تريند 🔥

🤖 AI

لماذا لا يمكنك تذكر طفولتك المبكرة؟!

أحمد الوافي
أحمد الوافي

4 د

معظم البالغين لا يمكن أن يتذكروا أولى لحظات الحياة إلا إذا عزز الآخرون تلك الأحداث حيث غالبًا ما يروونها لهم، أو بواسطة  الصور، أو منبهات أخرى.

إنها ظاهرة يسميها العلماء فقدان الذاكرة الطفولية، فقد تستطيع تذكر ووصف حفلة عيد ميلادك الثاني بقدر كبير من التفصيل بعد شهور، و لكن بعد ذلك بعام تكون تلك الذكريات قد تلاشت وفي نهاية المطاف، تضيع تمامًا.


shutterstock

في دراسة أمريكية تبين انه حتى عمر 3 سنوات، يمكن للأطفال تذكر الأحداث الهامة التي وقعت لهم خلال العام الماضي،الماضي، ارتفاع معدل الاسترجاع حتى سن 7، حيث يتذكر هؤلاء ما يصل الى 72 في المئة من الأحداث نفسها التي كانوا يتذكرونها عندما كان عمرهم  3 سنوات. بينما في عمر 8 أو 9، فإن معظم الأطفال يمكن أن يتذكروا 35% فقط من تجارب الحياة التي تمكنوا من وصفها بوضوح في سن الثالثة وخلص الباحثون إلى أن التغير يأتي من الطريقة التي تتشكيل بها الذكريات بتقدم الأطفال في السن، فابتداء من سن 7 يستطيع الأطفال تخزين ذكريات بالوقت والمكان على نحو متزايد، وتصنيفها ضمن هذا الإطار الزمني قد يسهل استرجاعها.


عيد ميلاد طفلة

وفي هذه الدراسة تابع البروفيسور باور وزملاؤه  83 طفلًا على مدى عدة سنوات للبحث الذي نشر في المجلة العلمية حيث زار الشباب أول مختبر في سن ثلاث سنوات وتحدثوا عن أحداث فريدة من ماضيهم، مثل النزهات العائلية، وعطلات التخييم، والرحلات إلى حديقة الحيوان، واليوم الأول في المدرسة وأعياد الميلاد.

ثم عاد الأطفال لدورة ثانية في عمر يتراوح ما بين خمس سنوات وتسع سنوات لمناقشة الأحداث نفسها، وطلب منهم تذكر تفاصيل كانوا قد تذكروها سابقًا؛ ووجد الباحثون أن الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وسبع سنوات لم يبق من ذكرياتهم إلا بين 63-72 في المئة، ثم إن كمية المعلومات التي تذكرها الأطفال الذين كانوا في سن 8 و9 انخفضت بشكل كبير إلى 35 و36 في المئة.

وعندما درس الباحثون عن كثب نوع التفاصيل التي لم يتمكن الأطفال من تذكرها وجدوا اختلافًا ملحوظًا باختلاف أعمارهم، حيث إن ذكريات الأطفال الأصغر سنًا تفتقر إلى السرد مثل المكان والزمان، ويعتقد الباحثون أن السبب يعود إلى عملية تعرف باسم “الاسترجاع الناجم عن النسيان” حيث أن العمل على تذكر أسباب المعلومات الأخرى يؤدي إلى نسيانها .

يقول البروفيسور باور:


“إن حقيقة أن الأطفال الأصغر سنًا يتذكرون تفاصيل أقل مقارنة بالأطفال الأكبر سنًا، يفسر صعوبة الاحتفاظ بهذه الذكريات المبكرة بعد مضي العقد الأول من الحياة، ونحن قد نتوقع أن الذكريات التي تعيش في السنة التاسعة أو العاشرة من العمر، ستبقى راسخة في الذاكرة بمرور العمر”.


طفل متعجب

لكي نفهم لماذا لا نتذكر أي شيء من طفولتنا المبكرة يجب علينا أن نفهم أولًا كيف يتم طبع أقرب تجاربنا على الدماغ؟

يعتمد الرضيع الذاكرة الدلالية والعرضية.

الذاكرة الدلالية هي معالجة الأفكار غير المستخلصة من تجربة شخصية (أسماء الألوان، أو تواريخ الأحداث في التاريخ، على سبيل المثال)، بينما الذاكرة العرضية تعالج الأفكار المستخلصة من تجربة شخصية (ما حدث في اليوم الأول من المدرسة أو مثل أين كنت في 9/11) ، ومع مرور الوقت، قد تصبح الذاكرة العرضية ذاكرة دلالية، بحيث لا تذكر أن ما تعلمته عن الكلاب من اللعب مع كلبك الأول و لكنك تعرف فقط أنه كلب.

و يعتقد العلماء أن السبب في أننا لا نذكر الأحداث من سن الطفولة قد يكون بسبب طريقة تخزين الذكريات والوصول إليها.


طفل يلعب

ويعتبر فقدان الذاكرة الطفولية ظاهرة حيرت العلماء منذ سنوات طويلة وتحديدًا قبل سن السنتين، مع كونها تظل فقيرة أيضًا حتى سن السادسة، لكن يعتقد فريق من العلماء الكنديين أنه توصل إلى إيجاد تفسير لذلك.

ففقدان الذاكرة الطفولي يرتبط وفق هؤلاء بنشاط الحصين، وهو منطقة من الدماغ تلعب دورًا هامًا في تشكل الذاكرة. فعندما تنمو عصبونات جديدة في الحصين، فإنها تمحو المعلومات السابقة فيه.

للإشارة فإن نمو العصبونات أكثر نشاطًا خلال السنوات الأولى من حياتنا قبل أن يتباطأ شيئًا فشيئًا.

يعتقد معظم الناس أن ظهور عصبونات جديدة يعني الوصول إلى ذاكرة أفضل ولكن يبدو أن العكس هو الذي يحدث حسب جوسلين عالمة الأعصاب في مشفى l’Hospital for Sick Children في تورنتو بعد تجارب على الفئران قامت بها مع زوجها بول فرانكلاند.

ذو صلة

حيث إن العصبونات الجديدة سوف تسمح بتوسيع الذاكرة وتخزين معلومات أكبر ولكن هذا الأمر مرتبط بتقدم العمر.

ويرى مازن خير بيك المختص في نمو الأعصاب في جامعة كولومبيا أن المخطط الذي طرحته شينا جوسلين لنمو الذاكرة معقول جدًا، لكنه يرى أن ما يمحو الذكريات القديمة ليس نمو الأعصاب الجديدة بل تخزين معلومات جديدة وعناصر جديدة وربما يعود النسيان هنا إلى القدرة المتزايدة على تعلم أشياء جديدة، ما يؤدي إلى خيارين إما الحفاظ على المعلومات القديمة أو محوها وحفظ المعلومات الجديدة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة