لماذا لم تتحول هيروشيما لأرض مجهورة بسبب الإشعاع النووي مثل تشيرنوبل؟

عند ذكر كلمة هيروشيما أول ما نتذكره هو القنبلة الذرية التي أُلقيت عليها قبل 78 عامًا، ولكن حال المدينة الآن يدل على أنها لم تُصبح مكب للنفايات النووية، بل يدل على صمودها وقدرتها على التعافي بعد هذه الكارثة، على عكس ما توقع الكثير من الخبراء، وإعادة هيروشيما لوضعها الطبيعي هي قصة الانتصار على هذه الكارثة.

في عام 1959 زرات جان موريس المدينة وشعرت عند دخولها بحجم الكارثة التي حلت بها، ولا يزال اسم هيروشيما مرتبطًا بكارثة القنبلة الذرية التي حدثت، لكن زوار اليوم سوف يجدون مدينة حقيقية مختلفة عن زيارة موريس قبل 60 عامًا.

كانت النظرة السائدة أن هيروشيما سوف تتحول لأرض مجهولة بسبب الإشعاع النووي، لكن يبدو أن القنبلة الذرية لم تكن فعالة بالصورة المتوقعة، فمن أصل 64 كجم من اليورانيوم في القنبلة التي أُلقيت، فإن أقل من 1 كجم هو ما حدث له انشطارًا فقط، وما سبب الدمار الهائل الذي حدث هو أقل من جرام واحد تحول مباشرة إلى طاقة.

هذا عكس ما حدث في مدينة تشيرنوبيل النووية، إذ انفجرت القنبلة عاليًا في الجو، وهذا نتج عنه حدوث تلوث دائم نسبي، وهذا هو السبب الرئيسي لماذا هيروشيما لم تُصبح أرض مهجورة نتيجة الإشعاع، وزيارة المدينة الآن للاستمتاع بمتحف هيروشيما للتعرف على ثقافة المدينة، وقدرة الإنسان على النهوض بعد أي كارثة يتعرض لها.