تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

رسالة الى صحافيي تغطية المهرجانات العالمية العرب: “كفاية فضايح بقى” 😤

أراجيك
أراجيك

4 د

كل خطأ هو درس يجب أن يتعلم منه الإنسان شيئًا جديدًا، طالما يوجد للمرء الوقت الكافي لكي يرتكب كل الأخطاء، فالأحرى به أن يتعلم من أخطاء الآخرين، لكن على ما يبدو أن الإعلامية المصرية بوسي شلبي لم تتعلم الدرس، ووضعت نفسها في موقف يدعو إلى الشفقة، من غزارة الانتقادات اللاذعة والسخرية التي جلبتها إلى نفسها، بعدما نشرت فيديو بث مباشر لها، بينما كانت توثق ردة فعلها عند رؤيتها للنجم العالمي جون ترافولتا.

حدث ذلك خلال حفل توزيع جوائز Joy Awards بالعاصمة السعودية الرياض، الذي نظمته الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية تحت مظلة "موسم الرياض".


إساءة للجسم الصحفي 

تظهر بوسي شلبي في بداية الفيديو وهي ذاهبة لإلقاء التحية على جون ترافولتا، ومن ثم دعوته إلى زيارة مصر، وإنه لأمر جميل ومستحب، لكن الصيغة التي جاءت بها هذه التحية والدعوة كانت مسيئة ليس للصحفية في حد ذاتها ولكن للجسم الإعلامي المصري والعربي على حد سواء، طالما أن الصحفية لا تملك حتى الحد الأدنى من أساسيات التواصل باللغة الإنجليزية، فما الداعي إلى إرسالها لتغطية حفل فني عالمي.

فيديو يوتيوب

بدأت تحدثه باللهجة المصرية، وكأن الرجل سيفهمها، وقالت: "أنت أيام شبابي الحلوة كلها يا ترافولتا I love you.. شفتو ترافولتا شفتو القمر.. أصل أنا من جيل ترافولتا"، ثم دعته إلى زيارة بلدها "you must come to cairo" (يجب أن تأتي إلى القاهرة) فكان من رد فعل ترافولتا أن رد عليها مبتسما: "نعم بالتأكيد".


الصحفي الجيد يحتاج إلى بذل مجهود كبير

موقف كهذا أعاد إلى الأذهان الحوار الطريف الذي دار بين صحفية مصرية وليوناردو دي كابريو في المؤتمر الصحفي عقب تسلم جزائز الأوسكار عام 2016، عندما فاجأته بسؤال بديهي عن شعوره بعد فوزه بأول أوسكار في مشواره الفني، حيث قاطعت مقدمة الحفل قائلة بإنجليزية ركيكة: "أنا أول صحفية مصرية تغطي حفل الأوسكار، ماذا عن فوزك بأول اوسكار؟" ليرد عليها الممثل العالمي في دهشة: "عفوا، لم أفهم سؤالك"، ثم حاولت الصحفية شيماء عبد المنعم التوضيح أكثر: "ماذا عن أول أوسكار؟" فقال دي كابريو ضاحكا: "إنه لشعور مذهل"، لكن الصحفية لم تكتف بهذه الإجابة وحاولت أن تنتزع منه قولًا مستفيضًا، إذ عادت للتأكيد مرة أخرى: "إنها أول جائزة أوسكار تفوز بها"، فأكد ليوناردو كلامها على نحو طريف ولطيف: "نعم هي أول جائزة أوسكار أحصل عليها".

فيديو يوتيوب

عقب موجة السخرية قدمت شيماء عبد المنعم اعتذارًا لمنتقديها، عن الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسها وفي حق بلدها وفي حق المؤسسة الإعلامية التي وثقت في قدراتها، وقطعت وعدًا بأن تتخذ من هذه التجربة درسًا لا تنساه، وتتذكر هذا الخطأ كما يتذكرها الآخرون، ويعلمها أن الصحفي الجيد يحتاج إلى بذل مجهود كبير.


البقاء على القمة أصعب من اعتلائها

والحقيقة أن بعض المؤسسات الإعلامية في مصر، إن لم نقل أكثرها، لم تعد تبالي بالدور التمثيلي لهذا البلد الذي شهد بروز قامات إعلامية يقام ولا يقعد لها، بل كانت أول صحيفة عربية في الشرق الأوسط تصدر في القاهرة بدءًا من العام 1828 تحت اسم "الوقائع المصرية" في ظل الحكم العثماني، وقبله في عهد الحملة الفرنسية عرف الشعب المصري أول جريدة وهي "بريد مصر" صدرت في أربع صفحات باللغة الفرنسية في 29 أغسطس سنة 1798.


العَدد الأول من جَريدة وقائع مصرية، الصادر يوم الثُلاثاء 25 جمادى الأولى من عام 1244هـ الموافق 3 ديسمبر 1828م، ويظهر فيه أنه مُحرر باللغتين: العربية والتُركية.

ليس من السهل الحفاظ على الميراث والمضي قدمًا للإضافة إليه، ما دام البقاء على القمة أصعب من الوصول إليها واعتلائها، لكن الانحدار عنها يبدأ عندما نكتفي ونحن نقتات على أمجاد الماضي.


لا تتعجل إلى شهرة موهومة 

المؤسسات الإعلامية يجب أن تتحمل النصيب الأكبر من اللوم، عندما توفد ممثلًا إعلاميًا لتغطية ظاهرة عالمية خارج البلد، وهي تدرك جيدًا أن هذا الصحفي لا يملك الحد الأدنى من المهارات التواصلية باللغة الأجنبية، عندما لا يكون اختيار الشخص المناسب للمهمة مبنيًا على أساس الكفاءة، وإنما على المحاباة، فإن الهزل يتسيد ويعلو خواء الخطاب الإعلامي.

أما الصحفي الناجح فهو الذي يضع نفسه في مراحل تعليم مستمر، إذ يعد إتقان اللغات الأجنبية أحد أساسيات العمل الصحفي، لما لها من إسهام في إثراء ثقافة الفرد، وجعله قادرًا على ولوج مصادر معلومات متنوعة وموثوقة، فضلًا عن التمثيل الجيد للبلد والمنابر الإعلامية في المحافل الدولية.

ذو صلة

أيها الساعي إلى الشهرة متعجلًا! إذا كنت تعتقد أن اختيارك لمهنة الصحافة ينطوي على إرضاء لهذه الرغبة الشخصية الضيقة، فلا تفعل ذلك! لأن الشهرة في الصحافة وهم كبير، ولأن مجرد الظهور المتكرر على المنابر الإعلامية الأكثر انتشارًا لا يجعل من الصحفي مشهورًا، ولكن الناس يتذكرون القصة والرسالة التي نقلها الصحفي بأسلوب ناجح وفريد يشد انتباه المتلقي. الإبداع في تضمين أكبر قدر من المعلومات في قصة واحدة قصيرة وشديدة الوضوح، من شأنه أن يُبقي اسم الصحفي عالقًا في أذهان الناس.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة