اكتشاف أسنان بشرية تعود لـ 23000 عام في إسبانيا.. ماذا يخبرنا هذا الاكتشاف عن تاريخ البشرية؟

ليلاس الماضي
ليلاس الماضي

3 د

تمّ اكتشاف أسنان بشريّة عمرها 23000 عام في كهف Malalmuerzo في إسبانيا، ويعود تاريخها إلى العصر الجليدي الأخير.

تنتمي الأسنان إلى الثقافة السوليوتريّة، التي اشتهرت بأدواتها الحجرية واستقرارها على سواحل المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.

يملأ الاكتشاف الحلقة المفقودة في دراسة الهجرة البشرية المبكّرة، ويلقي الضوء على التراث الجيني للصيادين وجامعي الثمار في العصر الحجري القديم والمزارعين الأوائل في جنوب أيبيريا.


توصّلت دراسة جديدة بقيادة معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطوّرية إلى وجود أسنان بشريّة تبلغ من العمر 23000 عام في كهف مالالمورزو بالقرب من غرناطة بإسبانيا. هذه الأسنان هي الأولى من نوعها حيث تملأ فجوة كبيرة في فهم كيف نجا الأوروبيّون الأوائل من أبرد فترة في العصر الجليديّ الأخير.

تبيّن الدراسات أنّ الأوروبيّين الأوائل لجؤوا إلى شبه الجزيرة الأيبيرية الدّافئة نسبياً خلال العصر الجليدي الأخير، خاصّة في المناطق الجنوبيّة، التي تبعد حوالي ثمانية أميال فقط عن شمال إفريقيا.

كان الشّخص الذي يمتلك هذه الأسنان قد عاش خلال العصر الجليدي الأخير (LGM)، واكتشافهم هو الحلقة المفقودة الحاسمة بين مجموعات الحضارة الأورغانية و الحضارة المجدليّة من البشر الأوائل. حدّد الباحثون أنّ الشّخص الجديد ينتمي للحضارة السّوليوتريّة، التي ظهرت في أيبيريا منذ حوالي 24000 عام وطوّرت مجموعة من الأدوات الحجرية الجديدة.

استقرّ السّوليوتريّون بكثافة على سواحل المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وظلّوا بعيداً إلى حدّ كبير عن الهضبة الوسطى لإسبانيا. دفعت الإقليمية المجموعة إلى المناطق الجبلية الشمالية من البلاد، لكنها لم تدفع السولوتيين عبر شمال إفريقيا.

يعتبر اكتشاف الأسنان مهماً لأنّه، حتى الآن، من النادر وجود أدلّة الحمض النّووي للبشر الأوائل في أقصى جنوب إسبانيا. بالتالي توفّر الدراسة نظرة ثاقبة لحركة المجموعات خلال هذا الوقت من خلال تحليل أدواتهم وأدواتهم بعناية.

استعاد الباحثون الحمض النووي من زوج من الأسنان التي تشبه القواطع، وخلصوا في النهاية إلى أنهم ينتمون إلى نفس الشخص. هذا يعني أنّ الشّخص كان سيعيش في نفس الوقت تقريباً الذي رسم فيه البشر حصاناً وثوراً وأشكالاً تجريديّة أخرى على جدران الكهف.

يشبه الفن الصخري للثقافة السوليوتريّة -معالم من صنع الإنسان مصنوعة على الحجر الطبيعي- فن ثقافة الغرافيتيان الأقدم، والتي انتشرت في جميع أنحاء أوروبا منذ حوالي 32000 عام وساهمت في تكوين السوليوتريّون الأصغر سناً. وخلصت الدراسة إلى أنه في ذروة التأثير الغرافيتيان، شكّلَت واحدة من مجموعتين "متمايزتين وراثياً" المجموعة الأخرى، والتي قامت بتكييف تقنيّاتها للتعامل مع البرد القارس.

ذو صلة

لا يزال التّراث الجينيّ للصّيادين وجامعي الثّمار من العصر الحجريّ القديم قابلاً للاكتشاف لدى المزارعين الأوائل من جنوب أيبيريا، ممّا يشير إلى الاختلاط المحلّي بين مجموعتين من السّكان ذات أنماط حياة مختلفة تماماً. تقدّم الدّراسة نظرة ثاقبة حول حركة المجموعات خلال هذا الوقت وتلقي الضوء على كيفية تجاوز البشر الأوائل لأبرد فترة في العصر الجليدي الأخير.

بشكل عام، فإن اكتشاف الأسنان البالغة من العمر 23000 عام يملأ فجوة كبيرة في فهم كيف نجا الأوروبيون الأوائل من أبرد فترة في العصر الجليدي الأخير. توفر الدراسة نظرة ثاقبة حول حركة المجموعات خلال هذا الوقت وتسلّط الضّوء على كيفية تكييف البشر الأوائل لتقنياتهم للتّعامل مع البرد القارس.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات

كشف أسرار الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها في المملكة العربية السعودية!

العثور على حاويات مستطيلة قديمة منتشرة في جميع أنحاء صحراء شمال غرب المملكة العربية السعودية، ممّا أثار حيرة علماء الآثار منذ السبعينيات.

كشفت عمليات التنقيب في مستطيل من الحجر الرملي يبلغ طوله 140 متر بالقرب من العلا في عام 2019 عن بقايا حيوانات، متجمعة حول لوح قائم من الحجر يُفسر على أنه مقدّس.

يُظهر التأريخ بالكربون المشعّ مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أن الموقع كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد.


كشف تحليل حديث أنّ الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها عبر الصّحاري الشّماليّة الغربيّة للمملكة العربيّة السّعوديّة كانت تُستخدَم لطقوس غير معروفة، بما في ذلك إيداع قرابين حيوانيّة، يُحتَمل أن تكون نُذراً لآلهة غير معروفة.

يعود تاريخ العبوات المستطيلة، المُسمّاة mustatils، إلى حوالي 7000 عام، وقد حيّرت علماء الآثار منذ السّبعينيّات. تم التعرف على أكثر من 1600 مستطيلات من خلال المسوحات الجوّية، ووجدوا أنّها تتكون من منصتين قصيرتين وسميكتين متّصلتين بجدران منخفضة يصل طولها إلى 600 متر، ولكن لا يزيد ارتفاعها عن نصف متر. عدم وجود الأسقف والجدران المنخفضة يجعلها غير مناسبة لمرافق التخزين أو حظائر الماشية.


كشفت التّنقيبات الّتي أجريت في مستطيل واحد عن ألواح حجرية قائمة ومزخرفة، بالإضافة إلى تناثر عظام الحيوانات، وتحديداً جماجم الحيوانات، المأخوذة من الماعز والغزلان والمجترّات الصّغيرة والماشية الدّاجنة.

تظهَر على العِظام علامات القطع والحرق، والّتي يعتقد الباحثون أنّها تشير إلى أنّ اللّوح الحجريّ كان "بيتيل"، وهو حجر مقدس يمثل إله أو آلهة الناس الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين. يفترض الباحثون أن الأحجار الدائمة، أو البيتيل، كانت بمثابة وسيط بين الجنس البشري والإلهي، حيث كانت تعمل كوكيل أو مظهر من مظاهر إله / آلهة العصر الحجري الحديث أو فكرة دينية غير معروفة، والتي أودعت فيها العناصر الحيوانية كعروض نذرية.


يُظهر التأريخ بالكربون المشع للموقع مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أنه كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد. علاوة على ذلك ، اكتشف الباحثون غرفة حجرية صغيرة مستطيلة بجوار رأس المستطيل حيث توجد غرفة بيتيل، تحتوي على رفات بشرية. هذه حجرة دفن قديمة، مبنية من ألواح من الحجر الرملي غير المشغول. كان المتوفى ذكراً بالغاً ربما كان يعاني من هشاشة العظام، لكن من كان ولماذا دُفن في المستطيل لا يزال مجهولاً.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات