تريند 🔥

🤖 AI

أبطال في حياتنا مثل بطلة Queen’s Gambit: حوَّلوا الشطرنج إلى أسلوب حياة

روان دربولي
روان دربولي

6 د

تؤكد لنا العديد من التجارب والأبحاث التي تتعلق باتخاذ القرارت وحل المشكلات حدود العقلانية، وإلى أي حد نبتعد نحن البشر عن اعتماد القرارات المناسبة في العديد من المواقف التي تعترض حياتنا، لكن لعبة الشطرنج والتي عندما نمارسها نكون في حالة ذهنية خاصة قد تمكننا من اتخاذ قرارتٍ سليمة بشكلٍ مثالي، حيث يمكن للأطفال الصغار التنافس مع الكبار على أساسٍ عادلٍ واللعب وفق خططٍ جيدة وخطواتٍ عقلانية ومنطقية ومنظمة حتى لو كانت سحنة هؤلاء الأطفال تشير إلى عدم عقلانيتهم.


“إن ألعاب الشطرنج ليست مجرد تسلية لإضاعة الوقت، العديد من المهارات القيّمة جدًّا للعقل والمفيدة في مجرى حياة الإنسان، يجب اكتسابها وتقويتها حتى تصبح عادات جاهزة في جميع المناسبات”…

بنجامين فرانكلين من كتابه “أخلاق الشطرنج”.

تعلّم الشطرنج يشبه إلى حدٍّ كبيرٍ تعلّم اللغة، من المهم لك أن تبدأ به في سنٍّ مبكرة، وإن لم تسعفك الظروف لا تتردد في تعليمه لأطفالك. وجود العديد من الأنماط التكتيكية يمكنها أن تتماهى مع شخصيتك وتصبح شخصًا ذو طبيعة أخرى، في حال تعلّمت الشطرنج في الصغر.

اقرأ أيضًا: مسلسل The Queen’s Gambit الأكثر مشاهدة على Netflix مع 62 مليون مشاهد!


الشطرنج صوت العقل: الإبداع والذهان يترافقان أحيانًا..

الانفصال عن الواقع، هو العامل الأكثر استثنائية في هذه اللعبة، ويأتي لاعبو الشطرنج في المرتبة الأولى مع عباقرة الرياضيات في الخروج من واقعهم المحسوس، لعلّ القدرة على فصل خيال الإنسان عن محيطه الواقعي المباشر، والعيش في عالمٍ خيالي ومساحةٍ داخليةٍ تحكمها قواعد خاصة، هي الإبداع بحدّ عينه. سحرٌ خاص، قد يكون تجلٍّ لرغبات داخلية في الأعماق والكينونات، هنا يكون التفرّد في الأداء.

الشطرنج

الشطرنج ليست حكرًا على الرجال، وأنا مناورة الملكة الحقيقية (I’m the real-life Queen’s Gambit)

هكذا تقول جينيفر شهاد Jennifer Shahade، الحائزة على  بطولة الشطرنج الأمريكية للسيدات مرتين، هذا اللقب الذي كانت تحلم به طوال حياتها. نشأت جينيفر في فيلادلفيا وعمرها الآن 40 سنة، تحكي لنا قصتها مذ كانت في السادسة من عمرها.

لقد أبصَرَت النور في عالم الشطرنج عندما كانت تستمتع بمشاهدة والدها وشقيقها الأكبر يلعبان الشطرنج. لم يبخل والدها عليها في تعليمها أساسيات اللعبة والتي بدت معقدة وصعبة في البداية، إلا أن غموض اللعبة والمتعة في إيجاد الحلول قد جذبها جدًّا. ولأنها كانت خجولة في المدرسة الثانوية- ومن منا لا يعرف رغبة المراهقين والمراهقات في الثانوية بالتنمر والاستفزاز- كان ذلك سببًا رئيسًا بتعرّضها للتهكّم والسخرية، فكان الشطرنج ملاذًا آمنا لها، وانضمت إلى فريق الشطرنج في المدرسة كان حينها مكونًا من الذكور فقط.

كانت في الرابعة عشر من عمرها، وأخذت بالتدرب ليلًا نهارًا وأصبحت أفضل لاعبة في مدرستها تاركةً الدهشة على وجوه الصبية الذين لم يتوقعوا الفوز لها إطلاقًا. كانت تواجه دومًا أسئلة استهجان واستخفاف من قبل الطلاب عندما وُضع اسمها في لائحة الفائزين، حيث اعتقدوا أن اسمها كُتب عن طريق الخطأ!


جينيفر شهاد

دُعيت إلى أول منافسة دولية في حزيران/ يونيو 1995،حققت نقاطًا جيدة لكنها لم تفز، الأمر الذي زادها عزيمةً وإصرارًا. استمرت لاحقًا بحضور المنافسات، في بلدان عدة وكان يكثر الهمس عن كون النساء لا تصلحن لهذه اللعبة، لكنها في نيسان/ أبريل1997 حصلت على لقب National Master بعد أن صُنفت من أفضل 10 لاعبات من أصل 2200 قد دخلن في المنافسة.

في عام 2002 وبعد أن انتقلت إلى نيويورك لدراسة الأدب والفن، استمرت باللعب وفازت ببطولة الشطرنج الأمريكية للسيدات، وحصلت على 10000 دولار. رغم التعليقات السلبية والاستهزاء بقدراتها دومًا تابعت جينيفر مسيرتها بدعم العائلة والأصدقاء متجاهلةً كل شيء سلبي، وفي شباط/ فبراير قامت بإعداد برنامج الشطرنج الخاص بها، لتعليم النساء اللعب في كل أنحاء العالم.


الأسطورة اللاتفية ميخائيل تال Mikhail Nekhemyevich Tal

لعبَ الشطرنج ساخرًا ومستهزئًا، بكل القواعد التي حكمت اللعبة حينها، نجاحه كان على حين غرّة، وكأنه أتى من العدم ليظهر فجأة ويُبهر العالم بأصغر بطل للشطرنج.

ولد ميخائيل تال في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1936 في ريغا، لاتفيا، وأصبح أستاذًا للشطرنج في عمر 23، وأصغر بطل للشطرنج عندما تحدى ميخائيل بوتفينيك.

تعلّم تال لعب الشطرنج في عمر السادسة، ولفت الأنظار بحركاته الجريئة والمتقنة. حاز على بطولة العالم للشطرنج عام 1960. لم يكن فقط لاعبًا فذًّا بل وكاتبًا من الطراز الرفيع، ويعتبر هذان الكتابان له Life and Games of Mikhail Tal 1976 و Tal-Botvinnik 1960 Match  ثروة في عالم الشطرنج.

الشطرنج

ميخائيل تال

حسه الفكاهي كان واضحًا من خلال تعامله مع المشاكل، وكان مدمنًا على السجائر، و شارد اللب غالبًا، وأما ارتدائه لجوربين غير متطابقين كان أمرًا عاديًّا، حتى أنه لم يكن مباليًا بالروتين اليومي والحياة المنزلية. القضايا التنظيمية والنقدية فقط كانت جلّ ما كان يشغل فكره.

على الرغم من تدهور صحته ومعاناته المزمنة مع أمراض الكلى والكبد، حصل على العديد من الألقاب التي تركت أثرًا خاصًا، ارتبطت به وله وحده. توفي في 28 حزيران/ يونيو عام 1992 في موسكو.


عجائب وغرائب في عالم الشطرنج

  • استمر أطول ماراثون شطرنج لمدة 56 ساعة و9 دقائق و37 ثانية.
  • أكبر درس شطرنج شارك فيه 1467 شخصًا، كان ذلك في سويسرا.
  • أكبر قطعة شطرنج وهي قطعة ملك، موجودة في متحف الشطرنج العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية، يبلغ ارتفاعها 6.09 متر، وعرضها عند القاعدة 2.79 متر.
  • أصغر لاعبة شطرنج في العالم حاصلة على لقب Master هي هو ييفان Hou Yifan فتاة صينية بعمر 14 سنة.
  • أصغر مجموعة شطرنج مصنوعة يدويًّا، بأبعاد 8×8 مم.
  • أعلى تصنيف شطرنج للرجال، حصل عليه النرويجي  ماغنوس كارلسن Magnus Carlsen في أيار/ مايو 2004، حقق 2882 نقطة.
  • أكبر عدد نقلات في لعبة واحدة كان 269 نقلة، في بطولة بلغراد، يوغوسلافيا 1989.
  • الرقم القياسي لمرات الفوز الاحترافي في الشطرنج هو 111 كان أيضًا من نصيب ماغنوس كارلسن في 14 كانون الأول/ يناير2020.
  • أسرع وقت لترتيب مجموعة الشطرنج كان 30.31 ثانية، حققه دافيد راش David Rush في الولايات المتحدة الأمريكية في 3 شباط/ فبراير 2020.
  • أكثر ألعاب الشطرنج تزامنًا لمعصوبي الأعين كانت 48 لعبة حققها تيمور غريف Timur Gareyev في كانون الثاني/ ديسمبر 2016، استمرت المباراة المتزامنة مدة 19 ساعة و9 دقائق.
الشطرنج

أصغر رقعة شطرنج في العالم بأبعاد 8×8 مم

اللعبة المصبوبة في القالب الرومانسي للقرن التاسع عشر وعلاقتها بالأدب

خدم  الشطرنج بشكلٍ أو بآخر الأدباء والكتّاب والشعراء، وقد صرح معظمهم بأنهم لاعبو شطرنج، ومن الطبيعي أن يضمّنوا هذه اللعبة في أعمالهم، كأداة للتوصيف أو للاستعارة، يمكن القول أن الأدب رفيع المستوى استفاد بطرقٍ متعددة من لعبة الشطرنج، يحضرني هنا الجواهري عندما قال في إحدى قصائده:

ذو صلة

“أقول وربما قولٍ يُدلُّ به ويُبتهلُ

ألا هل تُرجع الاحلام ما كُحلت به المقل

وهل ينجاب عن عيني ليلٌ مطبق أزل

كأن نجومه الأحجار في الشطرنج تنتقل

يُساقطُ بعضها بعضًا فما تنفكّ تقتتلُ”

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة