عندما يهدد التطور التقني مستقبلنا.. مهارات لا بد لك من امتلاكها للنجاة

إن أردنا الحديث عن المهارات الأساسية التي يجب علينا أن نمتلكها للنجاة بوظائف تليق بنا في المستقبل الذي يؤثر فيه التطور التقني فلا بد لنا من التوقع الصحيح لأحداث المستقبل المتسارعة في عصر الآلة وما يرافقه من اختراعات ونظريات نراها كل يوم.

لا يمكنك تخيل كمية الوظائف التي خسرها الإنسان بسبب تدخل الروبوت في حياتنا، وهذا مثال بسيط. قد نتغنى بمدى عبقرية ما يسمى الذكاء الصناعي وتطوره ومحاكاته لطريقة تفكير العقل البشري، إلا أننا وحتى الآن لم ندرك بعد مخاطر تلك التطورات التقنية على الإنسان ومستقبله الوظيفي. فهل سننعم بالرفاهية باستخدام تلك التقنيات الحديثة أم أنها ستنقلنا إلى عصر عبوديةٍ جديد؟

سنحاول في هذا المقال استعراض الوظائف المهددة بالانقراض في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء بسبب التطور التقني وسنستعرض كذلك الوظائف التي سرقتها منا الآلة في السنوات القليلة أو البعيدة المنصرمة، وسنحاول التفكير ملياً والوقوف على أهم الوسائل المتاحة والتي ستكون طوق النجاة في هذا العصر المتسارع ككرة الثلج.

الموضوع ليس فيلماً من أفلام الخيال العلمي، بل إنه واقع نعيشه كل يوم دون أن ندري حتى يستيقظ أحدنا ليجد أنه خسر وظيفته فجأة. فإن لم تخسر وظيفتك أنت، فسيخسر أبناؤك في المستقبل وظائفهم.

خلال عملي في أحد معامل الأدوية لاحظت وجود آلتين في أحد الأقسام، الآلتان تؤديان في النتيجة العمل نفسه والوظيفة ونفسها، إلا أن الآلة الأولى من إنتاج ثمانينيات القرن الماضي وعلى ما أذكر قرابة عام ١٩٨٦ تحديداً، أما الآلة الثانية فكانت مصنوعة سنة 2000 فما بعد، وبينما كان يعمل على الآلة الأقدم 4 أو 5 عمال، فلم تحتاج الآلة الثانية سوى لعاملين اثنين فقط، وكل ذلك يعود إلى الأتمتة في الآلة الأحدث نتيجة التطور التقني الذي شهدناه. فما بالنا بالذكاء الصناعي هذه الأيام!

الإجابة تتعلق بكل تأكيد بطبيعة العمل، فكلما كان العمل ذو طبيعة تكرارية نمطية روتينية غير إبداعية، كلما زاد احتمال قدرة الروبوتات على القيام بتلك الأعمال بسهولة وكفاءة أعلى.

ولعل الشيء البديهي الذي يمكن التنبؤ به عن مهن المستقبل الأفضل هو نوع تلك المهن. حيث أن الروبوتات ستقوم بكافة الأعمال الروتينية التكرارية، فلا بد من أن تكون مهن المستقبل مرتبطة بالتفكير الديناميكي، لأننا دائماً ما كنا أكثر ذكاء من الآلات.

إلا أن الجيل القادم من الآلات يمتلك أيضاً مهارات التفكير والذكاء الصناعي وسيكون تحديها أمراً صعباً.

 الموضوع يطول هنا أيضاً إلا أن أهم ركيزتين لمهارات المستقبل هما:

قبل التعرف على مهن المستقبل لا بد لنا من أن نوسع أفقنا بالنظر إلى بعض الوظائف التي لم تكن موجودة منذ 20 سنة مضت:

عليك ألا تستغرب وجود بعض الوظائف في المستقبل. ففكرة أن يدير شخص شركة عملاقة لها مئات الأفرع حول العالم من منزله ومن على سريره كانت فكرة خيالية قبل 20 عاماً من الآن!

ولكن قد تسأل نفسك هل يمكنني التنبؤ بمهن المستقبل؟

الإجابة باختصار لا، فالفكرة ليست بالتنبؤ، لأن التنبؤ قد يصيب وقد يفشل، وإنما بالتكيف السريع مع التطورات الحاصلة على ساحة العمل، وعدم الجمود والركون للأفكار الثابتة.

أما على صعيد العمل ضمن الشركات، فدائماً ما يجب أن تُظهر للشركة مهارات متعددة واستثنائية حتى لا تفكر في الاستغناء عنك.

ويمكن القول إن خلاصة الحديث تكمن في أنك قبل البدء بتعلم المهارات اللازمة لأي مهنة، قم بالبحث عن مستقبل تلك المهنة أولاً.

أظهرت دراسات قام بها منتدى الاقتصاد العالمي World Economic Forum أن 5 مليون وظيفة في 15 من البلدان المتطورة سيتم الاستغناء عنها تمامًا بحلول نهاية العام الجاري 2020.

أفادت صحيفة الغارديان البريطانية أن شركة Fukoku Mutual Life Insurance قد استبدلت مؤخرًا 30 من ممثلي مطالبات التأمين الطبي بنظام ذكاء صناعي يعتمد على منصة Watson Explore من IBM (منصة للاستكشاف المعرفي وتحليل المحتوى). يمكن للبرنامج “تحليل وتفسير جميع بياناتك، بما في ذلك النص غير المنظم والصور والصوت والفيديو” بشكل أفضل وأسرع من الإنسان نفسه، ويمكنه “التقليل بشكل كبير من “الوقت اللازم لحساب عوائد الشركة، وذلك وفقًا لممثل الشركة.

قد لا تبدو لك الصورة السابقة ذات صلة، إلا أنها وإن فكرت مليًا ستعرف صلتها الوثيقة بتطور الوظائف، فتلك الآلات التي قضى عليها الهاتف الذكي وأسكنها متاحف التاريخ كانت تصنعها شركات تَوظَّف فيها آلاف العمال، فالتي لم تدرك مدى أهمية النظرة المستقبلية لتطور قطاع التكنولوجيا والتطور التقني اندثرت وخسرت كل شيء.

إن كنت تعمل بإحدى الوظائف السابقة فعليك التفكير مليًا ببناء مهارة جديدة من الآن. ولكن قبل ذلك انتظر للوصول إلى قائمة المهن التي ستنجو في عصر الآلة وفقًا لتوقعات.

دعونا نستطلع المهن التي لاقت إقبالًا وزيادة على الطلب حتى هذا العام وفقًا لموقع ICS Canada

وأخيرًا إليك القائمة التي يُتوقَّع أن تنجو من كوارث عصر الآلة القادم مع متوسط رواتبهم السنوية:

هل مهنتك بين هذه المهن؟

خاتمة

لا بد للحكومات أن تقف مجتمعة للموازنة بين أهمية الآلة والإنسان في الحياة الصناعية والاقتصادية للشعوب، لأن الإنسان في النهاية هو الغاية، وأصحاب الشركات والمؤسسات ورؤوس الأموال لن يفكروا إلا بالإيرادات ورؤوس الأموال وميزان الربح والخسارة على الصعيد المادي فقط، لذا لا بد من أن ندق ناقوس الخطر لتوعية المجتمع.

وعلى الرغم من أن التطور التقني الحاصل في المجال الصناعي سيخلق فرص عمل جديدة للبعض، إلا أنها ستكون أقل من فرص العمل التي سيخسرها الأغلبية. ومن هنا يركز البعض على أن يكون في هذه الفرقة الناجية من طوفان التطور الصناعي والتحصن بأهم الوظائف التي ستكون عماد الثورة التكنولوجية القادمة في المستقبل.