تريند 🔥

🤖 AI

تطبيق فاين الذي أحببناه جميعاً يعود إلى الحياة من جديد.. مستعدون؟

عودة تطبيق فاين  vine 2019
علي عبدو
علي عبدو

7 د


“لا تبع شركتك أبدًا”

هذا ما غرّده “روس يوسوبوف” بعد أنّ سرحته تويتر قبل أن تُغلق تطبيق فاين “Vine” في عام 2016، وروس هذا هو آخر مؤسس مُشارك للتطبيق يغادر (أو يُطرَد) بعد أن فعلها رفيقاه قبله. لدينا الكثير عن تلك القصة لاحقًا في هذه المقال، ولكن دعونا بدايةً نعود إلى العام 2012 لنحاول أن نفهم لماذا وصل فاين إلى هذه النهاية المأساوية.


قصة نجاح تقليدية!

يجتمع ثلاثة روّاد أعمال مع فكرة جيّدة، وينفذونها بطريقة ممتازة، فماذا ستكون النتيجة؟ بالطبع ستقول لي أن النجاح سيكون حليفهم، هذا ما حدث بالضبط مع أبطال قصتنا، ففي حزيران (يونيو) من عام 2012، اجتمع كل من دوم هوفمان مع روس يوسوبوف وكولين كرول، وأسسوا شركة فاين، وفاين هو بكل بساطة تطبيق لمشاركة مقاطع الفيديو الذي يسمح للأشخاص بإنشاء مقاطع فيديو مدتها ست ثوان فقط ونشرها.

تصوّر مؤسسو التطبيق أنّ هذه المقاطع القصيرة للغاية هي وسيلة لمساعدة الأشخاص على التقاط لحظات عابرة في حياتهم ومشاركتها مع الأصدقاء. تمامًا كما تفعل عندما تكتب مذكراتك الشخصية لكن على شكل صور هذه المرّة.

وهذا التصوّر هو بالفعل ما شرحوه أثناء عرض فكرة تطبيقهم على المسؤولين في تويتر، الذين أُعجبوا بالفكرة كثيرًا على ما يبدو وهو ما يؤكده شرائهم للتطبيق مباشرةً بما يقارب 30 مليون دولار وهو ما زال في المهد، حيث لم يكن يبلغ من العمر إلّا أربعة أشهر فقط.

لم تكن تجارة خاسرة لتويتر في بداية الأمر، حيث نجح التطبق بشكل منقطع النظير، ولعل الصدفة لها دور كبير في ذلك، ففي غضون أسابيع، بدا أن فاين لن تصبح أبدًا أداة مشاركة الفيديو اليومية التي تصورها مؤسسوها. بدلاً من ذلك، أصبح شيئًا جذابًا – وأكثر إثارة للاهتمام من الناحية الثقافية.

السبب في ذلك هو أنّ المستخدمين رأوا في تلك الثواني الـ 6 تحديًا وحافزًا لإنشاء مقاطع إبداعية في وقت قصير جدًا، حيث شجعت المدة القصيرة المستخدمين على إنشاء أشياء غريبة ومثيرة للغاية. الأمر الذي فاجأ المؤسسون قبل غيرهم.


قصة نجاح تطبيق فاين.. الصعود الصاروخي!

في أحد المكاتب في شركة تويتر، كُلّف رجل يُدعى إيان باغدام “Ian Padgham” بصناعة مقاطع فيديو قصيرة تشرح للمستخدمين طريقة العمل على تطبيق فاين، ولعلّه كان حبًا من النظرة الأولى، حيث عشق بادغام التطبيق ورأى فيه فرصة كبيرة لإطلاق إبداعاته، وهذا ما كان.

عكف بادغام على إطلاق مقاطع عن طريق فاين، التي صنعها قبل الذهاب إلى عمله، ولعلّ أول مقطع أنشأه، كان مجرّد فيديو بسيط يبيّن المشهد من نافذته. يُعتبر هذا المقطع من أوائل المقاطع التي نٌشرت بواسطة فاين. أحب بادغام الحد الأقصى البالغ 6 ثوانٍ، مما اضطره إلى التفكير بشكل مختلف في سرد ​​القصص.

سرعان ما ازدادت شعبية بادغام، وبدأ في إطلاق مقاطعه الإبداعية التي كانت تٌشاهد ملايين المرّات، فمثلًا تمت مشاهدة المقطع الذي تحكم فيه بادغام بعقارب ساعة بيغ بن الشهيرة أكثر من 5 ملايين مرة. وسرعان ما تواصلت معه بعض العلامات التجارية الشهيرة طالبين منه صناعة مقاطع مشابهة، وبعد ستة أشهر، استقال صاحبنا من تويتر للقيام بذلك بدوام كامل.


سمح فاين في عام 2013 للمستخدمين بتسجيل المقاطع باستخدام كاميرات هواتفهم الأمامية؛ وهذا ما أدى إلى انفجار في استخدامه. استقطب التطبيق عددًا من “النجوم” الشباب، وتطّور التطبيق من مجرّد خدمة لالتقاط الصور إلى أشبه بشبكة اجتماعيّة، تضم زاك كينغ “Zach King” المشهور بخدعه السحريّة التي أكسبته 4 ملايين متابع وأكثر من 1.4 مليار مشاهدة. كما ضمت الشبكة أماندا سيرني “Amanda Cerny” مع أكثر من 2.2 مليار مشاهد، وكذلك لوغان بول “Logan Paul” الذي كان يتقاضى 200 ألف دولار لإنشاء مقطع على فاين لأي علامة تجارية، ولا ننسى أنّ المقطع لا يمكن أن يتجاوز 6 ثوانٍ. اليوم ما زال هؤلاء نجومًا على منصات أُخرى مثل يوتيوب وانستغرام وفيسبوك بطبيعة الحال.

بلغ تطبيق فاين ذروته في عام 2014، وفي أي حديث عن ثورة مقاطع الفيديو كان فاين هو المحوّر، حتّى أنّ 3.64% من جميع مستخدمي أندرويد قد استعملوا فاين في آب (أغسطس) 2014؛ مع عدد تقريبي يُقدّر بـ 200 مليون استخدموا فاين عن طريق المتصفحات.


بداية السقوط

فكرة جيّدة، وقاعدة جماهيريّة واسعة للغاية، وأموال طائلة، ولا ننسى أن تويتر هي من تملك التطبيق، ومع ذلك بدأ سقوط التطبيق المدوي، فما هي الأسباب؟


المنافسة

يجادل خبراء ومدراء تنفيذيون سابقون بأنّ المنافسة هي من أهم الأسباب التي عجّلت بسقوط فاين من القمة التي اعتلاها. ظهر في البداية منافس شرس يُسمىل انستغرام، الذي سمح بمقاطع فيديو مدتها 15 ثانية في يونيو 2013، وبالرغم من ذلك ففاين لم يتحرّك بالسرعة الكافية لمحاربة العدو الجديد.

أغرى انستغرام المشاهير بمقاطع فيديو أطول، مما حرضهم على هجرة فاين والقدوم إليه، وهذا الأخير ظلّ متمسكًا بحاجز 6 ثوانٍ، ولم يفكّر في خرقه حتّى عام 2016. بدأ انستغرام على صعيد آخر بالترويج لحسابات المشاهير، وتقديم الجديد بشكل دائم، وهنا هاجر من هم أهم من النجوم.. إنهم المسوّقون.

لم يكد فاين يفهم عدوه الجديد، جتّى ظهر آخر أكثر جرأة ونشاطًا، إنّه سناب شات. سمح سناب شات للمستخدمين بإرسال مقاطع فيديو مدتها 10 ثوانٍ، ثم بثها لاحقًا بشكل علني، وبدأ هو الآخر بسحب البساط من تحت فاين شيئًا فشيئًا، إلى أنّ أصبح في نهاية المطاف التطبيق المفضل عند المستخدمين لتسجيل لحظاتهم العابرة.


سوء الإدارة

لم يحظى فاين بالإدارة المثالية طيلة فترة حياته، فهوفمان استقال في عام 2014 لمتابعة شركة ناشئة جديدة، ومن ثمّ تبعه كرول في وقت لاحق من ذلك العام. أخيرًا سّرح موقع تويتر يوسوبوف، الذي كان مديرًا إبداعيًا في شركة فاين، كجزء من عمليات التسريح الجماعي في عام 2016.

غرّد يوسوبوف مباشرةً بأن (“لا تبيع شركتك!”) على موقع تويتر وهي ذات الشركة الذي اشترت شركته، ومن ثمّ طردته من عمله، في صورة غاية في الوضوح عن تأثير بيع الشركة في مسيرة رائد الأعمال، والتي لا تأخذ أبدًا المنحى الذي يتوقعه.

بعد استقالة هوفمان، تولى جيسون توفي الشركة في عام 2014 وقادها لمدة عامين قبل أن يستقيل هو الآخر للعمل على مشاريع الواقع الافتراضي في غوغل. تولت هانا دونوفان المسؤولية، لكنّ قلة خبرتها إلى العديد من المشاكل.

لا شكّ في أنّ التخبط الإداري في مراحل حياة فاين المختلفة، فشلت في تحقيق الاستقرار المطلوب لبناء ثقة تجعل منه وجهة للمعلنين، وبناءً عليه فمن غير المستغرب فشل فاين في الحفاظ على تدفق الأموال الضروري جدًا لاستمراره على قيد الحياة.


في غرفة الإنعاش

يجب أن يحظى المريض في غرفة الإنعاش بعناية مشددة تخرجه من مرحلة الخطر، ولكن تويتر لم تفعل هذا عندما دخل فاين إلى غرفة الإنعاش بعد الضربات المتتالية التي تلقاها سواءً خارجيّة من المنافسين الأشداء أو داخلية بسبب سوء الإدارة.

فكّرت تويتر بدايةً في امتصاص التطبيق ودمجه في تطبيق تويتر. رأى موظفو فاين في هذه الحركة عدم احترام من تويتر لهم، وأنّ تويتر لا ترى فاين ككيان له قيمته الخاصة كما يراه جمهوره. هذا ما سبب تخلي كبار المديرين عن التطبيق، فلم يتبق أمام تويتر سوى بيع تطبيقها لكنها لم تعثر على مشترٍ حتّى.

تطبيق فاين

كما يموت المرضى بسبب سوء العناية، مات تطبيق فاين في 17 كانون الثاني “يناير” في عام 2017، مخلفًا وراءه أرشيفًا كبيرًا من الفيديوهات المميّزة التي عمل أصحابها على إنشائها بشتّى الطرق الإبداعيّة، وهنا أسدل الستار معلنًا النهاية. لكن هل هي النهاية فعلًا؟ يبدو أنّها ليست كذلك.


عودة البطل

تغيّرت الظروف اليوم، فثورة الفيديو لم تُخمد، بل على العكس، فكل صنّاع المحتوى يتوجهون اليوم باتجاه الفيديو، ولعلّ التطبيقات التي تدعم مقاطع الفيديو اليوم تخبرك عن نفسها، مثل يوتيوب، وفيسبوك، وإنستغرام، وسناب شات، والقادم الجديد تيك توك.

إذًا الظروف ملائمة لعودة البطل القديم إلى الحياة كما يفعل الأبطال عادةً بعد إعلان موتهم، وفاين ليس شذوذًا عن لك القاعدة بل أفضل تجسيد لها، حيث سيعود بطلنا للحياة مرّة أُخرى متسترًا تحت اسم جديد هو بايت “Byte”.


our new looping video app is called byte. launching spring 2019 pic.twitter.com/C3FMvkcIwc

— dom hofmann (@dhof) November 8, 2018

ذكر دوم هوفمان وهو أحد الثلاثة الذين ذكرناهم في بداية المقال، أنّ الخليفة الروحي لتطبيق فاين سيكون جاهزًا للتحميل في الربيع القادم وتحديدًا في أيار “مايو” القادم، وقدّ عمل هوفمان على تطبيقه بشكل سرّي وعلى نحو ضيق مع عدد من المعجبين منذ تشرين الثاني “نوفمبر” الماضي.

لم يُصرح هوفمان عن الكيفية التي سيعمل بايت وفقها، لكنه يقول أنّ المشروع يعرف في السابق باسم v2، وبالتالي يمكن أن نفهم أنّ التطبيق سيكون نسخة متطوّرة من تطبيق فاين أو نسخة معدّلة منه. سنسمع وسنرى تقارير تحمل المزيد من المعلومات قريبًا، ولربما سنشاهد أحد التطبيقات التي شكلت ثقافة الإنترنت الحديثة يعود إلى الواجهة مرّة أُخرى.

ذو صلة

هل حزنت عندما أُغلق فاين؟ لربما حزنك سيذهب إلى غير رجعة وستتمكن مرّة أُخرى من صناعة مقاطع فيديو عبر هذا التطبيق المميّز.

اقرأ أيضًا: هل علينا الاستعداد لفكرة اختفاء موقع فيسبوك في المستقبل القريب؟!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة