هل حقًا تحتاج إلى 8 أكواب من الماء يوميًا؟ قد يكون شربها إفراط مضرّ بالصحة

ألقت دراسات حديثة ورؤى من الخبراء ضوءًا جديدًا على الترطيب والخرافات المحيطة به. فبينما يعتبر مبدأ شرب 8 أكواب من الماء يوميًا معروفًا عند العامة، توضح هولي جيليجان، أخصائية التغذية في قسم علوم اللياقة البدنية بجامعة روتشستر للطب، أن هذه الفكرة ليست حلاً يناسب الجميع، وتكشف عن العديد من الخرافات والحقائق الأخرى حول الترطيب.

كمية الماء التي يحتاجها الشخص تختلف باختلاف عوامل مثل الطقس، معدل التعرق، نوع التعرق، الحمل أو الرضاعة، والصحة العامة. لا يوجد رقم ثابت يناسب الجميع.

على الرغم من أن الكافيين له تأثير مدر للبول، إلا أن محتوى الماء في القهوة يوازن هذا التأثير عند تناوله بكميات طبيعية. ولا حاجة للتخلي من فنجان القهوة الصباحي إذا كان الترطيب مصدر قلق، لكن يفضل الاعتدال وإدراج سوائل خالية من الكافيين طوال اليوم.

تتضمن مشروبات الرياضة التي تحتوي الكتروليتات على فوائد لإعادة الترطيب، خاصةً خلال ممارسة التمارين المكثفة أو في المناخات الحارة الرطبة. أما بالنسبة للبالغ العادي، وخاصةً أثناء الراحة أو في المناخات المعتدلة، يكفي الماء العادي.

إشارات العطش هي دليل على بداية الجفاف، وغالبًا ما تظهر بعد أن يحتاج الجسم إلى الماء. ويفضل تناول الماء والسوائل الأخرى بفترات منتظمة طوال اليوم بدلاً من الاعتماد على العطش لإخبارنا متى نشرب.

على الرغم من ندرتها، يمكن أن يكون لتناول الماء الزائد تأثيرات صحية سلبية مثل الغثيان والتفكير المرتبك والصداع والتعب. وفي الحالات الشديدة، قد يكون ذلك قاتلًا، كما رأينا في حادثة مأساوية في أغسطس 2023 عندما توفيت أم لطفلين بعد تناول كمية كبيرة من الماء بسرعة.

 فهم احتياجات الجسم للماء يتجاوز الفكرة المبسطة لشرب 8 أكواب من الماء يوميًا. إذ تلعب العوامل الفردية والوعي بعادات الاستهلاك دورًا هامًا في الحفاظ على الترطيب المثلى.فسواء كان الأمر يتعلق بتناول الكافيين أو اختيار المشروب الصحيح بعد التمرين، فإن الإجابات أكثر تفصيلًا ومُخصصة للاحتياجات والبيئات الفردية. إذ حان الوقت لتجاوز الخرافات واحتضان استراتيجية الترطيب التي تقودها العلوم.