العلماء يعيدون إحياء فيروس “الزومبي” المجمد منذ 50 ألف سنة!

2 د
يدرس العلماء "فيروسات الزومبي" التي تمّ تجميدها لعشرات الآلاف من السنين.
قد يؤدي ذوبان التربة الصقيعية في القطب الشمالي الناجم عن الاحتباس الحراري إلى عودة الفيروسات القديمة.
يمكن أن تساعد دراسة هذه الفيروسات الباحثين على فهم كيفية تطور الفيروسات والتكيف معها بمرور الوقت، وكيف يمكن أن تصبح تهديداً لحياة الإنسان.
يدرس العلماء حالياً "فيروسات الزّومبي" التي تجمّدت لعشرات الآلاف من السنين. كانت هذه الفيروسات نائمة لما يصل إلى 50.000 عام ويمكن أن تصبح تهديداً لحياة الإنسان إذا تمّ إحياؤها بفعل ذوبان التّربة الصّقيعيّة في القطب الشّمالي بسبب الاحتباس الحراري. وللأسف، يحدث ذوبان التّربة الصّقيعية في القطب الشمالّي بمعدّل أسرع من أيّ مكان آخر في العالم، ويمكن أن يؤدي إلى عودة ظهور الفيروسات التي تجمّدت منذ آلاف السنين.
كيمبرلي مينر، عالمة المناخ في مختبر الدّفع النفاث التابع لناسا، تحذّر من أنّ هذه المنطقة تحتاج إلى معالجة خلال السنوات القادمة. وشدّدت على أهمّية الحفاظ على أكبر قدر ممكن من التّربة الصّقيعيّة مٌجمّدة.
أحد العلماء الذين يقودون البحث في الفيروسات المجمّدة هو جان ميشيل كلافيري، الأستاذ الفخري للطّب وعلم الجينوم في كلّية الطّب بجامعة إيكس مرسيليا في مرسيليا. كان كلافيري يختبر عينات من التربة المجمّدة في سيبيريا بحثاً عن "فيروسات الزومبي"، وعُمْر بعض نتائج اكتشافاته مذهل حقاً. أحد فيروسات الزومبي المزعومة الّتي اكتشفها كان عمره 48500 عام، وتمّ تأريخه بالكربون المشع، بينما كان عمر فيروس آَخَر 27000 عام وعثر عليه في بقايا ماموث صوفي.
يعتبر كلافيري هذه الفيروسات التي تصيب الأميبا -أحد أنواع الطفيليّات- بدائل لجميع الفيروسات الأخرى المحتملة التي قد تكون في التربة الصّقيعية. أكّد كلافيري أنّه يرى آثار العديد من الفيروسات الأخرى، ويعتقد أنّه إذا كانت فيروسات الأميبا لا تزال على قيد الحياة، فلا يوجد سبب لعدم بقاء الفيروسات الأخرى على قيد الحياة وقادرة على إصابة مضيفيها.
في حين أنّ خطر فيروسات الزومبي منخفض حالياً، فإنّ أبحاث كلافيري وأبحاث علماء آخرين مثله قد تكون أكثر جوهريّة في السنوات القادمة. يمكن أن يساعد اكتشاف هذه الفيروسات ودراسة سلوكها الباحثين على فهم كيفية تطور الفيروسات والتكيف معها بمرور الوقت، وكيف يمكن أن تصبح تهديداً لحياة الإنسان. كما يؤكد على أهمية اتخاذ إجراءات لمكافحة تغير المناخ وحماية التربة الصقيعية لمنع عودة الفيروسات القديمة.
في الختام، تعدّ دراسة "فيروسات الزومبي" مجال بحث مهمّ يمكن أن يساعد في حمايتنا من التهديدات المستقبلية لحياة الإنسان. في حين أنّ التّهديد منخفض حالياً، فمن المهمّ اتّخاذ إجراءات وقائيّة للحماية من عودة ظهور هذه الفيروسات بسبب ذوبان التربة الصقيعية الناجمة عن الاحتباس الحراري.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
كشف أسرار الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها في المملكة العربية السعودية!

2 د
العثور على حاويات مستطيلة قديمة منتشرة في جميع أنحاء صحراء شمال غرب المملكة العربية السعودية، ممّا أثار حيرة علماء الآثار منذ السبعينيات.
كشفت عمليات التنقيب في مستطيل من الحجر الرملي يبلغ طوله 140 متر بالقرب من العلا في عام 2019 عن بقايا حيوانات، متجمعة حول لوح قائم من الحجر يُفسر على أنه مقدّس.
يُظهر التأريخ بالكربون المشعّ مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أن الموقع كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد.
كشف تحليل حديث أنّ الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها عبر الصّحاري الشّماليّة الغربيّة للمملكة العربيّة السّعوديّة كانت تُستخدَم لطقوس غير معروفة، بما في ذلك إيداع قرابين حيوانيّة، يُحتَمل أن تكون نُذراً لآلهة غير معروفة.
يعود تاريخ العبوات المستطيلة، المُسمّاة mustatils، إلى حوالي 7000 عام، وقد حيّرت علماء الآثار منذ السّبعينيّات. تم التعرف على أكثر من 1600 مستطيلات من خلال المسوحات الجوّية، ووجدوا أنّها تتكون من منصتين قصيرتين وسميكتين متّصلتين بجدران منخفضة يصل طولها إلى 600 متر، ولكن لا يزيد ارتفاعها عن نصف متر. عدم وجود الأسقف والجدران المنخفضة يجعلها غير مناسبة لمرافق التخزين أو حظائر الماشية.

كشفت التّنقيبات الّتي أجريت في مستطيل واحد عن ألواح حجرية قائمة ومزخرفة، بالإضافة إلى تناثر عظام الحيوانات، وتحديداً جماجم الحيوانات، المأخوذة من الماعز والغزلان والمجترّات الصّغيرة والماشية الدّاجنة.
تظهَر على العِظام علامات القطع والحرق، والّتي يعتقد الباحثون أنّها تشير إلى أنّ اللّوح الحجريّ كان "بيتيل"، وهو حجر مقدس يمثل إله أو آلهة الناس الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين. يفترض الباحثون أن الأحجار الدائمة، أو البيتيل، كانت بمثابة وسيط بين الجنس البشري والإلهي، حيث كانت تعمل كوكيل أو مظهر من مظاهر إله / آلهة العصر الحجري الحديث أو فكرة دينية غير معروفة، والتي أودعت فيها العناصر الحيوانية كعروض نذرية.

يُظهر التأريخ بالكربون المشع للموقع مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أنه كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد. علاوة على ذلك ، اكتشف الباحثون غرفة حجرية صغيرة مستطيلة بجوار رأس المستطيل حيث توجد غرفة بيتيل، تحتوي على رفات بشرية. هذه حجرة دفن قديمة، مبنية من ألواح من الحجر الرملي غير المشغول. كان المتوفى ذكراً بالغاً ربما كان يعاني من هشاشة العظام، لكن من كان ولماذا دُفن في المستطيل لا يزال مجهولاً.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.