أفلام متشابهة تماماً عُرضت في الوقت ذاته!

قد يحصل لك وأنت تشاهد فيلماً ما للمرة الأولى أن تشعر وكأنّك قد شاهدته بالفعل، لا تقلق إنها ليست الـ “ديجا فو” بل هو أسلوب تكرار الأفكار المُنتشر في هوليوود منذ الأزل، ولسنا نتحدث عن صنع نسخ جديدة من أفلام قديمة، والذي قد يحصل بعد عددٍ محترم من السّنين بهدف إعادة إحياء الفيلم، بل عن الافلام التي تصدر في أوقات متقاربة جداً من بعضها البعض متّخذة نفس الحبكة والأسلوب، بعضها قد يُسبّب الحرج كنسخة مثيرة للشّفقة لكنّ بعضها الآخر قد ينجح حتّى في التّفوق على الفيلم الأصلي!

عالم صناعة الأفلام في (هوليوود) هو عالم شديد التّنافسيّة؛ من يُقدّم أفضل فكرة؟ من يقدّم أحدثها؟ من يقدّمها أولاً؟ ولكن عندما تكون الفكرة هي ذاتها هنا يصبح الصراع حول من يقدّمها بشكلٍ أفضل، وهذه قائمة بمجموعة أفلام تشابهت بالحبكة الأساسيّة وصدرت في أوقاتٍ متقاربةٍ جداً، تنافست على تقديم المحتوى بأفضل شكل مُمكن:

كلا الفيلمين عبارة عن كوميديا رومانسيّة، ومن إصدار عام 2004

يحكي الفلم قصّة فتاة في الثّامنة عشر من عمرها، عاشت لحدّ اللّحظة حياةً مليئةً بالقيود كونها ابنة رئيس الولايات المتّحدة الأمريكية وقد ضاقت ذرعاً بالحراس المحيطين بها من جميع الجهات لذا تنطلق نحو مغامرة بحثاً عن الحرّية، وأثناء سعيها تتّعرف على الشّاب الذي لطالما حلمت به والذي يعاملها كسواها من الفتيات.

تلقى كلا الفيلمين نقداً سلبياً بالمجمل

كلاهما كان فشلاً ماليّاً ذريعاً، حقق فيلم First daughter حوالي (10 مليون دولار)، وChasing Liberty حوالي (12 مليون دولار).

تفوّق Chasing Liberty على First Daughter في الحصول على استحسان الشّابات لكونه أقرب للواقع ولتجاربهن الشخصيّة المشابهة ولتمثيل (ماندي مور) المليء بالحيويّة، بينما اُعتُبِرَ الأخير أقرب للقصص الخياليّة التي لا تناسب فئة الأعمار المستهدفة.

كلاهما فلما رسوم متحركة، وصدرا عام 1998

يحكي الفيلم قصّة نملة نكرة في مجتمعها وتواجه عدّة تحديات لإثبات جدارتها وإنقاذ مستعمرتها من الهلاك.

تلقّى فيلم AntZ نقداً لا بأس به إلا أنّ A Bug’s Life قوبل بالإيجابية من قبل النقّاد والمشاهدين.

حقق فيلم AntZ إيرادات قدرها (91 مليون دولار) تقريباً، أي فشل حتّى في تعويض الميزانيّة التي صُرِفت لإنتاجه، بينما كان A Bug’s Life نجاحاً ساحقاً وحقّق إيراداتٍ وصلت إلى (363 مليون دولار).

يتقدّم A bug’s life على نظيره من جميع النّواحي وتعطيه رسومه المحببّة والمليئة بالألوان وشخصيّاته المرحة والقريبة من المشاهد أفضليّة الواضحة.

The Truman Show عام 1998

ED TV عام 1999

يدور الفيلم حول شاب يتم تصوير كل لحظة من حياته وبثّها كمسلسل تلفزيوني مما يعيقه عن عيش حياة طبيعيّة ويناقش الفيلم سيطرة وسائل الإعلام على حياة البشر وما يمكن أن يتم التّضحية به في سبيل عالم الترفيه.

تلقّى The Truman Show نقداً إيجابية واضحاً، وحصد جوائز عديدة كما تمّ ترشيحه لعدّة جوائز أوسكار، أما ED TV فلوقي بالسّلبية من قبل النّقاد واُعتبِرَ مقبولاً بعض الشيء لدى المشاهدين.

حقق The Truman Show إيرادات وصلت إلى (264 مليون دولار)، بينما اكتفى ED TV بـ (35 مليون دولار) فقط.

بالطّبع هو فيلم The Truman Show، فأداء جيم كاري الدرامي المُتقَن ومسار الأحداث الشيّق والمشهد الختامي المميّز، وأكبر دليل على شدّة تأثير هذا الفيلم على المشاهدين هو انتشار هاجس لدى العديد من النّاس بأنّ هناك من يلاحقهم ويوثّق حياتهم كما جرى مع بطل الفلم ممّا دفع الأطبّاء النّفسيين للإجماع على تسمية هذا المرض باضطراب “ترومان”.

كلاهما فيلما رسوم متحركة

Madagascar عام 2005

The wild عام 2006

يحكي الفيلم قصّة مجموعة من الحيوانات المترفة والتي تعيش في حديقة سنترال بارك للحيوان في نيويورك وتنطلق في مغامرة سعياً لعيش الحياة البريّة.

تلقّى فيلم Madagascar ردوداً إيجابية من قبل النقّاد والمشاهدين الذين تهافتوا عليه في صيف ذلك العام وقدّم متعةً كبيرةً للعائلات، أما The Wild فتلقى نقداً سلبياً من حيث مسار القصّة والرسوم الباهتة وغير الجذّابة والشخصيّات المملّة.

كان فيلم Madagascar أكثر الأفلام نجاحاً لعام 2005 حيث حقّق إيراداتٍ وصلت إلى (532 مليون دولار)، أما The Wild فحصد (102 مليون دولار) فقط.

لا بدّ لنا أن نقول Madagascar فهو أكثر إمتاعاً وإضحاكاً وتشويقاً ونجح في أن يصدر له جزءٌ ثانً Escape 2 Africa وثالث Europe’s Most Wanted وفيلم تابع Penguins of Madagascar للشخصيّات الثّانوية به والّتي لها أيضاً سلسلة تلفزيونيّة بنفس الاسم.

شخصيّاً بدأت بفلم The Wild ولم أقوَ حتّى على إنهائه بينما أنتظر الجزء الرّابع من مدغشقر والذي سيُعرَض في عام 2018 بفارغ الصّبر.

كلاهما صدرا عام 2012

حاول الفيلمتن تقديم قصّة (بياض الثّلج) للأخوين جريم بقالبٍ جديد ولكن مع الحفاظ على مسار القصة الأساسي، كما قام كلاهما باختيار ممثّلة معروفة في الوسط الفنّي مع وجه شاب معروف لدى جمهور معيّن من المشاهدين، مع المغالاة في تصميم الأزياء والدّيكور والمؤثّرات البصريّة.

كان مقبولاً لكلا الفيلمين بالمجمل ولكن اعتبر فيلم Snow White and the Huntsment ذو نص سوداوي ومربك، بينما نقص لفيلم Mirror Mirror من وجهة نظر النقّاد العمق الكافي لشخصيّة بياض الثّلج والتّفرد للقصة.

بلغت إيرادات Snow White and the Huntsmen مبلغاً قدره (396 مليون دولار) أما فيلم Mirror Mirror بلغت إيرادته (183 مليون دولار).

من الصّعب أن نجزم ففيلم Snow White and the Huntsmen قدّم القصّة بقالب أكشن لم يتم من قبل واختيار كريستين ستيوارت كبطلة كان أمراً غير متوقّع أما Mirror Mirror فتوجّه نحو أوساط أصغر من الجّمهور وكان أنسب للعائلات.

كلاهما صدرا في العام 1998، ومن فئة خيال علمي – تشويق

يدور الفيلم حول نيزك ضخم يقترب من كوكب الأرض ويهدّد بإبادة الحياة عليها، فينطلق أبطال الفيلم لتدميره وإنقاذ كوكبهم.

تلقى الفيلمان نقداً لا بأس به.

$553.7 مليوناً: حقق Armageddon إيرادات ممتازة (553 مليون دولار)، وفيلم Deep Impact حقق (349 مليون دولار).

Deep Impact بالطبع، فرغم أنه لم يحصد أرباحاً كالآخر إلا أنّه أدق علمياً وأشدّ وتيرةً وبالتّالي أكثر احتراماً لعقل المشاهد وأكثر ترفيهاً.

كلاهما صدرا في العام 2006

تدور أحداث الفيلم حول شاب يشقّ طريقه نحو الاحتراف في ممارسة السّحر وألعاب الخفّة مضحياً بكلّ شيء في سبيل ذلك.

كانت الآراء نحو كلا الفيلمين إيجابيةً جداً وقد تلقّى The Prestige ترشيحين لجائزتي أوسكار.

حققّ كلا الفيلمين نجاحاً على الصّعيد المادّي بالنظر للميزانيّة حيث حقّق The Prestige مبلغاً قدره (109 مليون دولار)، وفيلم The Illusionist إيرادات (87 مليون دولار).

لابد لنا ان نقول The Prestige فالنّص أعمق والتّمثيل أشدّ إتقاناً في قصّةٍ مليئةٍ بالأحداث المفاجئة والشّخصيّات المركّبة مفعمةً بالإنسانيّة.

كلاهما صدرا في العام 2013، وكلاهما أكشن

يتحدّث الفيلم عن الهجمات الإرهابيّة التّي تستهدف البيت الأبيض بينما يهرع بطل الفيلم (العميل لدى القوّات الخاصّة) لإنقاذ الوضع وإثبات نفسه.

تلقّى White House Down انتقاداتٍ سلبيّة سواء بسبب التّمثيل أو الإخراج أو المؤثّرات البصريّة وقد لقّبه بعض النّقّاد بأسوأ فيلم لعام 2013 أمّا Olympus Has Fallen فتلقّى نقداً إيجابياً خصوصاً بسبب أداء جيرالد باتلر – بطل الفيلم – المرضي.

حقق Olympus Has Fallen إيرادات قدرها (161 مليون دولار)، أما فيلم The White House Down فحقق (205 مليون دولار).

لا يمكن المقارنة بين فيلمي White House Down وOlympus Has Fallen لا بالمشاهد المكرّرة والمستهلكة ولا بلقطات الأكشن السّخيفة في فيلم يحاول أن يتّسم بالجدية، وتم صنع جزء ثاني تحت عنوان London Has Fallen تم عرضه في 2016.

كلاهما صدرا في العام 1986، وكلاهما أكشن

يتحدّث الفيلم عن طيّار شاب في القوّات البحريّة الأمريكيّة يحارب بكل بسالة من أجل بلده مواجهاً مشاكله العاطفيّة تجاه موت والده.

تمّ الثّناء على Top Gun وخاصةً لتصوير الأكشن الاحترافي به، بينما وُصِفَ Iron Eagle بالفيلم المُبتذل.

حقق فيلم Iron Eagle إيرادات قدرها (24 مليون دولار)، أما نجاح Top Gun كان هائلاً وحقق إيرادات قدرها (356 مليون دولار) مقابل ميزانيته التي بلغت (15 مليون دولار).

كان Top Gun أكثر قدرة على استمالة المشاهدين بالتّرفيه الذي قدّمه والموسيقى التّصويريّة المذهلة وقد كان ذو تأثير هائل على الشبّان الذّين تشجّعوا على الانضمام للقوّات البحريّة بسببه.

كلاهما صدرا في العام 2009، فيلما كوميديا

يحكي الفيلم عن شرطي أمن المركز التّجاري والذي يطمح أن يصبح شرطياً حقيقياً ذا شأن، إلّا انّه يفتقر لكلّ المؤهّلات لذلك، تحدث سرقة كبرى في المركز التّجاري الذي يعمل به ممّا يشكلّ فرصةً له ليثبت كفاءته.

تلقّى الفيلمان نقداً سلبياً عموماَ لافتقار كليهما للفكاهة ذات الأثر ولمسار الأحداث النّمطي.

حقق فيلم Paul Blart إيرادات قدرها كبيرة قدرها (183 مليون دولار)، أما فيلم Observe and Report فاكتفى بـ (26 مليون دولار).

بالنّسبة لي، أجد أن Observe and Report أفضل ببساطة بفضل تمثيل سيث روغان.

ما رأيكم بهذه الثنائيات؟ هل هناك المزيد منها؟ لماذا لا تشاركونا إياها عن طريق التعليقات، وأيضاً أخبرونا عن فيلمكم المفضل منها..