نظرة مقربة على هاتف ASUS ROG Phone 6 Pro.. عندما يتحول جهاز ألعاب إلى هاتف ذكي باهظ الثمن!

إذا كنت تتساءل حول ما إذا كان امتلاك هاتفٍ مخصصٍ للألعاب فكرة سديدة أم لا في ظل وجود هواتف رائدة أخرى كهاتف Galaxy S22 Ultra أو iPhone 13 Pro Max اللذين يمتلكان القوة والميزات الكافية لتشغيل أي لعبة، ستجيبك ASUS بـ "نعم بكل تأكيد"، فهاتف ASUS ROG Phone 6 Pro هو أحدث محاولاتها لمنح عشاق الألعاب تجربةً لا مثيل لها بفضل الميزات والتقنيات والمواصفات التي لم يسبق لأي هاتفٍ ذكي أن قدمها قبل ذلك لمستخدميه.

ولتحقيق ذلك، منحت الشركة هاتف ASUS ROG Phone 6 معالج Snapdragon 8+ Gen 1 أحدث معالجات شركة Qualcomm، ودعمته بذاكرةٍ عشوائية ضخمةٍ بسعة 18 جيجابايت. وشاشة بمعدل تحديث 165 هيرتز. أما بالنسبة للبطارية فهي الأفضل من بين جميع المنافسين بسعة 6000 ملي أمبير!

تبدأ تجربة هاتف ASUS ROG Phone 6 الفريدة منذ اللحظة الذي تستلم فيها صندوق الهاتف، فهو ليس مجرد صندوق آخر تقليدي كبقية الهواتف الذكية دون استثناء، وإنما وضعت ASUS الهاتف ضمن صندوقٍ يتماشى مع البصمة التصميمية للمنتج، حيث تجد الهاتف في صندوقٍ أشبه بغرفة النوم المبردة المتواجدة في السفن الفضائية في أفلام الخيال العلمي، وحتى عند فتح العلبة فأنت لا تزيل الغطاء الخارجي بالطريقة التقليدية، وإنما تكبس على مقبض جانبي يقوم بفتح الصندوق بالطريقة المميزة التي تظهر في الصورة المرفقة.

من ضمن محتويات الهاتف والتي تعد من بصمات شركة ASUS كذلك هي بطاقة AR مرفقة يتم مسحها بواسطة كاميرا الهاتف ليظهر لك عالم افتراضي وشخصية خيالية ترحب بك.

لطالما أولت شركة ASUS الجانب التصميمي لسلسلة هواتف Rog Phone اهتمامًا كبيرًا لا تقل درجته عن اهتمامها بمكونات الهاتف الداخلية، وقد نجحت فعليًا في إرضاء عشاق الألعاب الحقيقيين منذ الجيل الأول لسلسلة ROG Phone من خلال منح هواتفها تصاميم فريدةً تشبع نزعتهم المتطرفة نحو التصاميم المستقبلية والخيالية الفريدة.

ومن بين جميع الهواتف المخصصة للألعاب، هاتف ASUS ROG Phone 6 Pro وهو أكثرها أناقةً بزجاجه الخلفي البلوري اللامع والمنحني على الأطراف الذي لا يمنح الهاتف ملمسًا وطابعًا فخمًا فقط، بل أيضًا تصميمًا مريحًا للاستخدام على الرغم من حجمه الضخم ووزنه الثقيل.

بالنسبة للأبعاد، يغلب على هاتف ROG Phone 6 الضخامة من جميع الجوانب، فهو هاتفٌ طويلٌ وسميك فعلًا، لكن ذلك لا يعيبه بتاتًا، فالطول الإضافي يمنح الهاتف أفضل نسبة أبعادٍ 19.5:9 للألعاب ومشاهدة المحتوى، كما أن الهاتف يحتاج لسماكةٍ إضافية لاحتواء بطارية أكبر وإضافة ألوان RGB وللشاشة الخلفية الثانية، كما منحت الشركة المساحة الكافية لتصميم نظام تبريدٍ أكثر كفاءةً من ذي قبل، ولا ننسى المساحات القابلة للمس في جانب الهاتف والتي تعمل كأزرار إضافية في الألعاب.

وكما هو الحال في كل أجهزة سلسلة ROG Phone، فالجهة الخلفية للهاتف هي الأكثر تشويقًا وتميزًا، بتصميمها المكون من خطوطٍ تشق طريقها بعنايةٍ بين كلٍ من مجموعة الكاميرات والشاشة الخلفية الصغيرة والشعارات المضاءة بألوان RGB والتي تتحدى اللاعبين بعباراتٍ مثل "DARE TO PLAY” و “FOR THOSE WHO DARE”، ما يمنح الهاتف تصميمًا يشبه قمرة سفينةٍ فضائيةٍ من الخيال العلمي.

على الرغم من إمكانية استخدام الشاشة الخلفية للهاتف لعرض الإشعارات أو الوقت أو نسبة الشحن، إلا أن الغرض الأساسي منها هو عرض بعض التأثيرات التي تتعلق بالألعاب والتي تتيح الشركة للمستخدم تخصيصها كما يحلو له. لكن لنكن واقعيين قليلًا، فالشاشة الخلفية مجرد بهرجةٍ لا أكثر، فهي لا تؤمن أي ميزة إضافيةٍ ما عدا إعلام كل من ينظر إليها بأنه ينظر إلى واحد من أفضل أجهزة الألعاب المتواجدةِ حاليًا.

شاشة هاتف ASUS ROG Phone 6 Pro محمية بزجاج Gorilla Glass Victus. وعلى الرغم من عدم دعمه لمعيار IP68، إلا أنه أول هاتفٍ مخصصٍ للألعاب يدعم معيار IPX4 الذي يضمن حمايةً من رذاذ الماء. يدعم الهاتف هذا المعيار على الرغم من العدد الكبير للمنافذ التي يمتلكها، حيث يمتلك منفذ سماعاتٍ تقليدي 3.5mm ومنفذي USB-C واحد في الجهة السفلية للهاتف وآخر في منتصف الجهة اليسرى لتمكين اللاعبين من تزويد الهاتف أو مروحة التبريد بالطاقة في أثناء استخدام الهاتف للعب دون التأثير على تجربة الاستخدام الكلية.

لا نكشفُ سراً لو قلنا إن الشاشة هي واحدةٌ من أهم مكونات الهاتف المخصص للألعاب، ولأن ASUS تدرك ذلك جيدًا منحت هاتفها الجديد شاشةً كبيرةً مثالية للألعاب بقياس 6.8 إنش وبدقة 2488x1080، تضمن دقة FHD+ محتوى شديد الوضوح، كما أن الألوان الغنية لشاشات أموليد الغنية عن التعريف تمنح المستخدمين تجربة مشاهدةٍ مرضية تمامًا.

وعلى الرغم من أن هذه المواصفات تماثل مواصفات شاشة هاتف العام الماضي ASUS ROG Phone 5، إلا أن الهاتف الجديد يتفوق عليه بمجالٍ رئيسي ألا وهو معدل تحديث الشاشة. فبينما كان معدل تحديث شاشة هاتف ROG Phone 5 يصل إلى 144 هيرتز، يبلغ معدل تحديث شاشة الإصدار الجديد 165 هيرتز، ما يضعه جنبًا إلى جنب مع أفضل الهواتف الأخرى المخصصة للألعاب، ولكن جدير بالذكر أن أغلب الألعاب لا تدعم هذا التردد حتى الآن.

توفر ASUS مجموعةً وافرةً من خيارات ووضعيات عرض الشاشة، بما فيها الوضع الطبيعي، السينمائي والوضع القياسي، كما يمكنك ضبط إعدادات العرض حسب تفضيلك الشخصي. أما بالنسبة لسطوع الشاشة فهو أكثر من كافٍ للاستخدام الداخلي، كما أنه مناسبٌ أيضاً للاستخدام خارجًا، لكن أحيانًا ستجد نفسك تلجأ لتفعيل وضع السطوع العالي من خلال تشغيل السطوع التلقائي عند استخدام الهاتف بشكلٍ مباشر تحت أشعة الشمس، ومع سطوع يصل حتى 1200 شمعة، ستكون إضاءة الشاشة أكثر من كافية.

يأتي هاتف ASUS ROG Phone 6 بمعالج Snapdragon 8+ Gen 1 مقروناً بسعة ذاكرةٍ مهولة قدرها 18 جيجابايت من نوع LPDDR5، لذا لا مجال أمامك للشكوى من أداء الهاتف مهما كان نوع أو حجم الألعاب التي تشغلها عليه، كما أن استخدام الهاتف للألعاب وتشغيل تطبيقاتٍ متعددةٍ في نفس الوقت ليس مشكلة أبدًا، نظريًا أو عمليًا.

على الرغم من شهرة المعالج الأساسي Snapdragon 8 Gen 1 بإصداره الكثير من الحرارة تحت الاستخدام الكثيف (بالطبع سترتفع حرارته، ماذا تتوقع من معالجٍ يتمتع بكل هذه القوة؟)، إلا أن ASUS بذلت كل ما في وسعها لتبقي حرارة معالج Snapdragon 8+ Gen 1 مقبولةً حتى تحت الضغط على الرغم من كونه أكثر قوةً بـ 10% (كما وعدت Qualcomm).

أما إذا كنت مهتمًا بالأرقام، فقد سجل هاتف ASUS ROG Phone 6 معدل 1316 نقطة على منصة Geekbench للنواة الواحدة و 4197 في اختبارات النوى المتعددة متفوقًا على منافسه الأقرب Black Shark 5 Pro الذي سجل 1226 و 3671 على التوالي على المنصة نفسها. أما في الجهة المقابلة من المنافسة، توسع أجهزة Apple الفارق مبتعدةً كثيرًا عن أجهزة أندرويد. على سبيل المثال، سجل هاتف iPhone 13 Pro Max ما يقارب 1720 و 4550 في كلا اختباري الأداء للنوى الواحدة والمتعددة.

اتخذت ASUS العديد من الإجراءات للإبقاء على حرارة الهاتف أقل ما يمكن حتى في أثناء الحمل الكبير، فأعادت تموضع المعالج ليصبح في وسط الهاتف لإبعاده قدر الإمكان عن أيدي المستخدمين في أثناء اللعب بالوضع الأفقي، كما أبعدته عن الإطار المعدني الناقل للحرارة. يقع المكان الجديد للمعالج تمامًا تحت مروحة AeroActive Cooling Fan الاختيارية التي عليك شراؤها بشكل منفصل.

هذه ليست المرة الأولى التي توفر ASUS هذا النوع من المراوح لهواتفها المخصصة للألعاب، لكنها -وككل جيل جديدٍ من هذه المراوح- ازدادت كفاءةً هذا العام في تبريد المعالج وإبقاء حرارته ضمن الحد الذي يسمح له بالعمل بكامل طاقته بشكلٍ مستمر دون التعرض لمشكلة الاختناق الحراري التي تجبر المعالج على تخفيض أداءه للمحافظة على حرارة المعالج ضمن حدودها الطبيعية.

وبالإضافة إلى تصميمها المستمد من الخيال العملي والذي يتماشى تمامًا مع تصميم الهاتف، منحتها الشركة أيضًا أزرارًا إضافيةً يمكن تخصيصها لتنفيذ مهام معينة في الألعاب كالقفز وإطلاق النار وغيرها من خيارات التحكم التي من شأنها تحسين تجربة اللعب.

كعادة أي هاتف مخصص للألعاب، يقدم هاتف ASUS ROG Phone 6 Pro الجديد مساحات مخصصة للمس والتخصيص لتعمل كأزرار إضافية داخل الألعاب المختلفة، لكن وعلى خلاف الهواتف الأخرى، يقدم هاتف أسوس الجديد تقنية جديدة تسمح لتلك المساحات أن تكون أكثر من مجرد أزرار، والتي أطلقت عليها الشركة اسم "AirTrigger 6" والتي تدعم الإيماءات بشكل كامل بفضل دعم الموجات فوق الصوتية.

تتكون هذه الإيماءات من مجرد النقرة العادية، إلى السحب الأفقي والعمودي على تلك المساحات بالإضافة إلى الضغط المطول، الضغط المطول والسحب، وغيرها من الإيماءات المختلفة، ولعل أهم إضافة هي إمكانية استخدام مستشعر الجيروسكوب للتصويب (ِAim) بطريقة مشابهة لجهاز Steam Deck المخصص للألعاب.

على الرغم من كون الهاتف مخصصًا للألعاب، أي أن الهاتف يجب أن يتفوق في مجالات الأداء والشاشة والبطارية، إلا أن الشركة منحت هاتف ROG Phone 6 Pro نظام كاميراتٍ يستحق التحدث عنه. تبدي الكاميرا الرئيسية 50 ميجابيكسل والثانوية عريضة الزاوية 13 ميجابيكسل أداءً جيدًا في مجموعةٍ مختلفة من ظروف وأوضاع التصوير لكنها لا تقارن بأجهزة Samsung وApple الرائدة، أو بهاتف Pixel 6 Pro الأرخص منه بـ 100 دولار. أما بالنسبة للكاميرا المقربة ذات الـ 5 ميجابيكسل، فعلى الأرجح أنك ستنسى وجودها.

تلتقط الكاميرا الأساسية صورًا تتراوح جودتها بين جيدةٍ ورائعةٍ حسب ظروف الإضاءة ونوع المشهد الذي ترغب بتصويره. كما أن حساس IMX 766 الأكبر حجمًا من العام الماضي قادرٌ على التقاط صورةٍ ليليةٍ غنيةٍ بالتفاصيل. أما بالنسبة للكاميرتين الثانويتين الأخريين، فربما ستستخدمهما في ظروف الإضاءة النهارية الجيدة، لكنك ستفضل الصور التي يلتقطها المستشعر الرئيسي بكل تأكيد.

مع بطارية بسعة 6000 مللي أمبير ساعي، ستتوقع طاقةً تكفي ليومٍ كامل، وتزيد، وهاتف ROG 6 Pro لا يخيب أملك أبدًا. عند الاستخدام العادي، كالاحتياجات اليومية وتصفح البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي مع التقاط بعض الصور ومشاهدة بعص الفيديوهات، توقع أداءً يكفي ليومين كاملين في أغلب الأحيان. لكن على اعتبار أن الهاتف مخصص للألعاب فمن المؤكد أنك تتساءل كم من الساعات يمكنك القضاء دون الحاجة لتزويد الهاتف بالطاقة. تجيب الاختبارات على ذلك بالأرقام التالية:

إذًا، يضمن الهاتف 3-6 ساعات من اللعب المتواصل على الأقل تبعًا لمدى قدرة المعالجة التي تحتاجها رسوميات اللعبة، وبالتالي يمكنك الاستمتاع لوقتٍ أطول إذا ما خفضت دقة الرسوميات أو معدل تحديث الإطارات قليلًا، أو ربما فعّلت وضع توفير الطاقة.

أما إذا كنت على عجلةٍ من أمرك وأردت تزويد هذه البطارية الضخمة بالطاقة، فالشاحن المرفق ضمن صندوق الهاتف باستطاعة 65 واط والذي يدعم تقنية Qualcomm Quick Charge 5 يستغرق 6 دقائق فقط لنقل الهاتف من حالة 1% إلى 25%، و 15 دقيقة لنقله من 1% إلى 50%، بينما يستغرق 36 دقيقة لشحن الهاتف بالكامل بدءًا من 1%.

يتوفر حتى الآن إصدارٌ واحدٌ فقط من هاتف ROG 6 Pro بسعة ذاكرة 18 جيجابايت وسعة تخزين 512 جيجابايت لقاء 1200 دولار تقريبًا، بالطبع هذا ليس سعرًا لهاتف اقتصادي، ولا حتى لهاتف مخصص للألعاب، حيث يقدم المنافسون كشركة Nubia و شاومي أسعارًا أقل لنفس الفئة.