اكتشاف عن البتراء أذهل علماء الجيولوجيا لصعوبة تنفيذ مثله اليوم!

اكتشاف عن البتراء أذهل علماء الجيولوجيا لصعوبة تنفيذ مثله اليوم!
أراجيك
أراجيك

2 د

أذهل العلماء اكتشافٌ هندسيّ في موقع البتراء التاريخي في الأردن، ولم يذهلهم الاكتشاف بقدرِ ما أذهلتهم صعوبة تنفيذه، حيث أقرّوا أنه ربما يصعب عليهم القيام بمثله اليوم.

كما نعلم، فإن هذه المدينة الأثرية مدفونة في أعماق الأردن في الشرق الأوسط، محاطة بأودية وجبال صحراوية وعرة. كانت البتراء ذاتَ يومٍ مركزًا مزدحمًا بما يهمّ السياسة والثقافة والاقتصاد، وكانت واحدة من أهم نقاط الطرق القديمة في المنطقة، إذ كان التجار يتوقفون عندها أثناء رحلاتهم. كما كانت مأهولة بالسكان منذ ما لا يقل عن 7000 قبل الميلاد، ولكن لم تقفز المدينة إلى أوجها إلا بعد انتقال الأنباط إليها في القرن الرابع قبل الميلاد.

واجه الأنباط الإمبراطوريات المختلفة التي حاولت غزو البتراء، ونجح الرومان عام 106 بعد الميلاد في السيطرة عليها، حتى ضربها زلزال، وأصبحت البتراء ملجأ الرعاة المحليين فقط. وعلى الرغم من ذلك، أذهل نظام المياه والصرف في المدينة علماء الآثار لسنوات، وقد بثّت قناة سميثسونيان التلفزيونية فيلمًا وثائقيًا عن البتراء باسم: "أسرار: لغز البتراء"، وقال المذيع: "يبدو أن البتراء ازدهرت بفضل المهارة النبطية في إدارة الموارد النادرة للمياه". وتابَع:

"لقد كان نظام التخزين والري النبطي أعجوبة هندسية لا تصدق، وشبكة معقدة من الصهاريج والسدود والقنوات التي تسخّر المياه من الينابيع الصحراوية، والأمطار السنوية، للحفاظ على إمدادات المياه على مدار العام"

تقع البتراء في مكان غير ملائم مناخيًا، مقسمة إلى وادٍ ضيق يسمى "السيق"، وتحيط المناظر الطبيعية الصحراوية بالعَمَار، وغالبًا ما تصل درجة الحرارة إلى 42 درجة مئوية (107 درجة فهرنهايت) وما فوق، ولا يوجد مصدر للمياه في مكان قريب. ولكن تدفّقت المياه إلى البتراء عبر تقاطع ضخم من القنوات.

ذو صلة

يبدأ نظام القنوات الذي أنشأه الأنباط عند قمم التلال في المدينة، حيث يوجد عشرات الخزانات الموجودة حول المدينة، التي أُنشئت لتجميع وتخزين كل قطرة من أمطار الشتاء. تتسرب المياه عبر قنوات من الأنابيب الطينية، وتتجمع من جميع التلال، في صهريج كبير. كما كان هناك عدد كبير من القنوات التي تدفقت من خلالها المياه ببطء إلى المدينة. لذا قد كان نجاحًا باهرًا الاحتفاظ بالمياه من خلال هذا النظام.

كانت البتراء موطنًا لـ 30 ألف شخص، على الرغم من أن موارد المياه المحلية كانت تكفي فقط من ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص، لذا يعتقد علماء الجيولوجيا أنه من الصعب إنشاء مدينة مستدامة مثل البتراء في القرن الحادي والعشرين. خَلَص العلماء أن نظام المياه المصمم في البتراء زوّدها بحوالي 12 مليون جالون من المياه يوميًا، وهو ما يكفي لتلبية جميع احتياجات المدينة المنزلية والزراعية. قال العلماء: "تمتعت البتراء برفاهية لا مثيل لها في وسط الصحراء".

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات

الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.

لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.

حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.


يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.

في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.

حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.

قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.

واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.

يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.

في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.

حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

متعلقات