منذ متى توجد الحياة في الكون؟ .. قد تمتد الحياة لما قبل وجود الأرض نفسها

يدرس العلماء إمكانية امتداد الحياة إلى ما وراء تاريخ الأرض البالغ 4 مليار سنة، ومع رؤية واسعة تمتد من فجر الكون إلى العوالم الغامضة، يحاول الباحثون إعادة تعريف حدود الحياة نفسها.

محاولة فهم أصول الحياة تتحدى تعريف المفهوم نفسه، فمع أكثر من 200 تعريف حتى الآن، فإن تعقيدات ما يشكل الحياة ما زالت موضوع نقاش، ومع ذلك فإن التعريف الواسع هو أن الحياة هي أي شيء يخضع للتطور الدارويني.

تعود الحياة على الأقل إلى 3.7 مليار سنة، إذ تركت الكائنات الدقيقة آثار نشاطها التي تستمر حتى اليوم، ويقود البحث عن جذور الحياة إلى التكهن بوجود أشكال حية أبسط ظهرت قبل أكثر من 4 مليار سنة، وربما حينما بردت المحيطات، وتوسعت الظروف الموجودة على كواكب المشتري والزهرة في ذلك الوقت، مما يوسع نطاق احتمال ظهور الحياة.

يؤكد الباحثون أن العناصر الرئيسية الضرورية للحياة هي الهيدروجين والأكسجين والكربون والنيتروجين والفوسفور، وهي منتجات لأجيال سابقة من النجوم، وهذا يمد الجدول الزمني للحياة المحتملة بأكثر من 13 مليار سنة، خلال فترة فجر الكون عندما تكونت أول النجوم، وبناءً على ذلك فإن الحياة المبنية على سلاسل الكربون والغارقة في الماء السائل قديمة جدًا قبل الأرض نفسها.

كما يستكشف العلماء سيناريوهات أخرى، ويتأملون في إمكانية وجود حياة بدون كيمياء تقليدية، وتظل المادة والطاقة السوداء التي تشكل 95% من الطاقة في الكون غامضة، ويفتح هذا احتمال وجود "حياة سوداء" في بداية الكون لفهم مسارات حياة غير تقليدية، وبالإضافة إلى ذلك تقترح النظريات هياكل معقدة مثل "السلاسل الكونية" ظهور الحياة في الظروف الشديدة للانفجار العظيم، وتدعم فكرة وجود حياة في اللحظات الأولى ولكنها قد تخضع لتطور دارون.

يتطور استكشاف أصول الحياة إلى ما وراء منظور الأرض المحدود، ويتجاوز الآفاق إلى فجر الكون وأشكال الوجود غير التقليدية، وبينما يعيد العلماء تحديد حدود الحياة، فإن أصول الوجود الكوني يظل مشروعًا جذابًا بالنسبة للعلماء.