“أحب المغامرة ولا أفضل تقديم مواسم جديدة من أعمالي”.. المخرج كريم الشناوي يتحدث لأراجيك فن

بين الإبداع والعصرية وأصول المهنة تجتمع موهبة المخرج الشاب كريم الشناوي، صاحب المدرسة الفنية الخاصة التي تميزه عن باقي المخرجين في جيله والأجيال الأخرى، وتجعل اسمه علامة مسجلة لأي عمل فني، ومن أهم الأمور التي تزيده تميزًا؛ اختياره الدقيق لكل عمل يكون تحت قيادته، وحرصه الشديد على إبراز التفاصيل التي تخدم نجاح العمل ووصوله إلى المتلقي، والتأثير في المشاعر والوجدان.

أجرت "أراجيك فن" مع المخرج كريم الشناوي حوارًا خاصًا ليكشف لنا عن تفاصيل عمله بالإخراج، وكيفية تعامله مع كافة عناصر العمل الفني، والكثير من الأمور الأخرى التي تخص أعماله الفنية التي لم تر النور بعد.

نرشح لك: كيف ابتعد المخرج كريم الشناوي عن فخ التكرار في “الهرشة السابعة” بعد “خلي بالك من زيزي”؟

بدأ المخرج كريم الشناوي حواره "لأراجيك فن" بالحديث عن مسلسل "الهرشة السابعة" الذي تم عرضه في شهر رمضان الماضي 2023، وحقق تفاعلًا واسعًا بين الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، نظرًا لتناوله تفاصيل السبع سنوات الأولى من الزواج بحلوها ومرها، وهو ما جعل العمل قريبًا من حياة الناس.

وعن الفكرة الجوهرية للعمل التي اتسمت بالحداثة، والبعد عن الأفكار التقليدية التي تم طرحها من قبل، يقول الشناوي: "كانت فكرة مسلسل الهرشة السابعة في البداية هي مناقشة العلاقات والزواج بشكله الجديد، وكنا حريصين على الابتعاد عن تناول بداية العلاقة التي توضع دائمًا في القالب الرومانسي، وكذلك نهاية العلاقة بالطلاق أو محاكم الأسرة، وقررنا تقديم وسط العلاقة، وبدت الفكرة في البداية مملة وعادية، ولكن اتخذت قرار المغامرة".

وبإلقاء نظرة على مجمل أعمال المخرج كريم الشناوي سنجد أن مسلسل "الهرشة السابعة" ليس الوحيد في أعماله الذي يحمل فكرة جديدة، ومعالجة طازجة، فكل أعمال الشناوي متميزة ولا تأخذ من المطروح، وإنما تكون هي المرجع للأعمال الأخرى، وظهر ذلك واضحًا جدًا في مسلسل "قابيل"، الذي قدمه عام 2019، ودارت أحداثه في إطار تشويقي مثير، بطولة عدد كبير من النجوم والنجمات، منهم: أمينة خليل، ومحمد ممدوح، ومحمد فراج، وعلي الطيب، وطارق عبد العزيز، وأحمد كمال، وغيرهم.

ولأن كريم الشناوي معروف بالتنوع وعدم تكرار ذاته، سار من قالب الإثارة والتشويق إلى القالب الاجتماعي الإنساني وقدم مسلسل "خلي بالك من زيزي" عام 2021، ليثبت أنه قادر على التلون والتنوع، وليستعرض إمكانياته الإخراجية في مختلف القوالب والأطر الفنية.

وعن هذا التنوع الواضح بين أعماله الفنية، يقول كريم الشناوي: "أفضّل دائمًا أن أخرج بعيدًا عن المنطقة الآمنة، وأجرب أمورًا مختلفة، وأكون حريصًا على أن تجتمع في أعمالي ثلاثة عناصر وهي الطزاجة والأصلية والقرابة، وأحيانًا نحن كصناع نقع في فخ الرجوع إلى الأعمال الموجودة، وأنا أرى أن ذلك لا يعتبر فنًا، والمهم هو أن يكون إنتاجنا أكثر تنوعًا.

وعلى الرغم من كل ذلك التنوع في أعمال كريم الشناوي، إلا أنها لم تسلم من انتقادات الجمهور، إذ وصفها البعض بأنها لا تعبر عن أغلبية الناس في المجتمع، وفي ذلك السياق يقول كريم الشناوي: "وظيفة الفن لا تتمثل في تقديم الأغلبية وأحوالهم فقط، فليس من المعقول أن نلغي الأقلية مقابل أن الأغلبية تكون هي الممثلة في الفن، فكيف بذلك نستطيع أن نفهم بعضنا بعضًا وندرك مشاكلنا؟".

وتابع كريم الشناوي في حديثه عن ذلك الموضوع: "أي مشروع أقدمه يكون ملكي حتى يخرج إلى الجمهور وبعدها يكون ملكهم، والناس من حقهم تمامًا أن يروا العمل الفني كما يشاؤون، وطالما لدى المتلقي موقف من المشروع فهذا يعني أنه تفاعل معه بشكل ما، وأنا أُعتبر مجنونًا إذا رأيت أنه لا يوجد أحد يكره مشروعًا معينًا أقدمه".

وتكملة للحديث عن بعض الآراء المعارضة لأعمال كريم الشناوي، كشف عن مدى تأثير تلك الآراء في اختيار أعماله في الفترة المقبلة، وقال لأراجيك فن: "لو شاركت في مشروع فني وكانت قراراتي مبنية على أنه يجب أن ينال إعجاب الجمهور، فذلك سيمنعني من المغامرة، ويجبرني على إعادة الأعمال الموجودة بالفعل، ولذلك يجب أن يتقبل المخرج الفشل في أثناء مغامرته، وأنا دائمًا أحب أن أغامر، وإذا لم أفعل ذلك فسيكون الموضوع أكثر مللًا".

وليس من الطبيعي أن يمر حوارنا مع المخرج كريم الشناوي دون أن نتحدث معه عن رؤيته للممثلين، والطريقة المثالية التي يتعامل بها معهم، فقال: "مهما اجتهدنا على المستوى التقني سيبقى الممثل هو روح الحكاية، ونحن نضع كل مجهوداتنا لمساعدته على إيصال كل مشاعره، وليس هناك في العالم أحلى من أن يشعر المخرج أنه قدم الممثل في المنطقة المناسبة له، وذلك من أمتع الأمور بالنسبة لي في العمل، فدائمًا ما أحب أن أنتزع الممثل من منطقته المعتادة وأضعه في منطقة جديدة، فذلك يسعدني ويسعد الممثل أيضًا".

نرشح لك: “عشت الأمومة بسبب الهرشة السابعة”.. النجمة أمينة خليل تتحدث عن الكواليس لأراجيك فن

وكان من الضروري أن نتحدث مع المخرج كريم الشناوي عن مسلسل "لام شمسية" الذي كان من المفترض عرضه في شهر رمضان الماضي من بطولة النجمة منى زكي، ولكن لم يحدث ذلك، فقال في ذلك السياق: "مسلسل لام شمسية إن شاء الله سيتم تقديمه في التوقيت المناسب، مع الشركاء المناسبين، وهو مشروع أحبه جدًا لكنه صعب للغاية، وليست لدي أي مشكلة في أن يتم تقديمه بعد عدة سنوات ولكن بشكل جيد".

وفي نهاية الحوار، كشف المخرج كريم الشناوي لأراجيك فن أنه لا يفضل تقديم أجزاء ثانية من أعماله الفنية حتى وإن كانت نهايتها تسمح بذلك، فيقول: "من حق الشركات المنتجة لأعمالي تقديم أجزاء ثانية لها، ولكن بمخرج آخر غيري، لأني لا أفضل تقديم أجزاء ثانية لأعمالي الفنية".