تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

لماذا فوزك بجائزة اليانصيب قد يكون أسوأ ما سيحصل لك؟

اليانصيب
ليلاف حج علي
ليلاف حج علي

6 د

لا شك أنك أجريتَ يومًا ما محادثة مع أصدقائك حول ما أنت بصدد فعله في حال فوزك بجائزة اليانصيب الكبرى، ما المبلغ الذي ستمنحه للعائلة والأصدقاء، وكم عدد المشاكل التي ستواجهها نتيجة ذلك، هل ستستمر في إنفاق المال مرارًا وتكرارًا وتعيش حياة الرفاهية الأنانية؟

وفقًا لشبكة CNN Money، أخذ أكبر فوز في اليانصيب على الإطلاق مكانه في سجلات التاريخ بقيمة 1,586 مليار دولار، لكنّه قُسِّم ووُزِّع بالتساوي بين ثلاثة أشخاص. بعد مرور عام؛ وفي عام 2017 بالتحديد، ربحت امرأة جائزة اليانصيب لتكسب حينها مبلغًا بقيمة 758,7 مليون دولار، واتخذتْ قرارًا بعدها باستلام مبلغ إجماليّ قدره 480,5 مليون دولار. إذ أنّه بإمكانك تقسيم جائزتك المالية على عدد من السنوات ونيل حصتك منها بما يتوافق مع رغبتك، أو الحصول على جميع المكاسب دفعة واحدة بمبلغ مقطوع واحد وشامل.

يبدو لك في الوهلة الأولى أنّه أمر رائع، فلربما شاهدتَ بالفعل بعض الأفلام الوثائقية التي يجد فيها الفائزون باليانصيب أنفسهم محاطين بالأقارب والأصدقاء، أولئك الذين ظهروا فجأة من الماضي الغابر متخذين حيّزًا شاغرًا في حياتك الجديدة، وجميعهم يبتغون قطعة من تلك الكعكة الرائعة. ستعرف في هذا المقال كيف لهذا الأمر أن يمتلك قدرة خارقة على تمزيق العائلات وتفتيتها، وكأنها قصص منسوجة من خيال الدماغ البشري.

اليانصيب

دعونا نلقي نظرة فاحصة عن قرب على قائمة بأسوأ أشياء قد تحدث لك عندما تفوز باليانصيب.


عودة الحبيب بحلّته الجديدة

في عامها الثاني والأربعين وبالتحديد في عام 2017، جمعت “دوريس موراي” مبلغًا ماليًا بقيمة 5 ملايين دولار وذلك بعد فوزها في يانصيب “جورجيا”، كان اعتقادها في اللحظة الأولى أنها من أكثر النساء حظًا على وجه الأرض. وفقًا للأقوال، خططتْ صاحبة الحظ السعيد لإنشاء صندوق ائتماني لأحفادها، لكن سحابة الشتاء السوداء ألقتْ بشؤمها على “موراي” لتعيش حينها مع مكاسبها الباهظة لمدة عام واحد فقط. إذ عاد زوجها السابق إلى المشهد متسللًا، لكن ثقة النفس والمكانة العالية التي منحتها إياها تلك المكاسب المالية جعلتها غير مبالية بالعودة إليه وتقاسم الأموال معه، لينتهي بعدها العرض المسرحي بتوفي البطلة طعنًا حتى الموت وهروب الحبيب. قُبض عليه بعد فترة وجيزة وزُجَّ في السجن نتيجة لفعله الإجرامي الشنيع.


اليانصيب الخائن

في عام 2009، ربح الرجل الأربعيني ذو الاسم اللامع “إبراهام شكسبير” يانصيب “فلوريدا” بمبلغ قدره 30 مليون دولار. لم ينفق ذلك الكادح الكثير من الأموال في البداية، إذ اشترى فقط سيارة من نوع “نيسان ألتيما” بالإضافة إلى ساعة “رولكس”. ووفقًا للتقارير، تعرض صاحب الحظ الرفيع باستمرار للمضايقة من قبل أشخاص طمعوا ببعض أمواله. إذ قال ذات مرة لأخيه “اعتقدتُ بأنني سأكون أفضل حالاً، اعتقدتُ أن كل هؤلاء الأشخاص هم أصدقائي، لكنني أدركتُ بعد ذلك الحقيقة المُرة وأنّ جُلّ ما يريدونه هو المال فقط”.

فُقد أثر “إبراهام” لعدة أيام ليُعثر عليه لاحقًا مدفونًا في الفناء الخلفي لبيت أحد الأشخاص. تبيّنت لاحقًا شخصية الفاعل، فكانت امرأة صادقها لفترة وجيزة من الزمن وعرضتْ عليه مساعدتها في مشاكله المالية الكبيرة. كان اسمها “دوريس دي مور”، ولكن نتيجة لسوء أفعالها؛ تقضي حاليًا عقوبة سجن طويلة.


نقمة اليانصيب

هذه المرة كانت نقمة اليانصيب من نصيب الشاب “بيلي بوب هاريل” بمبلغ قدره 31 مليون دولار في يانصيب “تكساس”، وذلك في عام 1997. تبعه رفاقه وأصدقاؤه المهللين بأيديهم المرفوعة بحثًا عن حصة من مكاسبه، لكنه لم يخفِ حقيقة ثرائه كباقي الأشخاص. حصل الرجل الفقير على الكثير من الأموال لدرجة أنه لجأ إلى تغيير مكان إقامته ورقم هاتفه، كما أنه اتخذ بعض القرارات المالية الجريئة والحاملة بين طيّاتها ضربٌ من الجنون.

ساءت حالته النفسية إلى حد كبير وخاصة بعد فراقه عن زوجته، إذ بعد مرور عامين على فوزه وجّه مسدسًا إلى رأسه وأجرم بحق نفسه. قبل ذلك، كتبَ على قصاصة من الورق “الفوز باليانصيب هو أسوأ شيء حدث لي على الإطلاق”.

اليانصيب

خسارة كل ما تمتلكه

حلّت لعنة اليانصيب مرة أخرى على “جاك ويتاكر”، مواطن من غرب “فيرجينيا” والفائز بجائزة ضخمة قدرها 315 مليون دولار وذلك في عام 2002. لم يكن حريصًا جدًا فيما يتعلق بأمواله، إذ تعرّض للسرقة بمبلغ ما يقرب نصف مليون دولار، حيث احتفظ بحقيبة الأموال المُترسة بالنقود في سيارته.

سُرِق منه لاحقًا بطريقة مماثلة مبلغًا قدره 200000 دولار، ليصاب بالحزن بعد موجة من الأحداث المأساوية بما فيها فقدانه لحفيدته نتيجة لجرعة زائدة من المخدرات، لتفارق ابنته الحياة بعدها بعامين نظرًا لذات السبب. صرّح حينها لوسائل الإعلام بقوله “ماتت حفيدتي بسبب المال، كانت النجمة اللامعة في حياتي وكل ما يتعلق بي. إذ خسرتُ كل مالي ولم يبق منه شيء، حتى أنني فقدت ابنتي وحفيدتي. أتمنى لو أنّي مزّقتُ تذكرة الفوز باليانصيب”.

اقرأ أيضًا: الرأسمالية: بعد أن حولت الشيوعية إلى أضحوكة وأصبحت قيمة العمل في جني المال!


حِمل كبير لشخص يافع

فاز الفتى “ستيوارت دونيلي” البالغ من العمر 17 عامًا والمقيم في اسكتلندا جائزة اليانصيب في عام 1996. صرّح الفتى المحظوظ عن الضغوط كونه غنيًا، إذ قال ذات مرة للصحيفة أنّه خائف من مغادرة المنزل. “كان من الصعب جدًا التعامل مع كل الاهتمام الذي حصلت عليه، حتى أن هناك أشخاص يخيمون خارج منزلي، لقد تسبب ذلك في ضغط كبير عليّ وعلى عائلتي”. عُثر عليه ميتًا في منزله الفاخر عندما بلغ عمره 29 عامًا، يُعتقد أنه توفي لأسباب طبيعية لكن الصحافة تتكهن بأنّ فوزه باليانصيب لعب دورًا رئيسيًا في وفاته.


العودة إلى المقطورة

قصة أخرى من قصص الثراء الفاحش والمفاجئ والتي تعود لعام 1985 كانت بطلتها “إيفيلن باسيور”، حازت حينها على جائزة اليانصيب بمبلغ قدره 3,9 مليون دولار. امتلكت البطلة حسًا رفيعًا في لعب القِمار لدرجة الإدمان وربما الغباء أيضًا، لتراهن في عام 2000 بكل أموالها، وبالطبع خسرتها كلّها. بعد ذلك، عادتْ “إيفيلن” إلى مقطورتها القديمة والتي اعتادت على الإقامة فيها، لتصرّح حينها “لقد فزت بالحلم الأمريكي، لكنني خسرته أيضًا، إنّه لشيء مرير بالفعل”.


بلطجي اليانصيب

بالعودة إلى المملكة المتحدة، كان هناك رجل يدعى “مايكل كارول”، إذ حاز بطلنا هذا على لقب “بلطجي اليانصيب”، وفقًا للصحافة. كان “مايكل” بسجلٍ إجرامي ليس بنظيف، على أي حال، ربح هذا المجرم الشاب 9,7 مليون جنيه إسترليني في يانصيب المملكة المتحدة وذلك في عام 2002. في وقت فوزه، كان يبلغ من العمر 19 عامًا فقط، وامتهن أيضًا جمع القمامة من الشوارع والحاويات.

بعد مرور 10 سنوات، ذهب كل ذلك المال مع أدراج الرياح وتحوّل إلى أطنان من المخدرات والكثير من القمار. إذ هدرَ ما يقارب 2300 دولار يوميًا على شراء المخدرات واستهلاكها، لتنتهي بعدها الحفلة ويعود إلى واقعه المزري.


فرحة اليانصيب التي لم تكتمل

يعتبر اليانصيب في تايلاند عملًا جادًا للكثيرين، إذ أنها طريقة سهلة وبسيطة لقبر الفقر بالنسبة للكثيرين الفاقدين لخيارات العيش الكريم. حيث يستحضر الناس المعابد ويصلّون بجد من أجل نيل الأرقام الفائزة، ويُستغلّ أولئك الأشخاص من قبل العرّافين الذين يبيعون الأرقام الصحيحة على حسب مزاعمهم.

ذو صلة

بالعودة إلى عام 2018، شعر الرجل الأربعيني “جيرافت بونغفان” بسعادة غامرة عندما اكتشف امتلاكه الأرقام الفائزة في اليانصيب. كان على وشك اغتنام 1,8 مليون دولار، إلا أنّه ولسوء حظه أقام بطل القصة حفلة في منزله، وشربَ الكحول حتى درجة النسيان، ليستيقظ ويجد تذكرته الفائزة ليست بحوزته بعد الآن. دخل الرجل في حالة من الاكتئاب الشديد لدرجة امتنع عن الذهاب إلى العمل، لينتهي به المطاف بإطلاق النار على نفسه.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة