بعد أزمة نتفلكس وبريطانيا بسبب The Crown.. مسلسلات تسببت في أزمات دولية

تعتبر أزمة نتفلكس وبريطانيا بسبب The Crown هي الأحدث إلى حد كبير بالنسبة إلى المشكلات الدبلوماسية التي تتسبب بها أحيانًا الأفلام والمسلسلات، فبعضها يكون عن قصد لتوجيه رسالة إلى دول ومنظمات أو حكومات معينة، وبعضها الآخر يكون بشكل مفاجئ وربما لا يقصده صنّاع العمل على الإطلاق ليُفاجأوا بأن الفيلم أو المسلسل تسبب في مشكلة مع دولة ما أو حكومة أو حتى شعب معين.

وتعتبر الأزمة بين نتفلكس وبريطانيا من النوع الأخير إلى حد كبير، فبعد اتهامات الأسرة المالكة للمسلسل أنه يُشوِّه السلالة الأكثر عراقة حول العالم ويروي سيرة الملكة إليزابيث بطريقة غير حقيقية، فإن نتلفكس Netflix تؤكد أنها لم تقصد أي إساءة خصوصًا أن المسلسل في موسمه الرابع وجد أصداء إيجابية متنوعة. ولكن هل هذا حال بقية الأعمال الفنية التي تسببت في أزمات دولية؟

أقرأ أيضًا: كل ما نعرفه حتى الآن عن الموسم الخامس من مسلسل The Crown

وهو المسلسل الذي نافس به الزعيم عادل إمام في الماراثون الرمضاني عام 2012، وواجه المسلسل الكثير من المشكلات من قبل حتى عرضه وبمجرد الإعلان عن البرومو الدعائي، إذ اعترضت الصحف الإسرائيلية بشدة على وصف عادل إمام لدولة إسرائيل بأنها “محتلة” ليرد الزعيم “أومال أوصفها بإيه؟ أكيد محتلة وستين محتلة” لتتأجج المشكلات أكثر.

وتدور القصة حول ملحق دبلوماسي سابق في السفارة المصرية بتل أبيب يقرر هو ومجموعة معه السطو على بنك احتجاجًا على أعمال العنف ضد الفلسطينيين، ورغم نفي المخرج محمد إمام أي عداء مع إسرائيل وأنها مجرّد محطة في المسلسل إلا أنه يُصنَّف من ضمن المسلسلات التي أثارت أزمة وقتها على الأقل على مستوى الإعلام، وظهر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ليوجِّه اتهامات للمسلسل قائلًا إنه ليس للفن ولكن لنشر الكراهية.

وهو مسلسل إنتاج عام 2018 وبطولة أحمد عز وهاجمت وزارة الخارجية السودانية المسلسل بشدة وقتها وأكدت أنه يتعمد تشويه صورة الشعب السوداني وتصوير الأراضي السودانية أنها ملجأ للإرهابيين والمتطرفين وطالبت وقتها الحكومة المصرية بالتدخل لعقاب القائمين على العمل للحفاظ على العلاقة التاريخية الوطيدة بين الشعبين.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تم استدعاء السفير المصري في السودان وتوجيه احتجاج رسمي له بسبب المسلسل، وهو ما دفع الحكومة المصرية للرد مؤكدين أن العمل من وحي خيال مؤلفه وأنه لم يتعمد أي إساءة للشعب السوداني الشقيق وأنه لا يعكس على الإطلاق مواقف الدولة المصرية تجاه الخرطوم.

وهو واحد من أهم العلامات في الدراما المصرية والعربية ومن الأفضل على الإطلاق في مشوار الفنان محمد صبحي والذي وجد هجومًا كبيرًا عليه من وقت تصويره وليس فقط بعد عرضه، ولاقى المسلسل نجاحًا مذهلًا على مستوى الجمهور والنقاد على حد سواء لتصوير خطة صهيون في احتلال فلسطين ونشر الفوضى على مستوى العالم.

وقد هاجمت إسرائيل بشعبها وحكومتها المسلسل وطالبت بوقف تصويره على أساس أنه “معاد للسامية” ولكن تم الرد وقتها بحرية الفن والإبداع، صحيح أن المسلسل من النادر عرضه على شاشات التليفزيون الآن ولكنه محفور في أذهان كل من شاهده عام 2002، ويبحث الكثيرون عنه على مواقع الإنترنت المختلفة لرؤية عمل عبقري ومختلف وكوميدي في الوقت ذاته.

وهو مسلسل تركي من إنتاج عام 2017 ويستعرض الـ 13 سنة الأخيرة من حُكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وموقفه من الحركة الصهيونية وإصراره الدفاع عن أرض فلسطين حتى النهاية، وأثار المسلسل أزمة كبيرة بين تركيا وإسرائيل خصوصًا بعد حوار دار بين شخصية تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية ووالده الذي قال له غاضبًا إن الربّ لم يعد اليهود بأرض فلسطين.

ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تُثار فيها أزمة على المستوى السياسي بين تركيا وإسرائيل بسبب الفن، حيث تصاعد خلاف شديد بعد عرض مسلسل وادي الذئاب عام 2010 وصلت إلى استدعاء السفير التركي وتقديم احتجاج رسمي، كما أن مسلسل الوداع الذي عُرض عام 2009 أثار أيضًا الكثير من الجدل خصوصًا بعد رصد الطريقة الوحشية التي يتم بها إعدام الفلسطينيين على يد قوّات الاحتلال.

وهو مسلسل تاريخي إماراتي وجد نجاحًا كبيرًا في دول الخليج خصوصًا مع الإخراج المتميز والإنتاج الغني، ولكنه أثار حفيظة شعب عُمان مؤكدين أن الإمارات ترغب في سرقة تاريخهم بنسبة هذه الشخصية الإسلامية البارزة إليهم، في حين أن نسب السلطان قابوس يعود إلى المهلب إبن أبي صفرة الذي يعتبر واحدًا من أهم القادة الأمويين.

ولم يصل الأمر إلى استدعاء السفراء بين البلدين الشقيقين ولكن ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي وقتها بالخلافات وتم تدشين وسمين على تويتر أحدهما بعنوان المهلب بن أبي صفرة العماني، والآخر بعنوان المهلب ابن أبي صفرة الإماراتي.

أقرأ أيضًا: حكومة المملكة المتحدة تطالب Netflix بإضافة توضيح أن مسلسل “The Crown” خيالي!

وهو مسلسل كويتي تم عرضه على القناة الأولى الرسمية في الكويت عام 2018 وهو عبارة عن حلقات منفصلة متصلة ترصد عادات الشعوب العربية المتنوعة بشكل ساخر، وقد أثار المسلسل حفيظة كل من الشعبين السعودي والسوداني، إلا أنه بالنسبة للسعوديين لم يتعد الأمر بعض الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الأمر تجاوز الحد فيما تعلق بحلقات الشعب السوداني.

إذ أثار المسلسل حالة شديدة من الغضب مع تصويره السودانيين بأنهم كسالي ويُحبون النوم، كما صوّر طريقة زواج الفتيات بأنها صفقة مقابل المال، بالإضافة إلى الإساءة للمرأة السودانية ووصفها بلفظ “بقرة” وغيرها من صور رصدها المسلسل لتطالب الحكومة السودانية بوقف هذا العبث وتم وصفه بأنه “وقح” مما دعا بطل العمل حسن البلام إلى إعلان اعتزاله بعد إساءة فهم مقصده، وأنه لم يكن يرغب أبدًا في إثارة غضب أي شعب.

وهو من إنتاج شبكة قنوات إم بي سي MBC وعرض في رمضان 2017 بطولة الفنان عادل إمام، وتعرَّض المسلسل لهجوم كبير من قبل المغاربة خصوصًا مع الحلقة الخامسة والتي وصفت المغاربة بأنهم “سحرة” حيث تتعرض البطلة حياة النفوس إلى مشكلة وتلجأ إلى أحد الشيوخ الذي يقول لها إن هذا سحر قوي ولا يمكن إبطاله إلا على يد ساحر مغربي يعيش في مراكش.

كما أن مسلسل مأمون وشركاه أيضًا أثار غضب الشعب المغربي من الزعيم عند تصوير صهره اليهودي بأنه مغربي قائلين لماذا اختار الجنسية المغربية تحديدًا.

ليخرج عادل إمام مؤكدًا أنه لم يقصد أي إساءة على الإطلاق للشعب المغربي وأكد أنه تسلم الكثير من الجوائز في مراكش وأن العمل الكوميدي لا يجب تحميله فوق ما يحتمل لأن الهدف منه في النهاية هو الترفيه وليس الإساءة للشعوب.

وفي النهاية فإن أزمة نتفلكس مع بريطانيا بسبب The Crown ربما تكشف أن حريّة الإبداع ليست بلا قيود في النهاية وأن هناك خط أحمر على الفنان الالتزام به في وقت من الأوقات، وأن انتقادات الفن ليست فقط حكرًا على دول العالم الثالث والتي يشعر فيها النظام بالقلق من أي انتقاد أو حتى تقييم محايد، ولكنها تمتد أيضًا للدول المتقدمة والأكثر عراقة.

أقرأ أيضًا: أفضل مسلسلات على نتفلكس الآن .. منها The Crown وQueen’s Gambit