تريند 🔥

🤖 AI

فيلم Rampage… كاريزما البطل لا تصلح عكازًا لفيلم عاجز

بوستر فيلم Rampage
محمود حسين
محمود حسين

9 د

تقييم الفيلم:

بدء مؤخرًا عرض فيلم Rampage أحدث أفلام النجم دوين جونسون الذي سطع نجمه بقوة خلال السنوات القليلة الماضية، وصار أحد أكثر نجوم هوليوود نشاطًا وتحقيقًا للإيرادات في شباك التذاكر. أحداث الفيلم مقتبسة عن لعبة فيديو كلاسيكية تحمل ذات العنوان، كتب قصة الفيلم ريان إنجل الذي شارك أيضًا في كتابة السيناريو إلى جانب الثلاثي ريان جى. كوندال، آدم سزكاييل، كارلتون كوز، وأخرجه براد بيتون، وشارك في بطولته – إلى جانب دوين جونسون – كل من ناعومي هاريس، جيفري دين مورجان، مالين أكريمان.


قصة فيلم Rampage

صورة من فيلم Rampage

تدور أحداث فيلم Rampage حول دافيس أوكوي (دوين جونسون) الباحث العلمي – والجندي السابق – الذي يرتبط بعلاقة وطيدة بحيوان الغوريلا “جورج”، الذي تولى إنقاذه ورعايته منذ سنوات، لكن تنقلب الأمور بعدما يقع جورج – عن طريق المصادفة – ضحيةً لإحدى التجارب الجينية التي تحوله من كائن وديع إلى وحش عملاق يُهدد بتدمير مدينة شيكاغو الأمريكية بالكامل، ومن ثم ينطلق دافيس أوكوي في رحلة الهدف منها إخضاع جورج للسيطرة مرةً أخرى ومنعه من نشر الدمار، وفي ذات الوقت حمايته من القوات العسكرية الساعية إلى إبادته، لكن الأوضاع تتأزم على نحو مباغت حين يكتشف أنّ جورج لم يكن الضحية الوحيدة للتجربة، وأنّ هناك ذئبًا وتمساحًا قد تعرضا لذات الطفرة الجينية، وتحولا إلى وحوش عملاقة …


فيلم Rampage … الكثير من الرهانات القليل من الأرباح

صور فيلم Rampage

الأفلام التجارية ليست بالضرورة أفلامًا سيئةً كما يعتقد البعض، بل إنّها مجموعة أفلام خالية من أي عمق فكري أو درامي، والهدف الوحيد منها هو إمتاع المشاهد من خلال تقديم تجربة بصرية مُبهرة ومبتكرة قائمة على قصة مثيرة، وقد يتم تعزيز ذلك ببعض عوامل الجذب الأُخرى مثل الكوميديا، ومتى نجح الفيلم في تحقيق تلك المعادلة التي يَعِد بها المشاهد بشكل مُسبق صار فيلمًا جيدًا … فهل نجح فيلم Rampage في تحقيقها؟

الإجابة بشكل قاطع هي “لا”، فقد راهن صُنّاع فيلم Rampage في تحقيق المتعة على عِدة عوامل، ولكن أغلب تلك الرهانات لم تكن في محلها وانتهت إلى الفشل، وأبرزها الآتي:


ضعف الحبكة

صورة فيلم Rampage

انتصر فيلم Rampage للإثارة على حساب الحبكة، حيث أنّ السيناريو اتسم بقدر كبير من الضعف وجاء غير مترابط بل إنّ الحبكة كانت شبه غائبة، فالسيناريو كاملًا يقوم على “صدفة” الهدف منها إنشاء حدث ما يؤدي إلى إشعال الصراع بما يسمح بإضافة أكبر قدر ممكن من مشاهد الحركة والإثارة، مُتناسين أنّ درجة انفعال المُتلقي مع هذه المشاهد ترتبط في المقام الأول بدرجة ارتباطه بالشخصيات وتفاعله مع الحدث، وهي أمور يستحيل تحقيقها من خلال حبكة ضعيفة بالغة السطحية لا تولي أدنى اهتمام بتقديم الشخصيات، أو التمهيد بالقدر الكافي لنقطة التحول الرئيسية، أو إضفاء قدر ملائم من التعقيد بدلًا من تتبع مسار قصة شديدة البساطة معلومة النهاية منذ بدايتها.


بين الكوميديا والاستخفاف

دوين جونسون وناعومي هاريس في فيلم Rampage

تأتي الكوميديا بالمرتبة الثانية بين مجموعة العوامل التي راهن عليها الفيلم في جذب المشاهد وتحقيق المتعة، إلّا أنّها الكوميديا في فيلم Rampage جاءت مُقحمةً على الأحداث، وتتسم بقدر كبير من المُبالغة والافتعال، حيث أنّ الكوميديا بصفة عامة لم تشهد أدنى درجات التجديد والابتكار، علاوةً على اختفاء كوميديا الموقف تقريبًا على الرغم من أنّ طبيعة الفيلم كانت تسمح بالكثير منها.

استعاض الفيلم في أغلب فصوله عن كوميديا الموقف بالكثير من العبارات الساخرة والمتهكمة التي لم تكن موفقةً بقدر كبير، حيث أنّ تلك العبارات كانت إمّا غير ملائمة لطبيعة الشخصيات الناطقة بها أو غير متماشية مع الحدث. نحن أمام علماء ورجال أمن يطلقون النكات، وهم في خضم صراع مع مخلوقات متوحشة تهدد حياة مدينة كاملة!


عناصر الإبهار البصري … هل كانت مُبهرةً؟

مشهد من فيلم RAMPAGE

تعتمد فئة الأفلام التي ينتمي إليها فيلم Rampage في جذب المشاهد بشكل أساسي على عناصر الإبهار البصري، وتقديم أكبر كم ممكن من مشاهد الإثارة والتشويق، وقد استحوذت هذه المشاهد فعليًا على المساحة الأكبر من المدة الزمنية للفيلم، لكنها لم تكن موزعةً بالشكل الملائم، حيث أنّ مشاهد الإبهار تركزت بنصف الفيلم الثاني الذي كان بمثابة سلسلة ممتدة من هذه المشاهد، بينما كانت بالنصف الأول محدودةً نسبيًا من حيث الكم، وقصيرة من حيث المدة.

جاء أسلوب تصميم الخدع البصرية في فيلم Rampage جيدًا في مُجمله – وإن لم يكن خاليًا من العيوب – ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنّه كان ملائمًا، بمعنى أنّ المخلوقات المتوحشة تم تصميمها بشكل جيد ولكن غير مُقنع، فالذئب والتمساح يبدوان كأنّهما كائنات خرافية مخيفة، بينما احتفظ الغوريلا بمظهره الطبيعي وإن كبر حجمه!

كذلك من عيوب هذه المشاهد افتقارها إلى التنوع، حيث كانت شبه مقتصرة – خاصةً بالنصف الثاني – على التدمير والتخريب، فالمشاهد قضى فترةً طويلةً في متابعة مجموعة كائنات عملاقة تطيح بالسيارات وتهدم المباني وتلتهم المارة، وقد أدى ذلك إلى تسريب بعض الملل إلى المُتلقي رغم حرفية التنفيذ.


الأداء التمثيلي

صورة أبطال فيلم Rampage

يعتبر انعدام العمق الدرامي أحد السمات الرئيسية في مختلف الأعمال التجارية، ومن ثم فإنّ شخصياتها عادةً ما تكون أحادية التكوين، أي تميل إلى السطحية ولا تحمل أي بعد نفسي عميق وبلا خلفيات واضحة، ومن ثم فإنّها لا تتيح أمام الممثلين مساحات كبيرة للإبداع وإبراز قدراتهم الفنية، ولكنهم في ذات الوقت يكونون مُطالبين ببذل مزيد من الجهد؛ لإقناع المشاهد ودفعه لتقبُل واقعية شخصيات هي في الأساس ذات طابع شبه كرتوني.


دوين جونسون ديفيس أوكوي

دوين جونسون في فيلم Rampage

برع دوين جونسون في تقديم أفلام الإثارة التجارية التي تعتمد على الإبهار البصري في المقام الأول والكوميديا ثانيًا، كان آخرها Jumanji: Welcome to the Jungle الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وذلك لما يتمتع به من خفة ظل، وما يمتلكه من حضور طاغي على الشاشة لا يمكن إنكاره، وإن كان يفتقر إلى الكثير من مقومات الممثل الحقيقي، لكنه دائمًا ما كان يحظى بدعم العناصر الأُخرى في أفلامه من ممثلين مساندين وقصة مثيرة وكثافة مشاهد الإثارة، مما يساهم في مداراة عيوب التجسيد أو على الأقل التغاضي عنها، لكن ذلك لا ينطبق على فيلم Rampage.

راهن مخرج فيلم Rampage على حضور دوين جونسون، واعتقد بشكل ما أنّه كافي لتعزيز العناصر الأُخرى وتعويض القصور بها، لكن النتيجة كانت على النقيض تمامًا، وجاء أداء دوين جونسون مقبولًا بشكل عام، ولكنه أقل كثيرًا عن أفلامه الأُخرى، ويمكن إرجاع ذلك لأسباب عديدة لكن أبرزها طبيعة شخصية “ديفيس أوكوي” التي لم تكن سطحيةً، بل كانت كاريكاتوريةً تتسم بقدر كبير من المبالغة، فهو جندي سابق وناشط بيئي وأخيرًا عالم رئيسيات، أمّا عن المهارات فهو يجيد القتال وقيادة مختلف المركبات – بما في ذلك المروحيات – واستخدام الأسلحة وحتى لغة الإشارة، أي ممثل بمقدوره إقناع المشاهد بشخصية كهذه؟!!.


ناعومي هاريس د. كيت كالدويل

ناعومي هاريس في فيلم Rampage

تجسد ناعومي هاريس شخصية العالمة “د. كيت كالدويل” التي تعد بشكل ما المسؤولة الأولى عن الطفرة الجينية التي أصابت الحيوانات البرية، وحولتهم إلى مخلوقات عملاقة، وقد قدمت ناعومي أداءً معتدلًا بشكل نسبي في أغلب فصول الفيلم، ولكنها عانت – مثلها مثل باقي فريق التمثيل – من عيوب السيناريو والإخراج غير المحدودة.

النغمة الجيدة ضمن اللحن السيّئ تصبح نشازًا، وهذا تحديدًا ما حدث مع شخصية “كيت كالدويل” التي حاول السيناريو إكسابها بعض العمق من خلال التركيز على ماضيها، وإبراز دوافعها وإظهار الجانب الإنساني بها بشكل يجعلها شبه واقعية، وهو ما تعارض مع طبيعة الفيلم الكرتونية، مما يمكن معه القول بأنّ هذه الشخصية تحديدًا كانت سببًا مباشرًا في كشف أحد أبرز عيوب السيناريو المُتذبذب والغير محدد الأولويات، وبالتأكيد قد انعكس ذلك بصورة سلبية بالغة على مستوى أدائِها.


جيفري دين مورجان هارفي راسل

جيفري دين مورجان من فيلم Rampage

ماذا يفعل هذا الممثل بذاك الفيلم؟! … سوف يقفز هذا السؤال إلى ذهن أي مشاهد سبق له مشاهدة الممثل جيفري دين مورجان بأعمال أُخرى، ويدرك حجم موهبته وقدراته التمثيلية، وهو يُجسد (نظريًا) بهذا الفيلم شخصية “العميل راسل” الذي يقع تحت ضغط نفسي شديد، ويجد نفسه مُجبرًا على الاختيار ما بين الالتزام بمقتضيات وظيفته، وبين القيام بالواجب الذي تفرضه عليه، وفي النهاية يميل إلى الخيار الثاني، ويساند الأبطال من أجل إنقاذ المدينة وحماية الأرواح، وإن اضطره ذلك لمخالفة كافة القوانين التي عاش عمره يحميها وينفذها، أمّا (فعليًا) فإنّه يعيد تجسيد شخصية “نيجان” التي اشتهر بها من خلال مسلسل The Walking Dead، وإن اختلف مظهرها وصفاتها.

لم يختلف أسلوب أداء جيفري دين مورجان قيد أنملة عن أسلوب تجسيد شخصية “نيجان”، حتى أنّ من شاهد المسلسل قد يختلط عليه الأمر ويتساءَل أين عصا البيسبول والسترة الجلدية! … هو ذلك الرجل الفولاذي، المبتسم في أحلك الظروف، والذي يمتلك ثباتًا انفعاليًا أقرب إلى البرود، ولا يتوقف عن إلقاء العبارات الساخرة والتهكم على المحيطين به، بل إنّ الابتسامة والنظرات، وحتى طريقة المشي كانت مطابقةً لأسلوب نيجان المُميّز جدًا، والذي لا يُناسب سواه … كان الممثل بكل المقاييس مُحبِطًا ومخيبًا للآمال، وبالتأكيد يشاركه المخرج في تحمل المسؤولية بل – ويتحمل الجزء الأكبر منها – فمن الواضح أنّه من البداية قد اختار “نيجان” لأداء الشخصية، وليس “جيفري”.


مالين أكريمان كلير ويدن

مالين أكريمان من فيلم Rampage

قدمت مالين أكريمان شخصية “كلير ويدن” الخصم الرئيسي في فيلم Rampage، وهي سيدة أعمال جشعة متلبدة الإحساس، إلّا أنّها لا تبدو شريرةً بقدر ما بدت حمقاء، حيث أنّ الشخصية جاءت نمطيةً لأقصى حد، والمخطط الذي تتبناه وأهدافها منه غير واضحة بدرجة كبيرة، كما أنّ الحوار الخاص بالشخصية كان ضعيفًا وتقليديًا ومستهلكًا.

جاء أداء مالين أكريمان مفرغًا من أدنى قدر من الإبداع أو الاجتهاد، كانت شريرةً نمطيةً لأبعد مدى، وجه رخامي، نظرات زجاجية، وابتسامة فاترة خبيثة! … كل ما يُمكن قوله عن شخصية “كلير ويدن” أنّ المشاهد سوف ينتابه إحساس بالارتياح بالمشهد الذي يتم خلاله القضاء عليها. ليس لأنّه أشفى غليله وتخلص من شرورها والخطر الذي تُمثله، إنما لاطمئنانه إلى أنّ الممثلة لن تعاود الظهور على الشاشة مرةً أخرى!


كل طرق الفشل تقود إلى المخرج!


صورة من فيلم Rampage

فيلم Rampage من إخراج براد بيتون، والذي سبق له التعاون مع دوين جونسون في أفلام Journey 2: The Mysterious Island ،San Andreas. كانت أولويات بيتون واضحةً منذ المشهد الافتتاحي، وفي مقدمتها تقديم “فيلم مُبهر” من الناحية البصرية، وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف الرئيسي – والوحيد تقريبًا – كرس جهوده لتقديم (الإبهار) وتناسى (الفيلم)، فلم يلتفت إلى حبكة ولم ينتبه إلى أداء تمثيلي، وجاء العمل في مُجمله خاليًا في كافة جوانبه من أدنى مستويات التجديد أو الابتكار، وحتى عناصر الإبهار البصري التي أخلص لها إخلاصًا تامًا – وضرب من أجلها بكامل مقومات العمل السينمائي الرئيسية عرض الحائط – كانت جيدةً لكن تقليديةً وغير مُبهرة بالقدر الكافي.

براد بيتون قطعًا هو المسؤول الأول والوحيد عن سلسلة الإخفاقات التي تضمنها فيلم Rampage من بدايته وحتى نهايته. إذ رغبته في دفع الفيلم باتجاه نقطة التحول الرئيسية بأسرع ما يمكن لبدء سلسلة الأحداث المثيرة، وهو ما جعل البداية سريعةً إلى حد الإرباك، دون تعريف كافي بالشخصيات أو تمهيد لذلك الحدث نفسه، وتم الاعتماد على عامل الصدفة كثيرًا باعتباره الأسهل والأسرع، وإن لم يكن الأكثر منطقيةً أو معقوليةً، والأدهى أنّ الأمور لم تتحسن في أعقاب ذلك الحدث البارز، بل استمرت على وتيرة ثابتة تقريبًا، كما أنّ التشويق الحقيقي كان غائبًا بصورة شبه تامة عن الأحداث!

مشهد من فيلم Rampage

لم يكن فيلم Rampage على كل حال يعِد بالكثير، ولكنه عجز حتى عن الوفاء بتلك الوعود القليلة، هو أسوأ من مجرد فيلم سطحي أجوف، بل إنّه فيلم ممل في بعض أجزائِه مُفكك في مُجمله، يدفع المشاهد لأعلى مستويات التعجب، ولا يُثير أدنى مستويات الإعجاب! … كنّا قد تساءَلنا – بعد عرض فيلم Tomb Raider – حول سر إصرار هوليوود على تقديم الأفلام المُقتبسة عن ألعاب الفيديو رغم فشلها المتكرر، وكل ما فعله فيلم Rampage هو جعل السؤال أكثر إلحاحًا.

ذو صلة
فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة