يعرقل مسيرتك كما في كل المجالات”.


كتابة رواية للمبتدئين : السماء لا تمطر ناراً


عدم القدرة على التفرغ لكتابة رواية

تحتاج الرواية إلى تفرّغٍ في الوقت والفكر، كي تتمكن من إعطائها كل ما لديك من وقت وجهد، ومعظم الشباب يبدأ الكتابة في وقتٍ لا يكون فيه متفرغاً، فهو إمّا يدرس أو يعمل، وهذا يستنزف طاقته الفكرية والجسدية كما يستنزف وقته. لذا يحتاج الأمر منه اختيار وقت الفراغ للكتابة، فإن لم يجد فعليه تنظيم وقته بشكلٍ جيد كي يتجاوز هذه الصعوبة.

يقول إسلام محمود حلمي: “لا تكمن الصعوبات في الكتابة بعينها، وإنما كانت الموازنة بين كتابة الرواية والعمل، فقد ظلمت عملي على حساب الرواية، وظلمت الرواية لأسباب العمل، ولم أتغلّب على ذلك إلّا في آخر أجزاء الرواية”.

أما سيّد عرفة فيقول: “مع أن الحلم راودني منذ فترةٍ طويلة، إلا أنني لم أبدأ بالكتابة بشكلٍ جديّ إلا منذ شهورٍ قريبة؛ بسبب بعض الصعوبات التي يمكن تلخيصها بعدم التفرغ وقلة الإمكانيات والرغبة في زيادة المعرفة”.


لن تجد دعماً كبيراً من النقّاد

من المعروف أن العمل الروائي لن يأخذ حقّه في الانتشار إن لم يوضع تحت مجهر النّقد، والكاتب الشاب يحتاج من النقّاد توجيهاتٍ قبل أن تُطبع الرواية كي تنضج التجربة أكثر، لكن هذا لا يتحقق دائماً، فهو يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين من الناقد.

تقول رنا العسلي: “ليست الصعوبات بالكتابة كأداة بيد الكاتب.. بل بالمتلقي والناقد والتحفيز والقبول، الكاتب بحاجة دائماً وأبداً إلى مناقشة مقوماته مع أصحاب الخبرة بالنقد وبنفس الوقت مع متطلبات القارئ وهذا أمر لايمكن الحصول عليه بسهولة”.


تخطي الصعوبات يُشعرك بمتعة الإنجاز

كلّ الكتاب الذين تحدّثنا معهم تجاوزوا الصعوبات التي تقف في طريق تحقيق الحلم، ولولا ذلك ما كانت رواياتهم اليوم تقف في المعارض الدولية للكتاب شاهدة على نجاحهم.

فعبد الرحمن طلعت لا يسمح للصعوبات بأن تصل إليه؛ إذ يخطط لعمله بشكلٍ جيد قبل البداية، يقول: “قبل كتابة الرواية أكتب ملخصاً توضيحياً لكل تفاصيلها وشخصياتها بصفاتهم وحيواتهم. وهذا يلغي وجود أي صعوبات في أثناء الكتابة”.

أما إسلام حلمي فكان اتخاذ القرار بالنسبة له هو مفتاح تجاوز كل صعوبات الكتابة: “حين جاءتني فكرة الرواية كتبت المسودة الخاصة بها، وابتعدت فترة، ثم رجعت إليها وبدأت العمل. اتخذت قرار البداية وبدأت بالفعل، وكانت بدايتي في أكتر فترةٍ أصارع فيها نفسي، كمّ الضغوطات والمعاناة أنتج رواية “الأشيب”.. الصعوبات في الرواية كانت إلى جانبي وإلى جانب الأبطال”.

وحول تخطي صعوبات النشر قال: “إن تجربتي مع الدار التي تبّنت روايتي حتى الآن، وكلّ ما أتمناه هو أن تُقرأ روايتي ليرى قلمي النور، وأنا متفائل بأن الله سيعوّض حجم معاناتي بكتابة الرواية”.

أما رمضان سعيد فقد اتكأ في روايته الأولى على الواقع أكثر من الخيال، وهذا سهّل عليه الكتابة: “جاءت فكرة الرواية من قضيةٍ بها من الواقعية أكثر من الخيال، وهذا ما شجعني على كتابة القصة بحرفية، وقد استغرقت بكتابتها سنتين”. وحول نشر روايته يتابع: “وحينما كتبت أوّل عملٍ وهي رواية ألم الغربة ٢٠١٧ كان موضوع النشر بالنسبة لي موفّقاً والحمد لله فلم أنتظر كثيراً حتى تعاقدت مع دار نشر وأعتقد أن جودة العمل كانت السبب في ذلك”.


كتابة رواية للمبتدئين : ابنة الوحل

فالصعوبات لا بد من وجودها، ولكنّ تخطيها لا يحتاج إلا إلى ثلاث خطوات فقط: اتّخذ قرارك، ثم ابدأ بالتنفيذ، وكن مصرّاً على إكمال العمل. واتباع هذه الخطوات يتطلب منك عدم التفكير بالصعوبات وعدم مناقشتها كما تقول رنا العسلي: “على الكاتب التخلّي عن مناقشة الصعوبات تلك حتى مع نفسه والاستمرار بكتابة قناعاته وتطوير نفسه بالطريقة الصحيحة التي ترضيه لترضي المتلقي”.

ذو صلة

والآن: هل أنت جاهز لتبدأ رحلة حلمك؟ فقط ابدأ.

اقرأ ايضاً: إن كنت تحلم بكتابة رواية فلم لا تكتب روايتك الأولى هذه العطلة بمساعدة نصائح الناقدة والشاعرة سمر تغلبي؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة