تعريب مسلسل “سوتس” ليس إفلاسًا وأتمنى تقديم الأكشن.. تارا عماد تتحدث لأراجيك فن

4 د
نظارة تعكس سمات الجدية المسيطرة على أفكار المساعدة القانونية.. و"روج" أحمر يبرز ملامح الرومانسية الكامنة بروحها.. وأزياء متنوعة تحمل من الطابع الكلاسيكي والكاجوال.. هكذا أطلت النجمة تارا عماد في دور "ليلى" الموظفة الذكية والمستقلة بالشركة القانونية في النسخة العربية من مسلسل “Suits” الأمريكي.

عالم درامي جديد يتعمق في عالم القضاء والقانون بطريقة تلائم ثقافتنا وعاداتنا العربية، هكذا قرر صناع مسلسل "سوتس بالعربي" طرحه ضمن ماراثون دراما رمضان لهذا العام، لكنه ومثل كل الأعمال الفنية المأخوذة عن أعمال أجنبية، تعرض لعدة انتقادات فنية، وحظي بدعم من اَخرين.. إذاً، كيف تغلب "تمصير" “Suits” على حالة انصراف المشاهدين؟

تمصير الدراما بين الثراء والإفلاس!
تستهل تارا عماد حديثها لـ "أراجيك فن"، موضحة إنها لم تنزعج من الانتقادات التي رافقت "سوتس بالعربي" منذ إطلاق البوسترات التشويقية للعمل قبل عرضه، وتقول: "Suits مسلسل أمريكي مهم، واستطاع أن يحقق قاعدة جماهيرية كبيرة من خلال مواسمه التسعة الناجحة، كما أنني أحبه وما زال ضمن مسلسلاتي المفضلة".
تضيف: "أظن أننا نجحنا في هذا التحدي، فقد لاحظت تعلق الكثيرين بالنسخة المصرية منه، وتقييمهم لكلا النسختين على السوشيال ميديا بطريقة خاصة، مع الأخذ بعين الاعتبار تشابه الأحداث والخطوط الدرامية الأساسية"، لافتة إلى أنها تعمدت تخفيف حالة الجدية المسيطرة على "رايتشل” النسخة الأجنبية لـ "ليلى"؛ لتكون أكثر قربًا من المشاهدين.
عن رأيها في الفكرة ذاتها "تعريب أو تمصير الأعمال الفنية" التي تحظى دومًا بحالة من الجدل ما بين اهتمام الكثير من صناع السينما والدراما لتنفيذها في الوطن العربي خلال الفترة الأخيرة، فيما يتجه بعض النقاد بوصفها بـ "الإفلاس في الأفكار الفنية الموظفة دراميًا"، ترى أنها ضرورة فنية جيدة في الصناعة.

وتقول: "لا أحسبه فقرًا في الأفكار بل تنوعًا في الأعمال والموضوعات المطروحة بجانب بقية المسلسلات المتواجدة في الموسم الفني نفسه"، موضحة أن ذلك لا يتعلق بالمسلسلات العربية المأخوذة عن الأجنبية فقط، إذ إن هناك باقة متنوعة من الأعمال الفنية الإسبانية التي تحولت لأعمال أمريكية وحققت نجاحًا كبيرًا ومختلفًا عن النسخ الأصلية.
تتابع: "هذا يزيد من جماهيرية هذه المسلسلات بهذا العرض خارج حدود بلادهم"، لافتة إلى أن نجاحها يعتمد على جودة عناصر العمل الآخر، مستشهدة بـ "الكادرات والصورة" المختلفة في "سوتس بالعربي"، فضلاً عن "مرونة الألفاظ باللغة العربية" وتنويع مفرداتها الذي جذب المشاهدين للمتابعة.

وعما إذا كانت شعرت بالقلق من طرح "سوتس بالعربي" ضمن دراما رمضان، بسبب نوعه الدرامي الأقرب لأجواء الدراما البوليسية التشويقية، والمختلف عن نوعية الموضوعات التي يُعتاد طرحها للمشاهد العربي خلال الشهر الفضيل، توضح أنها لم تخف التجربة، لكن سيطرت عليها مشاعر الترقب لاستكشاف الاَراء خاصة وأنه ينتمي للسرعة في إيقاعه الدرامي.
ردود الأفعال
أما مقارنة الجمهور "ليلى" بـ"رايتشل” ما بين نسختي "سوتس"، فقد تخطت ملامح الوجه والملابس، إلى أن وصلت لصفاتهن اللاتي تحكمت في مصير "رايتشل” بدرجة كبيرة في النسخة الأجنبية؛ حيث كانت تشعر بالقلق من التعامل مع القضاة وهذا ما حال دون عملها كمحامية، حتى أحبت "مايك" وساعدها على تجاوز مخاوفها.
وبسؤالها عما إذا كان هناك اختلاف كبير بين مصائرهما كما لاحظ المتابعون في حلقاته الأولى، أو أن العلاقة الغرامية التي تجمع "ليلى" والفنان أحمد داود مجسدًا "مايك" في "سوتس بالعربي"، ستتحكم في مسارها العملي ذاته.
تجيب أنهما يتفقان في نقطة التحول الدرامي، فيما أن اختيارات "رايتشل” تتضح بنهاية حلقات الموسم الثاني منه، والذي جاء في 15 حلقة استكمالاً لجزئه الأول، بينما "سوتس بالعربي" يأتي في 30 حلقة متتابعين.
وعن التشابهات الحقيقية بين تارا عماد وميجان ماركل، التي جسدت دور رايتشل في النسخة الأمريكية من سوتس، تعرب "تارا" عن اندهاشها من قراءة اَراء الجمهور حول المقارنة بينهما على السوشيال ميديا، نظراً لكونها لم تكن تدرك ذلك؛ لعدم معرفتها بالكثير من هوايات وتفضيلات "ميجان" بحياتها.

وتصف الفنانة الشابة المصرية: "اكتشفت أننا نتشابه في حب الحيوانات والأكل، وممارسة رياضة اليوجا بانتظام، وهواية القراءة باستمرار، وتفضيلنا لارتداء المجوهرات".
النساء في السينما والدراما العربية
قبل "سوتس بالعربي"، اشتهرت تارا عماد بحرصها على التنوع في أدوارها الفنية في السينما والتلفزيون والمسرح؛ أحدثُها مسلسل "تحقيق" (2022)، و"ستات بيت المعادي" (2021)، وفيلم "122" (2019)، و"تراب الماس" (2018)، وبطولة مسرحية "علاء الدين" بالتعاون مع النجم أحمد عز (2019).
لكن ماذا تتمنى تارا عماد تقديمه على الشاشة بعد تغيير جلدها بالتوجه نحو الأدوار الجريئة في "سوتس بالعربي" والذي تتمنى بأن يكون نقطة التحول بمشوارها المهني، والمفاضلة بين اختياراتها للأعمال الفنية العربية في أعمالها المقبلة؟
تجيب بأنها تتمنى تقديم مزيد من أدوار الأكشن التي تُكتب خصيصًا للنساء لتجسيد بطولتها على الشاشة، وتختتم حديثها قائلة: "المرة الوحيدة التي جسدت بها دور أكشن كان في الجزء الثاني لفيلم "الفيل الأزرق" وعلى الرغم من صغر مساحة الدور ضمن سياق الأحداث، لكنها فرصة أحدثت فرقًا كبيرًا بالنسبة لي"، مشيرة إلى قلة تواجد هذه الأدوار ورغبتها في زيادة النسبة الممثلة للأدوار النسائية لتشخيص الأكشن دراميًا خلال الفترة المقبلة.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د
ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.
لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.
حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.
يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.
في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.
حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.
قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.
واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.
يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.
في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.
حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.