عدد كبير من الفيلة يموتون بحوادث مشبوهة.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي إنقاذها؟

نفذت الهند نظام مراقبة قائم على الذكاء الاصطناعي لمنع اتجاه الفيلة نحو خطوط السكك الحديدية. وتتناول المبادرة العدد المتزايد من الوفيات الناجمة عن الفيلة الناجمة عن اصطدام القطارات، حيث سجلت البيانات الرسمية 36 حالة وفاة من هذا القبيل في العقد الماضي.

ولمعالجة هذه المشكلة، قامت إدارة الغابات بتركيب 12 برجًا على طول خطوط السكك الحديدية. وقد تم تجهيز كل برج بكاميرا تعمل بالذكاء الاصطناعي قادرة على التصوير الحراري والمرئي، إلى جانب إمكانيات المشاهدة الحية. تتمتع هذه الكاميرات المشابهة لتلك التي يستخدمها الجيش الهندي على طول حدود البلاد، بقدرات التصوير الحراري وأجهزة استشعار الحركة لاكتشاف الأفيال والحيوانات الأخرى بالقرب من المسارات.

عندما يتم اكتشاف الفيلة على بعد 100 قدم من خط السكة الحديد، يتم إرسال التنبيهات إلى مسؤولي الغابات والسكك الحديدية. وهذا يسمح ببذل جهود منسقة لإبطاء سرعة القطارات وتوجيه الأفيال بعيدًا عن القضبان، وبالتالي منع الاصطدامات. يقوم أربعة موظفين بمراقبة النظام بشكل مستمر من غرفة التحكم بالقرب من مسار السكة الحديد.

تم تنفيذ المشروع الذي أُطلق في فبراير بتكلفة قدرها 72.4 مليون روبية (867.758 دولارًا؛ 683.976 جنيهًا إسترلينيًا). وفقًا لسوبريا ساهو، سكرتير إدارة غابات تاميل نادو، اكتشف نظام الذكاء الاصطناعي بالفعل ما يقرب من 400 حالة من الفيلة تقترب من خطوط السكك الحديدية في غضون أشهر من تنفيذه، مما منع وقوع حوادث محتملة.

تعد مبادرة الذكاء الاصطناعي هذه جزءًا من جهد أوسع في الهند لاستخدام التكنولوجيا لحماية الحياة البرية. ففي ديسمبر/كانون الأول، نفذت وزارة السكك الحديدية الفيدرالية الهندية نظام مراقبة قائم على الذكاء الاصطناعي يسمى "جاجراج" في ممرات الأفيال عبر عدة ولايات. تستخدم هذه الأنظمة أجهزة استشعار لتنبيه مسؤولي السكك الحديدية والغابات بشأن حركة الأفيال والحيوانات الأخرى والبشر لمنع وقوع الحوادث.

تُستخدم أيضًا أنظمة كاميرات الذكاء الاصطناعي للحفاظ على الفيلة في البلدان الأفريقية مثل الجابون وكينيا وبوتسوانا. وتخطط ولاية تاميل نادو لتوسيع نظام المراقبة القائم على الذكاء الاصطناعي ليشمل خمس مناطق معرضة للخطر أخرى في الولاية، بما في ذلك كويمباتور ودارمابوري وهوسور وجودالور.

إن التدخلات التكنولوجية، كما أبرزت السيدة ساهو، تقلل بشكل كبير من الحوادث المرتبطة بالقطارات والتي تشمل الحياة البرية. يقدم هذا النهج القائم على الذكاء الاصطناعي حلاً واعداً للتحدي المتمثل في حماية الأفيال والحيوانات الأخرى من الاصطدامات القاتلة بالسكك الحديدية في ولاية تاميل نادو.