تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

سحر الخطر في برنامج رامز نيفر إند.. لماذا يحظى “الفتى الطائش رامز جلال” بملايين المشاهدات والانتقادات؟

مقال خاص وتغطية خاصة أراجيك فن سحر الخطر في رامز نيفر إند.. لماذا يحظى برنامج "الفتى الطائش رامز جلال" بملايين الانتقادات والمشاهدات
نادين يوسف
نادين يوسف

6 د

ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق شهر رمضان المبارك، وفيه تتغير طقوس الأسر فيما يخص مشاهدة التلفاز، حيث تجتمع أغلب الأسر على مائدة الإفطار، وفي أثناء ذلك يشاهدون برنامج "رامز جلال" وينتظرون بشغفٍ رد فعل الضيف على "المقلب" ليضحكوا عليه، ومن ثم يهاجمون البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي.

على مدار سنوات، حصلت برامج رامز جلال على نسب مشاهدة عالية، الأكثر مشاهدة من بين قوائم البرامج المنافسة ضمن المارثون الرمضاني، فأغلب الأسر تتابعه أثناء الإفطار، ربما باستثناء العام الماضي حيث ينافسه مسلسل "الكبير أوي"، لكنه على الرغم من ذلك لم يفقد اهتمام الجمهور به أو انتظارهم لمعرفة ردة فعل الضيف.

ولكن، على الرغم من النجاح الذي يحققه برنامج رامز جلال في مصر والوطن العربي، إلا أنه يظل البرنامج الأكثر انتقادًا من قِبل الجمهور والمتخصصين في علم النفس والاجتماع.

وهو ما يفرض علينا سؤالًا وهو: لماذا يُقبل الجمهور على مشاهدة البرنامج من الأساس؟ ولماذا هو البرنامج الأكثر مشاهدة والأكثر انتقادًا في الوقت نفسه؟

لمحاولة الإجابة عن هذا السؤال الذي طالما راودني، قمت بسؤال الأخصائية النفسية دعاء عبد الرحمن، والتي تجيب عن هذا السؤال قائلة إن هناك ما يشبه الاتفاق الضمني بين الجمهور وصناع العمل، فالمشاهد يعلم أن البرنامج ليس حقيقيًا وفريق البرنامج يعلم أن المشاهد يدرك أنها مجرد خدعةٍ متفَقٍ عليها، ولكن الجمهور ما زال يشاهد ويستمتع بمدى الاحترافية والجهد المبذول في الخدعة.

تتابع "عبد الرحمن" في حديثها الخاص لـ "أراجيك فن" موضحة؛ إن الجمهور يتظاهر بانتقاده لهذا البرنامج أو غيره بسبب إهانته للضيف، ولكن في حقيقة الأمر هو ينتقد عدم الاحترافية في الخداع وعدم الدقة في التنفيذ.

كما أن هناك سببًا آخر لمتابعة الجمهور لبرامج "المقالب" وبالأخص برنامج رامز جلال، فعلى الرغم من محبة الجمهور لبعض المشاهير إلا أن تعرضهم لمواقف محرجة أو صعبة ومشاهدتهم في أثناء تعرضهم للخداع وحتى للإهانة يُشعر المشاهد بأنه على قدم المساواة مع الفنان، وأن ذلك الشخص المشهور، الغني، المحبوب من الجميع، الذي يظهر على الشاشة ويتابعه الملايين يتعرض أيضًا لمواقف محرجة، وتلك النجمة التي تظهر على السجادة الحمراء بإطلالة رائعة قد تتعرض أيضًا لموقف ينتقص من أناقتها.


منافسة "الأعلى مشاهدة" واستمرارية غير مسبوقة!

بنظرة سريعة على برامج المقالب التي صُنعت في الأعوام الأخيرة، نجد أن برنامج رامز جلال هو الوحيد الذي استطاع الصمود والمنافسة في موسم ينصب تركيز المشاهد فيه على المسلسلات فقط، على الرغم من محاولة الفنان هاني رمزي خوض تلك التجربة في برنامج " هاني في الأدغال" والذي عُرض عام 2016.

كذلك برنامج "هبوط اضطراري" لهاني رمزي أيضًا عام 2015، أو تجربة المطرب محمد فؤاد في برنامج "فؤش في المعسكر" عام 2014، إلا أنها جميعًا لم تستطع الصمود أو منافسة برنامج رامز جلال سواء في نسب المشاهدات أو في ردود أفعال الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي، فضلًا عن عدم استمرارية تلك البرامج، فهل شخصية رامز جلال أحد أسباب تفرده في هذا النوع من الأعمال؟

يشير الناقد الفني محمد عبد الخالق إلى سمات شخصية تخص رامز جلال وهي ما تجعله مميزًا عن باقي مقدمي برامج المقالب فهو خفيف الظل ويتمتع بشخصية مشاغبة دون أي افتعال أو اصطناع لتلك الصفات، كما أنه يحظى بدرجة عالية من القبول، فردود أفعاله كوميدية.

يضيف "عبد الخالق" ضمن حديثه لـ "أراجيك فن"، إن رامز جلال يتمتع بأفكار جريئة أيضًا قد تصل إلى حد الجنون، والتي دومًا ما تنجح في إثارة الجدل وتتصدر "التريند"، وكذلك ضخامة الإنتاج الذي يميز برامج رامز يوفر له استضافة نجوم الصف الأول في مختلف المجالات الفنية والرياضية.

تحدث أيضًا الناقد الفني أندرو محسن، عن أسباب نجاح برامج رامز جلال دون غيره من برامج المقالب وقال إن "رامز" بدأ قبل سنوات ومن ثم حاول البعض تقليده، فبرنامج "هاني في الأدغال" تم عرضه على قناة الحياة والتي استقبلت برنامج رامز جلال قبل انتقاله إلى MBC، فبرنامج "هاني في الأدغال" كان محاولة لسد الفراغ الذي تسبب فيه انتقال برنامج رامز جلال لقناة أخرى.

أما عن باقي الأسباب التي ميزته عن غيره فيضيف "محسن" ضمن حديثه مع "أراجيك فن"، إنه يستطيع مخاطبة جمهوره بشكل جيد، ففريق الإعداد والكتابة يستطيع الوصول للشريحة المستهدفة من الجمهور.


نموذج "الفتى الطائش" رامز جلال

كما يتفق مع الناقد محمد عبد الخالق، أن أحد أسباب النجاح هو جرأة الأفكار، فمنذ البداية هناك مساحة من التجريب والخدع الخطيرة مثل اختطاف الضيوف في صحراء، أو إيهامهم بوجود عملية إرهابية وغيرها، فهناك دومًا شكل مختلف للبرنامج يجعل المشاهد متشوقًا للمشاهدة.

بالإضافة الى ذلك، فاختيار الضيوف والذي يعتمد على النجوم الأبرز في توقيت عرض البرنامج سواءً فنانين أم رياضيين أم إعلاميين، كذلك وجود ضيوف أجانب وعرب.

كما يشير أندرو محسن إلى أنه على الرغم من هذا النجاح الذي يحققه رامز جلال طوال السنوات الماضية إلا أن الجمهور أصبح متشبعًا من هذا البرنامج وهو ما ظهر بوضوح العام الماضي.

يتفق معهما الدكتور محمد عبد الراضي، رئيس قسم الأنثروبولوجيا بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، ويقول إن الجمهور يفضل مشاهدة "رامز جلال" دون غيره لما يتميز به من صفات شخصية كروح الدعابة والمشاغبة وهو ما أسماه "نموذج الفتى الطائش" الذي أحبه الجمهور.

ولكن، على الرغم من محبة الجمهور لخفة الظل التي يتمتع بها ورغبته بمشاهدة النجم في أثناء تعرضه للخديعة، إلا أن الكثيرين يعتبرون برامج رامز جلال أحد أسباب انتشار بعض الظواهر السلبية في المجتمع كالتنمر والتحرش اللفظي وغيرها، فهل تلك الاتهامات حقيقية أم مجرد ادعاءات؟


اتهامات حقيقية أم مجرد ادعاءات.. هل يتأثر المجتمع ببرامج رامز جلال؟

يتابع "عبد الراضي" واصفًا البرنامج بأنه يساهم في تدعيم العنف والتنمر، فمشاهدات رامز بالملايين وبالأخص من الفئات الأصغر سنًا والأقل وعيًا اجتماعيًا وثقافيًا، وأصبح هناك إعجاب من قِبل المراهقين ببرامج "رامز" وشخصيته بخداع الضيوف وأصبحنا نجد تقليدًا لفكرة المقالب من خلال بعض صانعي المحتوى والتي قد تؤدي الى إيذاء بدنيّ للأشخاص.

وعن مدى تأثير برامج رامز جلال على المجتمع يقول الدكتور محمد جلال مدرس الأنثروبولوجيا بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، إن مدى تأثير البرامج على المجتمع أمرٌ لا يمكن لعاقل إنكاره فهناك قطاع عريض من المجتمع تأثرت سلوكياته ومنظومة القيم الخاصة به بمثل هذه البرامج.

وهنا، نجد أنفسنا أمام سؤالٍ اَخر، إذا كان المشاهد يتابع برامج رامز جلال ليشاهد الضيف في مواقف محرجة ليشعره ذلك بالمساواة، وإذا كان المتخصصون يجدون في برامج رامز تهديدًا لمنظومة القيم الخاصة بالمجتمع، فهل ينتقد المشاهد ضيوف الحلقات كما ينتقدون رامز جلال وبرنامجه؟ هل تتأثر شعبية الضيوف بسبب ظهورهم مع رامز جلال؟

طرحنا هذا السؤال على أهل الاختصاص من النقاد وعلماء الأنثروبولوجيا، ويوضح الدكتور محمد جلال أن احترام الجمهور للضيف يتوقف على طبيعة المشاهد نفسه، فهناك فئة من المشاهدين يتابعون برامج رامز جلال للترويح عن النفس وبالتالي فالضيف حقق رغبة المشاهد في الضحك والتخفيف من الضغوطات النفسية التي يتعرض لها فنظرته للضيف لا تتأثر سلبًا، ولكن هناك فئة أخرى ترفض مشاهدة هذا النوع من البرامج وهي من تتأثر سلبًا صورتهم الذهنية عن الضيف.

أما الناقد الفني محمد عبد الخالق، فيقول إن الظهور في برامج رامز جلال يزيد من شعبية الضيوف، فمن المعروف أنه يختار نجوم الصف الأول، لذلك فهو اعتراف بأن هذا الضيف هو نجم صف أول وتأكيدًا على نجومية الضيوف.

يضيف: "ولكن ما قد يحدث تأثيرًا سلبيًا على الضيف -وإن كان محدودًا- هو ردة فعل الضيف نفسه فقد يكتشف المشاهد أن نجمه المفضل ثقيل الظل أو كثير السُباب وغيرها من الصفات السلبية".

ذو صلة

على صعيد اَخر، يختلف معهما الدكتور محمد عبد الراضي في مدى تأثير الظهور في برامج رامز جلال على الصورة الذهنية للضيف لدى المشاهد، قائلًا إنه يحترم الفنان الذي يرفض المشاركة في برامج رامز جلال.

ويستشهد بكلام الفنان محمد صبحي والذي يقول إن برامج المقالب تقلل من شأن الفنان ومن احترام جمهوره له، فالضيف يتعرض للتنمر والمواقف المحرجة ومن ثمّ يقوم بالغناء مع الشخص الذي قام بافتعال الموقف، فبالطبع يؤثر ذلك على نظرة الجمهور للفنان.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة