تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل يمتلك فيلم “Ballad of Songbirds & Snakes” سحر سلسلة “Hunger Games” الأصلية؟

the hunger games final film arageek art 2023 أراجيك فن the hunger games
ساندي ليلى
ساندي ليلى

13 د

يقول الأديب الروسي الأشهر فيودور ديستويفسكي: "يتحدث الناس أحياناً عن "وحشية" قسوة الإنسان لكن هذا ظلم مبين وإهانة غير العادلة للوحوش، لا يوجد أي حيوان بإمكانه أن يكون بقسوة الإنسان أو أن يمتلك القدرة على التفنن في أساليب القسوة". 

كان ديستويفسكي أكثر أديبًا غاص في ذلك المستنقع الخطر الصادم الذي نطلق عليه اسم النفس البشرية لينال عاقبة من عرف أكثر من اللازم، لطالما كان البشر قساة منذ فجر الحضارة أنشأوا نظام فصل بين بعضهم البعض واستعبدوا غيرهم ولآلاف الأعوام تفننا نحن البشر في ابتكار أساليب لتعذيب بعضنا بعضاً وضع الأسرى في حلبة مليئة باالأسود الجائعة التمزيق الإستعباد قائمة تطول حقاً للأسف.

لم تتوقف قسوة البشر على الإطلاق إنها كالخيال لا حدود لها ولا تخمد، ولأن الأدباء والفنانين هم أكثر الناس حساسية فقد راعتهم قسوة البشر حتى أطلقوا العنان لخيالهم لرسم عوالم مستقبلية كريهة مظلمة قاسية عرفت باسم الديسيوتوبيا وهي عوالم دمرت فيها البشرية كل شيء ووصلت إلى أحط ما يمكن الوصول إليه.

وقد كانت سلسلة ألعاب الجوع التي أبدعتها سوزان كولنز في سلسلة رواياتها الشهيرة واحدة من أفظعها وأقساها لكنها كانت ممتعة بلا شك وإلا ما كانت السلسلة لتتصدر قوائم المبيعات، تحولت السلسلة الأدبية إلى سلسلة أفلام فائقة النجاح حققت إيرادات خيالية وأصبحت أكثر سلاسل المغامرات شهرة وشعبية في أمريكا والعالم لا شك أن شهرة جينيفر لورانس الكاسحة بدأت من هذا العالم عالم ألعاب الجوع.

منذ أسابيع قليلة أصدر فيلم جديد من السلسلة بعد غياب سبع سنوات حمل اسم The Ballad of Songbirds &Snakes لكنه كان مختلفاً عن أي شيء رأيناه قبل؛ فما سر هذا الاختلاف؟ أين ذهبت كاتنيس؟ هل يمتلك الفيلم الجديد سحر السلسلة الأصلية؟ سنجيب في مقالنا عن هذه الأسئلة وأكثر مستعرضين أهم الاختلافات بين الفيلم الجديد والأفلام الأصلية لكن وفي البداية وكعادة "أراجيك فن" إليك عزيزي القارئ معلومات الفيلم..

7.2/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

The Hunger Games: The Ballad of Songbirds & Snakes

عندما شاركت كاتنيس في ألعاب الجوع كان عمر الألعاب أكثر من سبعين عاماً لذا لم نعرف بالضبط كيف كانت بدايتها أسرار كثيرة كشفها الفيلم الذي يبدأ قبل 64 عاماً من أحداث الفيلم الأول مع موت كبير عائلة سنو النبيلة الجنرال كراسوس سنو الذي اتهم بالخيانة أثناء التمرد الأول بين الكابيتول والمقاطعات، بعد مرور 13 عاماً أصبح كوريولانوس سنو ابن كراسوس البالغ من العمر 18 عاماً واحدا من 24 طالباً من طلاب الأكاديمية الذين اختيروا لإرشاد المختارين في ألعاب الجوع السنوية العاشرة تغيير جديد طرأ بسبب ملل المشاهدين من الألعاب لذا ينبغي على كل مرشد جعل متنافسه مثيراً للاهتمام لرفع نسب المشاهدات ولضمان استمرار الألعاب. 

يقرر سنو الشاب أن فوز متسابقه هو طريقة أكيدة لاستعادة مجد عائلته المفقود وهنا نتعرف على العقل المدبر لألعاب الجوع وعميد الأكاديمية الخبيث كاسكا هايبوتوم الذي ينصح المرشدين بالتركيز على الترفيه عن المشاهدين بدلاً من التركيز على تكريم الفائز النهائي ونيل الجائزة.

يتم تعيين سنو لإرشاد متنافسة المقاطعة 12 لوسي غراي بيرد التي سحرت الكابيتول خلال حفل الحصاد من خلال الغناء وإدخال ثعبان في فستان مايفير ابنة العمدة ليب القاسية، يحاول سنو أن يكسب ثقة لوسي غراي ويساعدها في كسب تعاطف سكان الكابيتول لأنها وسيلته الوحيدة للفوز لكن موهبته في لفت الأنظار تنجح في إثارة استياء هايبوتوم الذي يلاحظ الظلام القابع في روح سنو ويبدأ خطة قذرة ليطيح بسنو ومتسابقته بعدما استشعر خطره الظلام القابع داخل روحه.

كان من الممتع نوعاً ما إلقاء نظرة مختلفة على عالم ألعاب الجوع من وجهة نظر أصحابها في زمن كانت الألعاب ما تزال في مهدها لكن القسوة والطغيان لم يتغيرا منذ تلك الأعوام البعيدة كان هناك أيضاً الكثير من روح الأفلام الأصلية في الواقع تذكرنا لوسي بشكل كبير بكانتس بروحها الطيبة وشجاعتها النادرة لكن وعلى عكس الأفلام السابقة لا يركز الفيلم على المنافسة بقدر ما يركز على كوريولانوس سنو الشاب الذي سيكبر يوماً ما ليصبح الطاغية سنو الرجل الأكثر شراً في عالم ألعاب الجوع.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    فرانسيس لورانس

بطولة

توم بليث،
راشيل زيغلر،
فايولا ديفيس،
بيتر دينكلاج

النوع

أكشن،

رحلة عَبر الزمن إلى ماضي ألعاب الجوع 

عندما شاركت كاتنيس في "ألعاب الجوع" The Hunger Games كان عمر الألعاب أكثر من سبعين عاماً لذا لم نعرف بالضبط كيف كانت بدايتها أسرار كثيرة كشفها الفيلم الذي يبدأ قبل 64 عاماً من أحداث الفيلم الأول مع موت كبير عائلة سنو النبيلة الجنرال كراسوس سنو الذي اتهم بالخيانة أثناء التمرد الأول بين الكابيتول والمقاطعات.

بعد مرور 13 عاماً أصبح كوريولانوس سنو ابن كراسوس البالغ من العمر 18 عاماً واحدًا من 24 طالباً من طلاب الأكاديمية الذين اختيروا لإرشاد المختارين في ألعاب الجوع السنوية العاشرة، تغيير جديد طرأ بسبب ملل المشاهدين من الألعاب لذا ينبغي على كل مرشد جعل متنافسه مثيراً للاهتمام لرفع نسب المشاهدات ولضمان استمرار الألعاب. 

يقرر سنو الشاب أن فوز متسابقه هو طريقة أكيدة لاستعادة مجد عائلته المفقود وهنا نتعرف على العقل المدبر لألعاب الجوع وعميد الأكاديمية الخبيث كاسكا هايبوتوم الذي ينصح المرشدين بالتركيز على الترفيه عن المشاهدين بدلاً من التركيز على تكريم الفائز النهائي ونيل الجائزة.

نرشح لك: أفلام تنافس Hunger games في عروض اللعب القاتلة

يتم تعيين سنو لإرشاد متنافسة المقاطعة 12 لوسي غراي بيرد التي سحرت الكابيتول خلال حفل الحصاد من خلال الغناء وإدخال ثعبان في فستان مايفير ابنة العمدة ليب القاسية، يحاول سنو أن يكسب ثقة لوسي غراي ويساعدها في كسب تعاطف سكان الكابيتول لأنها وسيلته الوحيدة للفوز لكن موهبته في لفت الأنظار تنجح في إثارة استياء هايبوتوم الذي يلاحظ الظلام القابع في روح سنو ويبدأ خطة قذرة ليطيح بسنو ومتسابقته بعدما استشعر خطره الظلام القابع داخل روحه.

كان من الممتع نوعاً ما إلقاء نظرة مختلفة على عالم ألعاب الجوع من وجهة نظر أصحابها في زمن كانت الألعاب ما تزال في مهدها، لكن القسوة والطغيان لم يتغيرا منذ تلك الأعوام البعيدة كان هناك أيضاً الكثير من روح الأفلام الأصلية في الواقع تذكرنا لوسي بشكل كبير بكانتس بروحها الطيبة وشجاعتها النادرة، لكن وعلى عكس الأفلام السابقة لا يركز الفيلم على المنافسة بقدر ما يركز على كوريولانوس سنو الشاب الذي سيكبر يوماً ما ليصبح الطاغية سنو الرجل الأكثر شراً في عالم ألعاب الجوع.


هل كان سنو شريرًا بغيضًا؟  

تعرفنا على سنو كطاغية كريه أشيب الشعر يرى أن أفضل ما قد يقدمه للعالم هو الكثير من الدموية والعنف والموت لكن؛ هل كان هكذا منذ البداية؟ 

يقول علماء النفس إن الإنسان يولد بريئاً نقياً ثم تتكفل الحياة بصياغة شخصيته لاحقاً، لقد ولد سنو ثرياً مرفهاً خسر كل شيء في لحظة واحدة عندما اتهم والده بالخيانة ليصبح واحداً من البؤساء الذين لا يجدون طعاماً يسد رمقهم إن تجربة كهذه تبذر في الروح أساس الثورة والعدل والتعاطف لكن بذرة سنو كانت فاسدة وإن حاول تغليفها بطبقة مهلهلة من التبريرات السخيفة.

لقد استطاع الفيلم وببراعة سبر أغوار ماضي سنو وألقى نظرة معمقة على شخصيته المليئة بكثير من الظلام المتواري تحت رغبة كاسحة في استعادة المجد المفقود الذي يرى أن فقدانه كان ظلماً بيناً من قبِل حكام الكابيتول.

منذ البداية نرى سنو كارهاً ما آل إليه وضع عائلته إنه ذكي للغاية قادر على شق طريقه نحو السلطة لا بالقوة والبطش بل من خلال سلسلة لا تنتهي من القرارات البسيطة المحسوبة بدقة لا تسمح بأي نوع من الصدف.

نرى ذلك منذ البداية من خلال تظاهره بالثراء بين رفاقه التظاهر بأنه تناول لحماً على الإفطار رغم أن عائلته تمر بأوقات عصيبة للغاية، لقد عقد سنو صفقة مع نفسه إنه يبرر كل ما يفعله بأنه ضروري لنجاته ومع نهاية الفيلم نراه قد تقبل ظلامه هذا وما عاد بحاجة لأن يبرر أي شيء.

لم يكن سنو قاسياً كريهاً كما رأيناه في الأفلام السابقة في شبابه بل كان هناك ضوء خافت من الأمل في شخصية سنو اكتشفته لوسي غراي التي تحولت إلى منارة تضيء حياته، لكن كل تلك القسوة والوحشية التي حكمت عالمه هذا أرغمته على إخراج كل ما قلبه وروحه من ظلمة لينجو.

كانت الظلمة طريقة حياة بالنسبة له حياة من المعاناة والظلم والكراهية إنه غير قادر على محاربة الكابيتول وطغاته لكنه قادر على التحكم فيه وإمتاع أولئك المخبولين بألعاب مثيرة ودفع المئات للموت كل عام لتسليتهم وهذا بالنسبة له ثمن بسيط يدفع لأجل السلطة والقوة والمعدة التي لا تعرف الجوع، لقد أبدع الفيلم في رصد التغيرات والتقلبات المريعة التي طرأت على سنو وحولته لطاغية آخر من الطغاة الذين لطالما كان يحتقرهم بعدما ظلمهم لعائلته.

إن تقديم قصة عن أصل الشرير وماضيه ليس بالأمر المبتكر لقد أصبح شيئاً رائجاً في الأعوام الأخيرة خاصة بعد الضجة الكبيرة التي حققها خواكين فينيكس بأدائه الرائع لدور "الجوكر" وكما الجوكر كان سنو شخصاً بظلام متوار ابتلعه بالكامل ليحوله إلى أبغض نسخة من نفسه.


لماذا لن نرى جينيفر لورانس في الفيلم؟ 

شكل غياب جينيفر لورانس بشخصية كاتنيس خيبة أمل قاسية لكل معجبي السلسلة فكاتنيس رمز أسطوري للثورة ضد الظلم والقسوة وقد استمتعنا لأعوام بمغامراتها الرائعة المفعمة بالحماس والإثارة لكن أحداث الطائر المغرد والأفاعي تقع قبل ولادة كاتنيس بحوالي أربعين عاماً.

لذا كان وجودها مستحيلاً للأسف في الواقع احتوى الفيلم طاقم تمثيل مختلفاً تماماً عن السلسلة لم يقتصر الاختلاف على الشخصيات والأسماء فحسب بل افتقدنا أيضاً الكيمياء الجذابة التي جمعت بين جينيفر لورانس وليام هيمسوورث والتي غابت بشكل غريب عن بطلي الفيلم الجديد توم بليث بدور كوريولانوس سنو وراشيل زيغلر بدور لوسي غراي بيرد.

أدى بليث دور الطاغية سنو في شبابه ذلك الدور الذي أبدع دونالد ساذرلاند بتجسيده في السلسلة قبل أن يصبح أكثر الأشخاص شراً في عالم ألعاب الجوع، كان بليث مقنعاً بحق في تأدية دور سنو الشاب الذي يدعي الثراء والرفاهية بينما عائلته تعاني ألماً مزمناً في المعدة بسبب الجوع الدائم.

لم يكن الشر قد ابتلع كوريولانوس الشاب بعد كان هناك بصيص خافت من الإنسانية يضيء داخل روحه المثقلة بالحقد والرغبة في التحرر من الواقع الذي أرغمت عائلته على العيش فيه بعد إعدام أبيه، خلال أحداث الفيلم شاهدنا كوريولانوس ينحدر شيئاً فشيئاً نحو الظلام يضحي بكل شيء لأجل نفسه لا يكترث للآخرين ويدرك قبل أي أحد آخر أن ما يجعل الجماهير تمل الألعاب هو عدم رغبتهم في رؤية أشخاص فقراء جائعين يذبحون بعضهم.

لا بد من تغذية المتنافسين ومنحهم اهتماماً إعلامياً ضخماً قبل إرسالهم إلى حتفهم وجعل الجمهور متناغماً معهم حزيناً لمقتلهم لقد نجح بليث في كشف عمق الجانب المظلم داخل سنو كان تغير شخصيته ملموساً نظراته باردة وقفته متصلبة إنه بالفعل النسخة الشابة من العجوز الدموي الذي يدير ألعاب الجوع ببراعة بعد ستة عقود لاحقة.

لكن ومع الأسف لم ينجح بليث في خلق أي تناغم مع راشيل زيغلر التي جسدت ما بدا أنه نسخة أقل جاذبية وشجاعة من كاتنيس إيفردين متنافسة المقاطعة 12 كما كان القوس سلاح كاتنيس المختار كان الغيتار سلاح لوسي غراي التي جذبت اهتمام الجمهور وتعاطفهم بصوتها الدافئ القوي.

نرشح لك: سهم الحرية يضيء الظلام في فيلم The Hunger Games: Mockingjay – Part 2

كانت لوسي غراي ذات الفستان المبهرج منارة تضيء درب سنو الذي أراد كسب ثقتها ليجعلها الفائزة ويكسب في المقابل مكانة عالية لعائلته يدرك الاثنان أنهما بحاجة بعضهما البعض، وأن الخروج من الألعاب على قيد الحياة ليس الأهم بل ما سيأتي بعد النجاة ويشكلان علاقة وثيقة من نوع ما لكن حتى روح لوسي غراي البريئة ودفء صوتها لم ينجح في تخليص سنو من ظلامه المحتوم.

رغم محاولة الفيلم ربط شخصية لوسي غراي بشخصية كاتنيس كطائر مغرد، إلا أن ضعف الكيمياء بين الممثلين لم يساعد كثيراً في كسب تعاطف المشاهدين.

في حين أدت فايولا ديفيس دور مصممة الألعاب السادية الدكتورة فولومينيا غول لقد كانت فايولا ديفيس ببساطة فايولا ديفيس رائعة بطريقة مخيفة بشكلها الغريب الذي يجعلها أشبه بنسخة أكثر جنوناً من الدكتور فرانكنشتاين وطريقة كلامها الباردة المميتة نجحت فايولا في منحنا تفسيراً مقبولاً لوحشية الألعاب عن طريق أداء شخصية متوحشة سادية قاسية كالدكتورة غول التي تتفنن في انتقاء ملابس تعكس الجنون القابع في عقلها.

إن أساس ألعاب الجوع ليس العنف بل الدراما وينبغي على مصمم الألعاب البارع صنع مشهد لا ينسى مشهد يثير تعاطف الجمهور المتعطش للدراما بقدر تعطشه للدماء، لقد كانت غول أبرز المؤثرين في شخصية سنو والأساس الذي بنى عليه ألعابه وضمن استمرارها في المستقبل.

أمًا بيتر دينكلاغ فيبدو أنه يواجه مشكلة حقيقية في الخروج من عباءة تيريون لانسر التي اشتهر بها في لعبة العروش إذ بدا أداؤه لشخصية العميد كاسكا هايبوتوم مزيجاً غريباً من تيريون لانستر وغريغوري راسبوتين بعباءة سوداء وشعر داكن بدا دينكلاغ ضائعاً بشكل مؤسف حتى تشك أنه لم يفهم تماماً شخصيته.

أحياناً هو عدو سنو الذي لا يسعده شيء في هذا العالم قدر تدميره وأحياناً هو مؤسس اللعبة وعقلها المدبر الذي سئم من كل تلك الدموية ويرغب فقط في إلغائها من المؤسف حقاً رؤية ذلك الذي أمتعنا لأعوام بدور الذكي الحصيف تيريون لانستر ضائعاً بهذه الطريقة الغريبة في الواقع لو قارنت شخصيات أغنية الطيور المغردة والثعابين مع الشخصيات الموجودة في السلسلة الأصلية لوجدت أن القاسم المشترك الأعظم بين شخصيات الأغنية هو القسوة تلك القسوة التي تبلورت من خلال الدعم المطلق لحمام الدم المدعو ألعاب الجوع.


كيف يختلف The Ballad of Songbirds & Snakes عن الأفلام السابقة؟ 

بشكل عام يمكن اعتبار أغنية الطيور المغردة والأفاعي حكاية عن شباب الطاغية سنو الذي عرفناه رجلاً متوحشاً كبيراً في السن لكن كان هناك اختلافات واضحة للغاية في الألعاب نفسها التي لم تكن بكل تلك الإمكانيات الهائلة التي تفتق عنها ذهن سنو لاحقاً حتى أنها لا تشبهها في شيء كانت بينام كلها تعاني من الفقر والجوع.

ولم تكن الكابيتول بكل تلك الثروة والترف بل بدت في نواح كثيرة أشبه بموسكو ستالين كما تراها في الأفلام الأمريكية، أمًا القتال فلم يكن يدور في تلك الغابات الواسعة إنما في ساحة مقفرة مدمرة كساحة المدرسة الثانوية معركة شرسة كمعارك القطط لا أحد يؤيد رؤية أطفال جائعين قذرين كالحيوانات يتقاتلون حتى الموت لهذا انخفضت نسبة المشاهدة حتى كادت ألعاب الجوع أن تندثر.

لكن ذهن سنو تفتق عن فكرة عبقرية، لماذا لا نشرك الجمهور في اللعبة دعهم يعرفون المتنافسين ينسجمون معهم يرونهم أكثر من مجرد ضحايا محتملين، لقد ازدادت نسب المشاهدة فوراً الجميع يريد رؤية أطفال نظيفين أصحاء الجسد يقتلون بعضهم البعض والأكثر قبولاً هو من سينجو من هذه المذبحة فلسفة مرعبة قاسية تحتقر كل كرامة للنفس البشرية بدون أي شك.

لقد قدم الفيلم الجديد ألعاب الجوع من وجهة نظر المفترس لا الفريسة على عكس الأفلام الأصلية التي استعرضت وجهة نظر المتنافسين وروت حكاية عن الصمود والأمل والثورة التي تجسدت في شخصية كاتنيس الجذابة، كانت أغنية الطيور المغردة والثعابين قصة عن الطموح الأعمى والقسوة والكراهية.

لم يحاول الفيلم إطلاقاً تبرير ما آل إليه كوريولانوس سنو لكنه حكى قصته وأظهر ماضي بينام الكريه العنصري الذي اخترع قادته ألعاب الجوع لا لمعاقبة المتمردين كما فهمنا في الأفلام السابقة لكن لإثبات سلطتهم وقدرتهم على إحكام سيطرتهم على حياة أطفال المقاطعات.

ووضح التفكير المخبول لحكام الكابيتول الذين يرون أن ألعاب الجوع إرث حضاري ينبغي الحفاظ عليه بأي ثمن كما حمل الفيلم فلسفة قاسية تشبه فلسفة الأدغال لو لم تكن ذئباً ستكون طريدة لا يوجد أي حل آخر وسنو كان ذئباً متخفياً كشر عن أنيابه في اللحظة التي ناسبته غير عالم أن الطير المغرد الذي تخلى عنه قبل ستة عقود سيعود مجدداً في صورة طفلة شجاعة قوية أطاحت بالمملكة التي ضحى بأقرب رفاقه لأجلها.

لكن ورغم كل الاختلافات بينه وبين السلسلة الأصلية لم يخل الفيلم من روح ألعاب الجوع القاسية المؤلمة وتلك الإثارة المتحفزة التي تحملها المشاهد القتالية ومع ذلك وبكل تأكيد نفتقد الشخصيات التي تعلقنا بها وأحببناها لأعوام طويلة واستمتعنا بمغامرات لا مثيل لها عَبر الأفلام الخمسة المذهلة.


هل نجحنا في توقع أحداث الفيلم الجديد؟ 

كنا قد بنينا مجموعة من السيناريوهات المحتملة للفيلم هنا في "أراجيك فن" قبل إصداره ببضعة أشهر ويبدو أن توقعاتنا كانت ناجحة؛ حيث أصبنا في احتمالين من أصل ثلاثة؛ فقد كان الفيلم بالفعل رحلة إلى ماضي ألعاب الجوع هناك تعرفنا إلى مؤسسها كاسكا هايبوتوم ورأينا كيف كادت الألعاب أن تندثر وتتوقف لولا سادية كوريولانوس سنو التي جعلته يدرك شغف الجماهير الحقيقي ورغبتهم المختلة في رؤية الدماء والموت.

كانت ألعاب الجوع في بداياتها وحشية بلا تنظيم حتى إن المتنافسين كانوا يوضعون في مكان أشبه بحديقة الحيوان حتى يأتي الوقت المناسب ويبدأ حمام الدم على عكس ما رأيناه عندما كانت كاتنيس هي المنافسة حيث كانت الألعاب بالغة الدقة وكان من المهم حقاً أن يعرف المشاهدون كل ما يمكن معرفته عن المتنافسين كما أننا توقعنا أن يكون البطل الرئيسي للفيلم هو النسخة الشابة من القائد سنو الذي لم نعرف إطلاقاً تفاصيل صعوده الصاروخي إلى السلطة وهو ما ركز عليه الفيلم الذي كشف تاريخاً مظلماً معقداً.

تاريخ حوّل سنو من فتى لطيف طموح إلى وحش مفترس يفعل أي شيء لضمان استمرار سلطته لقد قدم الفيلم تفسيرات منطقية لأمور وردت في السلسلة الأصلية مثل سبب اهتمام سنو بكاتنيس فقد ذكرته بطائره المغرد لوسي غراي التي تخلى عنها لأجل السلطة والثروة.

نرشح لك: تكهنات مثيرة حول مستقبل فيلم The Hunger Games.. إكتشف لغز اللعبة الاَن!

كما أن قدم للفيلم نظرة واسعة لمقاطعات بينام في الماضي وألقى نظرة على الفقر والحرمان والشناعة التي ترسخت لعقود في ذلك العالم الوحشي، الذي لم يجد سادته طريقة أفضل من ألعاب الجوع لإثبات سيطرتهم، لكننا تمنينا حقاً لو استطعنا رؤية قليل من تاريخ الثوار في ذلك الزمن الصعب، وهو ما لم يحدث لأن الفيلم بمجمله يركز على القادة هذه المرة لا على أولئك المسحوقين القابعين كخراف تنتظر الذبح كل عام.

ذو صلة

في الختام يمكن لنا القول إن أغنية الطيور المغردة والثعابين احتوى على العديد من الاختلافات التي ميزته عن السلسلة الأصلية، ورغم الآراء المتضاربة حوله إلا أنه حمل فعلاً بعضاً من سحر السلسلة الأصلية لكنه افتقد البراعة والإثارة المتجددة التي حكمت عالم ألعاب الجوع الأصلي، ومع ذلك فقد قدم الفيلم وجهة نظر مختلفة وقصة ممتعة وتاريخاً منطقياً لذلك العالم القاسي الذي حكمه طغاة لا يقلون عنه قسوة لربما؛ لم يكن الفيلم مثالياً لكنه ممتع مشوق بلا أدنى شك!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة