لسهرة ممتعة أفلام ومسلسلات تجمع بين التشويق والكوميديا

الجرائم مأساوية بطبيعتها، وتقديمها باعتبارها هكذا هو “الافتراضي” والملائم لها، بينما يتطلب تقديمها بشكل مضحك درجة من الابتكار. الحقيقة أن لكل ما في الواقع جوانب فكاهية، لاحظها الناس أو لم يفعلوا، لكن الأمر يحتاج إلى صانع أفلام موهوب لرؤية هذه المفارقات أولًا ثم إيجاد طريقة لإبرازها.

الأفلام في هذا المقال تعرض هذه العوالم في قوالب محتملة ومسلية أيضًا. بعض صور هذه الكوميديا عبثية وبعضها ساخرة، وكلها مثيرة للضحك قادرة على إسعادك في هذه الأوقات العصيبة.

هو أحد أفلامي المفضلة على الإطلاق. الفيلم من بطولة “كولين فاريل” و”برندان غليسون”، وكلاهما يؤدي دورًا ممتازًا في تصوير شخصيته الغريبة التي تضطرم داخلها الصراعات، ولا عجب أن ترشحا لجائزة جولدن جلوب عن دوريهما بها “كولين فاريل”. يحكي الفيلم قصة “راي” القاتل الذي يطلب منه رئيسه (بعد عملية قتل) الذهاب إلى مدينة “بروج” في “بلجيكا”. الفيلم تعبير باهر عن الشخصيات الثلاثة الرئيسية، كل تفاصيل العمل معتنى بها وكل الحوارات محكمة وكل شيء يقود إلى ذروة شديدة الإمتاع. الفيلم هو أول فيلم طويل من إخراج “مارتن ماكدونا”، والذي ترشح للأوسكار عن كتابته لسيناريو هذا الفيلم.

تعرف على النهاية الأصلية لمجموعة من أشهر الأفلام

هو مسلسل من مسلسلات HBO بدأ عرضه سنة 2018. صدر من العمل 16 حلقة مقسمة على موسمين، وتم تجديد المسلسل لموسم ثالث لم يتحدد بعد موعد عرضه. يقوم بالبطولة “بيل هادر” لاعبًا دور جندي عائد من الحرب يعمل قاتلًا مأجورًا، ينتقل إلى “لوس أنجلوس” وسرعان ما يتورط في حرب بين عصاباتها. يحتوي المسلسل على لحظات كوميدية نادرة لا تكاد تضاهى، كما أن موسمه الثاني يتفوق على الأول، خاصة الحلقة الظاهرة الحاصلة على تقييم 9.8 على IMDb. “بيل هادر” أحسن تجسيد شخصية “باري” الذي يصارع لاكتشاف ذاته والتعايش مع خطاياه، ما أهّله للترشح إلى جولدن جلوب مرتين والفوز بجائزتي إيمي متتاليتين.

تم حذف: حصل المسلسل -المأخوذ عن سلسلة روايات بعنوان Villanelle- على انتباه المشاهدين والنقاد منذ بدأ عرضه سنة 2018. بعد موسمين ناجحين تم تجديده لموسمين إضافيين دفعة واحدة، وحاليًا يعرض الموسم الثالث منه على شبكة AMC محققًا نسب مشاهدة عالية، خاصة مع الحجر الصحي الذي دعا القناة إلى تقديم موعد عرض المسلسل أسبوعين عن موعده الأصلي. يستعرض المسلسل العلاقة الناشئة بين إيف بولاستري عميلة المخابرات (ساندرا أوه) وفيلانيل القاتلة الدولية المطارَدة (جودي كومر). تظلل هذه الملاحقة كوميديا سوداء مصدرها غرابة الشخصيات خاصة القاتلة المبتهجة التي حصلت جودي كومر على جولدن جلوب وإيمي لتجسيدها.

فيلم من كتابة وإخراج “جاي ريتشي” وبطولة عديد من الوجوه المألوفة مثل “براد بيت” و”جيسون ستيثام” و”بنيسيو ديل تورو”. يحتل الفيلم الرقم 103 على قائمة أفضل الأفلام على IMDb، ويعتبر من نوعية الأفلام التي لا تكاد تصنع في أيامنا هذه. خليط عجيب من الكوميديا والحركة والشخصيات الغريبة والصدف المختارة بعناية، كلها في قالب صراع مجموعة من البشر على ماسة عظيمة القيمة. هو بلا شك من كلاسيكيات الكوميديا التي لم تقدُم رغم مرور الوقت.

“ديكستر” هو أحد المسلسلات الأكثر شهرة على الإطلاق، وهو يحكي حكاية قاتل متسلسل يعمل نهارًا في شرطة ميامي، بينما يتسلى ليلًا بقتل القتلة الذي أفلتوا من النظام العدلي. المسلسل الحاصل على جائزتي جولدن جلوب مكون من 96 حلقة مقسمة على 8 مواسم بالتساوي، وموسمه الأول مقتبس عن رواية أمريكية بعنوان “دكستر الحالم الغامض”، غير أن بقية مواسم المسلسل لا تتبع بقية سلسلة الكتب. كوميديا دكستر ساخرة في معظمها، وهي مبنية على كون الشخصية الرئيسية مفتقرة للمشاعر البشرية الطبيعية ما يجعلها قادرة على تحليل البشر بمنطقية. المسلسل استكشاف طويل لأعماق شخصية دكستر من خلال ملاقاة عدد كبير من القتلة على طول المسلسل، ما يساعده على التكيف مع ماضيه وحاضره كليهما. ترتيب المسلسل 133 في قائمة أفضل المسلسلات تقييمًا على IMDb.

مشاركة أخرى للكاتب والمخرج “مارتن ماكدونا”. الفيلم أحد أهم أفلام 2017، فائز بجائزتي أوسكار وحاصل على الترتيب 150 في قائمة أعلى الأفلام تقييمًا على IMDb. يحكي قصة الأم المكلومة “ميلدريد” والباحثة عن قاتل ابنتها. كما في فيلمه السابق في هذه القائمة، التركيز هنا على ارتباط مصائر ثلاث شخصيات تم تمثيلها بإتقان حتى إن الممثلين الثلاثة ترشحوا للأوسكار ففاز منهم إثنان (سام روكويل وفرانسيس مكدورماند). القصة شديدة البؤس محقونة بلحظات كوميدية جعلت فترة مشاهدتي للعمل خليطًا من الضحك العالي وذرف الدموع. يلاحظ في العمل قدرة المخرج ذاتها على ربط الأحداث والشخصيات كاشفًا عن مفارقات مثيرة للتأثر.

فيلم من إخراج وكتابة الأخوين “كوين”، ومن بطولة عدد من النجوم هم “جورج كلوني” و”جون مالكوفيتش” و”فرانسيس مكدورماند” و”براد بيت”. الفيلم ساخر بامتياز مع لحظات جنونية شديدة العبثية، وقد تم ترشيحه لجائزتي جولدن جلوب. هو في مجمله سخرية من أفلام المخابرات وما شابهها، يمنحه قيمته أداء نجومه الملائم لطبيعته الغرائبية.

مراهقة مخبولة وعجوز مكتئب على الطريق مع بعض الأسلحة.. تبدو بداية مناسبة لفيلم جريمة وكوميديا سوداء. الفيلم الذي قام ببطولته “جويل موراي” و”تارا لين البر” يعتبر هجائية طويلة للواقع الأمريكي، فلا ينفك يعرض كل ما هو مزعج ومثير للغضب في هذا المجتمع.

برغم إيراداته القليلة، اعتُبر هذا الفيلم من أفضل أفلام 2016. تدور أحداث الفيلم في “لوس أنجلوس” عام 1970 حيث يجتمع محققان (راسل كرو وريان جوسلينج) للتحقيق في اختفاء فتاة وموت ممثلة أفلام إباحية. الكثير من مشاهد “ريان جوسلينج” مضحكة حتى البكاء -لطرافة المحقق الأبله الذي يلعب دوره في توظيف ممتاز لغباء الشخصية- أسهم في ارتفاع جودة الفيلم.

فيلم جريمة وغموض قديم الطراز مقتبس جزئيًا عن رواية من النوع نفسه. قام ببطولته “روبرت داوني جونيور” و”فال كيلمر” و”ميشيل موناجان”. مع الحبكة البوليسية المميزة التي تنكشف إلى طبقات متعددة من المفاجآت، كوميديا الفيلم المظلمة تبدو وكأنها مفصلة بالمقاس على “روبرت داوني جونيور”. بالإضافة إلى بعض المشاهد التي تكسر الحاجز الرابع وتتيح السخرية من بعض الأنماط المستهلكة في الأفلام.

أشهر أفلام تناولت صراع الحرب الباردة بين الشرق والغرب