على خطى Spirited away .. أفضل أفلام المخرج هاياو ميازاكي
7 د
في حياتنا اليومية نشاهد العديد من أفلام ومسلسلات الأنمي، وبالطبع معظمنا لا يلقي بالاً إلي أسماء الممثلين أو مخرج العمل كما نفعل مع أفلام الدراما الحية، ولكن مع مشاهدتي لفيلم spirited away بدأت أتساءل عن مخرج هذه التحفة الفنية وكان التساؤل الأقوى بالنسبة لي عمن قدم تلك الرسومات شديدة التداخل، التي لا مثيل لها مع كل لون وكل خط.
فداخل فيلم spirited away تشعر أن كل تفصيلة وقصة موضوعة بعناية شديدة، فبدأتُ بالبحث.
لأتعرف علي هاياومازاكي المخرج والرسام ومؤسس ستوديو “جيبلي” وصاحب الأوسكار الفخرية ٢٠١٤ وأوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة ٢٠٠٢ عن فيلم spirited away والكثير من الجوائز العالمية الأخرى، وأنه من أشهر رسامي ومخرجي أفلام الأنمي في اليابان بل وفي العالم.
فتحفته الفنية على سبيل المثال فيلم spirited away نجح في تحقيق رقم قياسي جديد حيث تصدر قائمة أكثر الأفلام اليابانية مبيعًا في الصين بعد مرور 19 عاماً على إصداره أول مرة عام 2001 متخطياً الفيلم الجديد Weathering With You محققاً إيرادات تبلغ 488 مليون يوان.
تأثير طفولة هاياو مازاكي علي أفلامه
إن نشأة مازاكي في طفولته أثناء الحرب اليابانية مع الولايات المتحدة، أثرت في أعماله الدرامية، وقد بدا ذلك واضحاً في نبذ الحروب، وكشف تأثيرها علي الشعوب من دمار وخراب وخاصة علي الأطفال.
Spirited Away
هو أحد الأفلام التي حقاً وليس مجازاً سوف تأخذك في جولة من الخيال إلي الدراما ومن الحزن إلى البهجة، سوف تذهب في رحلة مع الطفلة “تشيرو” إلى منزلها الجديد، ثم إلى عالم الأشباح المليء بالخيال والتشويق حيث تحملت ما لا يتحمله من في مثل صغرها وبراءتها، وجرى ذلك عبر العديد من القصص الأخرى حيث يغوص بك إلى أعماق التراث الياباني وقصص الخيال.
تدور أحداث الفيلم عن الفتاة الصغيرة “تشيرو” التي تنتقل مع والديها إلى منزل جديد حيث يضلون طريقهم، وعند سلوكهم أحد الطرق الوعرة، يصلون إلى أحد المعابد القديمة فيقرر الوالدان القيام بجولة والسؤال عن الطريق ليجدوا أنفسهم داخل مهرجان ضخم خالٍ تماماً من البشر، ولكنه مليء بالمأكولات الشهية فيبدأ الوالدان في الأكل ظناً منهم أنه عند ظهور صاحب المطعم سينتهي الأمر بدفع النقود ثم المضي قدماً فتبدأ “تشيرو” في التوجس وطلب المغادرة، ولكن والديها يصران على البقاء ومع بدء الغروب تنقلب الأحداث رأساً على عقب بشكل مفاجئ وتتخذ منحى مختلفاً تماماً، حيث يبدأ الوالدان في التحول إلى خنازير وتبدأ بعض الأشباح في الظهور لتجد “تشيرو” نفسها وحيدة في هذا العالم وتختبئ في أحد الزوايا ليظهر “هاكو” الشاب ذا السن الصغير والذي يقوم بمساعدتها ويخبرها أن هذا المكان ما هو إلا أحد الحمامات العامة للأشباح، وأنه يتوجب عليها الذهاب إلى صاحبة الحمام القاسية وطلب وظيفة منها والإصرار على ذلك حتى تستطيع مساعدة والديها فيما بعد، لتذهب لتلك السيدة والتي تتجسد بها كل مظاهر القسوة والجشع مع “تشيرو” التي بها كل معاني البراءة والخير في مشهد هو الأروع في الرسوم ومليء بالدراما، وبالفعل تطلب وظيفة لترفض العجوز فتصر الفتاة فتضطر العجوز على الموافقة لأنها أقسمت علي أنها لن ترفض توظيف أي شخص يطلب منها وظيفة لتبدأ “تشيرو” في مغامرة لن أطيل في سرد تفاصيلها، فالقصة ستتطلب من صاحبها أن يتعمق بنفسه في أغوارها ليستخرج ما وصله من الرسائل.
لكن أستطيع القول إن هذا الفيلم يستحق أن يكون على رأس قائمة الأفلام التي تنوي مشاهدتها في المستقبل.
الفيلم بشكل عام يركز على عمالة الأطفال واستغلالهم بشكل عام نتيجة الصعوبات التي تواجه من في مثل أجسامهم الصغيرة وقلوبهم الصافية ولكن في إطار خيالي وهذا ما يتميز به أسلوب المخرج “مازاكي” بشكل عام إيضاح الصعوبات التي تواجه الأطفال بشكل عام، ولكن مع القليل من لمحة الأمل.
My Neighbor Totoro
مع تحفة فنية أخرى قد يراها البعض أفضل من فيلم spirited away لأنها أحد الأفلام التي أحبها الكبير قبل الصغير ومن أشهر أفلام التراث الياباني بل وعالمياً والفيلم الثالث لاستديو جيبلي وأحد أشهر الشخصيات الكرتونية عالمية وخاصة في اليابان، وتعد شخصية (توتورو) هي الشعار الرسمي لاستديو جيبلي.
تدور أحداث الفيلم في إطار خيالي حول طفلتين ينتقلان مع والدهما إلى مدينة جديدة لكي يكونوا بالقرب من والدتهم التي توجد بإحدى مستشفيات هذه المدينة ليكتشفا وجود بعض الأشباح في المنزل الجديد وتبدأ الكثير من المغامرات الرائعة وتبدأ أشباح الغابة في مساعدة الطفلتين في التغلب على الكثير من الصعاب.
الفيلم من إخراج وتأليف هاياومازاكي وتم إنتاجه سنة 1988 وحقق نجاحاً باهراً، تعلق بالأذهان وحاز استحسان النقاد وما زال يحصد التقييمات الإيجابية على مواقع التقييمات حيث حصل على تقييم 8.2 على موقع IMDB.
Princess Mononoke
أحد الأفلام الخيالية التي أخرجها وألفها “هاياومازاكي” وصدر الفيلم عام ١٩٩٧ من قبل استديوهات جيبلي وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً وأصبح من أفضل ١٠ أفلام عام ١٩٩٩.
تدور أحداث الفيلم حول الأمير “اشيتاكا” الذي يقوم بحماية أحد القرى، والتي تتعرض لهجوم من قبل خنزير فيقوم “اشيتاكا” بالتصدي له، لكن الخنزير يتمكن من إصابته في ذراعه لتتغير حياته ويبدأ في الدخول في صراع بين الخير والشر بداخله والكثير من الصراعات والمعارك سواء مع أشباح الغابة أو البشر الذين يستغلون الطبيعة استغلالاً سيئاً.
تدور أحداث الفيلم في إطار خيالي ولكن فلسفي، فيظهر جشع البشر في استغلال الطبيعة، وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً أثناء عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999 ويعد الفيلم من أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات في اليابان.
وحصد الفيلم التقييمات المرتفعة على مواقع الطماطم الفاسدة حيث حصل على تقييم 93%، و8.4 على منصة IMDB.
The wind Rises
بعض البشر في هذا العالم في كثير من الأحيان يشبهون أوراق الشجر تتحكم به الحياة كالرياح كما يحلو لها، والبعض الآخر يتحكمون بهذه الرياح لتحقيق أحلامهم، ومع تعدد الأفلام في هذه القائمة التي بها لمحة من الأمل فمن وجهة نظري يعتبر هذا الفيلم أكثرهم واقعية.
تدور أحداث القصة حول الطفل “جيرو” والذي يحلم أن يصبح طياراً… يحلم دائماً أنه يحلق بطائرته فوق قريته الصغيرة ولكن يستيقظ على كابوس ألا وهو قِصر النظر الذي يعاني منه، والذي يقف سداً بينه وبين حلمه، ليقرأ ذات مرة عن مصمم الطائرات الإيطالي الشهير “كابروني” ليخبره ذات مرة في أحلامه أن الأفضل من قيادة الطائرات صنعها.
“لكن تذكر هذا، أيها الفتي الياباني.
الطائرات ليست أدوات حرب ولا وسيلة لكسب النقود.
بل الطائرات مجرد أحلام جميلة.
والمهندسون يحولون الأحلام إلى حقيقة”.
تدور الأحداث في إطار تاريخي في حقبة الحرب العالمية الثانية، لكنها تركز بشكل كامل على بطل القصة “جيرو” والذي يبدأ في تصميم أجنحة الطائرات التي تشارك في الحرب مع تفوق الأعداء والحلفاء وتأخر اليابان في هذا المجال، لتبدأ حياة “جيرو” في التعقيد والدخول في الكثير من الصراعات.
ترشح الفيلم للعديد من الجوائز العالمية ومنها الأوسكار وحاز على إعجاب النقاد وحصد العديد من التقييمات المرتفعة حيث حصل على تقييم النقاد 88% على موقع الطماطم الفاسدة وعلى تقييم 7.8 على موقع IMDB.
Castle in the Sky
أول أفلام إستيوهات جيبلي، حيث تأسس الأستديو عام 1985 وأنُتج الفيلم وعُرض في نفس العام، وقد لاقى الفيلم نجاحاً كبيراً واستحسان المشاهدين والنقاد على حد سواء.
تدور أحداث الفيلم في إطار خيالي عن مطاردة بين مجموعة من القراصنة يقومون بالبحث عن طفلة تدعى “شيتا” حيث يحاولون الاستيلاء علي جوهرة سحرية منها والتي تمثل مفتاح الوصول إلى قلعة أسطورية مليئة بالكنوز تدعى “لابوتا” لتقوم بمساعدة شاب بالهرب والبحث عن تلك القلعة.
وما زال الفيلم يحصد التقييمات المرتفعة من المشاهدين، حيث حصل علي تقييم 8.0 علي موقع IMDB وتقييم 96% على موقع الطماطم الفاسدة.
وفي النهاية بالنظر للتاريخ الكبير الذي خلفة هذا الرجل نتوصل إلى أن جميع أفلام هاياو مازاكي تخاطب الأطفال وتقدم لهم العديد من الرسومات الرائعة والقصص الخيالية التي يستمتع بها الجميع الكبير قبل الصغير، ولكنها أيضاً لا تقتصر على عامل الإمتاع فقط ولكن تحمل في معانيها العديد من المعاني الكبيرة بل والمعقدة التي يصعب إدراكها في هذه الحياة في مثل الحب والحزن والحرب ومرارة الفقد، والأمثلة تطول وتضم أيضاً في جنباتها الكثير من الأمل.
فهو الشيء المشترك في هذه الأعمال، بالطبع قد يراه البعض خيالياً وغير حقيقي ولا يمكن التعويل عليه ولكن في رأيي أن هذا الخيال هو من أفضل الوسائل التي تخلق مساحة لغرس الأمل داخل الطفل ذو الأعوام الصغيرة، وهو بمثابة درس يعينه في حياته المستقبلية وأفضل من بعض الأعمال الحديثة التي أصبحت للأسف مفرغة من أي معاني، بالطبع لا يٌعول على أن هذه الأفلام هي الأساس في بناء شخصيات الأطفال، لكنها قد تساهم بشكل لا يمكن إغفاله.
أنمي الطفولة “داي الشجاع” يحصل على إعادة إنتاج!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.