س و ج .. كيف يُطفئ الماء الحريق؟ الإجابة ليس كما تعلمنا

وفقًا لموقع Live Science، تعلمنا في المدرسة أن الماء يُستخدم لإطفاء الحرائق، ولكن طوال فترة الدراسة في المدرسة أو الجامعة لم نتعلم كيف يُطفئ الماء الحريق؟ إليك إجابة هذا السؤال.

الدور الأساسي للماء في إطفاء الحريق هو قدرته الاستثنائية على امتصاص الحرارة، وليس كما كنا نعتقد أن يعزل الأكسجين عن النار، وهذا يجعل الماء موصلًا حراريًا ممتازًا، وعلى عكس المتعارف عليه فإن الماء لا يحارب اللهب مباشرةً، لكنه يستهدف وقود اللهب والحريق مثل الخشب أو الأثاث أو المباني، وهذا يجعل استمرار الحريق أمرًا صعبًا للغاية.

عندما يحدث الحريق، فإن النار تبخر المواد الموجودة في الخشب وتحولها إلى غاز، هذا الغاز يُغذي الحريق فتستمر عملية اشتعال النيران، لكن عند إضافة الماء إلى الخشب، فإن اللهب يستنفذ كل طاقته في تبخير الماء أولًا قبل تبخير الخشب إلى غازات، ولأن القدرة الحرارية للماء عالية للغاية، فإن اللهب يستنفذ كل طاقته في محاولة التبخير، وهذا يترك طاقة قليلة للغاية لتسخين الحريق، فعندما يمتص الماء الحرارة، يبرد الوقود ولا يجد طاقة لاستمرار الحريق، إذ أنه لا يستطيع تغذية نفسه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الماء يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الحريق ومنع انتشاره والعمل على تباطؤه، إذ يمنع الوقود من الانتشار مما يحد من انتشار الحريق نفسه، وهذه الاستراتيجية تعمل بها أنظمة الرش لتوفير بعض الوقت لرجال الإطفاء، كما تستخدم هذه التقنية في الشركات، إذ ترش المياه على هيئة قطرات صغيرة تٌشبه البخار لتزيل الأكسجين وتبرد اللهب.

لكن هل دائمًا الماء هو الحل الأمثل لإطفاء الحرائق؟ الإجابة هي لا، فمثلًا في حرائق الغابات الضخمة، لا نستطيع توصيل كمية الماء الكافية لإخماد هذه الحرائق، لكن على الرغم من ذلك تجد الطائرات ترش المياه على الحريق، وذلك من أجل إبطاء الحريق وليس إطفاؤه، وتوفير الوقت اللازم لطرق الإطفاء الأخرى.

الأساس في عملية إطفاء الحرائق باستخدام الماء هو قدرته على امتصاص الحرارة، إذ أنه يحارب الوقود اللازم لتغذية اللهب وليس اللهب نفسه، لكن يجب معرفة أن استخدام الماء في إطفاء الحرائق له حدود، وتوجد عدة حالات لا نستطيع استخدام الماء في إطفاء الحرائق منها حرائق الغابات الضخمة.