من Charlie’s Angels إلى فيلم Crew.. هل تغير عالم الأكشن السينمائي الذكوري؟

يقول المخرج والكاتب الهندي أنوراج كاشياب عن سينما وطنه: "أحياناً يعجز الغرب عن فهم بوليوود لكنه وبلا أي شك يفهم كيف تلهم بوليوود الآخرين". 

منذ أعوام طويلة كانت هوليوود منتهى ومصب عالم الفن السابع عملاق أسطوري لا منافس له، مهما اختلفت مع سياسات هوليوود وبيئتها التنافسية الشرسة الظالمة أحياناً فإن إنكار الفضل والإسهام الكبير الذي قدمته لعالم السينما ككل هو أمر من قبيل الإجحاف.

لكن الزمن يتغير وكما يقول الأجداد دوام الحال من المحال لم تعد هوليوود ذلك العملاق الفني المسيطر ورونقها الساحر خبا عبر الأعوام حتى تحول إلى بصيص صغير من شعلة سابقة استعرت لعقود، يعود هذا لأسباب متعددة مختلفة.

لكن أهمها أن هوليوود امتلكت منافسين أشداء بحق على الساحة منافسين قادمين من وراء الأطلسي من كوريا الجنوبية والهند اللتان أصبحتا في الأعوام القليلة الأخيرة مقصداً لكل من يرغب بالتجديد والتنوع المفتقد بشدة بعد جائحة كوفيد 19 في هوليوود. 

كنظيرتها الأمريكية تمتلك بوليوود تاريخاً عريقاً يعود إلى عقود ماضية لكن شهرة بوليوود العالمية استغرقت أعواماً طويلة بحق لتعبر الحواجز الكثيرة نحو العالمية، تمتلك بوليوود هوية بصرية فريدة من نوعها فأفلام بوليوود مرحة تضج بالحياة والألوان والرقصات التعبيرية التي تقابل في أهميتها تسلسلات الحركة القتالية في أفلام هوليوود.

لكن هذه الأمور إضافة إلى المبالغات التي تصل إلى حد السفاهة أحياناً لا تروق دائماً للمشاهد الغربي أو العربي حتى مما جعل أغلب أفلام الهند محصورة ضمن أسوار بلادها لكن ولأن الفن حر غير مقيد لا بلغة ولا بثقافة استطاعت بعض أفلام الهند تجاوز كل الحواجز وسلب القلوب لتكون البداية الحقيقية للصناعة التي اكتسحت العالم في أعوام قليلة.

لقد أصبحت أسماء مثل شاروخان عامر خان رانبير كابور كاترينا كيف وأشواريا راي على كل لسان وأصبحت الأفلام الهندية ذات شعبية غير المسبوقة خاصة بعد الفوز التاريخي لأغنية Naatu Naatu الرائعة الخاصة بفيلم RRR بجائزة أوسكار لأفضل أغنية.

لقد أدرك صناع الأفلام في الهند اسم اللعبة وبدأنا نرى أفلاماً هندية تفوق نظيرتها الهوليوودية دقة وبراعة وعمقاً، منذا الذي ينسى الفيلم الفلسفي الرائع PK الذي كان أول من ناقش فكرة التعدد الديني في الهند، أمًا في الأكشن فقد أصبحت بوليوود رائدة في هذا المجال فاستمتعنا في العام الماضي بأفلام لا تفوت ولعل Jawan كان أفضلها إذ جمع بين الأكشن والسياسة في مزيج يليق بملك بوليوود شاروخان. 

لا تزال بوليوود تتطور وتتقدم نحو المستقبل ولا يمكن الكلام عن بوليوود دون الكلام عن ممثلاتها الرائعات اللواتي أصبحن رمزاً للجمال والأناقة وأصبح وجودهن مرغوباً في كافة الفعاليات العالمية، ولعل كارينا كابور خان هي أكثرهن شعبية وجمالاً خاصة بعد نجاحاتها الكبيرة في السينما حيث أبرزت قدرة حقيقية على النهوض بفيلم كامل من بطولتها بدون وجود ممثل مساند مشارك لها ومع إعلان فيلمها الجديد The Crew الذي سيقدم أول بطولة نسائية جماعية.

يبدو أن كارينا ترغب في ترك بصمة جديدة لنفسها في بوليوود، في الواقع ذكرنا البوستر الخاص بالفيلم الجديد بفيلم هوليوودي شهير كان من أوائل الأفلام التي تقدم بطولة نسائية جماعية في فيلم أكشن إنه فيلم Charlie's Angels من وحي هذا الخبر قررنا في "أراجيك فن" الغوص في تفاصيل الفيلم البوليوودي الجديد.

لناقش معًا أهمية وجود بطولة نسائية مطلقة في عالم بوليوود والسينما بشكل عام مستعرضين أوجه التشابه بين فيلم كارينا الجديد والفيلم الهوليوودي القديم، إضافة إلى المسيرة الفنية الملهمة لواحدة من أفضل وأجمل نجمات بوليوود كارينا كابور خان.

رغم أن بوليوود تمتلك مجموعة مميزة بحق من الممثلات الرائعات اللواتي أثبتن براعة حقيقية في كافة مجالات الفن إلا أن عالم الأكشن بالذات محصوراً على الرجال؛ فمشاركة ممثلة ما في الفيلم لا يعني إطلاقاً أنها بطلة الفيلم خاصة لو اقتصر دورها على حبيبة رقيقة أو ضحية لا تجد شيئاً آخر تفعله سوى الصراخ طلباً للنجدة.

 كارينا كابور خان تقدم تجربتها الثالثة في عالم البطولة السينمائية بعد أعوام من البطولات الثنائية مع أبرز نجوم الهند كشاروخان وعامر خان وغيرهم الكثير لكن في هذه المرة لن تكون كارينا هي النجمة الوحيدة.

فقد أعلن أن فيلم Crew سيكون من بطولة ثلاث سيدات هن كارينا، تابو، وكريتي سانون في فيلم يمزج الكوميديا بالإثارة بالأكشن في خطوة جريئة غير المسبوقة في عالم بوليوود، تدور أحداث الفيلم حول ثلاث سيدات تعملن كمضيفات طيران في إحدى الشركات لكن حياتهن تتغير بشكل كامل.

بعد سلسلة من الأكاذيب التي لا نهاية لكوارثها وللمرة الأولى في بوليوود سيكون فيلماً من بطولة نسائية مطلقة دون وجود ممثل رئيسي يتقاسم معهن البطولة.

استطاع الفيلم استقطاب أنظار الجماهير والنقاد، فقصته غير المطروقة وأجواؤه ساحرة خفيفة تحمل تلك الأجواء الكوميدية المحببة التي تروق لأغلب المشاهدين ولا يخلو من اللمسات الهندية الراقصة المميزة التي تندمج مع أجواء الإثارة والضحك والجمال.

لكن الأكثر وضوحاً في التريلر كان ذلك التناغم والانسجام اللطيف الذي امتلكته النجمات مع بعضهن رغم حقيقة أنهن من أجيال مختلفة فتابو البالغة من العمر 52 عاماً تعتبر من نجمات الهند المحبوبات وقد قدمت أدوراً رائعة في الكوميديا والإثارة، أمًا كريتي سانون الشابة ذات الـ 33 عاماً فقد أبهرت بوليوود بجمالها وأدوارها الرومانسية القوية وبالطبع الرائعة دوماً وأبداً كارينا كابور خان.

إن اجتماع هؤلاء النجمات مع بعضهن البعض سيكون حدثاً مثيراً بلا شك خاصة أن كل واحدة من هؤلاء الممثلات تمتلك أسلوبها المميز وأداءها التمثيلي الخاص الذي ضمن لها مكانة لا هوادة فيها في عالم بوليوود المزدحم.

كما أنه يشكل سابقة سينمائية حقيقية فالأفلام الهندية ذات البطولات النسائية تعد على أصابع اليد فكيف لو كان عملاً من فئة الإثارة ومن بطولة ثلاث ممثلات مرة واحدة!

نرشح لك: نجمات بولييود صارعن الشر وتمردن على “كليشيه” الرومانسية الهندية!

تنحدر كارينا من عائلة فنية عريقة في الهند؛ فهي حفيدة الممثل الشهير راج كابور وأختها هي الممثلة كاريشما كابور التي كانت من أبرز نجمات التسعينات في الهند وابن عمها هو رانبير كابور الذي بدأ نجمه بالسطوع بقوة منذ بضعة أعوام، لكن كارينا لم تصبح ممثلة ناجحة لأنها من أفراد عائلة كابور بل لأنها وبحق ممثلة بارعة أثبتت نفسها منذ بدايتها الأولى عام 2000  في الفيلم الرومانسي Refuge.

والذي شكلت فيه ثنائية مبهرة مع أبهيشيك باتشان نجل العملاق الهندي أميتاب باتشان، لقد نجحت كارينا بقوة في الفيلم واستطاعت نيل جائزة فيلم فير الجائزة الأبرز في الهند لأفضل ممثلة صاعدة لتنطلق بعدها المسيرة الفنية لأفضل نجمات الهند والتي قدمت خلالها مجموعة رائعة من الأفلام المميزة التي لفتت بها أنظار النقاد والجمهور على حد سواء فقدمت دوراً مميزاً للغاية مع الرائع عامر خان في فيلم Talaash.

بثنائية لا تنسى مع عامر خان كما لمع نجمها في عالم الأكشن والإثارة فقدمت مجموعة من أفلام الأكشن الرائعة ولعل فيلم Kurbaan 2009.

الذي جمعها بزوجها سيف علي خان كان أقواها وأفضلها، إن ما يجعل كارينا كابور من أكثر مشاهير الهند شعبية هو حقيقة أنها إضافة إلى عملها كممثلة وموهبتها الفطرية الواضحة فهي امرأة استثنائية بجمال فريد من نوعه ولا تخجل من إظهار جمالها الطبيعي بعيوب بشرتها تشجيعاً لكل امرأة لتقبل عيوبها كما هي.

كما أنها تعتبر رمزاً أيقونياً للموضة والأناقة مما جعل تواجدها في أي مناسبة اجتماعية أو فنية شيئاً معتاداً في الهند وخارجها، ولعل حقيقة أنها تمتلك علاقة عائلية رائعة مستقرة مع زوجها سيف علي خان وطفليها تيمور وجاي كان من أبرز نقاط قوتها وسبباً مهماً لشعبيتها.

كارينا امرأة قوية ملهمة وأم رائعة وزوجة مخلصة محبة عوامل اجتمعت مع بعضها لتجعل من كارينا كابور خان في مقدمة نجمات بوليوود وأكثرهن شهرة عالمياً الأمر الذي ترافق مع تزايد نشاطها الفني فبعد أعوام من البطولة المشتركة مع أقوى نجوم الهند قررت كارينا أخيراً أن تحلق خارج السرب وأن تقدم أعمالاً من بطولتها المطلقة فأبهرتنا في فيلم The Buckingham Murders 2023.

حيث جسدت فيه دور محققة بريطانية هندية مكلفة بحل قضية طفل مقتول في باكنغهام شاير ورغم أن الفيلم من النوع البوليسي إلا أن أداء كارينا الدرامي الإنساني منحه رونقاً مميزاً، عرض الفيلم على منصة نتفليكس الشهيرة وحقق نسب مشاهدات فاقت الخيال ليكون نجاحاً كبيراً لمسيرة كارينا التمثيلية التي عادت في نفس العام إلى عالم الجريمة والإثارة وقدمت مع نتفليكس فيلم Jaane Jaan.

الذي جسدت فيه دور أم عزباء هاربة من زوجها المسيء والتي تتورط فجأة في جريمة قتل قد تنهي حياتها وتحرمها من ابنتها، كممثلة في بطولة مطلقة أثبتت كارينا قدرة حقيقية على تقديم أداء رفيع قادر على النهوض بالفيلم دون أن يشعر المشاهد بأي فراغ مما يجعل الفيلم الجديد.

تجربة مضمونة النجاح خاصة عندما تتشارك مع نجمتين بارعتين في بطولة نسائية مطلقة، كما أن أجواء الكوميديا ليست غريبة عن كارينا التي دوماً ما أمتعتنا بأدوار كوميدية رائعة أدت لضحكات صافية من القلب، كنا في بداية مقالنا قد ذكرنا أن البوستر الخاص بالفيلم ذكرنا بفيلم هوليوودي مميز هو ملائكة تشارلي رغم اختلاف القصة المطلق إلا أن هناك خيطاً رفيعاً يربط العملين ببعضهما إنه البطولة النسائية المطلقة.

نرشح لك: “نجمات تدعم الأقليات”.. هل تؤثر بريتني سبيرز في القانون الأميركي؟

لأعوام طويلة كان عالم الإثارة والتجسس حكراً على الرجال الأشداء وسيمي الطلعة، أمًا العنصر النسائي فاقتصر دوره على دعم البطل بأدوار ثانوية أغلب الأحيان لكن هوليوود السباقة دوماً إلى كل جديد ومثير قررت منح ثلاث ممثلات جميلات فرصة استثنائية للولوج إلى عالم التجسس والإثارة.

عن طريق تقديم نسخة سينمائية من أشهر سلاسل التجسس التلفزيونية ملائكة تشارلي الذي يروي قصة ثلاث عميلات سريات تحاربن الجريمة تحت غطاء مطلق من السرية، في الواقع كان ملائكة تشارلي مسلسلاً تلفزيونياً من خمس مواسم بث بين عامي 1976-1981.

ورغم التباين النقدي الشاسع إلا أن المسلسل امتلك شعبية قوية وتحول إلى رمز من رموز عالم التلفاز الأمريكي لذا فقد كان ظهور الفيلم خبراً مفرحاً لأولئك الذين أحبوا المسلسل وأجواءه وافتقدوا المغامرات الممتعة للعميلات الثلاث، قدم الفيلم عام صدوره ثلاثة من أجمل نساء هوليوود ذلك الحين كاميرون دياز درو باريمور ولوسي لو التي كانت في قمة مجدها السينمائي آنذاك.

نال الفيلم عدداً كبيراً من الانتقادات القاسية التي اتهمت صناعه باستغلال جمال الممثلات بطريقة سطحية على حساب القصة والإثارة وهذا ليس أمراً بعيداً عن الحقيقية بصراحة فالتركيز على تسريحات الشعر والمكياج المتقن حتى بعد مجموعة لا تنتهي من السيارات المتفجرة كان أمراً مغيظاً بعض الشيء.

وكان واضحاً أن أهم عوامل الفيلم كان جمال بطلاته الخارجي على حساب أي شيء آخر، ولعل هذا ما أثار حفيظة أغلب النقاد الذين كانوا متشوقين لرؤية بطولة نسائية قوية كما يبدو، لكن ومع ذلك لا يمكن لأحد أن ينكر أن هذا الفيلم كان ممتعاً ومسلياً.

وكان تغيراً حقيقياً في عالم الأكشن الجذاب دوماً عام ظهوره وأنه حقق شعبية كاسحة بين الجمهور المشتاق لكل جديد، فمهما توالت الانتقادات والاتهامات، فإن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها هي أن فيلم ملائكة تشارلي كان علامة فارقة في تاريخ البطولات النسائية الجماعية واستطاع حفر مكانة حقيقية لنفسه في تاريخ هوليوود.

لربما لم يقدم الفيلم القصة بشكل مرض تماماً، لكنه كان انطلاقة جديدة قوية لعالم مميز هو عالم الأكشن النسائي، في الواقع كان هناك محاولة محفوفة بالخطر لإعادة تقديم الفيلم الناجح جماهيرياً بممثلات جديدات عام 2019 إلا أن سحر السلسلة انتهى مع بداية الألفية.

كما يبدو ولم يستطع الفيلم الجديد تحقيق أي نجاح يذكر بل انهمرت الانتقادات على أبطاله متهمة إياه بأنه نسخة أسوأ من الأصل ولا يوجد أي ضرورة لوجوده فاليوم، وفي هوليوود تمتلك النساء حصة كبيرة في عالم الأكشن وبعض النجمات تخصصن في هذا العالم كأنجلينا جولي مثلاً ولم تعد البطولات النسائية شيئاً خارجاً عن المألوف كما كان عند بداية ظهور السلسلة.

لا شك أنك تفكر الآن؛ لكن ما الذي قد يربط ملائكة تشارلي بفيلم الطاقم؟ في الواقع لو أنك ألقيت نظرة على البوستر الخاص بالفيلم الجديد ستجد أمامك ثلاث نساء جميلات بملابس أنيقة يقفن في ممر الطائرات بوضعيات يصعب ألا تذكرك بالسلسلة الشهيرة لكن الطاقم يمتلك اتجاهاً مختلفاً بعض الشيء.

فكما يبدو من التريلر سيركز الفيلم على الإثارة الممزوجة بجرعة قوية من الكوميديا لا على جمال بطلاته فحسب كما أن النجمات الثلاث ينتمين إلى أجيال مختلفة ولكل منهن شخصية فريدة من نوعها تضيف ألقاً خاصاً على الأحداث كما أن بطلات الطاقم هن مضيفات طيران.

لا عميلات سريات قادرات على القفز من الطائرات بدون مظلات وبدون أن تخرج شعرة من مكانها، في الواقع سيكون هذا الأمر أكثر ما يميز الطاقم عن ملائكة تشارلي فالتركيز لن يكون على ملابس ومكياج البطلات بل على القصة الطريفة والأداء واللمسات التمثيلية.

وبالطبع الأجواء الراقصة المميزة التي لا يمكن لفيلم هندي أن يخلو منها، إن ما يجمع بين العملين هو فكرة البطولة النسائية المطلقة والأجواء المميزة التي تمزج بين التشويق والكوميديا والمتعة، لكن وبينما ركز الفيلم الهوليوودي على جمال بطلاته وقدرتهن على جذب اهتمام الجمهور فإن الفيلم الهندي الذي يقدم لأول مرة بطولة جماعية نسائية.

وكما يظهر من التريلر يستثمر طاقات وقدرات نجماته الرائعات ليمنح المشاهد تجربة جديدة غير المسبوقة في بوليوود بطولة نسائية تمزج الأكشن بالكوميديا ببعض الرقص والموسيقى ولا مانع من الاستمتاع بالجمال الهندي الاستثنائي لكل من المخضرمتين الجميلتين كارينا كابور خان وتابو وبالطبع كريتي سانون الشابة التي قد يشكل الفيلم تحولاً مصيرياً في حياتها المهنية.

إن عالم الأكشن شاسع للغاية ولا شك أن وجود العنصر النسائي فيه أصبح ضرورة حقيقية تشكل تجديداً محبباً لعالم سيطر عليه الرجال لأعوام طويلة ولا يوجد شك أن هذا الفيلم سيكون نقلة نوعية مهمة في عالم بوليوود السينمائي لو حقق النجاح المأمول منه، في الواقع حماسنا القوي للفيلم أمر يدفعنا لطرح سؤال من نوع خاص.

نرشح لك: أفلام هندية 2024.. سابق الزمن مع سحر الأكشن والخيال في أفلام بوليوود المرتقبة!

لا شيء يستقر على حال وكما الحياة تتغير السينما وتتطور باستمرار فبدون هذا التطور الدائم كنا سنبقى حتى اليوم في عصر السينما الصامتة.

لو كنت متابعاً حقيقياً لبوليوود وأعمالها فلا بد أنك قد لاحظت التطور الكبير الذي طرأ على هذا العالم السينمائي الفريد من نوعه لم تعد الأفلام الهندية كالسابق مزيجاً مربكاً من الإثارة والأكشن والمبالغات الغريبة ورقصات لا تنتهي، لقد أصبحت الأفلام الهندية أكثر عمقاً وأفضل تقديماً وبعضها قصّر وقت عرضه الطويل ليكون ملائماً بما يكفي لأحداث الفيلم.

كما أننا أصبحنا نرى تعاونات مذهلة بين بوليوود وجنوب الهند المتخاصمين منذ أعوام طويلة تعاونات أثبتت أن الهند في النهاية بلد واحد مهما تنوعت لغاته وثقافاته.

هذا التطور الرائع في السينما الهندية لم يأت بمفرده فخلف هذا التطور يقبع جيل كامل من الشباب الحالمين الموهوبين الذين أصروا على نقل سينما وطنهم إلى آفاق جديدة تتخطى حدود الهند الشاسعة وبفضل جهودهم ومواهبهم أصبحنا قادرين على الاستمتاع بأفلام هندية تتفوق على أفلام هوليوود المترنحة منذ أعوام بدقة تقديمها وإبهار تفاصيلها وبالطبع بوجود تلك اللمسات المميزة التي تجعل بوليوود هي بوليوود.

لو كان فيلم الطاقم واعداً كما رأينا في التريلر فسيكون نقطة انطلاق مهمة في عالم السينما الهندية وتغييراً محبباً في عالم أفلام الأكشن الكوميدية عموماً والبطولات النسائية خصوصاً فالهند تمتلك مجموعة مميزة من النجمات اللواتي أثبتن قدرتهن الكبيرة على الخوض في عوالم أفلام الأكشن والإثارة كديبيكا بادوكون التي تألقت بقوة العام الماضي.

مع شاروخان في الفيلم الرائع Pathaan وبالطبع كاترينا كيف التي لا يمكن تخيل فيلم Tiger بدون وجودها إلى جانب سلمان خان ومن منا ينسى الأداء الرائع لنايانتارا نجمة الجنوب الهندي التي تألقت في فيلم Jawan لا حدود لنجمات الهند اللواتي أثبتن ويثبتن مرة تلو مرة موهبة خلاقة وجمالاً ساحراً وقدرة فريدة على أداء أدوار مختلفة متنوعة دون الوقوع في فخ المبالغة أو الابتذال.

لكن أياً منهن لم تنل فرصة حقيقية لتكون بطلة لقصتها الخاص؛ة كل واحدة منهن كانت هناك لتساند البطل الرجل، فهل ستكون كارينا وتابو وكريتي أول من يفتح الباب أمام جميلات الهند لعالم مذهل من بطولات الأكشن النسائية؟

يصعب إعطاء جواب واضح لهذا السؤال في الحقيقة فالزمن وحده يملك جواباً شافياً وكل ما يمكن لنا فعله هو أن ننتظر لنرى توابع الفيلم ونأمل من أعماق قلوبنا أن نرى عملاً مسلياً ممتعاً يحترم بطلاته ومواهبهن ولربما لو حصل هذا فقد يشكل علامة فارقة في تاريخ الهند وعالمها السينمائي!

نرشح لك: مسلسلات 2024.. أكشن وأنيميشن وإثارة في سلاسل درامية جديدة لا تفوتك!