علي قاسم لأراجيك فن: لا أفضل السوشيال ميديا.. وهذه صعوبات مسلسل تحقيق

استطاع الفنان علي قاسم لفت الأنظار إليه مجددًا، من خلال بطولته لمسلسل تحقيق، بجانب الفنانين أحمد مالك، وتارا عماد، ومي الغيطي، وهدى المفتي، وخالد أنور، وزينب غريب، الذي يعرض حصريًا لأول مرة خلال شهر مارس الجاري عَبر شاشة منصة “Watch it" الرقمية.

دراما الإثارة والغموض التي كتبها للشاشة محمد الدباح، ويخرجها محمد فتحي (شانك)، تدور أحداثها حول كتاب يتحكم في مصير قرائه، ويدفعهم للركض خلف حقائق مبهمة، تحمل في ثناياها تساؤلات لفلسفة غامضة حول الإنسان ورزقه المقسم بين العمل والمال والزواج وغيره.

اسم المسلسل ذاته "تحقيق" يثير في مخيلة المشاهدين أحداثًا تخطف الأنفاس حول جريمة قتل، والبعض الآخر يرى بها شيئًا من تحقيق الذات وسعي الإنسان دومًا لاكتشاف جوانب من شخصيته واختياراته وعلاقتها بقدره، وعن هذه الأطروحات ورأيه بالفكرة عندما عرضت عليه، يصفها علي قاسم بأنها "ميزة إضافية" للمسلسل.

ويصف: "جانب إضافي جيد لتنتمي دراما تحقيق لنوع الإثارة والغموض، وتطرح قصتها جانبًا فلسفيًا يثير الذهن أثناء المشاهدة، جذبني للمشاركة به كما كنت أشعر أن الأمر يتعدى فكرة فهم الأحداث الموظفة دراميًا لمحاولتي في إدراك هذه الفلسفة طوال الوقت".

ويلفت إلى أن طوال فترة التحضير والتصوير للمسلسل الذي استغرق عامًا كانت أكثر الصعوبات التي واجهته وفريق العمل؛ هي الحفاظ على إيقاع الأداء لمسلسل قصير ذات الـ 12 حلقة، والتوازن بينه وبين أعمال فنية أخرى يشارك بها خلال هذه الفترة؛ بحسب ما بدأوا تصوير في صيف 2020 حتى أكتوبر 2021.

كما أن توظيف الإمكانيات المحدودة المتوفرة أمام الإنتاج كانت تحديًا هامًا جدًا لتنفيذ صورة جيدة وحبكة درامية محكمة، شغلته وفريق العمل أثناء التحضير لمسلسل "تحقيق" خاصة وإنه مسلسل أنتج للعرض خصيصًا على منصة رقمية بعيدًا عن القنوات الفضائية، والذي يتأثر بالطبع بعدم وجود إعلانات قد تساهم في الميزانية بعكس المسلسلات المعروضة تلفزيونيًا.

أغلب آراء مشاهدي "تحقيق" على السوشيال ميديا، توقعوا إزاحة الغموض الذي سيطر على "أحمد" الشخصية الدرامية التي جسدها بالمسلسل، وتجاوزه لدور الوسيط بين كاتبة الكتاب الغامض ومجموعة الشباب الذين يبحثون لفك ألغازه، وعما إذا كانت الشخصية ذاتها ستُمنح مساحة أكبر بجزء ثانِ للعمل خاصة وأن نهايته مفتوحة.

يعلق علي قاسم ضمن حواره الخاص لـ "أراجيك" أنه لا يحب إعطاء تفسيرات لأفعال أي شخصية درامية يقدمها على الشاشة، ويفضل دومًا ترك مساحة الخيال والتفكير وتكوين الرؤى للمشاهدين.

أما كيفية معرفته لآراء الجمهور في ظل ابتعاده عن السوشيال ميديا، يوضح أن هناك طرق كثيرة تجعله يتعرف إلى نجاح الأعمال وتعليقات المتابعين كما أن هناك كثيرون يرسلون له هذه الإشادات، مشيرًا إلى أنه يفضل الابتعاد عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بصفة مستمرة أو متكررة ولا يحبذ متابعتها سواء في الفن أو غيره.

يوضح أن النهاية المفتوحة "ليست بالضرورة" دليلًا مؤكدًا على وجود موسم ثانِ لمسلسل "تحقيق" بالفعل، مشيرًا إلى أنه لم تُناقش الفكرة رسميًا أو التعاقد على ذلك مع أي من فريق العمل حتى الآن، مضيفًا أن هذا النوع من الدراما يعتمد على عدم تقديم المعلومة بشكل مباشر؛ قد يكون ذلك في الأحداث وتفاصيل الشخصيات والنهاية أيضًا.

أما المفاضلة بين اختياره للأعمال الفنية ذات النهايات المفتوحة عن غيرها في الأعمال الفنية، يقول: "لا. ليس شرطًا، هذا أول مسلسل أقدمه بهذا الشكل، ودومًا لست من مفضلي تقديم مواسم جديدة من نفس العمل واستهلاكه لعدة سنوات متتالية إلا إذا كان ذلك يخدم فكرة الفيلم أو المسلسل الأصلية".

عن الانتقال الذي يحدثه بمسيرته المهنية بعد تقديمه الشخصية "الضعيفة" والنجاح الكبير الذي حققه بالموسم الرمضاني الماضي في مسلسل "خلي بالك من زيزي"، للشخصية الدرامية القوية في "تحقيق"، يوضح أنه جاء بالمصادفة، ويقول: "بدأنا التحضير لتحقيق في منتصف عام 2020، قبل مشاركة وطرح "خلي بالك من زيزي" بفترة كبيرة".

وفيما يخص إشكالية "الفن رسالة ولا ترفيه"، يقول علي قاسم إنه إذا كان هناك رسالة يقدمها العمل الفني "هايل"، هذه تعد ميزة إضافية للعمل الفني بكل تأكيد، لكن الأهم أنه يجذب الجمهور لمشاهدته، ولا تأتي على حساب استمتاعهم للمتابعة، لذا لا يُعاب تقديم عمل فني بدون رسالة محددة.

يتابع مستشهدًا بالحبكة الدرامية لمسلسل "خلي بالك من زيزي"، والتي جذبت الجمهور لمشاهدة أولى حلقاته ضمن ماراثون دراما رمضان الماضي في إطار الدراما اللايت الكوميدية، إلى أن اكتشف الجمهور مناقشته لمرض " اضطراب ADHD"، وفضلوا متابعته للنهاية وإدراك حقيقة هذا المرض النادر.

يضيف أنه لا يركز دومًا على ترتيب الأدوار الدرامية ضمن معايير قبوله للأعمال التي يوافق على تجسيدها على الشاشة؛ سواء فيما يخص مساحتها بالعمل الفني أو نوعها حتى لا يتقيد باختيارات محدودة. التركيز دومًا يكون على الابتعاد عن تكرار الأدوار وجودة الدور الدرامي وقوة العمل الفني وتميز المشاركين به من فريق عمل التأليف والإخراج والتمثيل.

استطاع علي قاسم المشاركة في السينما العالمية إلى جانب العربية خلال الفترة الأخيرة، والتي جعلته مميزًا ضمن فناني جيله، منها مشاركته ببطولة فيلم الأكشن الأمريكي "Infidel" من خلال شخصية "جافيد"، والذي عرض بدور عرض السينما التجارية خلال عام 2018.

ومن الأفلام ذات الميزانية الإنتاجية الضخمة والمنتظر عرضها بدور عرض السينما التجارية، الفيلم التاريخي "كيرة والجن" الذي يأتي من تأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، وبطولة علي قاسم ونخبة كبيرة من النجوم العرب؛ منهم: أحمد عز، وكريم عبد العزيز، وهند صبري، وسيد رجب، والتي يعرب "قاسم" عن حماسه الكبير لعرضه خلال الفترة القليلة المقبلة ضمن أفلام عام 2022.

يقول كاشفًا عن كواليس تحضيره لدوره: "دفعني لقراءة تفاصيل وأحداث تاريخية فيما يتعلق بالثورة وما يتوافق مع الحقبة الزمنية التي تدور حولها أحداث "كيرة والجن". استغرق التحضير والتصوير قرابة العامين ونصف منذ بدأناه في عام 2019"، مفسرًا السبب في طول فترته بسبب تصويره في عدة بلدان ومواقع تصوير مختلفة، إلى جانب الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا والتي حالت دون إتمام الكثير من الأعمال الفنية والأنشطة الفنية آنذاك.

فيما يصف التعاون مع مروان حامد بـ "الممتع"، قائلًا: "كيرة والجن تجربة فريدة من نوعها، كبيرة إنتاجيًا؛ بسبب اختيارات مروان حامد الجيدة والتي دومًا ما تميز أعماله عن غيرها من الأفلام خلال الـ 10 أعوام الأخيرة، والتي ارتقت بعناصر الصناعة ذاتها خلال هذه الفترة".

وبسؤاله عن الشخصية التي يرغب في تجسيدها على الشاشة سينمائيًا أو تلفزيونيًا، إذا عُرض عليه تقديم سيرة ذاتية لشخصية شهيرة، يجيب علي قاسم أنه لا يفكر بشخصية محددة، قائلًا: "مخاطرة كبيرة تقديم قصة شخصية شهيرة على الشاشة، وبالطبع سيكون هناك تخوفات من ردود أفعال الجمهور".

يستطرد موضحًا: "خاصة وإن ذلك النوع الدرامي ليس سهلًا ودومًا ما يخلق مقارنات بين الشخصية الحقيقية وطريقة أدائها، لكنني أتمنى تقديمه خلال الفترة المقبلة ضمن مسيرتي الفنية؛ لأن لها طريقة مختلفة في بناء الشخصية الدرامية وتجربة جديدة أحب خوضها مع الحذر من أسلوب الاستعداد والتحضير الجيد لها".

اقرأ أيضًا: أفضل مسلسلات نتفليكس الأصلية.. عالم من الإبداع والأفكار غير المألوفة وقلة الأدب 😂