“مسلسل ستهم يكسر تابوهات”.. الفنانة روجينا تتحدث عن الكواليس لأراجيك فن

تألقت النجمة روجينا ضمن الماراثون الرمضاني، باقتحام عالم فني جديد ومغاير عن أعمالها السابقة والتمرد على السائد بالدراما النسائية بشكل عام؛ من خلال بطولتها لمسلسل "ستهم" الأكثر بحثًا ورواجًا من بين تريندات السوشيال ميديا في كثير من بلدان الوطن العربي لهذا العام.

تحدٍّ كبير اختارت النجمة المصرية خوضه ضمن دراما هذا الشهر الفضيل، مقدمة حبكة تشويقية لا تخلو من عناصر الواقعية وتناول قضايا اجتماعية مهمة مثل تجارة الأطفال وعمالة النساء وميراثها وغيرها من مناقشة حقوق المرأة العربية في إطار الدراما الصعيدية.

تتعاون "روجينا" لأول مرة مع شيخ المداحين "ياسين التهامي" فضلًا عن نخبة مميزة من النجوم العرب في مسلسل "ستهم" أبرزهم إياد نصار، وجهاد سعد، ونانسي صلاح، وأحمد الرافعي، ومحمد عبد الحافظ، وإبراهيم السمان، وبيومي فؤاد، وسلوى عثمان، أما الإنتاج فلشركة كودكس codex.

"مغامرة صعبة وممتعة ومختلفة".. هكذا تصف الفنانة المتميزة "روجينا" كواليس مسلسل "ستهم" ضمن حديثها الصحفي لـ "أراجيك فن"، وتقول عن تحضيرها: "تحديت نفسي للظهور في ثوب رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى بداية من مضمون الشخصية الدرامية وتفاصيلها الصعيدية، وصولًا بالشكل في الإطلالة المغايرة للشكل النسائي المعتاد في الدراما".

اندهشت روجينا من الفكرة ذاتها "امرأة ترتدي ثوب الرجل بالمجتمع" عندما طرحها عليها المخرج المصري رؤوف عبد العزيز في أثناء انشغالهما بتصوير مسلسلهما "انحراف" ضمن ماراثون رمضان الماضي، لكنها وجدت بها متعة استثنائية دفعتها للموافقة على خوض هذه التجربة، بالتعاون مع أحد أهم كتاب الدراما الصعيدية السيناريست المتميز ناصر عبد الرحمن.

تصف: "على قدر صعوبته اتولدت متعته؛ إنت جواك كممثل تكسر "تابوهات"؛ أي تتخطى بنجاح حاجز الخوف بداخلك من مناطق محددة، كما أن "ستهم" محطة فارقة بمشواري المهني وحالة مختلفة نفسيًا بالنسبة لي، أعادني لذكريات دراستي بالمعهد عندما كنت أتحدى نفسي بخوض تجارب تمثيلية صعبة لقياس مقدرتي على القيام بهذا الدور، هذا يجعلك تكتشف قدرات مختلفة وجديدة عندك كممثل".

جرأة الطرح الدرامي بـ "ستهم" ينطلق تدريجيًا مع تطورات الأحداث وتصاعدها، إذ نتعرف إلى رومانسية "ستهم/روجينا" في ثوب أنثى مدللة بأحضان زوجها الشخصية الدرامية التي يقدمها على الشاشة الفنان إياد نصار خلال الحلقات الأولى، إلى أن تتحول لجسد بلا روح بعد مقتله، وشعورها بالقهر من عائلتها يدفعها للهروب والعمل كحارسة معمار باسم مستعار "عامر" وسط أجواء المعمار والبناء.

الظهور بالجلباب الصعيدي مرتدية ثوب رجل حليقة الرأس، شكل صعوبة كبيرة على "روجينا" في أثناء الاستعداد لشخصية "ستهم"، والذي أصابها قبل التصوير بحالة "نفسية صعبة وتوتر" حسب وصفها، وتقول: "لا تكمن الصعوبة في ارتداء ثوب الرجل فحسب، بل في "تصديقها" قدرة توصيلها للمشاهد؛ تصدق حقيقة أن أنثى ستصبح رجلًا وتعمل وسط عمال حمل مواد بناء وإسمنت ورجالة".

كذلك التفوه باللهجة الصعيدية والذي تتحدث عنه "روجينا" مؤكدة خوض عدة تدريبات من أجل التأقلم مع "حالة الصعيدي"، دون الظهور بشكل متصنع أو غير المحترف وحرصها على ذلك بالرغم من تقديمها دراما صعيدية من قبل وعلمها بأساسياته، وتوضح: "اشتغلت على "الأتيتيود" واللهجة مع عم حسن قناوي وحسان بروفات ترابيزة والتمرين على تكسير اللهجة واحتراف اللكنة بالسجع والتفخيم".

تشير إلى أنها فضلت إتقانها قبل الانغماس في حبكة مسلسل "ستهم" والتي تتطلب منها خوض معارك وانفعالات داخلية وخارجية على الشخصية، حتى لا تتسبب في تشتيت تركيزها وتعوق اكتمال الأداء التمثيلي المتقن المطلوب بمثل هذه المشاهد الصعبة، لافتة إلى أنها قدمت الصعيدي سابقًا في "الفرار من الحب" لـ مجدي أبو عميرة و"درب الطيب" لـ نادر جلال.

ومن اللحظة الأولى التي انطلق بها عرض برومو مسلسل "ستهم" قبل بقية مسلسلات دراما رمضان بفترة زمنية طويلة تصل لعدة أشهر على القنوات الفضائية، ترددت أصداء قصة مسلسل الدراما الاجتماعية النسائية على السوشيال ميديا وربط الجمهور بينها وبين قصص حقيقية مع إعلان صناعها تأثرها فعليًا بنساء المجتمع الصعيدي.

وبسؤالها عما إذا كانت تجسد سيرة ذاتية لامرأة محددة في "ستهم"، تجيب "روجينا" نافية اتخاذه من تاريخ شخصية حقيقية شهيرة أو موجودة بهذه التفاصيل مكتملة، لكن المسلسل مأخوذ من قصص كفاح حقيقية متعددة في الحياة، تراهن على أهميتها كقضية تمس كل امرأة في الوطن العربي، ستجد نموذجًا كـ "ستهم" في كل بيت بشكل مغاير.

وعن اهتمامها بتناول مختلف قضايا المرأة في أعمالها الفنية، تقول روجينا: "بالتأكيد تشغلني..لو لم أهتم أو أدافع عن المرأة مَن سيتولى هذا الدور. أحرص على توجيه رسالة تخص المرأة المصرية أو العربية في الدراما التي أقدمها دومًا على الشاشة".
تلفت النجمة المتميزة إلى أنها اكتسبت خبرات كبيرة خلال مراحل عملها بمسلسل "ستهم" والذي يعد بمثابة "تكريم" للمرأة ورسالة تقدير لكل مَن يحترمها، كذلك تختتم موجهة رسالة شكر لأشرف زكي على دعمه معنويًا ونفسيًا ضمن كواليس تصوير هذا المسلسل الصعب، واصفة: "أستاذي قبل ما يكون زوجي مبخافش أظهر قلقي له ويشجعني يقف في ضهري دايمًا".