مفاجأة كونية: الماء كان موجودًا في النظام الشمسي قبل تشكل الشمس!

ليلاس الماضي
ليلاس الماضي

3 د

كان الماء موجوداً في منطقة الفضاء التي أصبحت في النّهاية نظامنا الشمسي قبل تشكّل الكواكب والشّمس، وفقاً لبحث جديد باستخدام مصفوفة تلسكوب ALMA في تشيلي.

من خلال دراسة قرص مكوّن للكواكب حول النجم V883 Orionis، تمكّن العلماء من تحليل نسبة الماء الطبيعي إلى الثّقيل والتّأكد من أنّ الماء في أنظمة الكواكب قد تشكّل منذ مليارات السّنين في الفضاء بين النجوم.

هذا الاكتشاف له آثار مهمّة على البحث عن الحياة خارج كوكبنا ويساعد العلماء في تحديد الظروف اللازمة لتشكل الحياة في مكان آخر من الكون.


يعدّ الماء أحد أهمّ الجزيئات في الكون، ولطالما كانت أصوله موضع اهتمام كبير للعلماء. ألقت الأبحاث الحديثة ضوءاً جديداً على أصول الماء في نظامنا الشّمسي، وكشفت عن وجودها في منطقة الفضاء التي ستصبح في النّهاية نظامنا الشّمسيّ قبل فترة طويلة من تشكّل الكواكب والشّمس. يعدّ هذا الاكتشاف الجديد إنجازاً مهمّاً يمكن أن يساعدنا على فهم أفضل للظروف اللّازمة لتشكّل الحياة في مكان آخر من الكون.

باستخدام مصفوفة Atacama Large Millimeter / submillimeter Array (ALMA)، وهي مجموعة تلسكوب راديوي تقع في تشيلي، درس الباحثون القرص المُكوِّن للكوكب حول النجم V883 Orionis. من خلال تحليل نوعين مختلفين من جزيئات الماء، تمكّن الباحثون من تحديد عمر وأصل الماء في القرص. نوع واحد من جزيئات الماء معروف جيداً ويحتوي على ذرّة أوكسجين واحدة وذرّتيّ هيدروجين. النّوع الآخر الأثقل من جزيء الماء يحتوي على ذرة أوكسجين واحدة، وذرّة هيدروجين واحدة، وذرة ديوتيريوم واحدة؛ وهو نظير ثابت للهيدروجين. من خلال مقارنة نسبة الماء العادي إلى الثقيل، يمكن للعلماء تحديد عمر وأصل الماء.

الماء الموجود في قرص V883 Orionis له خصائص مشابهة للماء الموجود في نظامنا الشّمسيّ، بما في ذلك الماء الموجود في المذنّبات. هذا يؤكّد أنّ الماء في أنظمة الكواكب قد تشكّل منذ مليارات السّنين، قبل الشّمس، في الفضاء بين النجوم.

يعد هذا اكتشافاً مهمّاً، حيث يشير إلى أنّ الماء كان موجوداً في منطقة الفضاء التي ستصبح في النّهاية نظامنا الشمسي قبل فترة طويلة من تشكل الكواكب والشمس.

ذو صلة

كما أنّ البحث عن أصول الماء في نظامنا الشّمسي هو أمرٌ بالغ الأهمّية لفهم كيفيّة تشكّل الحياة على الأرض ولتحديد الظّروف اللّازمة لتشكّل الحياة في مكان آخر من الكون. الماء عنصر حاسم للحياة كما نعرفه، ووجوده على كوكب ما هو عامل أساسي في البحث عن عوالم صالحة للسكن. يمكن أن يساعدنا هذا البحث الجديد في تحديد الظروف اللازمة لتواجد المياه على كوكب ما، وهي خطوة حيوية في البحث عن حياة خارج نظامنا الشمسي.

ستساعدنا الأبحاث المستقبليّة باستخدام التّلسكوب الكبير للغاية على فهم حركة المياه بشكل أفضل من خلال الأقراص المُكوِّنة للكواكب، والعمليّة التي يتمّ بها نقلها من الفضاء بين النجوم إلى أنظمة الكواكب.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات

كشف أسرار الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها في المملكة العربية السعودية!

العثور على حاويات مستطيلة قديمة منتشرة في جميع أنحاء صحراء شمال غرب المملكة العربية السعودية، ممّا أثار حيرة علماء الآثار منذ السبعينيات.

كشفت عمليات التنقيب في مستطيل من الحجر الرملي يبلغ طوله 140 متر بالقرب من العلا في عام 2019 عن بقايا حيوانات، متجمعة حول لوح قائم من الحجر يُفسر على أنه مقدّس.

يُظهر التأريخ بالكربون المشعّ مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أن الموقع كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد.


كشف تحليل حديث أنّ الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها عبر الصّحاري الشّماليّة الغربيّة للمملكة العربيّة السّعوديّة كانت تُستخدَم لطقوس غير معروفة، بما في ذلك إيداع قرابين حيوانيّة، يُحتَمل أن تكون نُذراً لآلهة غير معروفة.

يعود تاريخ العبوات المستطيلة، المُسمّاة mustatils، إلى حوالي 7000 عام، وقد حيّرت علماء الآثار منذ السّبعينيّات. تم التعرف على أكثر من 1600 مستطيلات من خلال المسوحات الجوّية، ووجدوا أنّها تتكون من منصتين قصيرتين وسميكتين متّصلتين بجدران منخفضة يصل طولها إلى 600 متر، ولكن لا يزيد ارتفاعها عن نصف متر. عدم وجود الأسقف والجدران المنخفضة يجعلها غير مناسبة لمرافق التخزين أو حظائر الماشية.


كشفت التّنقيبات الّتي أجريت في مستطيل واحد عن ألواح حجرية قائمة ومزخرفة، بالإضافة إلى تناثر عظام الحيوانات، وتحديداً جماجم الحيوانات، المأخوذة من الماعز والغزلان والمجترّات الصّغيرة والماشية الدّاجنة.

تظهَر على العِظام علامات القطع والحرق، والّتي يعتقد الباحثون أنّها تشير إلى أنّ اللّوح الحجريّ كان "بيتيل"، وهو حجر مقدس يمثل إله أو آلهة الناس الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين. يفترض الباحثون أن الأحجار الدائمة، أو البيتيل، كانت بمثابة وسيط بين الجنس البشري والإلهي، حيث كانت تعمل كوكيل أو مظهر من مظاهر إله / آلهة العصر الحجري الحديث أو فكرة دينية غير معروفة، والتي أودعت فيها العناصر الحيوانية كعروض نذرية.


يُظهر التأريخ بالكربون المشع للموقع مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أنه كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد. علاوة على ذلك ، اكتشف الباحثون غرفة حجرية صغيرة مستطيلة بجوار رأس المستطيل حيث توجد غرفة بيتيل، تحتوي على رفات بشرية. هذه حجرة دفن قديمة، مبنية من ألواح من الحجر الرملي غير المشغول. كان المتوفى ذكراً بالغاً ربما كان يعاني من هشاشة العظام، لكن من كان ولماذا دُفن في المستطيل لا يزال مجهولاً.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات