تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ارتداء قفاز إلكتروني خلال النوم يساعد على فهم العلاقة بين الحلم والإبداع

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

5 د

أجرى علماء في MIT دراسة فريدة باستخدام قفاز إلكتروني لتوجيه أحلام الأشخاص وفهم العلاقة بين الحلم والإبداع.

أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين حلموا بمواضيع محددة، مثل الأشجار، أظهروا مستويات أعلى من الإبداع مقارنة بالأشخاص الذين بقوا مستيقظين أو ناموا بدون أي توجيه.

يفتح هذا البحث أفاقًا جديدة لفهم العملية الإبداعية وقد يكون له تطبيقات في مجالات مثل الفن وحل المشكلات وتعافي المصابين باضطراب ما بعد الصدمة.

قام علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بإجراء دراسة غير تقليدية باستخدام قفاز إلكتروني أثناء النوم لتوجيه أحلام الأشخاص واستكشاف العلاقة بين الحلم والإبداع.

 وتقول النتائج أن المشاركين الذين حلموا بموضوع معين أظهروا مستويات أعلى بشكل ملحوظ من الإبداع، مقارنة بأولئك الذين بقيوا مستيقظين أو ناموا دون أي توجيه.

وتساعد الدراسة في تعزيز فهمنا للدور المحتمل للأحلام في عملية الإبداع، وقد تفتح آفاقًا جديدة في مجالات الفن وحل المشكلات وحتى تعافي المصابين باضطراب ما بعد الصدمة.

حلمت ماري شيلي في ليلة عاصفة عام 1816، بحلم مرعب بعودة جثة للحياة، وهو كابوس ألهمها لكتابة فرانكشتاين. 

وبعد أكثر من قرن من الزمن، أدى لحن في الحلم إلى قيام بول مكارتني بتأليف واحدة من أكثر الأغاني المحبوبة لفرقة البيتلز، الأمر الذي جعل دراسة علماء معهد MIT تهدف إلى استكشاف ما إذا كان الحلم بمواضيع محددة يعزز الإبداع أم أن النوم نفسه المسؤول عن العملية الإبداعية.

وشارك في الدراسة 50 متطوعاً، جلّهم من الطلاب والأساتذة، ثم تم تقسيمهم إلى عدة مجموعات، الأولى بقيت مستيقظة، والثانية أخذت قيلولة بدون توجيهات، والثالثة ارتدت قفاز Dormio- وهو قفاز إلكتروني مجهز بأجهزة استشعار لتتبع مراحل النوم.

ارتدى المشاركون في مجموعة القيلولة قناع العين واستمعوا إلى تلميحات صوتية من الكمبيوتر المتصل بالقفاز، حثتهم التلميحات على التفكير في الأشجار، وهي عملية تعرف بـ "حضانة الحلم المستهدف".

راقب القفاز تطور مراحل النوم وأيقظهم خلال المرحلة الأولى من النوم المعروفة بـ "N1" والتي تُعتبر حالة شبه واضحة تتمتع بإبداعية مرتفعة، بالنسبة لهذه المرحلة، يمكن للشخص معالجة المعلومات الخارجية ولكن يكون ذهنه أقل قيودًا مقارنة بحالته وهو مستيقظ، وتتدفق أفكاره بدون قيود.

خلال المرحلة N1، يشهد الأشخاص أحلامًا قصيرة وواضحة تندثر عادة بدون أن يلاحظوها إلا إذا تم توقيفهم عن النوم، وهذا بالضبط ما فعله الفريق البحثي. فبعد أن قام المتطوعون بالدخول إلى المرحلة N1 لمدة تقارب 5 دقائق، أيقظهم تلميح صوتي ثاني وطلب منهم أن يتحدثوا بصوت عالٍ عما يجول في خواطرهم. ثم تم توجيههم للعودة إلى النوم.

تكررت هذه العملية عدة مرات على مدى 45 دقيقة، حيث تم إيقاظ المشاركين ليرووا عن أحلامهم ومن ثم السماح لهم بالنوم مرة أخرى.

كان جميع المتطوعين الذين استخدموا القفاز قد حلموا بالفعل بالأشجار. تذكر أحدهم أنه كان لديه ذراعين مصنوعتين من الخشب القديم، في حين تذكر آخر أنه كان ضخمًا لدرجة يستطيع "أكل الأشجار مثل الوجبات الخفيفة". وقد أبدع العديد من المشاركين الذين اعتبروا غير مبدعين وفوجئوا بمدى قدرتهم على الابتكار في أحلامهم.

لم يُطلب من الجميع أن يحلموا بالأشجار. في مجموعة تحكم واحدة، نام الناس دون أي مطالب محددة. في مجموعتين أخريين، ظل الناس مستيقظين، إما يفكرون في الأشجار أو ينتبهون فقط لأفكارهم العامة.

بعد الجلسات، أجرى جميع المتطوعون اختبارات الإبداع التي طُلب منهم فيها تصنيف استخدامات بديلة للشجرة، مثل "صنع آلات موسيقية" أو "استخدامها كسنارة لعملاق". كما كان بإمكانهم كتابة أفعال مرتبطة بالأشجار مثل "أكل" و"حرق"، وكتابة قصة حول الأشجار.

وقد تم تقييم القصص وفقًا لمقياس الإبداع الذي يُستخدم على نطاق واسع في الدراسات النفسية، مع مراعاة الأصالة والفكاهة والعاطفة في السرد. ولضمان عدم وجود اختلافات كبيرة في الإبداع بين المشاركين قبل التدخل، قام جميع المتطوعين بإجراء استبيان يقيمون فيه مستويات إبداعهم.

لاحظ الباحثون أيضًا أن المتطوعين استخدموا محتوى أحلامهم في الإجابة على الاختبارات. فمثلاً، كتب الشخص الذي حلم أن أطرافه مصنوعة من الخشب قصة عن ملك البلوط الذي لديه جسم من الخشب. في حين قام الشخص الذي حلم بأنه أصبح أكبر من الأشجار بتصور استخدام الشجرة كسنارة لعملاق.

وأوضحت كاثلين إسفاهاني، المشاركة في الدراسة والتي كانت طالبة جامعية في MIT أثناء إجراء التجربة: "أن النتائج تشير إلى أنه ليس فقط النوم بحد ذاته، بل أيضًا الحلم بموضوع محدد يساعدنا على أن نكون مبدعين به".

تقنية الاستيقاظ مباشرة بعد الغفوة لتعزيز الإبداع ليست جديدة. فقد أكد سلفادور دالي وتوماس إديسون استخدام هذه الطريقة. وأظهرت دراسة نُشرت في عام 2021 أن هذه الخدعة تساعد الناس على أن يصبحوا أكثر إبداعًا وأن يتوصلوا إلى رؤى لحل المشكلات.

ولكن جهاز Dormio يوفر مستوى غير مسبوق من التحكم في هذه العملية، كما يقول روبرت ستيكغولد، أحد مؤلفي الدراسة وعالم علم الأعصاب في جامعة هارفارد الذي يدرس الأحلام منذ أربعة عقود (ويتبع هذه الاستراتيجية أيضًا في حياته الشخصية). يقول ستيكغولد: "إن القفاز سيسمح للعلماء باستكشاف الوعي والأحلام بطريقة لم تكن ممكنة من قبل".

ويمكن أن تمتد التطبيقات لتشمل مجالات أوسع بكثير من تعزيز الإبداع. فحاليًا، يعمل الباحثون مع مرضى اضطراب ما بعد الصدمة للتحقق مما إذا كان القفاز يمكن أن يساعدهم على السيطرة على أحلام الكوابيس وتحسين تعافيهم من الصدمة.

ومن جانبه، أبدى كين بالر، عالم علم الأعصاب في جامعة نورث ويسترن والذي يدرس الأحلام أيضًا، إعجابه بنتائج الدراسة ولكنه يعتقد أن هناك أسئلة بحاجة إلى إجابة حول العلاقة بين الأحلام والإبداع. حيث يلاحظ بالر أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان تعزيز الإبداع الذي لوحظ في التجربة يحدث أيضًا بعد الأحلام العادية التي لا يتم توجيهها بأي شكل من الأشكال. يقول بالر: "لا يزال هناك الكثير من الغموض حول الأحلام يجب أن يُكشف".

ومن الجدير بالذكر أن دراسة الحلم والإبداع التي أجراها علماء MIT تشير إلى أن الحلم بمواضيع محددة يمكن أن يكون له تأثير كبير على مستوى الإبداع، وتفتح هذه النتائج المذهلة أفاقًا جديدة لفهم عملية الإبداع وتطبيقاتها في مجالات متنوعة. وبالرغم من أن هناك المزيد من الأبحاث المطلوبة لاستكشاف الرابط بين الأحلام والإبداع، إلا أن هذه الدراسة تعتبر خطوة هامة في كشف الستار عن الدور الذي تلعبه الأحلام في تعزيز عملية الإبداع.

ذو صلة

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة