تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

وداعًا كابتن ماجد.. كيف أصبحت كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في اليابان؟

في وداع الكابتن ماجد أراجيك فن arageek art 2024
ساندي ليلى
ساندي ليلى

15 د

حماس، توتر، إثارة، ومتعة لا تصدق، مفردات تحكم عالماً ساحراً لا مثيل له؛ إنه عالم المستديرة عالم كرة القدم، تعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية حول العالم.

وفي كل عام تستقطب مزيداً من المعجبين واللاعبين الذين تضاهي شهرتهم نجوم هوليوود وتفوقها أحياناً، لكرة القدم تاريخ عريق حافل؛ إنها لعبة رائعة محكومة بقواعد أخلاقية لا تمنعها من أن تكون تنافسية قوية ولا يوجد عمر محدد لهذه اللعبة؛ إنها لعبة كل الأعمار رغم أن من يرغب في احترافها يتوجب عليه البدء باللعب منذ الصغر لإتقانها كما ينبغي 

بسبب شعبية كرة القدم الكاسحة أصبح فوز منتخب كرة القدم في بطولة كأس العالم حدثاً تاريخياً يعتز به أهل البلاد تذكر كيف احتفت الأرجنتين بفوز منتخبها بكأس العالم، تلك اللحظة التي تحولت إلى فارقة تاريخية في مسيرة البلاد بأسرها.

لا تزال هناك بلدان كثيرة لم تنل شرف حمل كأس العالم خاصة البلاد العربية ذات المنتخبات القوية كتونس والمغرب ومصر وغيرها، ومما لا شك فيه أن اليابان واحدة من الدول التي تتوق بحق للفوز بكأس العالم ومما شهدناه في مونديال 2022 الأسطوري لم يعد هذا حلماً بعيد المنال.

تعشق اليابان كرة القدم وتدرك سحرها الخلاب العالمي حتى قبل انفتاحها على العالم والسبب في هذا يعود إلى المانغا الأشهر والأكثر شعبية ونجاحاً مانغا الكابتن تسوباسا التي خرجت لتسحر اليابان عام 1981 وتحولت لاحقاً إلى أحد أشهر الأنميات الرياضية على الإطلاق، ألم تعرفه بعد؟

إنه الأنمي الذي كنت تنتظره بفارغ الصبر يوماً بعد يوم؛ الأنمي الذي لا شك أنه زرع في قلبك حب كرة القدم والمعروف في العالم العربي باسم الكابتن ماجد، عَبر أكثر من أربعة عقود تربع الكابتن تسوباسا أو ماجد كما سنطلق عليه بقية المقال على عرش الأنميات الرياضية بسحر لا يضاهى وحب متزايد لكرة القدم وتم تجديده مرات عديدة وبقي مواكباً للتطور الذي طرأ على عالم الأنمي 40 عاماً والكابتن ماجد يسحرنا.

لكن أعلن تاكاهاشي مؤلف الأنمي أن الكابتن تسوباسا سيلعب مباراته الأخيرة وأنه سيتوقف قريباً بعد 43 عاماً من النجاح الهائل ذلك بسبب ظروفه الصحية، لم يكبر تسوباسا يوماً وبقي لأربعين عاماً شاباً يضج بالحياة والحلم والحب لكرة القدم لكن يويتشي تاكاهاشي أصبح في الـ 63 من عمره.

ولم يعد قادراً على المزيد من العطاء وقرر الاعتزال، سيطلق تسوباسا أو ماجد صافرة النهاية في أبريل المقبل تاركاً فراغاً محسوساً في عالم الأنمي عموماً والرياضة خصوصاً، لذا ومن وحي هذا الخبر المؤسف قررنا في "أراجيك فن" أن نصحبك عزيزي القارئ في رحلة مفعمة بالأمل والطموح وذكريات الطفولة لنتعرف معاً على الأسباب التي جعلت من الكابتن ماجد الأنمي الرياضي الأفضل والأسباب التي تجعل توقفه شيئاً مؤسفاً للغاية.

  •  قيم إيجابية رائعة صاغت طفولتنا 
فيديو يوتيوب

كثيراً ما قلنا أن الأنمي ليس موجهاً للأطفال بالضرورة؛ فهو عالم فني شاسع يحتضن عدداً كبيراً وتنوعا هائلاً من الأعمال والقصص التي قد لا تكون مناسبة جداً للأطفال أحياناً، لكن الأنميات الرياضية تجذب الفئة الأصغر سناً على الدوام، فكل طفل يعشق الكرة واللعب فكيف لو كان بطل الأنمي طفلاً مثله.

لو كنت قد ولدت في الثمانينات والتسعينات، فلا شك أنك وفي طفولتك انتظرت بشغف ذلك الطفل الطموح الموهوب ومبارياته الحماسية الخيالية، الطفل الذي عرفناه في العالم العربي باسم الكابتن ماجد، لقد صاغ ماجد طفولتنا وأصبح جزءاً لا يتجزأ من نسيج ذكرياتنا ولا يمكن لأي طفل امتلك والداه تلفازاً ألا يكون قد حلم بيوم من الأيام أن يلعب مع ماجد ورفاقه في مباراة حماسية مثيرة.

لم يكتف الكابتن ماجد بإثارة حماسنا فقط فرغم كونه عملاً أجنبياً قادماً من اليابان البعيدة، إلا أن تاكاهاشي صاغ حكاية بطله بطريقة جعلته صالحاً لكل ثقافة ولكل طفل.

وكان عمله الأسطوري مفعماً بقيم إيجابية مميزة تجعله أفضل أنمي رياضي بلا شك، فعبر حلقات الأنمي نرى عزيمة ماجد الذي يتدرب باجتهاد ليصبح لاعباً محترفاً ونرى روحه الطيبة وإصراره على عقد الصداقات حتى مع خصومه فعندما يفوز ماجد بمباراة ما فإنه لا يشمت بخصمه بل بالعكس يسارع لمواساته وإبلاغه كم استمتع باللعب معه.

كما ركز الأنمي على حقيقة وأهمية الروح الرياضية فكرة القدم ليست ساحة حرب بل هي لعبة نظيفة عريقة تحكمها الأخلاق والاحترام المتبادل، وأكد على أهمية الصداقة وأن جمال كرة القدم هو في روح الجماعة وفي تعاونك مع رفاقك فكما أن الفوز هو فوز الفريق فالخسارة أيضاً للفريق بأكمله.

لم يكن ماجد لاعباً محترفاً عالمياً منذ الحلقة الأولى، بل كان مجرد طفل موهوب أحب اللعبة وحلم بأن يصبح اللاعب الأفضل واستطعنا عَبر حلقات الأنمي الكثيرة أن نحلم مع ماجد وأن نراه يكبر ويتطور ويتحول إلى ما حلم به، إلى لاعب دولي أسطوري استطاع أن يعقد خلال مسيرته الرياضية الكثير من الصداقات الرائعة مع لاعبين هزمهم وهزموه دون أن ينسى ولو للحظة أولئك الذين ساعدوه ليحقق حلمه رفاقه وعائلته ومدربه الذي كان أول من اكتشف موهبته غارساً في قلب كل مَن شاهده فكرة الامتنان ورد الجميل.

عَبر حلقات الأنمي تمتعنا بمباريات أسطورية جعلتنا نلهث حماساً لنعرف مَن الذي يفوز في هذه المباراة التي كانت تمتد لعشرين حلقة أحياناً، لكن مع ذلك بقينا مترقبين منتظرين متأملين أن يفوز ماجد ويتخطى هذه العقبة الصعبة فقط ليجد أمامه عقبة أصعب وأقسى فالطريق إلى الحلم لا يفرش بالورود.

بل ينبغي عليك السعي بقوة وإصرار وعزيمة لا تهاون فيها لتحقيق طموحك وهو ما استطاع ماجد عَبر أعوامه الطويلة في غرسه بنجاح واضح في قلب وروح كل طفل تسمر أمام التلفاز كي يشاهده.

لم يكن الكابتن ماجد مجرد أنمي رياضي عن كرة القدم بل كان حكاية طفل حالم سعى بكل ما يملك ليحقق حلماً بدا بعيد المنال، حكاية تركت أثراً هائلاً في قلب كل من أحبه وتأثيراً إيجابياً واضحاً يجعله أفضل أنمي يمكن لطفل أن يشاهده بلا أي قلق من أي أفكار سلبية غير الملائمة فالكابتن ماجد هو قصة عن طفل حالم موجهة لكل طفل حالم كي يسعى ويجتهد لأجل حلمه ولعله أفضل ما يمكن لأي طفل أن يشاهده بدون أي قلق من الأهل.

  • شخصيات أصبحت جزءاً منا 
فيديو يوتيوب

استطاع تاكاهاشي أن يجعل من بطله الكابتن تسوباسا أشهر لاعب كرة قدم في العالم، رغم أنه شخصية خيالية والفضل الأساسي في هذا يعود إلى الطريقة الجذابة اللطيفة التي صاغ بها شخصيته، في عالمنا العربي أحببنا تسوباسا باسم مختلف هو ماجد الذي تحول إلى رمز ثقافي لأي لاعب كرة قدم بارع متخطياً حدود الثقافة واللغة وحتى التقاليد ليتربع على عرش قلوبنا.

يمتلك "ماجد" شخصية جذابة جداً ولعل أكثر ما جعلنا مغرمين به هي حقيقة أنه كبر ونضج أمامنا، كان ماجد في بداية الأنمي طفلاً في المرحلة الابتدائية، انضم إلى فريق مدرسة تفتقر بشدة إلى لاعبين أقوياء، لكن هذا لم يحبطه بل بالعكس جعله أكثر إصراراً على دعم فريقه هذا ليصبح الفريق الأقوى.

كان ماجد طيباً لطيفاً حتى في المباراة بروح رياضية عالية وعزيمة لا تلين لأجل تحقيق الحلم، مع تقدم ماجد في العمر أصبحت شخصيته أكثر نضجاً لكنه حافظ على روحه الرياضية وشغفه الأبدي بكرة القدم، لكن أهم ما ميز شخصيته كان الإخلاص فماجد حتى بعدما صار لاعباً دولياً لم ينس رفاقه القدامى الذين لعب برفقتهم طفلاً ولم نره يوماً مغروراً أو متكبراً وهذا كان أفضل جزء من شخصيته الرائعة كلاعب بارع وإنسان لطيف.

يشعرك ماجد أنه صديق لك وأنه يشبهك فهو في النهاية كان طفلاً حالماً نضج ليصبح رجلاً حالماً وكل هذه الأسباب جعلته جزءاً مهماً من ذكرياتنا كأطفال وككبار حتى، ولا يمكن أبداً الحديث عن ماجد دون الحديث عن ميساكي تورو أو كما عرفناه في العالم العربي ياسين توأم روحه وصديقه المقرب ياسين الموهوب اللطيف بدوره والذي شكل ثنائية مذهلة مع ماجد ليتحولا إلى رمزية قوية خالدة في عالم كرة القدم.

كان ياسين بارعاً جداً في كسب الأصدقاء يمتلك مهارات كروية تقارب مهارات صديقه، لكن هذا لم يجعلهما متنافسين بل بالعكس أصبحا مثالاً يضرب في التعاون والتفاهم، لم يركز تاكاهاشي على لاعبي الهجوم فقط بكل تأكيد فحارس المرمى ركن أساسي مهم لأي فريق، بل إن بعض حراس المرمى يحققون شهرة جماهيرية تفوق كل لاعبي الفريق.

وفي عالم الكابتن ماجد يبرز اسم واحد بقوة، إنه وليد أو واكاباياشي غينزو الحارس الأسطوري المميز بقبعته وقفازيه ومهاراته الأسطورية في حراسة المرمى، رغم أنه كان شخصية غير المحببة في البداية، إلا أنه سرعان ما أصبح من أقرب الشخصيات لماجد وأكثرهم شعبية كما أنه وكسائر شخصيات الأنمي يمتلك طموحاً كبيراً لأن يصبح أفضل حارس مرمى في العالم ويسعى بكل جهده لتحقيق طموحه هذا مهما كلفه الأمر.

ولا بد بالطبع من وجود منافس قوي لماجد منافس بارع يجعل المنافسة أشد إثارة وقوة إنه بسام أو كوغيرو هيوغا الشرس القوي الذي يشعرك أنه ثور هائج يقتحم الملعب، رغم شراسته إلا أن بسام كان طيب القلب بحق، كما أنه لاعب بارع موهوب استطاع خلق انسجامًا مميزًا مع ماجد كمنافس وصديق، إضافة إلى أنه يحمل مسؤولية عائلته بعد وفاة أبيه في حادث مروري ورؤيته في الملعب مثيرة للغاية.

كان بسام مثالاً قوياً عن اللاعب الموهوب الذي لا تمنعه صعوبات الحياة عن صقل موهبته بالتدريب المستمر والسعي الأبدي وراء حلم حياته، لكن حياة بسام الصعبة كانت لا شيء أمام مازن أو ميساغي جوون الذي ورغم مرضه بالقلب إلا أنه لم ييأس وبقي مصرًا على لعب كرة القدم حتى لو كان على حساب حياته.

كان مازن موهوباً بشدة لطيفاً ذكياً يمتلك قدرة فريدة على قراءة تكتيكات الفريق المنافس ووضع خطة لمجابهتها بشكل فوري، كانت كرة القدم هي الحياة بالنسبة لمازن الذي لم يسمح لمرضه بإنهاء حلمه وكانت منافسته الشرسة مع ماجد وبسام ذروة العمل وأقوى ما فيه.

لقد استطاع تاكاهاشي تقديم شخصيات رائعة في عمله شخصيات جمع بينها الشغف والحلم والطموح قدمها لنا بصورة أطفال صغار كي نتمكن من مشاهدة نضوجهم الكروي والشخصي وأسسهم ليكونوا رفاق دربنا وإلهاماً لكل العالم، لم يخفف الزمن من سحر ماجد ورفاقه حتى بعدما كبرنا نحن ونضجنا.

إلا أننا في كل مرة نسمع الشارة المميزة نشعر أننا لم نكبر وأننا عدنا أطفالاً مفعمين بالأحلام راغبين جداً في اللعب مع ماجد وعمر وياسين ووليد؛ مباراة ملحمية تمهد للحلم الأعظم، لقد نجح تاكاهاشي ببراعة في جعل كل شخصياته شخصيات حقيقية بشدة وحولهم من مجرد رسومات كارتونية إلى رفاق لدروبنا ورموز لأحلامنا. 

  •  جعل كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في اليابان 
فيديو يوتيوب

لربما ستصدمك هذه الحقيقة لو كنت ممن انبهروا بأداء اليابان المشرّف في مونديال قطر لكن وفي الواقع وحتى الثمانينات كانت البيسبول هي اللعبة الأكثر شعبية في اليابان، ولم تكن كرة القدم لعبة معروفة بل كانت محصورة في نطاق ضيق للغاية، لم يكن الكابتن تسوباسا أول مسلسل أنمي لكرة القدم بل كان أنمي Akaichi no Irebun الصادر عام 1970 هو الأول والذي عرف في العالم العربي باسم أبطال الملاعب.

لكنه لم يستطع جذب الاهتمام إلى كرة القدم وبقيت لعبة قليلة الشعبية حتى ظهر للعالم طفل موهوب يحلم أن تتأهل اليابان إلى بطولة كأس العالم طفل يدعى تسوباسا، ألهم الأنمي اليابان وفتح العيون على سحر كرة القدم وتحولت هذه اللعبة إلى اللعبة الأكثر شعبية في البلاد.

وبدأ الخيال يتحول إلى حقيقة وأصبح لمنتخب اليابان مكانة مهمة في عالم المستديرة وبدأ نجم لاعبي اليابان بالسطوع في أوروبا كهدويتشي ناكاتا الذي يعد من أفضل اللاعبين الآسيويين في العالم ولعب في أندية شهيرة كروما وبولتون واندرز وغيرهم الكثير، لعب ناكاتا في كأس العالم مع المنتخب الياباني في 1998 وفي 2002 وأيضاً في 2006 مقدماً مع منتخبه أداء أسطورياً لا ينسى.

ذكر ناتاكا كثيراً أن تسوباسا كان السبب وراء اختياره كرة القدم في صباه بدلاً من البيسبول كسائر أقرانه ففي مقابلة أجريت معه عام 2005 في برنامج Talk Asia على قناة CNN عقب توقيعه مع فريق بولتون واندرز قال:" عندما بدأت لعب كرة القدم لأول مرة كانت البيسبول أكثر شعبية، لكن كان هناك مانغا عن كرة القدم كانت رائعة جداً قرأتها وشعرت بإلهام يدفعني للعب كرة القدم".

لقد ألهم تسوباسا جيلاً كاملاً من أطفال اليابان ورسخ في قلوبهم وعقولهم حباً وشغفاً لرياضة رائعة تحولت إلى اللعبة الأكثر شعبية بعدما كانت لعبة مهملة لا يعرفها إلى القلائل، تأثير ثقافي هائل نرى أثره الآن في الأداء الأسطوري لمنتخب اليابان الذي يبهرنا مرة تلو مرة بتكتيكات عالمية ومهارات تذهل العالم.

لقد حلم تاكاهاشي بعالم تكتسح فيه اليابان كرة القدم لربما لم يتحقق هذا الحلم بعد، لكن ومما نراه في الملاعب خاصة في الأعوام الماضية لم يعد حلم تاكاهاشي عسير المنال ومن يعلم قد يكون كأس العالم القادم يابانياً ويتحول الخيال إلى أجمل حقيقة. 

  •  ليس فقط اليابان العالم كله يعشق ماجد 
فيديو يوتيوب

كأي عمل من فئة الأنمي يجنح الكابتن ماجد إلى الخيال كثيراً؛ فالركلات الأسطورية ذات الأسماء القتالية التي استمتعنا بها في طفولتنا كتسديدة الصقر والركلة النارية يستحيل وجودها في الواقع فمهما بلغت براعة اللاعب سيكون تمزيق الشباك أو تحدي الجاذبية أو إرسال الكرة من طرف الملعب إلى المرمى بضربة واحدة شيئاً عسيراً بعض الشيء.

لكننا نحب الكابتن ماجد لهذا السبب لأنه مزج الخيال بالحقيقة ومتعة الرياضة ولأنه ولأعوام أمتعنا بمباريات أسطورية عالمية لا تنسى حفرت حفراً في ذاكرتنا، كنا في الفقرة السابقة قد تحدثنا عن التأثير الكبير الذي تركه ماجد على واقع كرة القدم اليابانية.

لكن هذا التأثير تجاوز اليابان إلى العالم كله ففي واقع الأمر وبفضل الدبلجة إلى لغات مختلفة أصبح تسوباسا اللاعب الياباني عالمياً فأصبح اسمه كما تعلم ماجد كامل في عالمنا العربي وأوليفر بينجي في أسبانيا والبرتغال وأمريكا الجنوبية انتشار عالمي غير المسبوق في زمن كان الأنمي الياباني في بداية شعبيته.

كان هذا الأنمي ظاهرة عالمية والدافع الأول لأعظم لاعبي كرة القدم لاحتراف اللعبة في سن صغيرة كأندريس إنييستا لاعب برشلونة السابق والرجل الذي اقتنص كأس العالم لأسبانيا الذي أعلن أن أوليفر أو تسوباسا كان السبب الحقيقي وراء كونه لاعبًا كرة القدم في المقام الأول.

إضافة إلى جيمس رودريغيز، فرناندو توريس، أليساندرو ديل بييرو وزين الدين زيدان؛ أسماء عملاقة في عالم المستديرة كان الإلهام الأساسي والحقيقي لهم أنمي يحكي قصة لاعب ياباني اسمه تسوباسا أو أوليفر كما عرفوه، حتى في فئة الشباب كان لتسوباسا فضل كبير في اختراقهم عالم كرة القدم كاللاعب الأرجنتيني الشاب أليخاندرو غارناتشو الذي وشم وبفخر كابتن تسوباسا ورفاقه على جسده كإعلان واضح عن حبه العميق لهذا العمل الذي كان له الدور الأول في مسيرته الكروية بلا أي شك.

لقد ألهم ماجد كما نعرفه ونحبه جيلاً كاملاً من الشباب الياباني وأعظم لاعبي العالم على حد سواء عن طريق رواية أفضل قصة خيالية عن كرة القدم على الإطلاق، وزرع في قلوب العالم كله حباً لا يتزحزح لأفضل وأكثر رياضات العالم شعبية.

لم يكن ماجد بطلاً خارقاً ولم يكن ثرياً أو لاعباً محترفاً، لقد كان طفلاً موهوباً وصديقاً لطيفاً وفتى طيباً عشنا معه مغامرات عظيمة أسست لأعوام طويلة من الامتنان والحب تجاه ماجد الذي كبرنا معه وعشنا تفاصيل حلمه وأحببنا رفاقه وخصومه، وانتظرنا مبارياته القوية يوماً تلو يوم ماجد الذي جعل كرة القدم أفضل شيء يمكن لك فعله في أي وقت وحلماً جميلاً تحول عند بعض من أحبوه إلى حقيقة ملموسة.

  •  أنميات رياضية كثيرة لكن.. لا أحد مثل ماجد
فيديو يوتيوب

إن الأنمي عالم واسع بحق، عالم تتزايد إنتاجاته بذخاً مع تزايد شعبيته؛ ففي هذه الأيام أصبحت حلقة الأنمي الواحد تكلف مبلغاً مرعباً، أمًا الأنميات الرياضية فقد أصبحت تركز على كرة القدم أكثر من ذي قبل ذلك بفضل الأداء الرائع المميز للمنتخب الياباني في الأعوام الأخيرة.

كما سبق وقلنا لم يكن ماجد أول أنمي رياضي يتناول كرة القدم، ولا آخر أنمي بكل تأكيد لا شك أنك تذكر الكابتن رابح ذلك الشاب الطامح للعب مع إيطاليا في كأس العالم لكن جنسيته تمنعه من المشاركة معهم، ومَن منا لم يذرف دموعاً غزيرة عندما شاهد أنمي شوت الذي كان أبطاله طلاب المدرسة الثانوية الطامحين لتحقيق حلمهم باحتراف كرة القدم، لقد كانت التسعينات مجيدة بلا شك في عالم الأنمي.

أمًا في العصر الحديث فقد أذهل أنمي Blue Lock العالم بأسره رغم جنوحه الكبير إلى الخيال الشاسع إلا أنه وفي نظر الكثير من متابعي الأنمي يعتبر من أفضل الأنميات الرياضية في العام الماضي، لكن كل هذه الأنميات قديمها وحديثها لم تنجح على الإطلاق في ترك أثر قوي كما فعل تسوباسا أو ماجد، نعم إنها أنميات رائعة مذهلة.

لكن ماجد كان الأنمي الوحيد الذي نجح في إزاحة لعبة البيسبول عن عرش اللعبة الأكثر شعبية، ونجح في إلهام الملايين حول العالم ليعشقوا لعبة كرة القدم، وبعضهم أصبح من أسياد اللعبة بفضله، لا أحد مثل ماجد إنه المنتهى والمصب في عالم الأنميات الرياضية عامة وكرة القدم خاصة.

لا أحد مثل ماجد الذي بحت حناجرنا ونحن نهتف بأعلى صوتنا تشجيعاً له ولرفاقه، ماجد الذي أسعدنا أطفالاً وكباراً وترك أثراً لا يمحى في أرواحنا، ذلك الحالم الصغير الذي عشنا معه حلمه طفلاً ويافعاً وبالغاً، حتى أصبح حلمه حلم ملايين حول العالم لا أحد مثل ماجد ولا يمكن لأحد أن يكون مثله.

ختاماً كان تسوباسا حلماً جميلاً بعيدًا عن التحقيق، راود شاباً يابانياً صغيراً يدعى يويتشي تاكاهاشي، الذي حلم بيوم تحتضن اليابان كأس العالم لكرة القدم، وأراد مشاركة حلمه الأسطوري، هذا في بلاد لا تكترث باللعبة حتى عن طريق الأنمي دون أن يعرف أنه سيغير تاريخ بلاده الرياضي.

كان تاكاهاشي كبطله مفعماً بالطموح والأمل واستطاع في مدة قصيرة أن يجعل من قصته حدثاً عالمياً وأن يجعل من كرة القدم تلك اللعبة المهملة اللعبة رقم واحد في بلاده، وتحول تسوباسا إلى ماجد وأوليفر حاملاً أحلامه إلى العالم كله، سيظل ماجد إلى نهاية الزمن شاباً حالماً وأسطورة كروية دون أن يكبر سيظل دوماً حلماً لطيفاً.

ستتوقف قصة تاكاهاشي الرائعة بعد أعوام طويلة من المتعة والإثارة، لكن تسوباسا سيظل هناك في قلب كل مَن أحبه طفلاً موهوباً وشاباً طموحاً ولاعباً رائعاً، ولا شك في حقيقة أنه سيترك فراغاً مؤلماً، لن يستطيع أي أنمي آخر مهما بلغت شعبيته ملأه، لكن أجمل ما في الأنمي أنه خالد للأبد، ومتى ما افتقدنا ماجد سنجده هناك ينتظرنا لنعيش معه مغامرة لطيفة مليئة بالقيم الرائعة والرفاق الطيبين والكثير من الإلهام الكروي.

ذو صلة

ومَن يدرى قد نرى الخيال حقيقة يوماً ما، ولربما سنرى تسوباسا مجدداً، لكن بنسخة واقعية عندما ستحمل اليابان كأس العالم وسيرى تاكاهاشي حلمه يتحقق بعد أعوام طويلة من الانتظار لا أحد يعرف ماذا تخبئ الأيام.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة