العلماء يعيدون تكوين دماغ أكبر ديناصور آكل للحوم عرف على الإطلاق!

أعاد العلماء تكوين دماغ أكبر ديناصور آكل للحوم عرف على الإطلاق على وجه الأرض، وذلك باستخدام الحفريات المكتشفة في جزيرة وايت والساحل الجنوبي لإنجلترا.

يصل طول الديناصور العملاق الذي عاش خلال العصر الطباشيري إلى 50 قدمًا (15 مترًا) ويزن ما يصل إلى 20 طنًا، ويُعتقد أنه ربما يكون أكبر حيوان مفترس عاش على الإطلاق.

وعُرف هذا الديناصور (سبينوصور) بأنه  وحش نهر ضخم، سيطر على الممرات المائية لما يعرف الآن بشمال إفريقيا، ويُعتقد أنه كان قادرًا على السباحة مغمورة بالكامل أثناء الصيد بفك ضخم لسحق العظام،  وقد تم اكتشاف بقاياه المتحجرة في جزيرة وايت في السنوات الأخيرة.

أما الآن، فقد سعى العلماء في جامعة ساوثهامبتون إلى إعادة إنشاء دماغ السبينوصور رقميًا، تلك الجمجمة التي يصل طولها إلى 6 أقدام، وذلك في محاولة لمعرفة المزيد حول كيفية تفاعل هذه الديناصورات مع بيئتها.

قام الباحثون بمسح بقايا اثنين من أقدم سبينوصورات، وهما باريونيكس وسيراتوسوكوبس الذي تم الإعلان عن اكتشافه مؤخرًا في عام 2021 في جزيرة وايت. وقد تمكن العلماء بالفعل من إعادة بناء أدمغة هذه الكائنات وآذانها الداخلية.

ونظرًا لأن الأعضاء الرخوة، مثل الدماغ، لا تنجو من التحجر، استخدم فريق من ساوثهامبتون وجامعة أوهايو التصوير المقطعي المحوسب للنظر في تجاويف الجمجمة المحفوظة تمامًا، مما أدى إلى إنشاء تمثيل ثلاثي الأبعاد لتلك التجاويف.

اكتشف الباحثون أن البصيلات الشمية للسبينوصور - التي تعالج الروائح - لم يتم تطويرها بشكل خاص، في حين أن الأذن ربما كانت متوافقة مع الأصوات منخفضة التردد. وذلك وفقًا للنتائج التي سيتم نشرها في مجلة علم التشريح.

ووجد الباحثون أن تلك الأجزاء من الدماغ التي تشارك في الحفاظ على ثبات الرأس والنظرة الثابتة على الفريسة ربما كانت أقل تطورًا مما كانت عليه في وقت لاحق من سبينوصورات أكثر تخصصًا.

وقال كريس باركر، طالب دكتوراه في ساوثهامبتون، وقائد الدراسة: "على الرغم من بيئتها غير العادية، يبدو أن أدمغة وحواس هذه السبينوصورات المبكرة احتفظت بالعديد من الجوانب المشتركة مع ثيروبودات أخرى كبيرة الجسم - لا يوجد دليل على أن أنماط حياتهم شبه المائية تنعكس في الطريقة التي يتم بها تنظيم أدمغتهم".

أحد التفسيرات للدليل هو أن أسلافهم ذوات الأقدام يمتلكون بالفعل أدمغة وتكيفات حسية مناسبة لصيد الأسماك بدوام جزئي - مما يعني أن السبينوصورات لم تكن بحاجة إلا إلى تطوير أنف وأسنان غير عادية حتى تصبح مناسبة لوجود شبه مائي.

ومن جانبه قال المؤلف المساهم الدكتور دارين نايش: "نظرًا لأن جماجم جميع السبينوصورات متخصصة جدًا في صيد الأسماك، فمن المدهش أن نرى مثل هذه الأدمغة غير المتخصصة ".

وأضاف نايش: "باستخدام تقنية متطورة، حصلنا بشكل أساسي على جميع المعلومات المتعلقة بالدماغ التي يمكننا الحصول عليها من هذه الحفريات".

بينما قال المؤلف المشارك لورانس إم ويتمر، من جامعة أوهايو، الذي أجرى مسحًا مقطعيًا للديناصورات، بما في ذلك باريونيكس لمدة ربع قرن: "نحن الآن في وضع يمكننا من تقييم القدرات المعرفية والحسية للحيوانات المنقرضة واستكشاف كيفية تطور الدماغ في الديناصورات من الناحية السلوكية مثل السبينوصورات".

وقال الدكتور نيل جوستلينج، من جامعة ساوثهامبتون: "إن الدراسة الجديدة توضح كيف أن المملكة المتحدة في طليعة أبحاث السبينوصور. وأضاف: "تعتبر السبينوصورات واحدة من أكثر مجموعات الديناصورات إثارة للجدل، وهذه الدراسة هي إضافة قيمة للمناقشات الجارية حول بيولوجيتها وتطورها".

ومن الجدير بالذكر أنه سيتم عرض نموذج لدماغ السبينوصور بجانب عظامه في متحف جزيرة الديناصورات في سانداون، على جزيرة وايت.