لماذا نحب أبطال الأنمي ما بين لوفي وتانجيرو😍.. ما أوجه التشابه والاختلاف؟!

هيا يا ماجنام!.. ليست مجرد كلمة تحفيزية أطلقها "سابق" في أنمي سباق سيارات المضمار الشهير "سابق ولاحق" والذي شاهدناه جميعًا عَبر منصة سبيستون في كافة أرجاء الوطن العربي الكبير، بل هي ملمح من ملامح شخصية البطل الذي لا يقبل الخسارة والذي يكافح حتى اللحظة الأخيرة من أجل تحقيق الفوز.

ربما ثقافة الفوز والاجتهاد في سبيل تحقيقه هي التي تربينا عليها منذ الصغر عَبر مشاهدة أعمال الأنمي التاريخية التي تربينا عليها جميعًا، ولهذا انجذبنا منذ الصغر لمشاهدة هذه النوعية من الأعمال، فمن منا ينسى المحقق كونان الصغير الذي يسعى دومًا لنصرة الحق واكتشاف الحقيقة وتحقيق العدالة مهما كلفه الثمن أو ينسى أبطال الديجيتال بكفاحهم من أجل أصدقائهم.

ولعل تعلق أبناء الوطن العربي كان منذ نعومة أظافرهم، لكن هذا التعلق تحول إلى رابطة متينة لا يمكن التراجع عنها بسهولة بسبب ثلاثة أبطال رئيسيين مثلوا لنا المعنى الحقيقي لكلمة بطل، أولهم هو جون.

ذلك الفتى الصياد الذي يحلم بأن يصبح صياد محترف ليقابل والده الغائب وذلك الطفل طل علينا من نافذة أنمى Hunter X Hunter والمعروف عربيًا بمسمى القناص، وثانيهم ناروتو فتى قريبة ورقة الشجر المشاغب الذي يحلم أن يكون "شهاب" قرية كونوها في الأنمي الشهير Naruto، وثالثهم لوفي من أنمي One Piece والذي يحلم أن يصبح ملك القراصنة.

وكما يقال "ما أشبه اليوم بالبارحة" فكما سيطرت هذه الأعمال الثلاثة على حقبة التسعينيات في الأنمي لفترة طويلة ولا تزال من الأكثر رواجًا حتى يومنا هذا، فقد قدمت لنا أعمال الأنمي الأحدث أبطالاً جدد زاد تعلق الأجيال الجديدة –بل والقديمة أيضًا- بهم يومًا بعد يوم.

ولعلنا نختار للحديث عنهم اليوم تانجيرو بطل الأنمي الشهير قاتل الشياطين “Demon Slayer”، وإيزوكو ميدوريا بطل أنمي أكاديمية الأبطال الخارقين، وإيتادوري بطل الأنمي الشهير “Jujutsu Kaisen”.

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم في "أراجيك فن" هو؛ لماذا نتعلق بأبطال أنمي "بعينهم" دون غيرهم من الأبطال؟، ولنفهم الإجابة عن هذا السؤال المهم علينا أن نقوم بمقارنة بين أبطال التسعينيات ذائعي الصيت، وبين النخبة التي اخترناها في مقالنا هذا من أبطال عصرنا الحالي، ويعتبر فهم سر تعلقنا بأبطال دون غيرهم هو أحد أهم الأسرار في عالم كتابة المانجا والأنمي أو حتى كتابة قصة ناجحة سواء في عمل فني أو أدبي.

نرشح لك: ماذا لو؟.. 10 فرضيات كانت لتجعل فيلم Hidden strike أقل خيبة للأمل!

لأنك إذا فهمت كافة الجوانب التي تجعلك من بطل قصتك محبوبًا بين الجماهير؛ فهذا يعتبر واحد من أكبر الجوانب التي تجعلك تنتج عملاً ناجحًا، وذلك الأمر ضروري وحاسم بالذات في مجال الأنمي وخاصة في مجال أنمي "الشونين"، فكما هو واضح من أسماء الأبطال الذين نتحدث عنهم في مقالنا، فهم جميعا من أبطال أنمي "شونين".

ولعل هذا الأمر يقودنا للسبب الأول لتعلقنا بأبطال الأنمي والصفة المشتركة الأولى بينهم، وهو أن الشريحة الأكبر من الجمهور الذي تخاطبه أعمال الأنمي هو من فئة المراهقين.

وتلك الفئة العمرية تمتاز بازدواجية الرؤية؛ فهي أكبر فئة عمرية تقوم بتقسيم كل الأشخاص في الأعمال الأدبية إلى بطل أو شرير، وتلك المنطقة الرمادية ليست واضحة عندهم أبدًا بل وفي كثير من الأحيان مرفوضة، ولهذا توجب على بطل أعمال الأنمي أن يحمل تلك النظرة المثالية، أن يكون صاحب مبدأ في حياته ولا يحيد عنه أبداً!

فلا عجب أنه وحتي يومنا هذا لا يزال هدف لوفي الأوحد هو أن يصبح ملك القراصنة لكنه دومًا ما يقف مع الخير ضد الشر، وأيضا جون وأيضًا ناروتو يمتازان بنفس الصفة، فهم لا يحيدون أبدًا عن فعل الخير ومواجهة الشر، فهم أبطال أصحاب مبادىء ومثالية قد تكون في بعض الأحيان مبالغ فيها ولكنهم يتمسكون بتلك المثالية والأخلاقية الخاصة بهم مهما كلفهم الأمر.

ونفس الأمر ينطبق على تانجيرو الذي يحارب الشياطين، وإيتادوري الذي يسعى لأن يلتزم بنصيحة جده لأن يساعد الضعيف، وأن يستغل قوته من أجل رفع الضرر عن الآخرين ومساعدتهم.

نرشح لك: “أراجيك فن” تقدم لكم ما فعله اليابانيون مع تطور فن الأنمي – (الجزء الثالث)

كذلك إيزوكو ميدوريا الذي يسعى لأن يصبح البطل الأشهر في العالم ويساند المظلومين ويقف إلى جانب الضعفاء ضد الأشرار، ولعل مسلسل أكادمية الأبطال الخارقين هو الأكثر تعبيرًا عن تلك الفكرة لأنه في النهاية أنمي يمثل الأبطال الذي يواجهون الأشرار!  

والسمة الثانية والمشتركة بين هؤلاء الأبطال وتجعلنا نتعلق بهم دون سواهم هو رغبتهم الدائمة في تكوين صداقة حقيقية، فكما قال العرب فإن المستحيلات ثلاث؛ هم الغول والعنقاء والخل الوفي.

فهؤلاء الأبطال في الأنمي يقدمون لنا واحدًا من المستحيلات عند العرب وهو الخل الوفي، فلن يكون جون بطل القناص بطلاً حقيقيًا إذا لم يسانده صديقه الوفي "كيلوا"، ومن منا لا يتذكر تضحية "إيس" بحياته من أجل إنقاذ صديقه لوفي الذي يطلق عليه أنه "أخيه" من فرط تعلقهم ببعضهم البعض.

أو ينسى موقف زورو بتضحيته بنفسه أكثر من مرة؛ من أجل انقاذ حياة لوفي مثلما حدث في جزء "ثريلر بارك" أو حتى في الجزء الأخير والمعركة الحاسمة أمام كايدو التي قال فيها زورو لكايدو نصًا "يجب أن تواجهني أولاً قبل أن تقضي على لوفي"، ومَن قد ينسى عدم تفريط ناروتو في صديقه ساسكي على الرغم من اختياره الجانب الآخر ومواجهة قرية ورقة الشجر.

وعلى نفس المنوال يسير إيزوكو ميدوريا بطل أكادمية الأبطال الخارقين من أجل منافسة صديقه باكوجو، وأيضًا العلاقة القوية بين إيتادوري وأخيه وأستاذة جوجو في أنمي Jujutsu Kaisen، وغيرها من علاقات الصداقة التي تتسم بالوفاء المطلق وشبه المستحيل في عالمنا الواقعي.

والغريب أيضًا أن لوفي يتيم الأم، وجون يتيم الأم وناروتو يتيم الأم والأب، ومثلهم تانجيرو الذي فقد كل أفراد عائلته ما عدا شقيقته في الحلقة الأولى، وإيتادوري الذي توفى جده في الحلقة الأولى، وإيزوكو ميدوريا يتيم الأب، ولهذا أصبحت قيمة الصداقة عندهم لا تمثل الصداقة فحسب بل ترتقي عندهم لدرجة العائلة، فأصدقائه هم عائلته.

نرشح لك: أفلام أنمي 2024.. تجربة لا تقاوم مع رسوم الكارتون المذهلة المرتقبة!

ولعل الصفة الثالثة المشتركة بينهم هي الهدف الواضح منذ الحلقات الأولى، فكل واحد من هؤلاء الأبطال يمتلك هدفًا واضحًا يسعى لتحقيقه طوال أحداث الأنمي، ويمضي في رحلته ويتغلب على الكثير من المصاعب في سبيل تحقيق هذا الهدف، على الرغم من صعوبة تحقيق هذا الهدف الكبير، وسخرية الآخرين منهم.

فمنذ الحلقة الأولى لأنمي ون بيس نعرف أن لوفي يسعى لأن يصبح ملك القراصنة، وعلى الرغم من صعوبة هذا الهدف وسخرية الآخرين منه إلا أنه لم يلتفت لهم وظل ثابتا على حلمه وهدفه، نفس الأمر بالنسبة لجون الذي يسعى لأن يصبح من الصيادين رغم صعوبة هذا الهدف.

ويسعى للبحث عن والده الصياد الشهير، وأيضا ناروتو الذي يسعى لأن يصبح زعيم "شهاب" نينجا قرية ورقة الشجر، على الرغم من سخرية الجميع منهم واتهامه بأنه لا يمتلك المقومات لتحقيق هذا الهدف.

نرشح لك: نتفليكس تحتكر أنمي One Piece الجديد وتسير على خطى “ناروتو”.. مَن الرابح الأكبر 🤔؟

نفس الأمر ينطبق على تانجيرو الذي يسعى لأن ينقذ اخته التي تحولت لشيطان على الرغم من استحالة هذا الهدف الانتحاري، وأيضا إيتادوري الذي يسعى لأن يلتهم كل أصابع "سوكونا" لينقذ البشر من هذه اللعنة على الرغم من أن جوجو أخبره منذ اللحظة الأولى أنها مهمة شبه مستحيلة، ونفس الأمر ينطبق على إيزوكو ميدوريا الذي ومنذ الحلقة الأولى يسعى لأن يصبح البطل رقم واحد في العالم خلفًا لشخصية "All Might".

ولعل هذه الأهداف الواضحة والمستحيلة والتي يتغلب الأبطال على كافة الصعاب الخطيرة من أجل تحقيقها قد مثل لمحبي الأنمي دافعًا حقيقيًا لتحقيق أحلامهم الكبيرة ومواجهة كافة الصعاب التي تواجههم في الحياة في سبيل الوصول لأهدافهم.

وهي أيضًا سمة فترة المراهقة التي تبدو فيها الأحلام وردية للغاية للدرجة التي تجعل المراهق لا يرضى بغيرها أبدًا وكأنه يرفض صعوبات الواقع التي قد تحيد به عن هذا الهدف.

وأعتقد أن تلك السمات الثلاث هي السمات المشتركة بين أبطال الأنمي الذين تعلقت الجماهير بهم جيلاً بعد جيل في كافة أرجاء العالم، وهي التي ساعدت في جعلنا نحب قيمهم النبيلة ونرغب في التحلي بها مثلهم، مما جعلهم يتربعون على عروش قلوب محبي القصص المصورة "المانجا" أو مسلسلات الأنمي حتى يومنا هذا.

نرشح لك: صراع المنصات على عرش “الأنمي”.. شعبية عربية أم عالمية؟!

وبالتأكيد هناك أسباب أخرى جعلتنا نتعلق بهؤلاء الأبطال دون غيرهم ولكنها على الأرجح أكثر خصوصية من تلك الأسباب المشتركة التي لاحظنا توافرها دون سواها في أبطال الأنمي الأكثر شهرة، والتي اعتبرها شخصيًا أهم ثلاث سمات جعلتنا نتعلق بأبطال الأنمي، وأهديها لكل شخص يرى في نفسه القدرة على إنتاج قصة خاصة به تنشر القيم الإيجابية بين الشباب مثلما فعل الأنمي.

ومن أهم تلك القيم التي بثها الأنمي في محبيه حب الخير للأخرين، ومساعدتهم دون مقابل، وأيضًا التحلى بالشجاعة والقوة اللازمين لمواجهة مصاعب الحياة وامتلاك المثابرة الكافية التي تجعلنا ننطلق نحو تحقيق الأهداف دون تردد أو خوف.

نرشح لك: مسلسلات أنمي 2024.. أنميات محبوبة مرتقبة الأكثر انتظارًا وتصدرًا للتريند!