تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل مسلسل الصفارة امتداد لاسكتشات أحمد أمين في “البلاتوه” و”أمين وشركاه” في رمضان 2023؟

هل "الصفارة" امتداد لاسكتشات أحمد أمين في "البلاتوه" و"أمين وشركاه" في رمضان 2023؟
سارة خليل
سارة خليل

7 د

منذ الحلقة الأولى نجح في جذب المشاهدين ومتابعتهم له بقوة، واستطاع ببراعة وذكاء أن يُحلق بعيدًا عن كل الأعمال الدرامية التي قُدمت في الموسم الرمضاني لهذا العام، وحتى الأعمال الكوميدية التي ينتمي لها مسلسل "الصفارة".

ولعل ذلك يأتي مع تألق الفنان المصري "أحمد أمين" ونجوميته المُتصاعدة بقوة في السنوات الأخيرة، خاصة مع نجاحه في أول بطولة له في مسلسل (ما وراء الطبيعة) الذي أنتجته شبكة نتفليكس.

كذلك مشاركته القوية والمتميزة في مسلسل (جزيرة غمام) خلال موسم رمضان الماضي، ليعود "أحمد أمين" هذا العام لعباءة الكوميديا التي تناسبه تمامًا، وببطولة مُطلقة ثانية، يثبت معها جدارته كممثل شامل يستطيع تقديم مختلف الأدوار التمثيلية ما بين التراجيدية والكوميدية، وحتى قدراته الفنية الأخرى في العزف، والغناء، والكتابة وغيرها.

وقد حصل مسلسل "الصفارة" على إشادة واسعة من الجمهور الذي تابع حلقاته، وأصبح يردد عباراته وأحداثه، ويتداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بقوة.

العمل شارك في بطولته كلٌّ من: "طه الدسوقي، وآية سماحة، وحاتم صلاح، وإنعام سالوسة"، وهو من إخراج "علاء إسماعيل"، وتأليف ورشة الكتابة "سارة هجرس، وشريف عبد الفتاح، وعبد الرحمن جاويش"، وأشرف على الكتابة "أحمد أمين" و"محمود عزت"، والمسلسل مكون من 15 حلقة، ويُعرض على قنوات DMC.


"أثر الفراشة".. وإعادة صياغة الفكرة!

منذ الإعلان عن انطلاق المسلسل جاء معه إعلان "أحمد أمين" عن العمل الأصلي المُستوحى منه فكرة المسلسل، وهو رواية خيال علمي كلاسيكية تحمل اسم (صوت الرعد) Sound Of Thunder، للكاتب الأمريكي "راي برادبري".

والتي نُشرت عام 1952، وتتناول ما يُعرف بـ "أثر الفراشة" أو "نظرية الفوضى"، وهى نظرية فيزيائية فلسفية، حيث يُقال فيها أن فراشة ترفرف جناحيها في اليابان تتسبب في إعصار بأمريكا، وهى تعني أن الأشياء الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة على نظام معقد، حيث إن رفرفة جناح الفراشة في مكانٍ ما بالعالم وفي زمانٍ ما، قد يتسبب في حدوث إعصار بمكانٍ آخر وزمانٍ آخر لاحق، أو إن حبة رمل واحدة قد تكون سببًا في تغيير العالم، من خلال عدد من الأحداث المترتبة عليها، والتي تؤدي لهذه النتيجة في النهاية.

وهو ما جاء في الرواية التي أشار لها الفنان "أحمد أمين" في منشوره على "فيسبوك"، وترتكز عليها قصة مسلسل "الصفارة"، والتي تدور أحداثها في المستقبل في عام 2055 حول رجل يُدعى "إيكلز"، يقرر السفر عبر الزمن إلى الماضي، وبالتحديد إلى 65 مليون عام إلى الماضي من أجل قتل ديناصور.

وعلى الرغم من تحذيره من الخروج عن خطة المرشد السياحي، إلا أن "إيكلز" لا يعبأ بالتحذير ويحاول قتل الديناصور، والذي كان مقررًا له أن يموت على أية حال، بسبب سقوط شجرة عليه.

ولكنه يفزع من شكل الديناصور ويتراجع بسرعة، وعندما يعود للحاضر يكتشف تغير العالم تمامًا، بعدها يُلاحظ "إيكلز" فراشة مسحوقة عالقة في حذائه، ويتذكر كيف حدث ذلك حينما عاد للخلف مذعورًا من الديناصور، وقتها يدرك أن سحق هذه الفراشة تحت أقدامه دون أن يدري، كان سببًا في تغيير المستقبل بأكمله.

وقد أُنتجت العديد من الأعمال الفنية والسينمائية حول هذه الفكرة، كان أبرزها فيلم (The Butterfly Effect) الذي صدر عام 2004، وقدمه "أشتون كوتشر"، وأخرجه "إريك برس".


هل "الصفارة" امتداد لاسكتشات "البلاتوه" و"أمين وشركاه"؟

كما ذكرنا، مسلسل "الصفارة" هو عرض لفكرة "أثر الفراشة"، وما جاء في رواية (صوت الرعد) بشكل كوميدي ساخر، ولكن مع توالي الأحداث بالسيناريو الذي جاءت عليه من حيث كوميديا الموقف والسخرية منه.

أصبح هناك تداعٍ لأعمال مشابهة قدمها "أحمد أمين" مثل برنامجه الأشهر (البلاتوه)، والذي كان نقطة انطلاقه وبداية نجاحه وشهرته، ومن بعدها برنامج (أمين وشركاه)، والذي شارك في كتابته فريق الكتابة الذي يتعاون معه "أحمد أمين" منذ سنوات وحتى الآن ويُشرف عليه، وخاصة "سارة هجرس"، و"شريف عبدالفتاح"، بالإضافة إلى المخرج "علاء إسماعيل".

ويأتي ذلك التشابه في العديد من الأمور، سواء في جُمل الحوار التي تحمل روح (البلاتوه)، أو ببعض المواقف والسلوكيات التي كانت مادة للسخرية منها في برنامج "أحمد أمين"، والتي استطاع المزج بينها وبين المشاهد والأحداث في المسلسل.

وحتى بعضها انتقده "أحمد أمين" من قبل وسخر منه في برنامجه، سواء التعامل مع الطعام، أو المواقف التي تحدث بين أولياء الأمور في المدرسة، أو في النادي، وطريقة التعليم، أو في السخرية من كلمات بعض الأغاني، حتى مع التنوع الذي قدمه في البرنامج.

وإضافة بعض الأغاني لمشاهد المسلسل، جميعها عبّرت عن تلك الروح التي حملها بالفعل فريق ورشة الكتابة بالأحداث، والتي تشعر معها خلال مشاهدة الحلقات بأنك تشاهد موسمًا جديدًا من البرنامج، ولكن في إطار قصة رئيسية تربط كل تلك الأحداث ببعضها.

الأمر الآخر هو أن قصة المسلسل في حد ذاتها ساعدت كثيرًا على تقوية هذا الطرح، كونها عبارة عن قصص مختلفة، بشخصيات مختلفة، حتى وإن تشابهت في الأسماء، ولكن نمط حياتها وأسلوبها في الكلام، وشكلها الخارجي مختلف، مما عزز من الإحساس بأنك تشاهد عدة اسكتشات متتالية، وسمح أكثر بمناقشة عدة موضوعات مختلفة.

وعلى الرغم من ذلك، لم يؤثر الأمر سلبًا على المسلسل بل على العكس، فإنه قُدم بشكل كوميدي جدًا وخفيف الظل، استطاع استحضار الضحكة من القلب، والاستمتاع بمشاهدة عمل مختلف بكل المقاييس، سواء بتناول فكرة تنتمي لعالم الفانتازيا، أو حتى بكوميدية "أحمد أمين" التي افتقدناها كثيرًا مع ابتعاده المؤقت عن الأعمال الكوميدية خلال السنوات الماضية، وتقديمه أعمالًا تراجيدية.

وحتى مع توقف برنامج (البلاتوه) ومن بعده (أمين وشركاه)، وعدم إنتاج مواسم جديدة منه، الأمر الذي جعل المشاهدين متعطّشين لمتابعة الكوميديا التي يُقدمها "أمين"، والمختلفة تمامًا بطبيعة الحال عن سواها، وأيضًا قريبة جدًا من البيت المصري، الذي وجد معها الاتصال والإحساس بالتقارب الوجداني، لتشعر معها بأن "أحمد أمين" وفريق العمل معه، وكأنهم أحد أفراد أسرتك، ويعرفون الكثير عن حياتك.


طرح مكرر ومقارنات بأعمال سابقة أبرزها فيلم "كليك"

فيديو يوتيوب

وعلى الرغم من تميز فكرة "الصفارة" إلا أنها لم تَسلم من المقارنات بأعمال أخرى سابقة، كان أبرزها فيلم "كليك" للنجم الأمريكي "آدم ساندلر"، والتي تحكي عن مهندس يعاني من ضغوط في عمله بسبب رئيسه، يستطيع الحصول على جهاز (ريموت) من مهندس آخر غريب الأطوار، يستطيع من خلال هذا الجهاز التحكم في الزمن، وإيقافه أو إعادته للماضي، فيبدأ بتغيير بعض الأحداث، لكن مع سفره للمستقبل وبالتحديد بعد 6 سنوات، يكتشف نتائج هذه التغييرات التي يقوم بها على حياته في المستقبل.

وكذلك مقارنة المسلسل بأعمال أخرى مثل: The Butterfly Effect، Bedazzled، When We First Met، ساعة رضا، والحقيقة أن فكرة السفر عبر الزمن هى فكرة قُتلت بحثًا، وقُدمت بأشكال وأنماط متعددة، في أعمال أجنبية وعربية، سواء بالسفر للماضي أو المستقبل، أو بالدخول في أكوان وعوالم موازية، وتغيير أنماط حياة والعيش في حيوات أخرى كما جاء في المسلسل، ولكن يبقى الاختلاف في كيفية تقديمها، وما الجانب الجديد الذي سيُضيئه صُناع العمل للمُتفرج هذه المرة.

وفي رأيي، ما جعل المسلسل يحقق هذه المشاهدة الكبيرة وهذا النجاح حتى هذه اللحظة، هو المواقف وجُمل الحوار، ورسم الشخصيات التي عكست الكثير من الأشياء التي يتداولها الناس عبر السوشيال ميديا وتحظى باهتمامهم، والتي جاءت كوميدية وساخرة بنجاح، مما جعل الأمر أكثر إمتاعًا للمشاهدين.

وربما هى كاريزما "أحمد أمين" الذي أصبح محبوبًا لدى المُشاهدين، بعد أعماله الناجحة التي حققها مؤخرًا، وحتى نجاحه في أعماله الكوميدية السابقة سواء في البرامج أو المسرح أو حتى مسلسل (الوصية) الذي قدمه مع "أكرم حسني" وحقق نجاحًا ساحقًا، وكان متميزًا أيضًا في موضوعه.


للمرة الثانية.."أحمد أمين" يتصدر بطولة المسلسل!

للمرة الثانية يظهر فيها "أحمد أمين" بطلًا لعمل درامي، وربما السر لديه كما ذكرنا في كاريزما البطل، التي أصبحت ملازمة له، ليُحقق معها ما يستحق من نجاح وإشادة ومدح.

وتظهر معها إمكانياته كفنان شامل، لا يقوم بتمثيل الأدوار التراجيدية والكوميدية معًا بتفوق واقتدار فقط، ولكن أيضًا مواهبه الأخرى في الكتابة، والغناء، والعزف، والرسم، وحتى تقديم البرامج، والستاند أب كوميدي، لنصبح أمام موهبة استثنائية، خطت خطوات ثابتة وقوية.


"طه الدسوقي" موهبة قادمة بقوة على الطريق

ذو صلة
فيديو يوتيوب

من المفاجآت الأخرى في مسلسل "الصفارة"، وإن كانت ليست مفاجأة بالنسبة لي، فنان استطاع هو الآخر تقديم أداء متميز واستثنائي له، هو الفنان الشاب "طه الدسوقي"، والذي نجح خلال سنوات قليلة في الوصول لقلوب المشاهدين، خاصةً بعد نجاحه الكبير في مسلسل (موضوع عائلي) مع النجم "ماجد الكدواني"، والذي عُرض مؤخرًا على منصة شاهد وحقق نجاحًا كبيرًا.

"طه الدسوقي" الموهبة القوية والقادمة بسرعة الصاروخ، استطاع تقديم عدة شخصيات متنوعة في مسلسل "الصفارة" بمهارة تقول الكثير عن موهبته وذكائه الفني، كما أن "الكيميا" التي ظهرت بينه وبين الفنان "أحمد أمين" جعلت لهما ظهورًا خاصًا، وطلة مُختلفة تُثير البهجة والضحك بداخلك حتى دون حوار، و"طه الدسوقي" كان كذلك أحد فريق الممثلين في برنامج (البلاتوه)، الذي يبدو بأنه أصبح تميمة الحظ والنجاح للكثيرين من صُناع مسلسل "الصفارة".

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة