س و ج .. كيف تتحدث الخلايا العصبية مع بعضها؟

طبقًا لموقع Live Science، فإننا نشعر بالألم ونتحرك ونُفكر كل ذلك في وقت واحد، ويعالج دماغنا كل هذه المعلومات في غمضة عين، لكن هل تساءلت يومًا كيف يستطيع الدماغ إنجاز كل هذه المهام بهذه السرعة؟ الجواب يكمن في السيالات العصبية وبعض المواد الكيميائية.

تبدأ القصة عندما يشعر مستقبلات الإحساس بأي محفز خارجي، تفتح أغشية الخلية العصبية قنوات صغيرة، هذه القنوات تسمح بدخول الأيونات الموجبة من خارج الخلية إلى داخلها، وخروج بعض الأيونات السالبة، دخول وخروج هذه الأيونات يُولد إشارة كهربائية، تنتقل الإشارة الكهربائية من خلال محور الخلية العصبية Axon بنفس الطريقة إلى أن يصل إلى نهاية الخلية العصبية.

عند الوصول لنهاية المحور توجد مسافة بين نهاية محور هذه الخلية وبداية محور الخلية التي تليها، ولنقل الإشارة الكهربائية يُفرز المحور الأول مجموعة من المواد الكيميائية التي تسبح في التشابك العصبي حتى تصل إلى مستقبلات موجودة على محور الخلية العصبية الثانية، عندما تلتصق المواد الكيميائية بالمستقبلات تعمل على بدء السيال العصبي أو الإشارة الكهربائية في الخلية العصبية التالية، وتستمر هذه القصة حتى تصل الإشارة الكهربائية إلى المخ ليستجيب لها بالصورة الصحيحة.

هذه الطريقة ليست الوحيدة للخلايا العصبية للتواصل، إذ توجد طريقة أخرى عكس طريقة المواد الكيميائية التي تُسمى باسم الناقلات العصبية، الطريقة الأخرى هي إطلاق النيوروبيبتيدات، وهي مختلفة عن الناقلات العصبية، لأنها تُسافر رحلة طويلة حول الدماغ حتى ترتبط بالمستقبلات الخاصة بها، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة بطيئة إلا أن لها تأثيرات كبيرة.

تعرف العلماء على أكثر من 100 نوعًا من النيوروبيبتيدات البشرية، وعلى سبيل المثال يوجد هرمون الأوكسيتوسين الذي يلعب دورًا هامًا في تواصل الشخص مع المجتمع ويُطلق عليه هرمون الارتباط، ففي أحد التجارب على الفئران وجد العلماء أنه بوجود هذا الهرمون يميل الفأر إلى الارتباط والبقاء مع أنثى واحدة فقط، لكن عند إزالة هذا الهرمون لم يرتبط الفأر بأي أنثى ومال إلى التعامل مع كل الإناث، حتى الإناث لم تميل إلى الارتباط عند إزالة هذا الهرمون.

التواصل العصبي بجانب التواصل الهرموني عن طريق جزيئات النيوروبيبتيد يلعبان دورًا مهمًا في تواصل الخلايا العصبية، وما زلنا نحتاج إلى المزيد من الدراسات لفهم الطرق المعقدة التي تتواصل الخلايا العصبية من خلالها، وتلعب كل من أشكال التواصل العصبي سواء عن طريق السيالات العصبية أو الهرمونات دورًا مهمًا في مهارات الشخص مثل التعلم والذاكرة وغيرها.